اقتصاد “الملتقيات”..!

شمائل النور

منذ انفصال جنوب السودان وحتى الآن،نفذت الحكومة عدداً وافراً من الملتقيات والمنتديات الاقتصادية،في محاولة لوضع خارطة طريق للخروج بالاقتصاد من نعشه،وفي كل مرة تخرج توصيات متألقة،وتوجيهات صارمة،وأرقاماً لو تحقق 50% منها لكان الوضع مختلف،لكن لا شيء يحدث بعد ختام هذه الملتقيات والمنتديات،تسير التوصيات إلى طريقها المعهود إلى المهملات،تتوزع النثريات والمصاريف بين المنظمين لهذه الملتقيات،الاقتصاد السوداني لا يحتاج كل هذا الضجيج والصرف،طالما أن الجميع اتفق حول تشخيص الحالة،حتى لو كان هذا التشخيص غير معلن بشكل كامل،إلا أنه متفق عليه،الاقتصاد لا يحتاج غير تفعيل الإنتاج فقط وحماية المال العام،وهذا لا يكلف الدولة حوار سياسي مع المعارضة أو مفاوضات في الدوحة أو وساطات إفريقية،المطلوب فقط قرارات شجاعة تفسح الطريق للعمل الجاد دون مجاملة أو محاباة أو حسابات مصالح مشتركة،كم عدد البرامج التي نفذتها الحكومة منذ أن انفصل جنوب السودان وحتى آخر إجراءات اقتصادية الخاصة بزيادة الأسعار الأخيرة،أليست كافية كل هذه البرامج للاختبارات،كم عدد النصائح التي قُدمت بشأن إصلاح أو إنقاذ الاقتصاد،قطعاً لا تُحصى،وكلها تصب في حل واحد لا ثاني له،ولا يحتاج كل ما يحدث.،لكن لا أحد يسير في اتجاه هذا الحل.

الاعتماد المباشر والمستمر على زيادة الأسعار وإرهاق المواطن حتى الموت،لن يحل المشكلة إلا بموت هؤلء المواطنين جميعهم،طالما أن الاقتصاد لا يُنتج ويعتمد فقط على الزيادات والجبايات وزيادة الضرائب،وآخرها ربما زياد ضريبة الدخل الشخصي والتي من المنتظر أن يناقشها البرلمان غداً الإثنين،هذا الاتجاه والإصرار عليه يؤكد أن الحل المعلوم للجميع لا طريق له ولا رغبة في السير في اتجاهه،إنما الطريق الأسهل هو استمرار إيجاد المزيد من الجبايات،رغم النتائج الكارثية التي بين أيدينا،شركات الطيران،بعضها توقف وبعض منها أنذر وفي انتظار توفيق الأوضاع،فنادق أغلقت،ومخاوف من إغلاق البنوك وفقاً لاتحاد أصحاب العمل،أسواق عمل كاملة توقفت منذ فترة،ملخص الوضع،المزيد من الشلل الاقتصادي،وليس هذا قاصراً على قطاع،ولم يعد يتأثر به قطاع دون الآخر،هو شلل شامل الجميع.

هب أن الحكومة قررت زياداتها على الأسعار في دفعة ثانية، والتي أعلنها وزير المالية وتم تطبيقها،وقررت زيادة جديدة في الضرائب والجمارك التي لم تتوقف وتم تطبيقها،هب أن كل هذا حدث وبأضعاف مضاعفة،واستمر الوضع السياسي والأمني في اختناقه هذا،واستمرت قطاعات الإنتاج في توقفها،هل حُلت الأزمة..دون شك لا..إن لم تكن تضاعفت..الحكومة لا تريد أن يمسها سوء من أي إجراء اقتصادي تتخذه،لكنها غير آبهة بما يترتب على المواطن من هذه الإجراءات،بل ان قياداتها لا تزال تواصل مسلسل الاستفزاز،وكأنهم يطعمون الشعب من أموالهم الخاصة،الإصلاح الاقتصادي ليس بحاجة إلى ملتقى يتحمل مصاريفه هذا الشعب،بل هو بحاجة إلى أن تبدأ الحكومة بنفسها.
=
الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بدون معارضة
    بدون موالاة
    الحقيقة المرة
    لم تفلح الانقاذ في الاقتصاد ودمرته والدليل
    استلمت الانقاذ سعر صرف الدولار وبرحلته الى الدينار فقد صفرا وبعودته جنيها مرة اخرى فقد صفرين واصبح السعر مايزيد على 8000 جنيه
    اضاعت الانقاذ البترول الذي اكتشفته ثورة مايو
    دمرت الانقاذ مشروع الجزيرة اكبر مشروع في افريقيا
    بلغ الفساد مبلغه حتى تقاوي الزراعة استوردت فاسدة زهرة عباد الشمس والقمح وكذلك المبيدات
    دمرت الانقاذ السكة الحديد وحل مكانها شركات النقل والبصات السياحية
    دمرت الانقاذ سودانير وسودان لاين والبريد
    دمرت الانقاذ المواطن السوداني وتغسل الكلى بماء الصهاريج
    دمرت الانقاذ الحياة الفطرية باثارة الحروب مع الساعين للحكم والمال
    دمرت الانقاذ الوطن بفصل الجنوب ثلث المساحة وربع السكان
    واي ملتقى اقتصادي هذه مسرحيات هزيلة وتبديد للمال العام
    واتحدى لو لو اقترح احد المؤتمرين بضرورة اعادة هيكلة الحكومة الى اقل من 20 وزارة 5 اقاليم للحكم التي لايحتاج السودان لاكثر منها
    ائتمروا واكلوا الفول المدمس والتمر القنديلا واطلقوا حناجرهم كوراليا الله اكبر والله اكبر

  2. الانقاذ فشلت سياسيا واقتصاديا وامنيا
    لكنهم مستمرون في الغطرسة والعجهية والعزة بالاثم
    لن بعترفوا بهذا الفشل
    الاقتصاد في ظل الوضع الحالي لن ينصلح الا بدعم خارجي
    وهذا في وجود الانقاذ لن يحدث

    زمان ياشمايل في التسعينات ايام ناكل مما نزرع وامريكا دنا عذابها
    وكنت وقتها في سونا قال لنا القنصل الثقافي الامريكي
    بصريح العبارة اننا لانرسل جندي واحد للسودان (ايامها راجت اشاعة تدخل امريكي في السودان على غرار ما جرى في الصومال) لكننا سنخنق الانقاذ حتى تموت
    اليس ما يحدث الان حشرجة الروح من الخنقة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..