إسلام الغتغتة

بابكر فيصل بابكر
المنهج الذي تتبناهُ جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة ( الأخوان المسلمون) في التصدي للمشاكل الإجتماعية يشوبه خللٌ أساسي يتمثل في أنَّهم يعتبرون “المنع القانوني” معياراً للنجاح في محاربة ما يصفونه “بالظواهر السالبة”, ومن ثم يفترضون أنَّ علاج المشاكل قد إكتمل حتى ولو كانت نتيجة ذلك المنع هو تمدُّد تلك الظواهر “تحت السطح” بصورة أكبر مما كانت عليه قبل ذلك المنع.
خطورة مثل هذا النهج تتمثل في تجاهل النظر”العقلاني والعلمي” للمشاكل التي يُعاني منها المجتمع من أجل إستنباط الحلول المُمكنة, وبالتالي فإنَّه ? أي ذلك النهج – لا يؤدي في خاتمة المطاف إلا إلى تفاقم تلك المشاكل وعدم تدارُكها إلا بعد وصولها لمرحلة “الإنفجار” وتحولها لكوارث غير قابلة للحل.
سُقتُ هذه المقدمة لمناقشة الحديث الذي أدلى به الأسبوع الماضي القيادي الإخواني أحمد عبد الرحمن محمد في ندوة حول المسيرة السياسية للدكتور حسن الترابي وأوردته صحيفة “الجريدة”, حيث قال في إطار إستعراضه لنجاح مشروع حكم الإنقاذ : (حدث تغيير للجميع بنسبة 180 درجة) وأضاف (كنت ضابط صحة أجمع الرسوم من النساء لضمان مدى التزامهن بالإشتراطات الصحية)، وتابع (البارات كانت حول المساجد).
إنَّ إشارة الأستاذ أحمد لإختفاء بيوت “البغاء” و “البارات” قصد منها القول أنَّ تغييراً إيجابياً “بنسبة 180 درجة” قد طرأ على المجتمع السوداني منذ أن تم تطبيق مشروع الإخوان المسلمين بقيادة الدكتور الترابي.
قبل الشروع في تفنيد الحديث أعلاه, أودُ الإشارة إلى أنَّ الإخوان المسلمين لديهم حساسية مفرطة تجاه موضوع “الخمر” ويعتبرون منعها هو المؤشر الأهم لنجاح طرحهم في ميدان “الأخلاق والقيم” , غير أن حساسيتهم تكاد تكون معدومة في مواجهة أمور أخرى مثل السرقة والكذب والرشوة والفساد, وهذا موضوع يحتاج لدراسة “نفسية” وبحث متعمق لمعرفة أسبابه.
هذا الأمر يُمكن ملاحظته في حديث الأستاذ أحمد الذي يُمِّثلُ للتغيير الإيجابي بإختفاء بيوت البغاء والبارات ولكنه يتجاهل بالكامل المصائب “الأخلاقية” الأكبر التي حلت بالبلاد وفي مقدمتها “الفساد” غير المسبوق.
ولكن حتى موضوع الخمر والبغاء فإنَّ الإخوان المسلمين ينظرون له بسطحية شديدة, ولا يتعمقون في النظر لتلك الظواهر بمعيار “المقاصد” الذي يوازن بين السلبيات والإيجابيات حتى يقيس جدوى القرارات ومدى تحقيقها للأهداف المنوط بها خدمة مصالح المجتمع وليس مفاقمة المشاكل وزيادة المفاسد.
في البداية, وحتى لا يتهمنا أحد المُهَفَّكين ( المُهَفَّكُ من الرجال : الكثير الخَلط ) بالسعي لنشر الرذيلة نقول بوضوح أننا لسنا من دعاة عودة البارات وبيوت البغاء, ولكننا نسعى لإعمال عقولنا في دراسة القرارات المتعلقة بالظواهر الإجتماعية بصورة علمية حتى نرى مدى تطابقها مع الغايات التي أتخذت من أجلها.
نعم يا أستاذ أحمد, تم إغلاق البارات ولكن ذلك لم يمنع إزدياد نسبة شاربي الخمر بصورة مخيفة لا يمكن مقارنتها مع نسبة الشاربين قبل قرار المنع, وهو كذلك لم يمنع الأطفال القُصَّر (من الجنسين) – الذين كان يستحيل عليهم الشرب بحكم أعراف المجتمع السائدة في الماضي – من إرتياد عالم الخمر بكثافة مُحيِّرة.
في تقرير منظمة الصحة العالمية حول “إستهلاك الكحول والصحة” الصادر في ديسمبر 2014, حلَّ السودان في مقدمة دول العالم من حيث نسبة إحتساء الفرد للكحول, وإحتل المركز الثاني عربياً حيث بلغ معدل إستهلاك الكحول للفرد في السودان 24.10 لتراً في العام !
قطعاً سيخرجُ علينا “مُوسوسٌ شكَّاك” يعتقدُ في مؤامرةٍ تُديرها المنظمات الدولية ضد “دولة المشروع الحضاري”, ليبدي رفضه لنتائج التقرير أعلاه, ولكننا سنسارع وندعوه لمراجعة ضبطيات الخمور المهربة ومراكز البحوث ومصحات علاج الإدمان وإستقصاءات الصحف حتى يعرف مدى إستفحال المشكلة, وفي هذا الإطار نورد هذا المقتطف من تحقيق أجراه الصحفي “عثمان البلولة” حول موضوع الخمور بصحيفة “الصيحة” في ذات السنة التي صدر فيها التقرير الأممي وجاء فيه :
( وهاتفياً يقول أحد مروجي الخمور التائب عن ممارسة المهنة : كنت في وقتٍ قريب ألقب بـ “الرصاصة” هكذا يلقبه الزبائن, لا أتعاطى الشراب, وكنت أبيع من 600 إلى 650 قارورة في الأيام العادية, وترتفع إلى 800 قارورة في يومي الخميس والجمعة، والزبائن من السودانيين وهم كبار وصغار طلاب وطالبات ومن الأجانب، وعن وجود زبائن من النساء قال : “يوجد لكن نسبة قليلة، وبعضهن ترسل السائق ليشتريها لهن ).
في عام 1919م قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتعديل دستورها وأصدرت قانوناً “حرَّم بيع الخمور وصنعها والإتجار بها واستحضارها من الخارج”, وقد وقف وراء ذلك التعديل رجال الصناعة والزراعة الذين رأوا أن الخمر تذهب بقوى العمال والمزارعين وتضعف صحتهم وتقعدهم عن العمل.
ولكن في أجواء تحريم الخمر إنتشرت الحانات الخفية, ونشطت عصابات رهيبة ( أشهرها “آل كابوني”) إستفادت من قانون التحريم وكوَّنت ثروات هائلة، ومجموعات مدربة من القتلة، وبدأ تهريب الخمر من كندا، واستنفرت أمريكا نفسها في كل سواحلها لمنع تجارة الخمر التي راجت أكثر من ذي قبل, وتضاعفت أسعار الكحول مثلما يحدث لكلِّ سلعةٍ يندُرُ ويقلُّ أو يتم إحتكارها، وأقبلَ الناسُ على الشُرب أكثر من ذي قبل تحت تأثير القانون النفسي الرهيب : كلُّ ممنوعٍ مرغوب.
وأخيراً إضطر الرئيس فرانكلين روزفلت بعد أربعة عشر عاماً من التحريم (أي في عام 1933) إلى إلغاء القانون حيث ثبت أنه لم يكن مفيداً في إقتلاع عادة الشرب من الشعب الأمريكي، مع كل معرفتهم بضررها.
هذه التجربة الأمريكية تفتحُ أعيُننا على أثر عمل القوانين وقدرتها على علاج المشاكل الإجتماعية، فما لم تُهيأ النفوس لقرارات كبيرة و خطيرة من هذا النوع فإنه لا يُمكنُ اقتلاع عادات مثل التدخين أو شرب الخمر أو غيرها.
أمَّا حديث الأستاذ أحمد عن البغاء (الجنس مقابل أجر) فهو أيضاً يسير في ذات نهج حديثه عن الخمر, وهو النهج الذي يقيس النجاح في محاربة المشاكل الإجتماعية بالمنع والتحريم فقط وليس علاج أسبابها ودوافعها.
معلومٌ أنَّ ممارسة البغاء تُعد ظاهرة إجتماعية وجدت منذ أقدم العصور, وعندما جاء الإسلام حرَّمها مثلما فعلت المسيحية واليهودية من قبل, ولكن الجواري والبغايا المملوكات راجت سلعتهن في العصرين الأموي والعباسي وامتداداً للعصور اللاحقة.
وعلى سبيل المثال فقد عرفت مصر هذه الممارسة منذ القِدَمْ, و لم يُغيِّر دخول المسلمين بعد الفتح العربي من إستمرار البغاء ممارسة وتجارة, حيث ترك الحكام المسلمون طوال العهدين الأموي والعباسي الأمور على ما كانت عليها، وفي ظل “الخلافة العثمانية” إستمر فرض الضرائب على بيوت البغاء, كما فعل الفاطميون من قبل, وسُميت بيوت الدعارة “كرخانات” وهى كلمة تركية مكونة من مقطعين “كري” وتعني نوم و”خانة” وتعني نُزُل أو محل.
إذن, تلك الممارسة كانت موجودة في مختلف المجتمعات الإسلامية, ولم يك السودان إستثناءاً, ولكن لا يُفهم من ذلك أننا نوافق عليها ونجيزها لأننا نقف ضد جميع الممارسات القبيحة التي تُسيء للإنسان ولا سيما للمرأة, بيد أنَّنا نهدفُ للنظر للموضوع في سياقه الذي وُجِدَ فيه حتى نستطيع مقارنة الأوضاع قبل وبعد منعه وتحريمه.
لا يختلفُ إثنان ولا تنتطحُ عنزان في أنَّ “البغاء” في السودان تحوَّل بعد المنع لظاهرة “سرية” تُمارسُ في الخفاء وبشكل كبير جداً, والأخطر من ذلك أنَّه تمدَّد للمجتمع بأكمله بعد أن كان محصوراً في دور “صاحبات الرايات” فقط, حينها لم يكن أحدٌ يتجرأ على مراودة بنت الجيران أو زميلة العمل والدراسة أو المرأة المتزوجة, كذلك لم يعرف المجتمع حينها ظاهرة “الإغتصاب” التي إنتشرت بصورة مخيفة مؤخراً.
مرَّة أخرى, حتى لا يتفلحس (تفَلْحَس الرَّجل : تطَفَّل) علينا أحدهم ويتهمنا “بتضخيم” نسبة التدهور الذي أصاب المجتمع في هذا الخصوص, فإننا نحيلُ القارىء لدفاتر شرطة النظام العام, والإحصاءات المتعلقة بإنتشار مرض الأيدز, والأرقام الخاصة بالأطفال مجهولي الأبوين, والقصص التي يرويها لك أصحاب “الركشات” و “الأمجاد” حول الموضوع, وهى قصص يشيبُ لها الولدان ! وغير ذلك من المؤشرات.
يجدُرُ بالأستاذ أحمد وجماعته قبل أن يهللوا لنجاحات وهمية لم تتحقق في أرض الواقع, أن يتعمقوا في دراسة الأسباب الحقيقية التي أدت لتفاقم هذه المشكلة وعلى رأسها “الكبت الجنسي” الذي يعاني منه الشباب, وكذلك عليهم علاج مشكلة “الفقر” وسوء الأوضاع الإقتصادية التي تدفع بأعداد كبيرة من النساء للجوء إلى هذه المهنة لكسب المال, إضافة للتأثير المباشر للفضائيات والإنترنت, والإنفتاح على العالم وغيرها من الأسباب.
أخيراً نقول : نتفق مع الأستاذ أحمد أنَّ تغييراً بنسبة 180 درجة قد وقع في المجتمع السوداني منذ أن بدأ تطبيق فكر الأخوان المسلمين في مختلف المجالات, ولكنه في رأينا تغييرٌ “للأسوأ” وليس للأفضل, سيما فيما يلي الموضوعات محل النقاش في هذا المقال “البغاء والخمر”, التي تمَّ التصدي لها بقوة القانون فقط في محاولة “للغتغتة” وليس للحل, فصارت أشبه بمحاولة تنظيف الغبار بوضعه تحت البساط وليس التخلص منه.
[email][email protected][/email]
بالدارجي ينصر دينك ي شيخ انت حللت مشاكل البلد بكل بساطة وشفافية…..وما اكثر الدهماء و المتفلحسين والمهفكين…في زمن المتاسلمين .
الأستاذ بابكر .. والله لم تترك مجالاً للمُهَفَّكين والمتفلحسين، على الأقل كان تتفضل عليهم بالتعليق وبعدين يأتي ردك في مقال آخر .. من باب (العصف الذهني) وإثراء النقاش بأفكار جديدة وعميقة.
لماذا ظهرت وبانت مثل هذه المظاهر في عهد ما يسمون انفسهم بالاسلاميين . انتشار وذيوع المخدرات الاغتصاب التجنيب الفساد عدم البركه في المشاريع(سندس ) تدهور الصحه التعليم الدول ماشه لفوق ونحنا لتحت . حلايب الفشقه تمزق خرطه السودان الجميله من حلفا لنمولي اتفاقية او قول مؤامرة(نيفاشا). نستورد الزراره بتاعةالقميص ابرة الخياطه……الخ. ملينا من حكاية الحصار الامربكي المزعومه. غواصه حربيه واحده في المياه الدوليه ممكن تحاصر السودان حصار كامل البره بره والجوه جوه .نتفائل خير والله المستعان.
موضوع شامل ومرتب. على الإخوان المسلمين أن يقوموا بدراسة جادة عن هذه الظواهر داخل عضويتهم فما وصل لوسائل الإعلام عنهم ليس بقليل. “من ثمارهم تعرفونهم”.
في تقرير منظمة الصحة العالمية حول “إستهلاك الكحول والصحة” الصادر في ديسمبر 2014, حلَّ السودان في مقدمة دول العالم من حيث نسبة إحتساء الفرد للكحول, وإحتل المركز الثاني عربياً حيث بلغ معدل إستهلاك الكحول للفرد في السودان 24.10 لتراً في العام)
ليس من عاقل يصدق هذاالتقرير ببساطة لأن الواقع يكذِّبه أنا أعيش بين الخرطوم وبورتسودان والأبيض منذ 1983 لم أشم رائحة خمر إلا مرات قليلة جداً ، اتجول مثلي وأي سوداني في مختلف الأماكن في كل الأوقات ، نادراً ما أري مشهد أو أشم رائحة تتعلق بشرب الخمر ، من أين جئت بهذا التقرير ؟
خذ مثلاً في أي بلد ( عدا السودان والسعودية) الخمر تباع في البقالات ( طبعاً غير خمر البارات والمطاعم) مما يشير إلى كثرة متعاطينها ، إن كان السودانيين متعاطين الخبر بهذه النسبة حسب التقرير فما نسبة متعاطينها في مصر ولبنان واليمن وسوريا وقطر والبحرين والمغرب ……..
وإن كان السودانيين يشربون الخمر بهذه الكمية فمتى يشربونها ، وأين وفي أي وقت، وما الجهات التي توَّفرها ، يعنى ( في كم ست عرقي ) في السودات تستطيع تغطية هذه الطلبيات العالية جداً .
بالله خليك من تخريفك ده . خلافك مع الكيزان تتفق فيه معنا تماماً وأنهم أسوأ من مشى على سطح الأرض ، لكن غضبك منهم يجرك في كثير من المقالات إلى مهاجمة الفضيلة والدين نفسه فعليك وغيرك أن يحافظ على الحاجز القوي بين الدين والأخوان المسلمين لأنك تعلم تماماً كما يعلم الجميع أن الكيزان لا يمثلون الإسلام في شيء ، لا هم ولا أنصار السنة ولا الصوفية ولا الشيعة ولا أي فرقة من الفرق التي تُسب إلى هذا الدين الحيف . أنا وغيري ملايين المسلمين غاية الانضباط نصلي ونصوم ونتقي الله في كل كبيرة وصغيرة ولكنا ليس لنا أي علاقة بأي جماعة من الجماعات الإسلامية المذكورة . فيا أخي على الأقل راعي مشاعرنا نحن الغالبية العظمى .
المر الأخير ( أرجو أن تكون ممن تجاوزت أعمارهم الخمسين ) شهدنا الشارع السوداني ، والمساجد والسلوك العام في السبعينات إن كنت مننا فقارن بين ما كان عليه الحال في تلك الفترة والضع الحالي وسنترى الفرق . وهذا ما يدل على أن التقرير المقصود قد يرجع إلى فترة السبعينيات وليس بعد 1983.
لا تحزن .. سوف نسمع من الكيزان ما هو اسوأ من ذلك فهم يسبون ويشتمون ويمتنون على الناس وعلى المجتمع وهذا دأبهم إنهم جاهزين ليفعلوا بالناس ويقولوا لهم ما لا يخطر على قلب بشر من اجل التمسك بالسلطة والكنز بل انهم لا يتوانون في اغتيال الشخصية والمجتمع في سبيل تحقيق رغائبهم والتمسك بالرياسة فهم صنمهم الذي يعبدون وإليه يحجون ويقاتلون ويخاصمون ولا يتوروعون في فعل كل ما من شأنه التمسك بالسلطة بل ان احدهم ليبكي فرحاً بالسلطة او عند عزله من السلطة حتى لو كان لأخرين من نفس بني جلدته.
لقد دخل الاستعمار الاوروبي الى افريقيا عن طريق الدين فجاء السياسيين الاوروبيين في معية المبشرين النصارى فشغلت البعثات التبيشيرية الافارقة بالتنصير والنواقيس والشموع المضاءة في الكنائس وساعدت السياسيين في التمكن من الحكم واستخدام الافارقة في خدمة السلطة الغازية ولا يستيطيع احد من الافارقة الاعتراض لأن سيف الدين كان مسلط عليهم بإستمرار وبهذه الطريقةالتي عرف بها الاستعمار الاوروبي كيف يسيطر على افريقيا عدد من السنين.
يستخدم الكيزان نفس الطريقة في التمسك بالرئاسة مستخدمين الدين والتحدث عن التدين حتى التدين الطبيعي للفرد السوداني من قبل ان يظهر الكيزان على وجه الارض هو جزء من انجازاتهم.
كما أنهم يعدون كل تطور طبيعي في المجتمع ضمن انجازاتهم الم يقولوا وجدناكم عرايا فإمتلات دواليبكم بالهدوم ؟؟ وهم لا يعرفون ان تطور صناعة النسيج التي بدأت بالنول والمغزل اليدوي حتى أصبحت شركات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة تنتج ملايين الأمتار في الساعة الواحدة ؟؟؟ ألم يقولوا لنا ادخلنا لكم الموبايل ؟؟ وشركات الإتصالات في سباق مع الزمن.
وهكذا فإن بيوت الرايات التي كانت منتشرة في كل مدن السودان والبارات كانت في طريقها الى الزوال كغيرها من المظاهر السلبية لزيادة وعي المجتمع الداخلي والخارجي ولا علاقة للكيزان في ذلك اطلاقاً وقد أزالت الكثير من الدول مثل هذه المظاهر السالبة وكانت الدول الاسلامية سباقة الى ذلك لحرمتها البينة التي لا تحتاج لأن اكون اخاً مسلماً او صوفياً كما انها أنها كانت من مخلفات العهد الاستعماري ولا علاقة للأخوان المفسدين بها ولكنهم كعادتهم ينسبون كل عمل لأنفسهم ليأكلوا من وراءه ثمناً قليلاً..
ولكنهم يتناسون كما قلت اسوأ خصال يتصف بها الإنسان على وجه الأرض وهي الكذب الذي يهدي الى الفجور لذلك فجروا في كل شئ حتى في الحديث وفي الخصومة ومع ذلك ومع ذلك يرددون نفس الكلام من اجل التمكن في السلطة حتى شابت حواجبهم وهم يتحدثون عن هذه الامثلة متى ما سنحت لهم الفرصة بالحديث ..
ولعل اسوأ خصالهم بل أسواء الخصال التي يتصف بها إنسان على وجه الكرة الارضية والمزمومة في كل الشرائع السماوية وكل القوانين الأرضية هي “الغدر بالمواثيق وعدم الوفاء بالعهود” وهذه لا تحتاج الى دليل فكلما عاهدوا عهداً نقضه فريق منهم ونفذوا فيه حسب يحلوا لهم مستعينين بالسلطة والبطش والاستهزاء بالآخرين او محاولة شق صف الذين اتفقوا معهم ليجعلوهم هم الذين ينقضون العهد والميثاق بصورة غير مباشرة ..
يا أستاذ بابكر، أحمد عبد الرحمن محمد دا بالذات يتولى وظيفة رئيس أو أمين عام حاجة اسمها منظمة تسمى الصداقة الشعبية (كيان هلامي أتحدى أجعص واحد أن يقوم بتعريفه)، و هو يشغل هذا المنصب تقريباً طوال عمر الإنقاذ بمخصصات وزير مركزي كامل الدسم من حيث الراتب و المخصصات و الامتيازات.
أوليس هذا نوع من الدعارة المركبة؟ على الأقل المومس تكسب قوتها خصماً على مجهودها و صحتها و كرامتها؟ فبماذا يبرر هذا الأحمد عبد الرحمن ما يكسبه على حساب هذا الشعب؟
الناس دى شاخت وعجزت ونحن صابرين عليهم اللهم اخلف لنا بجنة عرضها السموات والارض فهولاء الخوارج عملوا ما عملوا وكفى يك شهيدا .
بالدارجي ينصر دينك ي شيخ انت حللت مشاكل البلد بكل بساطة وشفافية…..وما اكثر الدهماء و المتفلحسين والمهفكين…في زمن المتاسلمين .
الأستاذ بابكر .. والله لم تترك مجالاً للمُهَفَّكين والمتفلحسين، على الأقل كان تتفضل عليهم بالتعليق وبعدين يأتي ردك في مقال آخر .. من باب (العصف الذهني) وإثراء النقاش بأفكار جديدة وعميقة.
لماذا ظهرت وبانت مثل هذه المظاهر في عهد ما يسمون انفسهم بالاسلاميين . انتشار وذيوع المخدرات الاغتصاب التجنيب الفساد عدم البركه في المشاريع(سندس ) تدهور الصحه التعليم الدول ماشه لفوق ونحنا لتحت . حلايب الفشقه تمزق خرطه السودان الجميله من حلفا لنمولي اتفاقية او قول مؤامرة(نيفاشا). نستورد الزراره بتاعةالقميص ابرة الخياطه……الخ. ملينا من حكاية الحصار الامربكي المزعومه. غواصه حربيه واحده في المياه الدوليه ممكن تحاصر السودان حصار كامل البره بره والجوه جوه .نتفائل خير والله المستعان.
موضوع شامل ومرتب. على الإخوان المسلمين أن يقوموا بدراسة جادة عن هذه الظواهر داخل عضويتهم فما وصل لوسائل الإعلام عنهم ليس بقليل. “من ثمارهم تعرفونهم”.
في تقرير منظمة الصحة العالمية حول “إستهلاك الكحول والصحة” الصادر في ديسمبر 2014, حلَّ السودان في مقدمة دول العالم من حيث نسبة إحتساء الفرد للكحول, وإحتل المركز الثاني عربياً حيث بلغ معدل إستهلاك الكحول للفرد في السودان 24.10 لتراً في العام)
ليس من عاقل يصدق هذاالتقرير ببساطة لأن الواقع يكذِّبه أنا أعيش بين الخرطوم وبورتسودان والأبيض منذ 1983 لم أشم رائحة خمر إلا مرات قليلة جداً ، اتجول مثلي وأي سوداني في مختلف الأماكن في كل الأوقات ، نادراً ما أري مشهد أو أشم رائحة تتعلق بشرب الخمر ، من أين جئت بهذا التقرير ؟
خذ مثلاً في أي بلد ( عدا السودان والسعودية) الخمر تباع في البقالات ( طبعاً غير خمر البارات والمطاعم) مما يشير إلى كثرة متعاطينها ، إن كان السودانيين متعاطين الخبر بهذه النسبة حسب التقرير فما نسبة متعاطينها في مصر ولبنان واليمن وسوريا وقطر والبحرين والمغرب ……..
وإن كان السودانيين يشربون الخمر بهذه الكمية فمتى يشربونها ، وأين وفي أي وقت، وما الجهات التي توَّفرها ، يعنى ( في كم ست عرقي ) في السودات تستطيع تغطية هذه الطلبيات العالية جداً .
بالله خليك من تخريفك ده . خلافك مع الكيزان تتفق فيه معنا تماماً وأنهم أسوأ من مشى على سطح الأرض ، لكن غضبك منهم يجرك في كثير من المقالات إلى مهاجمة الفضيلة والدين نفسه فعليك وغيرك أن يحافظ على الحاجز القوي بين الدين والأخوان المسلمين لأنك تعلم تماماً كما يعلم الجميع أن الكيزان لا يمثلون الإسلام في شيء ، لا هم ولا أنصار السنة ولا الصوفية ولا الشيعة ولا أي فرقة من الفرق التي تُسب إلى هذا الدين الحيف . أنا وغيري ملايين المسلمين غاية الانضباط نصلي ونصوم ونتقي الله في كل كبيرة وصغيرة ولكنا ليس لنا أي علاقة بأي جماعة من الجماعات الإسلامية المذكورة . فيا أخي على الأقل راعي مشاعرنا نحن الغالبية العظمى .
المر الأخير ( أرجو أن تكون ممن تجاوزت أعمارهم الخمسين ) شهدنا الشارع السوداني ، والمساجد والسلوك العام في السبعينات إن كنت مننا فقارن بين ما كان عليه الحال في تلك الفترة والضع الحالي وسنترى الفرق . وهذا ما يدل على أن التقرير المقصود قد يرجع إلى فترة السبعينيات وليس بعد 1983.
لا تحزن .. سوف نسمع من الكيزان ما هو اسوأ من ذلك فهم يسبون ويشتمون ويمتنون على الناس وعلى المجتمع وهذا دأبهم إنهم جاهزين ليفعلوا بالناس ويقولوا لهم ما لا يخطر على قلب بشر من اجل التمسك بالسلطة والكنز بل انهم لا يتوانون في اغتيال الشخصية والمجتمع في سبيل تحقيق رغائبهم والتمسك بالرياسة فهم صنمهم الذي يعبدون وإليه يحجون ويقاتلون ويخاصمون ولا يتوروعون في فعل كل ما من شأنه التمسك بالسلطة بل ان احدهم ليبكي فرحاً بالسلطة او عند عزله من السلطة حتى لو كان لأخرين من نفس بني جلدته.
لقد دخل الاستعمار الاوروبي الى افريقيا عن طريق الدين فجاء السياسيين الاوروبيين في معية المبشرين النصارى فشغلت البعثات التبيشيرية الافارقة بالتنصير والنواقيس والشموع المضاءة في الكنائس وساعدت السياسيين في التمكن من الحكم واستخدام الافارقة في خدمة السلطة الغازية ولا يستيطيع احد من الافارقة الاعتراض لأن سيف الدين كان مسلط عليهم بإستمرار وبهذه الطريقةالتي عرف بها الاستعمار الاوروبي كيف يسيطر على افريقيا عدد من السنين.
يستخدم الكيزان نفس الطريقة في التمسك بالرئاسة مستخدمين الدين والتحدث عن التدين حتى التدين الطبيعي للفرد السوداني من قبل ان يظهر الكيزان على وجه الارض هو جزء من انجازاتهم.
كما أنهم يعدون كل تطور طبيعي في المجتمع ضمن انجازاتهم الم يقولوا وجدناكم عرايا فإمتلات دواليبكم بالهدوم ؟؟ وهم لا يعرفون ان تطور صناعة النسيج التي بدأت بالنول والمغزل اليدوي حتى أصبحت شركات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة تنتج ملايين الأمتار في الساعة الواحدة ؟؟؟ ألم يقولوا لنا ادخلنا لكم الموبايل ؟؟ وشركات الإتصالات في سباق مع الزمن.
وهكذا فإن بيوت الرايات التي كانت منتشرة في كل مدن السودان والبارات كانت في طريقها الى الزوال كغيرها من المظاهر السلبية لزيادة وعي المجتمع الداخلي والخارجي ولا علاقة للكيزان في ذلك اطلاقاً وقد أزالت الكثير من الدول مثل هذه المظاهر السالبة وكانت الدول الاسلامية سباقة الى ذلك لحرمتها البينة التي لا تحتاج لأن اكون اخاً مسلماً او صوفياً كما انها أنها كانت من مخلفات العهد الاستعماري ولا علاقة للأخوان المفسدين بها ولكنهم كعادتهم ينسبون كل عمل لأنفسهم ليأكلوا من وراءه ثمناً قليلاً..
ولكنهم يتناسون كما قلت اسوأ خصال يتصف بها الإنسان على وجه الأرض وهي الكذب الذي يهدي الى الفجور لذلك فجروا في كل شئ حتى في الحديث وفي الخصومة ومع ذلك ومع ذلك يرددون نفس الكلام من اجل التمكن في السلطة حتى شابت حواجبهم وهم يتحدثون عن هذه الامثلة متى ما سنحت لهم الفرصة بالحديث ..
ولعل اسوأ خصالهم بل أسواء الخصال التي يتصف بها إنسان على وجه الكرة الارضية والمزمومة في كل الشرائع السماوية وكل القوانين الأرضية هي “الغدر بالمواثيق وعدم الوفاء بالعهود” وهذه لا تحتاج الى دليل فكلما عاهدوا عهداً نقضه فريق منهم ونفذوا فيه حسب يحلوا لهم مستعينين بالسلطة والبطش والاستهزاء بالآخرين او محاولة شق صف الذين اتفقوا معهم ليجعلوهم هم الذين ينقضون العهد والميثاق بصورة غير مباشرة ..
يا أستاذ بابكر، أحمد عبد الرحمن محمد دا بالذات يتولى وظيفة رئيس أو أمين عام حاجة اسمها منظمة تسمى الصداقة الشعبية (كيان هلامي أتحدى أجعص واحد أن يقوم بتعريفه)، و هو يشغل هذا المنصب تقريباً طوال عمر الإنقاذ بمخصصات وزير مركزي كامل الدسم من حيث الراتب و المخصصات و الامتيازات.
أوليس هذا نوع من الدعارة المركبة؟ على الأقل المومس تكسب قوتها خصماً على مجهودها و صحتها و كرامتها؟ فبماذا يبرر هذا الأحمد عبد الرحمن ما يكسبه على حساب هذا الشعب؟
الناس دى شاخت وعجزت ونحن صابرين عليهم اللهم اخلف لنا بجنة عرضها السموات والارض فهولاء الخوارج عملوا ما عملوا وكفى يك شهيدا .