أخبار السودان

هلال في الخرطوم.. هل استجاب المركز أم ألقى موسى العصا ؟!

الخرطوم: شمائل النور

في خطوة متوقعة حطت طائرة زعيم مجلس الصحوة موسى هلال بالخرطوم في رابعة النهار. وقوبل الرجل باستقبال حاشد وحفاوة لافتة، إذ قدم الرجل المثير للجدل للمشاركة في احتفالات تنصيب الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة ، غير أن مرافقين لهلال قالوا ان الزيارة تأتي في سياق مخرجات لقاء(غندور وهلال ) والذي جرى بحاضرة غرب دارفور الجنينة قبل أشهر .

وعلى الفور جرى الإعلان عن لقاءات مرتقبة لهلال بعدد من قيادات الدولة والحزب في إطار الوفاق الوطني والتفاهم حول ما يوحد السودانيين.

وأظهر الوفد المرافق لهلال تفاؤله بالوصول إلى تفاهمات وتسوية فيما يتعلق بالتباين في وجهات النظر مابين هلال والحكومة. ليطل السؤال ماذا هناك؟ وماذا استجد في صلة الرجل مع المركز التي طالما اتسمت بالتوتر البائن طيلة الفترة الماضية؟!

قبل بداية مرحلة الاقتراع في عملية الانتخابات التي جرت مؤخراً وانتهت بفوز مرشح الحزب الحاكم عمر البشير، كان الزعيم القبلي ورئيس مجلس الصحوة الثوري موسى هلال يُرسل التهديد تلو الآخر للمركز بألا انتخابات ستقوم في إقليم دارفور، عقب غضبته الشهيرة في شهر أغسطس من العام 2013م والذي كان له أكثر من دلالة ربما أكثرها أهمية أن اليد التي تلعب بالخيوط قد يختلط الأمر عليها فتنقلب الأشياء ضدها فهلال ما فتئ يصف حكومة الخرطوم بالفساد والمحسوبية وتبديد الوقت في حل أزمة السودان بشكل عام ودارفور بشكل خاص، بعد أيام قلائل بدّل الرجل مواقفه إلى الضد تماماً، حيث ظهر في مؤتمر قبلي بمنطقة وادي التمر شمال شرقي الجنينة، قبيل عملية الاقتراع.

ومن هناك جهر هلال بتأييده للمرشح الرئاسي عمر البشير. حينها وضح المشهد، الرجل كان يناور ولا ينتوي بالفعل مقاطعة الانتخابات، وبالمقابل ربما تلمس ثمرة ذلك التهديد. انتهت الانتخابات لكن الرجل ظل معلناً العصيان ، مبرراً ذلك الموقف أن الانتخابات ستعبر به أو بغيره فهو لا يعيرها اهتماماً، هي مجرد ورقة ضغط استخدمها، استمر الرجل على شروطه التي بدأ يُركز فيها على الحل القومي بعيداً عن حصرها في أزمة دارفور، بل إنه بدأ يطرح نفسه رجلا قوميا حيث ضاقت به عباءة المحاميد فيما يبدو، فهو يرى نفسه أكبر من قبليته بل أكبر من حيزه الجغرافي، ولم يتوان في أن يُظهر امتعاضه من الإعلام الذي يُقدمه باعتباره زعيم قبيلة، فهو يرى في ذلك تقزيما، ولعل هذا ما عكس طموحه الذي ظل يتمدد، هو عضو الحزب الوحيد الذي جاهر دون مواربة بطموحه الرئاسي.

طيلة الأسبوع المنصرم اهتمت صُحف الخرطوم بتعقب نبأ مشاركة الزعيم القبلي ورئيس مجلس الصحوة والذي لا يزال محتفظاً بعضويته في الحزب الحاكم ومنصبه بديوان الحكم الاتحادي رغم تنحيه جانباً، واضعاً أمامه وخلفه قواته، ولعل هذه الاهتمام ترجع أسبابه لمواقف الرجل الأخيرة والتي تقترب تارة من نقطة التمرد على الدولة، وتارة من نقطة المصالحة، مقابل صمت من المركز أو ربما اختار المركز أن يتعامل مع الرجل بعيداً عن الإعلام، فلكل شيخ طريقته. وحتى عندما أوقف البرلمان مخصصات القيادي المنشق عن الوطني ورئيس حركة (الإصلاح الآن) الدكتور غازي صلاح الدين، لم ينبس ببنت شفة عن هلال او مخصصاته مما أعطى انطباعا قويا أن الرجل محصن ضد أي اجراء قد لا يعجبه أو يستثير غضبه ..!!

وصول موسى هلال الخرطوم عصر أمس(السبت) لمشاركة الرئيس الاحتفال بفوزه في انتخابات الرئاسة أعاد طرح الأسئلة الكبرى بقوة ، هل خضع المركز بالفعل لمطالب الرجل وأراد أن يتوّج ذلك تزامناً مع احتفالات الفوز، أم أن الرجل آثر الإنحناء للعاصفة وأدرك أن العصيان غير مجد بل ربما يُبعده خارج دائرة الفعل السياسي؟!

سيما بعد معركة (النخارة) التي تلقت فيها حركة العدل والمساواة ضربة موجعة بدت كأنها قاصمة ظهر للحركة التي طالما أقلقت الخرطوم كثيرا. وربما هذا ما زاد من رصيد منافسه محمد حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع، ورغم أن هلال قال في حواره مع(التيار)،والذي نُشر في الأسبوع الأخير من مارس الماضي أن لا منافسة بينه وحميدتي، لكن واقع الأشياء ربما يُخالف ذلك.والراجح أن هلال لم يقرر المشاركة والعودة لبيت الطاعة إلا بعد اتصالات كثيفة جرت بينه والمركز، المؤكد أنها وصلت إلى تفاهمات.

في الحوار المار ذكره ، بدا الرجل واثقاً لدرجة بعيدة أن يوماً قريباً سيأتي فيه المركز يترجاه العودة وإن لم يقلها صراحة لكنها كانت واضحة بين طيات حديثه، بل أن الثقة دفعته ليعلن المواجهة العسكرية إن اختار المركز ذلك، لكن ترك باب الصلح مفتوحاً مع الرئيس.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل حضور هلال احتفالات البشير بالفوز نهائياً؟ أم هي مجرد استراحة ومن ثم العودة إلى كبكابية، فالمطالب التي يتحدث عنها الرجل لا يُمكن أن تُحسم بمكالمة هاتفية وإن كانت عالية المستوى.

المركز هنا يعيش نشوة الفوز، ولا يرغب في تشويهها ولا يقبل أن تكون نشوى منقوصة بقطيعة الحلفاء، سيما وأن الدبلوماسية السودانية أجرت جولات مكوكية لحشد الحضور العربي والأفريقي ، إذ لابد من إخراج صورة نهائية الجميع فيها مبتسم

القدوم الى الخرطوم ماذا يعني ، يبدو هنا السؤال للوهلة الأولى في المتناول ، لكن الأمر ربما يبدو أكثر غموضا من من المتوفر من التحليلات التي ذهبت في اتجاه أن الرجل قد أعاد الود القديم مع المركز ، أو أن المركز قد استعاد زمام سطوته على الرجل ، فالصراع ، أو العلاقة المركبة لا تبدو فقط بين الرجل والمركز بقدر ما أن وراء الإكمة ما خلفها ، فاللرجل علاقات بدأت منذ ،أو قبيل، تمرده الشهير بقليل، وهي ذات طابع إقليمي ودولي ربما تضع الرجل في مسارات من صنع سياستها ، وكذا الحال بالنسبة للمركز في علاقته مع هلال ، فقصة هلال لا تنفصل عن محاولات الاستمالة التاريخية للحكومة في الخرطوم لعشائر ورجالات لهم سطوتهم ، لكنها اللعبة الخطرة وقد ذاقت الحكومة خطورتها لحظة تمرد هلال عليها .. فهل تعني عودته للخرطوم نجاح الحكومة في استعادة زمام الإمور؟

ويبدو أن الاستقبال الحار الذي قوبل به هلال أمس ، أظهر بجلاء أن سلطة المركز لم تستطع إخفاء غبطتها بحضور الرجل. إذ سارعت عدسات وسائل الاعلام إلى تغطية الحدث الذي كان محل جدال كبير شهدته سوح شبكات الرأي الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

لكن كلمات في بيانه جاءت متوازنة إذ يقول إنه حضر إلى الخرطوم للمشاركة في تنصيب الرئيس وأيضا لتسريع حلقات استكمال السلام بدارفور ، وأضاف هلال في لهجة تصالحية : انهم سيظلون أوفياء لتحقيق السلام والمصالحات الاجتماعية بدوافع وطنية ويبدو أن هلال أراد أن يترك الباب مواربا أمام جميع التكهنات أمام المحللين السياسيين عندما قال “إن قادمات الأيام تحمل الكثير” داعيا أهل السودان ودارفور بصورة خاصة بطيِّ خلافات الماضي والنظر إلى المستقبل ودعا الحكومة وصناع السلام في العالم إلى جبر ضرر المتضررين من جراء أزمة دارفور

البيان حمل عليه البعض انه جاء مزيلاً من قبل هلال من خلال منصبه كعضو في “المجلس الوطني” وهو الامر الذي اثار استفهامات وربما تندر البعض فهلال نسب نفسه الى المجلس الوطني دون الإشارة إلى السابق واللاحق!!.

غير ان البعض ألمح إلى أن العبارة تحمل إشارة ذكية من قبل الرجل باعتباره سيكون في القادم كما كان في السابق ، غير أن العبارة الأكثر جذبا للانتباه تمثلت في قول الرجل “إن نشاطه جميعا في دارفور كان بتنسيق مع الرئاسة” !!

=
التيار

تعليق واحد

  1. هذا رجل ساقط، و عربون صداقته مع مدفع الدلاقين توثقت منذ ان صار الأخير وليا للعروس ابنة هلال مع ما صحب ذلك من الملايين الدولارية التي دفعت، و هما الاثنان يموتان في دين إيمان حاجة اسمها الفلوس. بعدين جننا بحكاية مطالبه التي وضعها امام غندور و التي يتحدث عنها حتى الان دون ان يفصح لنا عن ماهية هذه المطالب. زعماء القبائل عندنا أناس محترمون طوال عمرهم، اما هذافشخص غير محترم بمعنى الكلمة، و ربما يكون زعيم عصابة، لكن قبيلة؟ ما أفتكر.

  2. ماشاء الله تقرير ممتاز بشكل إحترافى ولغه ممتازه . أمنياتى لكى بالتوفيق والتقدم أستاذه شمائل

  3. العبارة الأكثر جذبا للانتباه تمثلت في قول الرجل “إن نشاطه جميعا في دارفور كان بتنسيق مع الرئاسة” !!
    و اضيف كذلك التنسيق مع جهاز الامن الامر الذي ادي للتشويش علي قادة الحركات المسلحة بعيد ثقتهم في الرجل بتلك الكذبة التي لم تكن لتمر علي رجل حصيف!!!؟؟؟

  4. ذات رحلة غندور الي هلال يمكن ان تتم الي عبد الواحد والي الحلو والي عقار وتأتي ثمار كثيرة يستفيد منها الوطن بدلا من ترضية امراء الحرب وملاك مناجم الذهب

  5. غير ان العبارة الاكثر جذبا للانتباه تمثلت في قول الرجل” إن نشاطه جمعيا في دارفور كان بتنسيق مع الرئاسه” لخص كل ما حصل في دارفور في هذه العباره وهذا يكفي ؟؟؟؟؟؟؟؟

  6. موس هلال مسكين وهو يعتقد ان الحكومة سوف تفي بوعدها فيما يعرف باتفاقية غندور – هلال في مدينة الجنينة وقلنا ان اي اتقافية تتم في ظلام دامس لا قيمة لها. كما ان المؤتمر الوطني الذي انشأ احزاب الفكة هو الذي أنشا ظاهرة هلال لدرجة ان ظن الهر انه اسد ؟

    اي مشاركة لهلال في الحكومة تعطى القبائل الدارفورية الاخرى ان الغلبة للقوى وان الاستوزار يكون بسبب التمرد ولا قيمة للإنتخابات التي يصر المؤتمر الوطني انه فائز فيها ويدعوا العالم لحفل تنصيب البشير رئيساً للسودان في تقليعة جديدة تحدث لأول مرة في تاريخ السودان مع افتتاح القصر الجديد قبل اربعة شهور من تاريخ الإنتخابات..
    وعلى موس هلال – سليل ابو زيد الهلالي – ترك العنتريات الجوفاء اما الموافقة على املاءات المؤتمر الوطني الذي جاء اليه هلال يسعى (وهو يخشى)في وضح النهار واما الانضمام الى معارضة النظام بصورة واضحة

  7. اولا : لا افتكر في خلاف اصلا بين هلال ومركز لقد ذهب الي دارفور ليلعب دورا محدد رسمها له المركز لتشتيت الافكار واشغال الناس في اشياء وهميه لصرف النظر عن ما هو مهم عندهم
    ثانيا : هلال انت قدمت الغالي والنفيس وفلذات اكبادك كما تتدعي هموم دارفور واهلك الي الحكومه مقابل بعض دولارات لا يسمن ولا يغني من جوغ ….
    ي هلال ي هلال اذا انت فعلا حريص علي اهلك اضع شروط اجباريه علي الحكومه باتعاث بعثات دراسات في الخارج لافراد اسرتك او من اشيرتك او من الدعم السريع كثير منهم مثقفون لا (للزرقه) بعداد مقدره سنويا مثل اولادهم حينها تري الرد لالالا لالالالا سوف نعطوكم السلاح وعربات وقروش مقدره ويكون عندكم السلطه بعيد هناك في دارفور ولكم الفضل عندنا الزرقه …..
    عندما نحرك امين حسن عمر ووصفك بالمتفلت كان ردك امين شايف نفسو قرا كتير وشايف باقي الناس بقليل التعليم وصحيح انت قليل تعليم وردك يوحي بذلك ……….
    انا من اشد الناس كرها لك ولكن انصحك ببثعات التعليم او دراسات خارجيه لك ول اشيرتك .. اذا جاتك فرصه اغتنمه لا افتكر يتكرر

  8. لقد هنت يا وطنى الغالى واصبح مصيرك فى ايادى صعاليك من امثال موسى هلال و ياسر عرمان و مناوى……و غيرهم

  9. الحقيقة التي يعرفها البشير والمؤتمر الوطنى جيدا أن موسى هلال في إستطاعته أن يضر الحكومة بأضعاف ما يمكن للحكومة أن تضره بها، ملفات ثقيلة وشهود عيان ومرتكبى مذابح نساء حمل وشيوخ وأطفال كلها موجودة أو مخزنة في بوادى تشاد والنيجر وبوركينا فاسو كما إن الرجل قد تحسب من غدر المؤتمر الوطنى فأجرى إتصالات مع دبلوماسيى الدول الغربية بتشاد وبالمحكمة الجنائية وقدم نفسه لهم بأنه مصلح إجتماعى ولذلك إذا فكر المؤتمر الوطنى إغتياله فستكون فقط بداية دمارهم.

    مع العلم أن الطائرة التي أقلته من نيالا تابعة لرئاسة الجمهورية؟ أعمل حسابك يا رجل أصلو ببدأ بشيشك بشيشك قبل الضربة القاضية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..