فصل اخر قصة (عبد الدايم وبت اندراوس )

كانت ايام عبد الدايم ببورسودان بمنزل ابنه الضابط مليئة بالانس فالرجل رغم مرضه كان تحفة المجالس خاصة لزملاء ابنه في الدوائر الحكومية الذين راوا في الرجل شخصية غريبة الاطوار فهو يتصرف بحركاته التي تبدو غير بريئة وفيها كثير من النزعات الا انهم ولسبب يجهلونه يالفونه سريعا فيمازحهم ويسأل عن احوال اسرهم واغرب ما حيرهم فيه ليلة وداعه حيث بدر منه مع كل واحد علي انفراد ما جعلهم في حيرة من امره وها هو ياخذ ويذهب بعيدا وهويبكي يده في يده قائلا :ـ
يا ولدي خلي بالك من شغلك وابقي عليهو عشرة كمان خلي سف السعوط دا يمحق الصحة ويمحق الجيب دا شيتن الجداد ما ياكلوا كيفن تقولو كيف !
وياخذ اخر وهويبكي قائلا:ـ
يا ولدي فتح عينك علي شغلك وخلي بالك من وليداتك اماني هم شطار خاصة الكبير والوسطاني لا تغفل منهم ديل راس مالك
ومع ثالث يا ولدي لا تتحرك كتير في الشغل ولا تشرب السجاير دا يضيع الوقت والصحة والجيب خلي بالك من بيتك مرتك ست بيت ما بتنزاد مويه كنايه الا ينظر لغيرها
ومع رابع يا ولدي لا تعطل مصالح الناس الله بيسالك منهم ولا تساهر كتير برا البيت دا بيضيع صحتك عشان تقوم بدري لي شغلك
ومع خاامس يا ولدي خليك في مواعيدك في الشغل ولا تزوغ كتير وشراب الليل خليهو ما منو فايده يضيع القروش باكر تندم عليها وتقول يا ريت الراجل ما يسوي الا الينفعو وينفع الناس
وها هو مع اخر يا ولدي فتح عينك في الشغل لا تبقي مهمل وتودر قروشك في القمار دا يوديك في ستين دهيه من جميع النواحي وهكذا ظل في لحظات وداعه يوزع روشتات علاج وهو يبكي بحنية اسرة مما حيرهم فاذا جميعا الصباح يواجهون انفسهم بما قال له علي انفراد كان الرجل طبييب نفسي او اجتماعي مما حملهم جميعا ان ياتوا لمحطه القطار يودعونه وهم يبكون وكانه قال لكل واحد عيوبه وعلاجه بالمجان في مواجهه وجدانية رفيعة .
اما يوم وصوله لمحطة قريته النيلية فقد كان حافلا حيث استقبلوه بالسفينة والطار والمديح حتي منزله الذي اصبح قبلة للزوار للعمد والمشايخ والسادة الادارسة وكل زول يساله كيف الحج يقول كلمه واحده (يا ناس الله يقدرني علي خشمي) واكثر ما اضحك حين ساله السادة الادارسه ان شاء الله تسبعا رد قائلا (يا شيخنا الله مرقني من دي تاني ان جا الحج في تمر حوشنا انا ما بحج ) وهو في اثناء ذلك افتقد عمه العميد فما كان منه الا ان سأل ابن عمه حسن :ـ
عبد الدايم :ـ ياحسن عمي علو طيبي
حسن :ـ والله مشي لابحري البكري وكداكول وامنتقو
عبد الدايم :ـ من متين وليهو كم يوم
حسن :ـ قال سبعه يوم ويرجع
عبد الدايم :ـ ضروري ياحسن انت او ابراهيم واحد يركب عمي ما كويس
حسن :ـ والله اول مرة يتاخر في مواعيدو
عبد الدايم :ـ واحد يركب بالشرق دا انا خايف يكون انضرب بي شئ
حسن :ـ باكر يا انا يا ابراهيم واحد فينا يركب الحكايي ما عاديي
اخذ الاخوان كلام عبد الدايم محمل الجد وركب حسن بالخلا بعد الفجر مباشرة وبعد صلاة الظهر كان ظهر ليهو رهاب رهاب ما قد يشبه الواحه شجر دوم وطرفا وسلم وعندما اقترب شاهد حمارة والده مربوطه فاسرع نحوها ونزل من حمارته ودخل الاشجار فاذا
18
به يسمع صوت والده مبحوحا قائلا (جيت يا بركه ازحف علي ركبك نامن تصلني ما ترفع راسك ) وظل حسن يزحف حتي وصل راي والده يتوسد سرجه وبه حمي شديده وعينه اليسري مغمضة وتقطر دما ودار بينهما الحوار التالي :ـ
العميد :ـ اهلا يا بركه
حسن :ـ يابا الحصل شنو
العميد :ـ كدي شم عكفت السرج دي
حسن :ـ دي ريحه بارود شديدي خالص
العميد :ـ لو ما عفكت السرج كان ضربوني في راسي
حسن :ـ نان عينك مالا
العميد :ـ رايش البارود دخل فيها هو سبب الحمي والدم النازل دا
حسن :ـ داحين شفتهم وكان دايرين شنو
العميد :ـ منو ديل
حسن :ـ الناس الضربوك
العميد :ـ ما في ناس ولاشئ
حسن :ـ نان منو
العميد :ـ تكون قصاد الواحه دي في مقابر صالحين باقي صليت الطهر وقريت ورد من القران باقي لطل عجبني وقلت ارتاح شوي واواصل واخدتني فغوه وانا اسبح بس البارود ضرب عرفتها غارة وغيرة صالحين
حسن :ـ ما في مقابر ظاهرة هنا
العميد :ـ مقابر ولاد الصحابه لمان دخلوا هنا الفكي ميرغني قال لي مرة كان ماشي بالليل سمع صوت قران جميل مشي وحدد المكان وصلي الفجر ورجع بعد ما صلي صلاة الضحي وترحم قال سال صاحب المكان قائلا (اسالك بالله انت منو ) قال سمع صوت من داخل المكان يقول الاسم راح مني الان لكنو من عترة سيدنا ابوبكر الصديق رضي الله عنه .
حسن :ت سمح نقوم يابا والله عبد الدايم جا من الحج وسال منك أهو الشككنا في تاخيرك
العميد :ـ دا ما مبروك ما زول الله يفك الكلام ساكت يبقي صح
حسن :ـ نتحرك الان قبل المغيب هنا
العميد:- اسندني وشيل السرج ختو فوق الحماره ونزحف نامن نمرق ن هنا ونخلي الحمير في ضهرنا ضرا لينا ما بتضمن شئ . بمجرد ما ابتعدو صلو العصرو سند حسن والده وساعده ليركب حمارته ومضوا الي القرية .
في هذا الاثناء كان عبد الدايم ياخذ التقارير من ضراعو الايمن محمد عن ما حدث في فترة غيابه خاصة الفترة الحرجه التي انكسر فيها بابور الموية وكادت الزراعة تضيع مما جعل المزارعين في شفقه علي احوالهم وكان عبد الدايم يقول (الله لا كسب حسن وحسن ) فيرد محمد حسن منو يا عمي وحسن منو
19
فيرد عبد الدايم واحد عمك وواحد خالك بقوا سبب في ضياع السواقي وجابو الحديد لا معرفه لينا بيهو ولا عندنا اسبيراتو شئ ما سوينا مالنا عليهو جن تعرفو اخير من جنا ما تعرفو الساقية صناعتنا بعدين شوف كم واحد يشتغل في الساقية الزول البيفتل اللالس عندنا ونجارا عندنا والاوروتي مننا والبسوي القواديس عندنا ديل هسي كلهم يقعدو بلا شغل يقعو وين خاصة انهم ما عندهم اراضي ملك بعدين عمرنا مع الساقي لا عطشنا ولا خدارنا مات وبعدين فيها بركه شديدة جابولينا شغل المحقه دا الله لا كسب حسن وحسن !!!
وصل العميد برفقة ابنه واستقبلتهم القرية زرافات ووحدانا خاصة بعد ان شاهدوا الاعياء علي العميد وفي الحال ذبحوا الكرامه وعملوا كرامه سريعه وعملوا ليلية من المديح والطار والانشاد الديني وكان العميد بعد ان دخل حجرته امر خادمه (الصبر )سكرتيرته الا يدخل عليه احد بعد صلاة المغرب حتي الصباح رغم ان ابناءه اصروا علي احضار الطبيب لكنه رفض بشده قائلا انه يعرف علاجه تماما وسيشفي باذن الله فقط الا يدخل عليه احد مهما كانت الظروف الا بعد اخذ الاذن وذات مساء دخل عليه حسن مهرولا لامر عاجل خاصة ان السكرتيره ذهبت تحضر له الشاي فاذا به ينتهر حسن علي غير عادته ويعنفه بشده قائلا (ايه مالك القيامة قامت ولا شنو مالكم انا ما حذرتكم انت ما شايف الجماعة واقفين يعالجوا ويغسلوا في عيني ويعالجو فيها انت ما شايف الامام المهدي واقف وقبلوا كان الخلفا هنا ما لكم ) وفعلا حسن لا حظ اثار ماء علي المخده ولاحظ جنب كراع العنقريب زجاجة بها بقية ماء وهي ملقيه علي الارض واثار منها علي الارض فاعتذر حسن واراد ان ينسحب لكنه قال له ما هذا الامر الذي جعلك تدخل هكذا فاسر له امرا فاذا به يقول (لا حول ولا قوة الا بالله ) ثم قائلا (قل لهم بعد بكره العصر يجو هنا وسنعالج الامر بكون بقيت كويس ) !!!
في هذا الاثناء جاءت دعوه من القولد من ود السيد لزواج نجله احمد فما كان من العميد الا ان جمع الناس قائلا (يا اخوانا جاتنا دعوة من اخونا ود السيد لعرس ولدو احمد وعايزين نعمل سوقار معتبر فالراجل من اعيان المنطقه واياديه البيضه علي الناس كتيره وانا بي نفسي بمشي معاكم فالرجل يستحق اكتر من كدا ولكن جرت الرياح بما لا يشتهي العميد كان يستعد لقيادة اكبر (سوقار ) لعرس ود السيد فاذا بضيوف ينزلون بالمسجد فجاة دون سابق مواعيد مما جعل العميد يخلف ابنه حسن علي السوقار معتذرا لود السيد ان يزوره في اقرب وقت .المهم تجمع الجماعة وقبل ما يبداوا رحلة السفر بالباخرة ذهابا للمحطه سأل عبد الدايم عن عمه العميد وعما اذا كان سياتي مع جماعة الادارسة والعمد والمشايخ فكان الحوار التالي :ـ
عبد الدايم :ـ يا حسن وين عمي
حسن :ـ نزلوا ضيوف في الجامع فجاة وطلبوه يتاخر معاهم
عبد الدايم :ـ يعني حيجي مع السادة الادارسه والعمد
حسن :ـ ما اظن يجي نامن نرجع يمكن الجماعة ما يمشو
عبد الدايم:ـ الضيوف كم
حسن :ـ اتنين بس
عبد الدايم :ـ واحد اصفر مربوع القامة ومتين والتاني اطول ورقيق واشيب
حسن :ـ بالضبط وين شفتهم يا مصيبة
عبد الدايم :ـ المصيبة جاتنا الله يستر علي عمي منهم
حسن :ـ في شنو مالك داير تخليني ارجع
عبد الدايم :ـ ما وصيت ابراهيم يكون قريب منهم
حسن :ـ ايوه
عبد الدايم :ـ ما جاتنا قعده في القولد لازم نرجع سريع الناس ما ناوين علي عديله جايين فوق راي قلبي ياكلني منهم
20
حسن :ـ ان كان كدي يوم والتاني علي الاقل انا وانت نرجع
عبد الدايم :ـ سمح الله يكضب الشينة
كل السوقار ركب الباخرة واصبحوا مع الفجر في القولد واستقبلوهم استقبال حافل جدا واستلموا منزلتهم او ما يعرف في ايام الاعراس (يتايات البوش ) كل ناس منطقة لهم سكن خاص بهم وكان هناك ناس كتيرة من كل الانحاء فالرجل له مكانه وواصل ويدو طويلة المهم في المساء خرج عبد الدايم من سكن الفقرا وجد جماعته من سكن المطاميس يوسو سو وقف قريب قائلا :ـ
عبد الدايم :ـ مالكم يا عقاير
الجماعة :ـ عندنا موضوع
عبد الدايم :ـ سف الله يشيلكم تدسو مني انا فهيمكم عارفو
الجماعة :ـ عارف شنو
عبد الدايم :ـ تفكرو كيف تشربو عرقي القولد
الجماعة :ـ يضحكو بي صوت واحد انت داخل فينا
عبد الدايم :ـ ما كم سجم حتفكرو في شنو غير تسكرو وتشبعو
الجماعة :ـ بس المشكله
عبد الدايم :ـ يقاطعهم المشكلة عرقي القولد غالي وما عندكم قروش ليهو
الجماعة :ـ صدقت نفكر في حيلة
عبد الدايم :ـ الحيلة عندي
الجماعه :ـ كدي قولا
عبد الدايم :ـ اسرقو الخادم اصلو حرام في حرام
الجماعة :ـ كيفن نسرقا
عبد الدايم :ـ جيبو كبابي شب علي عددكم واقعدو في سكنكم وتمشو بالدور الواحد يشيل الكباية يمشي يقولها انا من تاية الغابة كدي املي الكباية دي ندوق العرقي دا ان بقا سمح نجي نشتري وتديها قرشين عربون وتعالوا كبو الكبابي في جالون لما يتملي اقعدو اشربو قبر ياخدكم !!!
الجماعة :ـ بي صوت واحد لا حول ولا قوة الا بالله والله فكرة مع انك لسه جايي من الحج
عبد الدايم :ـ الله يشيلك الحج يمنع التفكير !!!
الجماعة رتبو امرهم ونفذوا الفكرة هذا يقول انا من تاية الخندق واخر من تاية الباجة وثالث من البرقيق ورابع من ارقو وخامس من البكري وسادس من دنقلا وهكذا حتي تم تنفيذ الفكرة بسلاسة وسهولة ويسر وانبسطو وقعدو يغنو بالليل في التاية :ـ
الله يا زهره
21
يا سمحة زي القمرا
عرقيك من ياتو تمره
سكرنا خلي ارجل راجل فينا زي المرا
خلي حسان زي الفار
مرق للكديس برا
وخلي الصادق
من حالو يتبرا
خلي سالم زي الديك يعوعي
بالليل للفجر من السكره
الله يا زهرة عرقيك
فضحنا بعد سترا
وخلانا ننسي اهلنا نتبرا
وخلي مهدي يغني
غنا الجداد مع الصبرا
اريتو هو عرقي السرور
ويطير شراب الترا
واخر الليل مرقو الفقرا لقو جماعتهم كلهم يعومو في الرمله فاكرنها بحرواعتقدو ا انهم يمزحولذلك دخلوا ناموا وتركوهم وهم يغنو :ـ
جبا العوم صدر
والماعندو صدر
يغرق في شبر
واخرين يغنووهم يسبحو في الرمله :ـ
الله لينا البحر حوانا بنات القوز
الله الفوق معانا بنات القوز
الفقرا لما صحو لقو جماعتهم المطاميس علي هذه فحاولو يلموهم ويدخلوهم في سكنهم وقد تم ذلك بصعوبة بالغه بعضهم ضربوه كف حتي يفيق واخرين رشوهم بالموية البارده حتي يمكن ان يعودوا لوعيهم والمهم لموا الدور الذي كاد ان يبقي فضيحة .وعبد الدايم
22
يقول (حرم يا جماعة عرقي زهره بانت كراماتو فعلا صدق من قال عرقي القولد ما عندو مثيل اتاري موظفين الحكومة جنهم وجن القولد اتاري يبيتوا ويقيلوا هنا ليهم حق )
ما كاد الصبح يصبح والناس علي وشك الافطار والاستعداد لاكمال مراسم الزواج حتي حصلت كواريك وجوطه في فريق (الربع) مكان خدم العرقي فما كان من ود السيد الا رسل رسوله يستطلع الامرويهدي المساله وعاد الرسول قائلا لود السيد ( الخدم يبكن قالن امس بالليل التيات كلها سرقت عرقيهن وما دفعوا القرو ش وانا طمنتهن ما في خوف بندفعوا كلو والطابق لان الناس ضيفونا ) رد ود السيد تمام كدا وانا حاضر بس نفسي اعرف الحكاية دي حصلت كيف وما معقول كل التايات تسرق مرة واحده في مطموس رسم الحماية كويس بس كدي خلي العرس يتم علي خير .
انقضت سحابة اليوم وليله في ابهج عرس عرفه الناس بالمنطقه وتاني يوم بدات الوفود بعد الفطور ترجع الي لقراها ومناطقا وود السيد واقف يودع الناس ويشكرهم وعندما جاء عبد الدايم وجماعتو وهو يودع فيهم فاذا عبد الدايم يقولو يا شيخنا (الخديم سكتهن كيفن ) فرد ود السيد (دفعت بالطابق مستور بس نفسي اعرف السوا الشغله دي منو وما معقول كل التايات تسرق في ليله واحده ) يرد عبد الدايم وهو يضحك قائلا (يا شيخنا انت نسيت مقالبنا معاك محل ما نلقاك انت اصلك مابتوب مننا ) ضحك ود وهو يقلد عبد الدايم وهو يقول (حتي هنا تسووها ) يرد ضاحكا ( مقالبنا نسويها في اي حته حتي في الحكومة )!!! يرد ود السيد ضاحكا حتي كاد ان يقع (الله يقطع شورتك قصص مع العمد والمشايخ والسادة الادارسة قعد توصلنا والله نضحك ضحك وطبعا الناس ما شافتك الليله لازم الناس كلها تشوفك ) ويضحكو ويتواعدوا بمنتهي الرقه وكان لم يكن .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أخونا واستاذنا سيف الدين خواجة لك التحية والتجلة والتقدير على هذه الاعمال الرائعة واطالبك بالمزيد منها وياريت تعطيها مزيدا من الوقت فقد اصابنا الجدب فى ترهات السياسة الكيزانية. ومثل هذه القصص هى السياسة الحقيقية التى نفتقدها.

  2. Here is again a great storyteller at work

    سيف الدين خواجة سيخلد _ بهذه الرواية _ شخصية عبد الدايم في المخيلة السودانية كاحد شخصياتها المثيرة والعاكسة لكثير من جوانب وكنه الانسان السوداني.

    شكرا سيف الخواجة علي هذا الادب الرفيع _ السهل الممتنع _ ونعشم في المزيد.
    So keep up the good work

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..