أخبار السودان

تحرير سعر الصرف.. انعكاسات سالبة على المجال الصناعي 

الخرطوم: علي وقيع الله

انعكست سياسات الحكومة سلباً على القطاع الصناعي بالبلاد، خاصة بعد تحرير سعر الصرف، وزيادة الرسوم الجمركية، والركود الحاد في الأسواق، فيما تنامت التحذيرات من توقف كلي للصناعات الغذائية بسبب عجز المستهلكين والمواطنين عن شراء عدد كبير من السلع بسبب الغلاء، في وقت كشف فيه مختص في المجال الصناعي عن أوضاع كارثية تواجه المصانع، خاصة الزيادات في رسوم الإنتاج وتغيير التكلفة، مقراً بأن تعريفها هي فعلاً رسوم يدفعها المنتج ويتحملها المستهلك، لكن أثرها كارثي على الاقتصاد.

 

جغمة واحدة

وأشار المختص في الشأن الصناعي دفع الله يوسف إلى أن المسألة أصبحت في غاية الصعوبة لأنه مع تدني قيمة الجنيه وارتفاع التكلفة وزيادة الرسوم في الأسواق كل شركات المياه الغازية بدأت إنقاص حجم العبوات حتى وصلت إلى (200) مل سموها “جغمة واحدة”، ومع ذلك يشتكون من عدم التسويق وركود البضائع، فالقاعدة الذهبية هي أنه كلما ارتفعت الرسوم كلما قلّ التسويق وبالتالي قل الإنتاج وبالتالي قلت الضرائب، ولفت لوجود سلع تنعدم من الأسواق مثل المواد الغذائية والمأكولات والمشروبات لأنها كانت مربوطة بالفوترة الصباحية فعندما تقوم بالتخزين ولا تسوق تتلف البضاعة وتحرق رأس المال بمعنى أن الدولة تقوم بحرق رأس مال رجال المال والأعمال هذا ما لا تدركه وزارة المالية ومن يقومون بهذه القرارات ولا يعرفون أثرها هذا لأن المواطن دخله محدود والسلع أصبحت ليست في متناول يده، فيقوم بإعادة ترتيب أولوياته ويشطب سلعاً من حساباته وزاد: “كل يوم ماشي شاطب حتى يوصله دخله المحدود للاحتياجات الحقيقية البسيطة، وقال: قد يصل الأمر لانعدام “صابونة الحمام” من البيت فيضطر المواطن لاستخدام صابونة الغسيل هذا إذا قام بشرائها وينتهي المعجون وسيرجع للمسواك والبيبسي كولا ستصبح ترفاً وسيشربها قلة محددة جداً من الناس، فجميع مصانع المأكولات مهددة بالتوقف”.

 

الفول والبوش

وحذر من تسبب الوضع الحالي في تخلي المواطن عن أشياء كثيرة، منوهاً إلى ملاحظة أن اللحوم الآن قل الذبيح وبعد فترة ستكون هناك مشكلة في الدواجن لصعوبة تسويقها لأن الأسعار أصبحت بعيدة من يد المستهلك، وقال: الآن الناس اتجهت لموية الفول والبوش وهذا واقع تأملوا في الشرائح الضعيفة لتروا تغيير النمط الاستهلاكي، وتأسف بأن الاقتصاد حالياً يدمر المواطن الفقير، فعندما تنتج كمصنع سلعة ما إذا لم تضع لها سعراً مناسباً ليشتريها المواطن من القطاعي الذي يأتي بها من الإجمالي الذي يأتي بها من المصنع الذي يأتي بمواد خام مستوردة، هذه القناة كلها مفتاحها المواطن المستهلك، فإذا توقف المستهلك كل هؤلاء هذا لن يستطيع أحد أن يبيع، كما لن يستطيع أن ينتج وهذا لن يستطيع يستورد بضاعة وهذه هي السلسلة التي لا تريد الحكومة أن تفهمها.

 

الناس البتكورك

وطالب بعمل ورشة قوية يحشد لها الخبراء لمخاطبة الحكومة ومعرفة إلى ماذا تريد أن تصل، محذراً من الاستمرار في تدمير الواردات بالدولار الجمركي وبتعويم الدولار في السوق حتى قلت الواردات وبالتالي لا يوجد دولار الذي كان يغذى بالصادر وأصبح الآن الصادر واقف لعدم وجود مواعين للشركات الكبيرة التي خرجت من السوق وبعدها تم ضرب الزراعة برفع أسعار الجازولين وأصبح الإنتاج في تدنٍ، وحذر: “قد يكون هذا آخر موسم زراعي لنا”، وانتقد ما يعانيه القطاع الصناعي بسلسلة من الإجراءات، قال إنها تعكس الفشل المريع في كيفية إدارة الاقتصاد وفي كيفية توافق القرار لكي نخرج من هذه المسألة، وقطع بأن عدم معالجتها يعني وصول مرحلة طوفان يتجه علينا سواء كان في الصناعة أو في الزراعة أو في سعر الدولار أو في الاستيراد أو في الصادر، لأن الدولة ليس بها حكومة ولا هي قادرة أن توصل معلومة ولا قادرة تسمع حديث الناس البتكورك ولا قادرة تسمع كلام صناعيين ولا زراعيين ولا موردين ولا مصدرين وسنظل نلف في هذه الدوامة، لافتاً إلى أن الزيادة في الرسوم الجمركية، تبدو غير مبررة، وتساءل عن سبب زيادة رسوم الإطارات، وأوراق التغليف الذي يغلف به الصادر، وقال: كيف تريد نصدر وتزيد التغليف.

 

مغامرة أكبر

ونوه إلى أن رفع الرسوم الجمركية مع سعر الدولار تعقيدات الإجراءات الحكومية، لا يوجد حل أمام المنتج أو من يأتي بالبضاعة هو أن يتجه للتهريب لكي يتحمل رسوم الحكومة الباهظة، وحينها يدخل بضاعته مهربة بدون جمارك رغم أنها مغامرة أكبر، لأن محاربة التهريب بالسياسات أفضل من محاربته بالسلاح وبالحدود والمطاردة بالعربات، مشيراً الى تنامي نشاط سوق التهريب وما يتبعه من فساد سواء كان التهريب عبر المستندات أو عبر الحدود فهذه كلها مشاكل مدروسة ومعروفة نبه لها الصناعيون والاقتصاديون مطالبين بأنه لابد من عمل ورشة عمل قوية للجلوس وتقديم رؤية واضحة للخروج من هذه الأزمة، قاطعاً بأن تجاهلها يهدد المصانع بالزوال وتآكل رأس المال، ولن يستطيع المواطن شراء حتى سلع المواد الغذائية الذين يشكون اليوم بأنهم عاجزين عن التسويق رغم تقليل حجم عبوة الزجاجة الى “200” مل ومع ذلك لا يوجد مشترين وكل المصانع مكدسة.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..