سوق حلفا.. وسوءة قانون النظام العام

بسم الله الرحمن الرحيم
سوق حلفا..وسوءة قانون النظام العام

ما الذي حدث في حملة للنظام العام بسوق حلفا ؟ في الواقع لم أكن على إلمام بالواقعة من قبل إثارتها من احد المصلين بمسجد الفرقان المقام في ركن بيت المعتمد..ويؤمه سكان الحي من الموظفين ..ابتدر المواطن . وهو معلم بالمعاش ومنسوب إ لى الحزب الشيوعي بالاحتجاج على حملة قادها ضابط إداري تم فيها قص شعر رؤوس بعض الشباب ..ونسب الأمر إلى ضابط إداري وصححه المدير التنفيذي بأنه ضابط شرطة محتداً بطلب عدم إقحام إقحام الضباط الإداريين في الواقعة.. ليصححه ضابط شرطة بأن الحملة كانت وفق قانون النظام العام وأن هذا من حقه.امتد النقاش ليتدخل معلم منسوب للنظام بالقول بأنه حتى المعلم يمكنه قص شعر رأس التلميذ إن لم يستجب.
هذه الواقعة تعتبر واقعة نموذجية في إدراك الفئات المختلفة للقانون ..وكيف يتلبس القانون شخص المنفذ ..و سأضطر للاستشهاد للمقال الثاني على التوالي ببيت شعر الأبنودي في قصيدته( الخواجة لامبو العجوز مات في اسبانيا) وهي عن أسبانيا فرانكو..حيث قال ( والبوليس شايل ف قلبه..كل دوسيهات الحكومة)
فمثير الاحتجاج جاء بخلفية نقاشه في الأمر مع ضباط إداريين مؤيدين للواقعة..وتم الخلط بين قانونين للنظام العام..أحدهم للضباط الإداريين والصلاحيات الممنوحة في تنظيم الأسواق وخلافه..والآخر سيئ الصيت المكونة له شرطة..خلط هذا بين الرأي الشخصي لهؤلاء الضباط الإداريين الذي يعرف هو تأييدهم للنظام ..هذا الخلط أفقد الطرح جزءاً من التأييد ..فيبقى الاستيثاق الكامل من المعلومة مطلوباً في تناول القضايا للوصول للمبتغى.
لكن المثير في الأمر ..تناول ضابط الشرطة..فبادر بالسؤال الاستهجاني ..وهل هنالك حرية في الصعلكة !!؟ هنا فقط يتضح مدى الخلط بوعي أو بغيره في الأمر ..فالواقعة تقول أن ضابط الشرطة قد قام بقص شعور رؤوس الأولاد إن صحت..والسؤال ..هل يعطي قانون النظام العام منسوب الشرطة القيام بتقرير عقوبة وتنفيذها بنفسه؟ أم مهمته في الضبط ورفع الأمر للقضاء للحكم ؟ إن كان القانون لا يعطي الحق لضابط الشرطة فهذه مصيبة ..أما إن كان يعطي ..فالمصيبة أكبر..أسائل هنا لعدم اطلاعي على قانون النظام العام بالكامل..لكن المعلوم في أبسط قواعد القوانين أن الشرطة هي سلطة ضبط..وتنفيذ ..فيما يليها من العقوبة..مثل السجن..هذه الواقعة وأمثالها ..تقف دليلاً واضحاً على ضرورة مناهضة هذا القانون.
أما القول بحق المعلم في قص شعر رأس التلميذ..ففيه تعسف في فهم اللائحة ..واستناد إلى إرث ربما يعجب جيل الآباء..والسؤال البديهي ..هل كانت موضة إطالة شعر الرأس في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ..مرضية لآبائهم ؟ فهذه مسألة تقديرية ..يكون لكل جيل فيها هوى لا يجوز إسقاطه على الآخر وفرضه..أما عن المعلم ..فلا توجد لائحة مدرسية تجيز هذا ..بل تنص اللائحة صراحة في العقوبات المحظورة ..الضرب على الوجه والركل والألفاظ المهينة للكرامة الانسانية ..فمن باب أولى الأفعال..
الواقع أننا نرزخ تحت إرث ضخم من ثقافة القمع في الأسرة والمدرسة .. أضيف إليها من القوانين لتزيد الطين بله.. فيجب الا نعجب من تمرد الشباب عليه ..وإلا ..فالثورة ستأكل نارها الجميع .

معمر حسن محمد نور
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اخي معمر ارجو ان لا يسوقنا كراهية النظام لتصنيف الناس في كل حادثة الى موالين ومعارضين .
    ثانيا : حكاية الزوق العام وعدم الخروج صفة تخلق بها الشعب السوداني منذ القدم وكان اي انسان يرى شيئا خطا يغيره ولا يسال بل يشكر .
    والحمد لله رايت طالب جامعي في السعودية عامل شعره كشعر لاعبي كرة القدم وعندما هم بالسفر الى السودان حلق شعر راسه زيرو وعندما سالته قال في الجامعة غير مسموح لنا بهذه القصة فحمدت الله ان السودان بخير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..