بما مضى أم لأمر فيك تجديد؟

* منذ أن قال المتنبئ كلماته التي تعبر عن حالته النفسية الفريدة في ذلك العيد الذي أدركته وهو يكابد عذابات الطموح والأمل والخيبة في سبيل سلطة تعززت عليه وابت الليم معه منذ ذلك الأمد ظل هذا التساؤل المشحون بالرجاء والاستنكار والاصرار شعاراً للكثيرين من حفظة شعر المتنبئ يرددونه في الأعياد وغيرها. يرددونه عند كل وقفة متأملين حالهم الكائنة وحالهم التي مضت وحالهم التي يتمنونها.
* مضت أيام العيد كما تمضي كل أيام الله السبعة.. ولم أقل انها ثقيله فهي عيد وفرحة ورضا للذي اجتاز امتحان أداء فريضة الصوم وتأمل في حال العباد وأحس بمعاناة الجياع والمرضى والفقراء والمساكين..
* قضيت أيام العيد تتجاذبني المشاعر… مشاعر الحزن الخاص والعام.. فالحزن الخاص لا أريد أن أحدثكم عنه فهو مقيم عندي وأنا متصالحة معه.. بقى الحزن العام.. الحزن على حال أهل السودان الذين حار بهم الدليل وقطعت حركة سكان العاصمة أمطار الجمعة ثاني أيام العيد والتي استمرت حتى صباح السبت والحديث يأتي عنها لاحقاً.
* جلست لأعمر هذا اللقاء بيني وبينكم بعد انقطاع دام أربعة أيام هي ضمن عطلة العيد التي حددتها الحكومة بخمسة أيام بدأت بالأربعاء وانتهت اليوم الاثنين.. وأنا على يقين ان عند بعض الموظفين بدأت بالثلاثاء وقد تنتهي باليوم أو لا تنتهي.. هذا ليس الموضوع ولكن يستحق التأمل في أزمة الزمن والوقت في البلاد النامية.
* قلت جلست لأعمر هذا اللقاء.. لكن تشابهت الظروف والأحداث.. رمضان الذي مضى.. مصر ورئيسها المخلوع.. وتجربة اخوان مصر ذات العام.. والأمطار.. الأمطار والسيول.. دارفور.. دولة الجنوب.. النيل الأزرق.. جنوب كردفان.
* من أين أبدأ.. من رمضان والغلاء المفاجئ الذي انتظم كل شيء وأسكت الجميع عن الحديث عنه.. كيلو الطماطم بأربعين جنيها يعني أربعين ألفاً بالقديم..
* اعتصامات اخوان مصر في النهضة ورابعة العدوية.. وأطنان الحديث والمغالطات انتظمت ساحات السياسة في جميع أنحاء العالم بمن فيهم الأمريكان من أوباما وأنت نازل.. مسألة دارفور مازالت قائمة بل كادت تتحول إلى نزاعات قبلية دامية.. دولة الجنوب وخط البترول وطبيعة العلاقات ظلت حاضرة في طاولة العيد… النيل الأزرق وجنوب كردفان.
* وزير المالية قال انه أعطى وزارة الداخلية 25 مليار جنيه لمواجهة ما أحدثته السيول والأمطار بالولايات بما فيها ولاية الخرطوم..
* هذا كله شغل مجالس الناس في العيد.. يا ترى موضوع معالجة مشاكل الخريف والأمطار والسيول ستشغل ولاة الأمر وهل الـ25 مليارا كافية لرأب التصدع الذي جعل الناس يتوسدون الطين ويلتحفون السماء؟. ثم هل فكرنا فيما ستخلفه المياه الراكدة من توالد الناموس والذباب وحشرات الخريف الأخرى بأمراضها وعلى رأسها حمى التايفود والملاريا.. والاسهالات المائية.؟ نريد أن نسمع من وزارة الصحة الاتحادية ووزارات الصحة الولائية وعلى رأسها صحة ولاية الخرطوم..
فات علي أن أسأل هل الـ25 مليارا بالقديم ولا الجديد؟.
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..