مقالات وآراء سياسية

الخذلان

حسن لابيش
 

يشتكي الكثيرين  ممايحدث الان من خلل في البلاد ومن وضع مأساوي ، ويرمون ببعض اللوم علي الثوار، ولكن اقول لهم  بوضوح مايحدث الان من تعطل مصالح الناس ومن تدهور الاوضاع الامنية ، هم العسكر وانقلابهم ، فهم مأساة الحاضر والمستقبل ، ان لم يتم حسمهم ، وانه لا حل ولا مستقبل للبلاد الا بالتخلص من العسكر واذيال النظام ، لتعود الاوضاع الي طبيعتها والانفتاح الي العالم الخارجي ، واعادة المعونات التي يحتاجها السودان في الوقت الحاضر ، لرسم الخطط والتحضير  لمستقبله .
عدم التفاف الشعب باجمعه ، هو أحد الاسباب التي تطيل حكم العسكر ، وتدهور الاوضاع يوما بعد يوم الي مانهاية ، علي الشعب ان يقتنع بانه لا خلاص كما كررنا كثيرا ، الا ان يخرج بجموعة كتسونامي مدمر ، وان لا يتراجع في وجه هذه القوة ، اما هذا الخروج الذي يتم الان بهذه الصورة ، فلن تكون له الجدوي الكافية ، اذا لم يتم تطويره ومراجعة نواقصه بجدية ، فالتراجع امام هذه القوة هزيمة ونصرا لها ، فالشعب اذا خرج بملايينه ، بحيث اصبح  قوة ومواكب لا تتراجع، فلن يجد هؤلاء أمامهم الا الهروب ، فالشعب عندما يخرج عليه ان يخرج لينتصر ، فعلينا ان نخرج كشعب مؤمن بقضية ، ويحمل معول الخلاص لهدم الطغاة ، وان نعجل بمداهمتهم بجموعنا وباعدادنا المهولة لنرهبهم  ، وليس بإعداد من الشباب يتقدمون الصفوف ، ويجازفون ويضحون بارواحهم كل مرة من اجل قضية الوطن ، والبقية في الخلف تتفرج وتعود ، اما هؤلاء  المتخاذلون من جيل الصمت ، فمنهم الله ، فقد خذلوا الوطن من قبل ، ومازالوا في ديدنهم ، وميلهم للخيانة لوطنهم ولشعبهم الثائر ، وعلي رأسهم العسكر من الجيش والشرطة ، من العاملين والمعاشيين ، فهؤلاء قد أثبتوا بانهم ميالون لان يكونوا اشباه رجال بوضعهم الحالي ، ولن يكونوا في يوما رجالا مادموا علي حالهم من الخضوع والذلة والتدنيس للسلطة وانتظار فتافيتها  .
ولكن ماذا نقولوا لمن يجعل من الفأر اسدا ، وينتظر حتي يلتهمه ، بيده وما بيد غيره .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..