ما بين الصحيفة والصفيحة

بشفافية
حيدر المكاشفي
ما بين الصحيفة والصفيحة
٭ تقول الحكاية أن أحد المطبلاتية الهتيفة الحنجوريين والذي كان دائماً ما يتصدر الحشود ويقود الهتافات من أمثال (هى لله هى لله لا للسلطة ولا للجاه) وغيره من هتافيات وشعارات سادت ثم باخت وبارت، تطلع هذا المطبلاتي ذات حفل لما يرفعه درجة من مجرد هتيفة ويقرّبه اكثر من كبار المسؤولين، فعمل كمقدم لذاك الحفل وكانت تلك أول تجربة له في وضعه الجديد، بعد صراخ وهياج ببعض الشعارات والهتافيات التي كان يحفظها عن ظهر قلب، إنتقل الرجل لتحية الرؤوس الكبيرة التي كانت تجلس على الكراسي الوثيرة في المقدمة، فقال بملء صوته الجهور نحي الوالي فلان والمعتمد علان وكان قد عكس الاسماء فجعل الوالي مكان المعتمد والمعتمد في مقام الوالي، فلكزه من كان يقف الى جانبه بالمنصة ووسوس له بصوت خفيض ياخي عكست الشغلانة، إرتبك الرجل وتلعثم قليلاً ثم قال موجهاً حديثه للجمهور بصوت جهور معليش يا جماعة لقد تشابه علينا البقر، فعلان هو الوالي وفلان هو المعتمد، وحكاية اخرى تقول أن أحد أساتذة الجامعات دخل عن طريق الخطأ إحدى قاعات المحاضرات ليلقي درسه، فنبهه الطلاب الذين كانوا داخل القاعة بأن المحاضرة ليست له، قال الاستاذ عذراً إن البقر تشابه علينا، غاظ ذلك أحد الطلاب فرد عليه سريعاً، لا بل الثور ضيّع مربطه….
والصحافة (المهنة) أيضاً تشابه عليها البقر فلم تدر من هو المسؤول عنها، هل هو جهاز الأمن ام مجلس الصحافة ام امانة الاعلام بالحزب الحاكم أم هى جهة أخرى خفية تعمل من وراء الكواليس وتوزع التعليمات والتوجيهات لكل هذه الجهات بحسب الاختصاصات، كما لا تدر الصحافة ماهو القانون الذي يحكمها، هل هو قانون جهاز الأمن، أم قانون الصحافة، ام القانون الجنائي، أم كل هذه القوانين مجتمعة أو منفردة، الحقيقة أن ليست هناك مهنة تواجه وضعاً شائهاً وشائكاً مثل الذي تعانيه مهنة الصحافة، وهو وضع لم يعانيه حتى المستعبدين والمسترقين على أيام الرق والاستعباد الكريهة، حيث كان المسترق أو المستعبد يخضع لسيد واحد هو الذي يخدمه ويتلقى منه الاوامر والتعليمات، أما الصحافة السودانية الآن يحكمها اكثر من سيد وتحاكم بأكثر من قانون، وليس من دليل على سوء هذا الحال الذي ترزح تحته الصحافة أبلغ من صرخة البروف علي شمو رئيس مجلس الصحافة وتوجعه من هذا الحال حين شكا من ضعف المجلس وهوانه وضياع هيبته جراء هذا الوضع الغريب الشاذ الملتبس، واذا كان ذلك هو حال رئيس مجلس الصحافة الذي يتم تعيينه بقرار رئاسي وتعتبر المؤسسة التي يرأسها حكومية اكثر من كونها مستقلة، لكم بعد ذلك أن تتصوروا مدى السوء الذي يكون عليه حال الصحافيون مع مثل هذا الوضع المزري الذي يفرغ المهنة تماماً من معناها ويحيلها الى أي شيء آخر غير أن تكون صحافة، فحين يكون رئيس التحرير ليس هو المسؤول الاول في الصحيفة فهل يكون ما يرأسه صحيفة أم صفيحة يملؤها بما يملي عليه، مجرد إناء فارغ يحتاج الى رئيس لقسم التعبئة وليس رئيس تحرير، وبطبيعة الحال فإن صحافة تعاني من مثل هذا المآل الذي جرّها اليه جملة من التغولات والتعديات، تحتاج أن تبحث أولاً ليس عن حريتها واستقلاليتها وإنما عمن يحررها من أسيادها الكثيرون بأن يجعل عليها سيداً واحداً.. والله المستعان…
الصحافة
اخى حيدر المكاشفى
علة الصحافة اليوم الصحفيين نفسهم .. فالصحفيين اليوم صاروا اكثر هتفيه وصارت لهم ( حلاقيم ) تاكل بعضها البعض كل منهم يريد ان يتسلق على ظهر الاخر ليتبؤا اعلى المناصب والوطن ان شاء الله يطير.
انظر اخى المكاشفى الى حال الصحافة اليوم فانها صارت كالخرقة المهترئية ومتسخه فكلما اغسلتها صارت اكثر اهتراء .فالصحافة مسؤلية وانتماء للوطن قبل الانتماء لثدى السلطه فترضع منه وتغض الطرف عما هو يضر مبصلحة الوطن والشعب .. فانظر كيف تناولت الصحافة مقتل الشهيدة عوضية واعتصام المناصير وغيرها من النوازل .
لما لا يكون هناك ميثاق شرف صحفى يتواثق عليه الجميع وصدقنى اخى المكاشفى لو تواثق الصحفيون ستذهب كل القوانيين المقيدة للحريات وسيذهب معها كل صحفى هتفى وحنجورى الى مذبلة التاريخ .
والسؤال لما تدنت الصحافى لهذا المستوى ؟ اهى جزء من الازمات التى اصابت هذا الوطن ؟ ام العلة فى بطنها ؟
افة الصحافة الصحفيين … وافة السلطة المثقف الموسوعة ( مافى غيرى )
الأخ / حيدر المكاشفي
تعليق بسيط أرجو ألا تعتبره تجنيا على الجناب العالي ( بروف ) شمو ..
اقتباس ( ليس هناك أبلغ من صرخة البروف شمو رئيس مجلس الصحافة وتوجعه من هذا الحال حيث شكا من ضعف المجلس وهوانه وضياع هيبته ) !!
الى من يشتكي ( البروف ) هوان مجلسه ؟ أم لعله يشكو هوانه على نفسه ، في لحظة صحوة ضمير أو نخوة طارئة !
لم لا يسجل موقفا واحدا شجاعا ( just for a change ) ويستقيل من موقعه ما دام عاجزا عن أداء مهامه ؟
ولكن …
هو ( البروف ) شمو لمن لا يعرف .. من اكل على كل الموائد وعاش في كل العصور ، من الازهري الى البشير مرورا بالنميري ، ولم يمر عهد – ديمقراطيا كان أم شموليا – إلا تقلب في نعيمه ، وتلك موهبة لا يملك نواصيها إلا القليل .. وسترونه في العهد القادم على انقاض الانقاذ منزلقا الى داخله بمهارة !!
يذكرني بشخصية ( …. ) في رواية ( دروب الحرية ) لسارتر ، الشخصة المتلونة المتأرجحة في مواقفها مع اتجاه الريح ، وصفها بكلمات : ( ذلك الخرع الذي يعيش في كل العصور ، متواضعا أو مختالا .. الذي يصر على الحياة ويعيش من أجل لا شئ !! )
Mustafa Mali
للاسف ما نشاهده اليوم يعبر عن صحافة تعكس صورة النظام القميئة..
وليست كسلطة رابعة نفخر بها..
كان افضل لناايام تاميم الصحف وتحويلها للسودان الحديث والانقاذ..اذعلى الاقل انت مدرك لقراءتك لصحف مصنوعة تسبح بحمد النظام فاما تقراها او تنفر منها.. اما صحافة اليوم فقد تشابه البقر علينا لكثرة الغواصات واشباه الصحفيين ..
استاذ حيدر لك كل الحب وشكرا على مواقفك الكبيرة دائما وهذا المقال اذى ارجو ان يقرأه رئيس تحرير جريدة الصحافة التى تكتب فيها ، المدعو النور احمد النور ، المرافق الدائم للسفاح عمر البشير فى رحلاته ، النور الذى يتلقى كل يوم ، ذليلا ، تعليمات جهاز الامن عبر الرسائل النصية فى الهاتف ويقوم بتنفيذها حرفيا من اجل الوعد الذى تحصله بان يصبح ملحقا اعلاميا فى احدى سفارات البشير ، تبا لكل الصحفيين المتعاملين والمتعاونين مع جهاز الامن وتحية الصمود والشرف للصحافيين الاحرار ، وانت منهم ، نحن لانرتجى خيرا من مجلس السفاهة الذى يرأسه البروف على (شمولية) ربيب كل الانظمة ، الرجل الضعيف المنهزم وامينه العام الضابط فى جهاز الامن والمتحدث باسم وزارة الخارجية العبيد مروح ، لن تكون الصحافة السودانية كما نريد الا بعد سقوط دولة الظلم والشمولية
الصحيفة للصحفي الشجاع ومستعد ان يكسر قلمه
اما الصفيحة لكل صحفي يقضي حاجته فيها (حنجوريين الحكومه والماسكين ضنب الضب )
ياجماعة وياقراء الراكوبة الاعزاء نسيتم نحن بنتكلم عن اى بلد؟ السودان إإإإإإ سودان الزمان داك راح من 89 وعشان كده نحن بنتكلم عن حاجة جديدة والحاجة الجديدة دى مافيها اى حاجة تتشكر فعندنا شنو كويس عشان يكون عندنا صحافة كويسة ياااااخ ياوجع الراس وبقى معاهو وجع قلب