
• ما يزال الكثيرون يظنون أن مشروع سياسة “الفوضى الخلاقة” التي ابتدرتها الإدارة الأمريكية قبل عقدين من الزمان ، ما يزالون يظنونها مجرد “نزوة سياسية عابرة” خطرت لكونداليزا رايس إبان قيادتها الخارجية الأمريكية ..
• و لأننا عادةً ما نُوكل تخطيط سياساتنا ، سواءً الداخلية أو الخارجية ، إلى “ساسة” أنصاف أميين ، جهلة ، و سذج ، فإننا نظُنُّ أن الأمريكان أيضاً يفعلون مثلنا ..
• المشروع السوداني المعادل لمشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي الذي تم تصميمهُ من قبل كوكبة من أعظم و أخطر العلماء الأمريكان “و ليس كونداليزا رايس كما يظن الحمقى” ، أقول ، مشروعنا المعادل للمشروع الأمريكي كان مشروعاً أوكل أمر تصميمه لبعض “الهتيفة” الذين لا يفقهون حتى دلالات اسم المشروع ، الذي أسموه “المشروع الحضاري”!!.. و بقية القصة تعرفها حتى الدّوابُّ الساعية في طرقات الخرطوم ..
• علينا أن نعلم أن النجاح الباهر لمشروع الفوضى الخلاقة ، الأمريكي ، لم يكن مصادفة ، لأن من صمَّمُوه كانوا يعرفون ماذا يفعلون ، و كان القسط الأكبر من تصميم هذا المشروع الذي أسهم فيه علماء من جميع التخصصات ، كان القسط الأكبر منه موكلاً لعلماء الاجتماع و خبراء علم النفس الاجتماعي .. و كان أهم عنصر لإنجازه هو تدبير “الأدوات” في البلدان المستهدفة ..
• و المشروع برمته مبني على الآليات و المحركات الاجتماعية الطبيعية تجاه أفعال بعينها ، يعني ، برغم أن العنصر الفاعل في سياسة الفوضى الخلاقة هو المجتمع المستهدف ، و لكن فعلهُ لا يأتي من فراغ ، بل يأتي كرد فعل على فعل محرك ، هو فعل أوكلته الإدارة الأمريكية – سواءً بالتجنيد المباشر أو بالإيحاء عن بُعد – إلى بعض القيادات السياسية المتنفذة في المجتمعات المستهدفة ..
• لأي مجتمع إنساني ردود فعل محددة تجاه أفعال مستفزة من قيادته ، و الأمريكان لا يستطيعون تحريك المجتمع المصري ، أو التونسي ، أو السوداني ، مثلاً ، تحريكاً فوضوياً ، إلا من خلال “عملاء” (قد يعرفون أنفسهم أوقد لا يعرفون) ، و الشرط الجوهري أن يكون هؤلاء العملاء في مواقع قيادية ، سياسية متنفذة ، في البلد المستهدف..
• يعني ، بالعربي الفصيح يا مولاي ، حين توحي الإدارة الأمريكية لصندوق النقد الدولي أن يلوح ببضعة مليارات من الدولارات لقادة دولةٍ ثلاثة أرباع شعبها يكتفون بوجبة واحدة في اليوم ، لقاء تحرير سلع استراتيجية ، يؤدي تحريرها إلى تهديد الوجبة الواحدة نفسها .. و حين تستجيب قيادة الدولة لهذا الإغراء دون تفكير في عقابيله (إما لأنها جاهلة بالعقابيل ، أو لأنها “مأمورة”)، فإن تحرك المجتمع تحركاً فوضوياً – حسب فتوى الخبراء للإدارة الأمريكية – يكون أمراً مفروغاً منه ، فإذا شفع هذا السلوك من قيادة البلد ببعض العبارات المستفزة الموجهة إلى الشعب مباشرة ، فإن عجلة الفوضى الخلاقة تكون متأهبة للاستجابة لـ(دواسة البنزين) ، فإذا استطاعت بعض الشركات العابرة للقارات استدراج بعض متنفذي البلد المعني ، في بعض الصفقات المشبوهة و بعض العمولات التي تقفز بهم سريعاً إلى قائمة المليارديرات ، فإن عجلة الفوضى الخلاقة تكون قد انطلقت بالفعل .. و يكون صندوق النقد الدولي قد أنجز عملاً كبيراً للإدارة الأمريكية دون أن يخسر دولاراً واحداً ..
• أخطر عملاء أمريكا هم الذين لا يعرفون أنهم عملاء ، بل يظنون أنهم أعداء أمريكا و الموكلون بإذلالها !!.
(المواكب)
• و لأننا عادةً ما نُوكل تخطيط سياساتنا ، سواءً الداخلية أو الخارجية ، إلى “ساسة” أنصاف أميين ، جهلة ، و سذج ، فإننا نظُنُّ أن الأمريكان أيضاً يفعلون مثلنا ..
• المشروع السوداني المعادل لمشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي الذي تم تصميمهُ من قبل كوكبة من أعظم و أخطر العلماء الأمريكان “و ليس كونداليزا رايس كما يظن الحمقى” ، أقول ، مشروعنا المعادل للمشروع الأمريكي كان مشروعاً أوكل أمر تصميمه لبعض “الهتيفة” الذين لا يفقهون حتى دلالات اسم المشروع ، الذي أسموه “المشروع الحضاري”!!.. و بقية القصة تعرفها حتى الدّوابُّ الساعية في طرقات الخرطوم ..
• علينا أن نعلم أن النجاح الباهر لمشروع الفوضى الخلاقة ، الأمريكي ، لم يكن مصادفة ، لأن من صمَّمُوه كانوا يعرفون ماذا يفعلون ، و كان القسط الأكبر من تصميم هذا المشروع الذي أسهم فيه علماء من جميع التخصصات ، كان القسط الأكبر منه موكلاً لعلماء الاجتماع و خبراء علم النفس الاجتماعي .. و كان أهم عنصر لإنجازه هو تدبير “الأدوات” في البلدان المستهدفة ..
• و المشروع برمته مبني على الآليات و المحركات الاجتماعية الطبيعية تجاه أفعال بعينها ، يعني ، برغم أن العنصر الفاعل في سياسة الفوضى الخلاقة هو المجتمع المستهدف ، و لكن فعلهُ لا يأتي من فراغ ، بل يأتي كرد فعل على فعل محرك ، هو فعل أوكلته الإدارة الأمريكية – سواءً بالتجنيد المباشر أو بالإيحاء عن بُعد – إلى بعض القيادات السياسية المتنفذة في المجتمعات المستهدفة ..
• لأي مجتمع إنساني ردود فعل محددة تجاه أفعال مستفزة من قيادته ، و الأمريكان لا يستطيعون تحريك المجتمع المصري ، أو التونسي ، أو السوداني ، مثلاً ، تحريكاً فوضوياً ، إلا من خلال “عملاء” (قد يعرفون أنفسهم أوقد لا يعرفون) ، و الشرط الجوهري أن يكون هؤلاء العملاء في مواقع قيادية ، سياسية متنفذة ، في البلد المستهدف..
• يعني ، بالعربي الفصيح يا مولاي ، حين توحي الإدارة الأمريكية لصندوق النقد الدولي أن يلوح ببضعة مليارات من الدولارات لقادة دولةٍ ثلاثة أرباع شعبها يكتفون بوجبة واحدة في اليوم ، لقاء تحرير سلع استراتيجية ، يؤدي تحريرها إلى تهديد الوجبة الواحدة نفسها .. و حين تستجيب قيادة الدولة لهذا الإغراء دون تفكير في عقابيله (إما لأنها جاهلة بالعقابيل ، أو لأنها “مأمورة”)، فإن تحرك المجتمع تحركاً فوضوياً – حسب فتوى الخبراء للإدارة الأمريكية – يكون أمراً مفروغاً منه ، فإذا شفع هذا السلوك من قيادة البلد ببعض العبارات المستفزة الموجهة إلى الشعب مباشرة ، فإن عجلة الفوضى الخلاقة تكون متأهبة للاستجابة لـ(دواسة البنزين) ، فإذا استطاعت بعض الشركات العابرة للقارات استدراج بعض متنفذي البلد المعني ، في بعض الصفقات المشبوهة و بعض العمولات التي تقفز بهم سريعاً إلى قائمة المليارديرات ، فإن عجلة الفوضى الخلاقة تكون قد انطلقت بالفعل .. و يكون صندوق النقد الدولي قد أنجز عملاً كبيراً للإدارة الأمريكية دون أن يخسر دولاراً واحداً ..
• أخطر عملاء أمريكا هم الذين لا يعرفون أنهم عملاء ، بل يظنون أنهم أعداء أمريكا و الموكلون بإذلالها !!.
(المواكب)
علي يس