انحرافات فى مسارات العمل الطوعى

انحرافات فى مسارات العمل الطوعى

يحيى العمدة
[email protected]

الانسانية هى جسر التواصل بين بنى البشر ،والبشر تتطابف احتياجاتهم الحياتية للماكل والمشرب والملبس والمسكن كما يحتاج ايضا الى العيش الامن وما يطلق عليه بالحقوق المدنية والدستورية كحقوق مجتمعية مشروعة ، وحينما يحدث اختلال فى منظومة البناء المجتمعى لاسباب قد تكون بفعل الطبيعة وتقلبات الطقس من جفاف وتصحر او ثورات بركانية او فيضانات او تكون بفعل الانسان وظلم الانسان لاخيه الانسان عبر الصراعات السياسية والحروب .
من هنا تبدأ مسيرة العمل الانسانى ،وتتحرك المشاعر الانسانية نحو اغاثة المتضررين عبر المنظمات الطوعية لدرء المخاطر وتقليل اثار الضرر ،ولا يتجادل اثنان فى سمو الاهداف وعظمة الدور الذى تقوم به منظمات العمل الطوعى ، ولكن فى السنوات القليلة الماضية وبعد ان اتسعت دائرة الكوارث التى منيت بها البشرية جمعاء واضحت المجتمعات فى حوجة ماسة للعمل الطوعى الانسانى ،
انحراف المسار
ما نود الاشارة اليه هو ولوج جهات وجماعات دائرة العمل الانسانى كمدخل لتحقيق اجندة خاصة لا علاقة لها من قريب او بعيد بالعمل الانسانى ، فهناك من ولج هذه الدائرة بغرض استخباراتى له ارتباطات بقوى خارجية ، وهناك من ولج بغرض التكسب المادى والمتاجرة بمأساة المنكوبين وهم كثر فقد تبين ان اعداد هذه الفئة فى اذدياد مضطرد ،مما ادى الى اتساع دائرة الشك فى عمل ما كان ينبغى ان يصل اليه الشك من قريب او بعيد مما انعكس سلبا وادى الى تناقص فى اعداد المانحين والداعمين ،فالعمل الانسانى يعتمد فى الاساس على قيم انسانية تستند على العاطفة والمشاعر النبيلة التى تتحرك بطريقة ذاتية فى دواخل الانسان وتدفعه للانفعال والتفاعل مع الاحداث . وفى مسارات اخرى اقتحمت دوائر مشبوهة العمل الانسانى لتحوله الى صراع سياسى مكشوف وتصفية حسابات خاصة فى المجتمعات التى تشهد تباينا اثنيا وطائفيا مثل ما يحدث الان فى كثير من بلدان العالم ،واهلنا فى السودان قد نالوا قسطا من انحراف مسارات العمل الانسانى الطوعى شاركت فيه اطراف خارجية واخرى داخلية بكل اسف ، ووصل حد انحرافها الى المتاجرة باطفالنا ،مما يفرض علينا جميعا اصحاح السلوك المعوج لان اثارة ستمتد البشرية وتلحق اضرارا بالعمل الطوعى والانسانى
انها مجرد دعوة ومطالبه مشروعة بالعودة للضمير الانسانى الذى بيع فى سوق الله اكبر ،فالعمل الطوعى والانسانى اكبر من وضع لافتة او لوحة على سيارة فارهة كتب عليها منظمة طوعية ولا يمكن تغطيه سرقاته بخطب تشتمل على تقارير اداء كاذب
هدفنا تنقية العمل الطوعى من العوالق والطفيليات التى التصقت به وهى كثيرة لايمكن حصرها فى مقال .

تعليق واحد

  1. الشكر وفائق التقدير لك سيدي.. دا فعلا ما يحتاجه السودان من أخلاق للارتقاء بشعبه واهم خطوة في مسيرة التغيير.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..