الفنانة أريزا أحمد الأمين: استوحــي جمـاليـــات الإبـــداع من ذاكرتي الماضية والحاضرة

٭ ما بين العود والورقة ألف رواية، وما بين الطب والقلم تشكلت الحكاية.. حكاية الشابة الفنانة التى تحمل فى أحد ساعديها قلمها الرقيق وفى الاخرى ريشتها الحنونة.. سطع نجمها فى المشهد الفنى والادبى فى الفترة السابقة عبر العديد من المنابر.. وجمعت ما بين التأليف الموسيقى والكتابة الشعرية، واجادت فى كلاهما، ولها اسهامات مقدرة فى كتابة القصة القصيرة.. وتتكئ على تراث موسيقى ثر.. وتمثل امتداداً لجيل زاهر من الموسيقيات السودانيات، ولها كثير من المشاركات الفاعلة.. التقيناها وكانت هذه المقابلة مع أريزا أحمد الأمين التى اجراها عبد السلام الحاج حول تجربتها، وجملة من القضايا الفنية والادبية التى خرجنا منها بهذه الحصيلة من الافادات.
٭ أريزا في حروف؟
ــ أريزا أحمد الأمين محمد اختصاصي مختبر.
٭ أنت متهمة بالغياب عن الوسط الثقافي.. هل لك أن تعطينا إضاءة حول هذا الموضوع؟
ــ ربما الوسط متهم بتغييب المثقفين.
٭ داخل كل شاعر طفل لا يكبر.. ترى ما الذي ظل في دهاليز ذاكرتك من صور الطفولة المضيئة.. وما تأثيرها على شعرك وحياتك؟
ــ طفولتي شكلّت ملامحي اليوم.. وعشت طفولة خصبة.. وكنا نغني للحياة.. للزرع .. للكائنات التي تقاسمنا الخبز والمأوى.. لصغار مثلنا نقطف في الصباح وردة ونمنحها للآخرين.
٭ الكثير يراهن على أن قصيدة النثر هي قصيدة المستقبل.. فماذا تقولين أنت؟
ــ قصيدة النثر مساحة سرد وفضاء حر لا قيد فيه.
٭ متى يموت الشــاعر؟
ــ حين تموت داخله القِيم.
٭ هل تشعرين بأنك في لحظة ما أمام سؤال الرحيل؟
ــ بين هدير الحياة وحلم البقاء يبقى السؤال: مَن في الوجود استحق الوجود؟
٭ لمن تقرأ الشاعرة أريزا وماذا تقرأ؟
ــ ليس لمن… فقط تقرأ كل ما كُتب.
٭ ما هو الحب؟ وماذا يعني الموت؟
ــ الحب حياة ووجود.. وفي الوجود حياة وموت.. وفي الحياة موت وفي الموت حياة. إنك تحيا لتموت.. وتموت لتحيا.
٭ ما هي اللحظة التي تخافين منها وتشعرين فيها بثقل يؤرقك؟
ــ الدمعة التي تتلألأ في عيون طفل لم يرتكب سوى فعل براءته.. تلك الطفولة المنتهكة تشعرني بالخزي والألم.
٭ إلى أي حد يهمك التصفيق؟
ــ التصفيق عادة ليس إلا، كما أنه ليس معياراً لمدى تقبل الآخر لك.
٭ ماذا تمثل المفردات التالية في شعر ووجدان الشاعرة أريزا؟
الحب: الحياة.
الوطن: الأصل.
الأمل: الايمان.
الغربة: الفقد.
الحلم: الغد.
٭ ما الذي يتبقى من المرأة الشاعرة عندما تبحث عن المظاهر؟
ــ المرآة.
٭ من أين تستوحين جمالية الإبداع؟
ــ من ذاكرتي الماضية والحاضرة والتالية.
٭ هل من الضرورة أن يحتاج كل شاعر الى لغة اخرى؟
ــ إحساسه من يصنع اللغة.
٭ ماذا لو نطق الصمت؟
ــ لغة أخرى.
٭ يقول الصادق الرضي: «الحزن لا يتخير الدمع ثياباً كي يمسى في القواميس بكاء/ هو شيء يتعرى من فتات الروح/ يخرج من نوافير الدم الكبرى/ ويهرب من حدود المادة السوداء/ الحزن فينا كائن يمشي على قدمين».. ماذا تقولين؟
ــ نحبل به، يتغذى من حزننا السري ــ رغماً عنا.. ويولد مكتمل النمو… هكذا.. تتناسل الأحزان فينا.. الزمن أرجوحةٌ تهبنا لحظات المتعة أحياناً والعذاب أحياناً أخرْ.
٭ ماذا يمثل الزمن بالنسبة لأريزا الكاتبة؟
ــ إيقاع الحياة.
٭ تقولين في احدى نصوصك «وبينما /أنا أجوبُ داخلي/ وجدتني حزينْ/ سألتني:/ أمالكُ الهوى أطاحَ بالحنين؟/قلتُ: لا/ قلتُ: ماذا؟/ قلتُ:/ في زمانٍ مثل هذا/ يضيقُ بي الوطن/ ويعجُ بي الأنينْ» لماذا كل هذا الحزن الحميم الذي يرتحل من داخل مدارات الذات الى براحات الوطن الشاسعة؟
ــ هذا الوطن منكؤ بالأحزان .. إنني أتلفح الوطن حزناً ويتلفحني الحزن وطناً.
٭ الكتابة فعل أكثر ما يدل فإنه يدل على الهوية الذاتية، كذلك القراءة، وعليه هل يعتبر تراجع الكتابة والقراءة خصوصاً في السودان دليلاً على فقدان الهوية؟
ــ إن تراجع معدلات القراءة والكتابة يعزى لأسباب شتى. ولكن الهوية السودانية جلية وواضحة في أقلام الكتاب السودانيين، فإننا بوصفنا سودانيين لنا موروثاتنا الثقافية والفلكلورية وعادات وتقاليد لا يمحوها الزمن .. طقوس حياتية نمارسها ونعايشها بشكل يومي.. ولا ينضب هذا المعين أبداً.
٭ كيف تستجيب أريزا لنداء الصوت الصارخ ببراءة دواخلها، بنص شعري أم قصة أم مقطوعة؟
ــ كيفما كان النداء يأتي النص .. شعري .. سردي .. موسيقى أو علبة ألوان.
٭ ما هي فلسفة تسمية نصوصك باسم من كلمة واحدة؟
ــ لكل نص فلسفته الخاصة، فبعض النصوص تحمل اسماً مزدوجاً.
٭ ألا يزال القمر غائباً والسماء ذات سحاب كثيف حيث لا أفق؟
ــ فقط لا عليّ سوى أن أطلق العنان لأنفي حتى تشتم رائحة الموت، بعدها أدخل في إغماء حياتي تعقبه إغماءة الموت ثم أفيق لبرهة لأرى حقيقة الكون العاري، وأرقب ذلك الشيء الخارج مني صاعداً للسماء، حيث لا رؤية، ثم أسدل عينَيْ في بطء مثقل وأموت.
٭ أهناك من قوّة للثّقافة في زمن طغت فيه ثقافة القوّة؟
ــ الثقافة تدحض مفهوم القوة.
٭ أريزا المؤلفة الموسيقية.. من أين تستمدين مواضيعك الموسيقية؟
ــ الكون مليء بالموسيقى، فالموسيقى موجودة في كل ما حولنا.. في حفيف الأشجار وصوت الريح.. والسماء.. وخرير المياه .. فكل كائن يحمل موسيقى ويصدر موسيقى.
٭ ثقافة السمع للموسيقى البحتة تكاد تكون معدومة في السودان.. إلى ماذا تعزين ذلك؟
ــ ثقافة الاستماع للموسيقى البحتة ليست معدومة.. فقد ظلت موجودة على مر الأجيال، فالأستاذ الموسيقار برعي محمد دفع الله قدم مقطوعات موسيقية أثرت وجدان وذائقة المجتمع السوداني، كذلك الأستاذ الموسيقار إسماعيل عبد المعين والأستاذ الموسيقار العاقب محمد الحسن والأستاذ الموسيقار بشير عباس والأستاذ الموسيقار أميقو والأستاذ علاء الدين حمزة والأستاذ الموسيقار حافظ عبد الرحمن والأستاذ الموسيقار د. الفاتح حسين ود. كمال يوسف والأستاذ حسام عبد السلام والأستاذ عثمان محيي الدين، وصولاً إلى جيلي جيل الثمانينيات أيمن صلاح براون وآخرون.
٭ يصف الألمان آلة العود بأنها آلة موسيقية تضج بالوقار، فماذا يمثل لك العود؟
ــ وحي الحياة.
٭ كيف تتولد عندك الجملة الموسيقية؟
ــ حين يملأني النغم وأصل ذروة الشعور أعزف.
٭ صناعة الموسيقى البحتة أمر شاق، هل تجدون التقدير في ما تنجزون من أعمال موسيقية؟
ــ الشعب السوداني شعب ذواق للفنون، فهو يهوى الفن ويقدر المبدعين بشتى ضروب إبداعهم.
٭ ماذا عن السمفونيات؟
ــ أتمنى أن يعزف يوماً كل السودانيين سمفونية للسودان.
٭ موسيقيون شكلوا وجدان أريزا؟
ــ الموسيقار الراحل المقيم فناً وإبداعاً الأستاذ برعي محمد دفع الله.
٭ لحن يحاكي عندك فتنة الغروب؟
ــ مقطوعة «الراحلون».. «ترنيمة وداع».
٭ ما هي المنابر التي تطرحين فيها أعمالك؟
ــ ليست هناك منابر ثابتة.
٭ الى اي مدى ادى غياب حصة التربية الموسيقية الى تدهور الموسيقى؟
ــ نحن جيل الثمانينيات لم نحظ بحصة التربية الموسيقية، لذلك الأجيال السابقة كان لها دور كبير في رسم خريطة السودان الموسيقية، إذ حظيوا بحصة التربية الموسيقية وتعلم الموسيقى في مرحلة مبكرة وممنهجة.
٭ هل تقود الموسيقى الإنسان؟
ــ الموسيقى تهذب النفوس.

الصحافة

تعليق واحد

  1. وفقك الله يا بنت بلادي اتمني ان تقتدي في مسيرتك الفنيه بالارث الموسيقي الثر الذي تركه العمالقه مثل برعي وعبدالمعين وبشير عباس ووردي وغيرهم وان تكون موسيقاك وفقا للذوق السوداني ودعك من محاولات البعض في ارضاء الذوق العربي لانهم فشلوا في ذلك واصبحت موسيقاهم كالمسخ للمستمع السوداني

    نصيحه اخويه لك يا اريزا انت تمتازين بجمال باهر ووجه حسن لا تخطئه العين يعني ما محتاجه لكل هذه الالوان التي طليت بها وجهك توخي البساطه في المكياج حتي نري الجمال الحقيقي لفتيات بلادي

    لك مني الف تحيه واتمني ان اري فنك ينتشر في السودان والقرن الافريقي وجنوب السودان وتشاد كما هو حال الفن السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..