وزراء الوهم..!!

ما إن ترجلّت الإنقاذ وتأكد للبعض أن لا أمل من عودتها مرة أخرى للعب دور البطولة في مسرح السياسة السوداني حتى بدأ هؤلاء التنصُل من أي التزام أخلاقي أو ارتباط سياسي جمعهم معها، سارعوا في تعرية سوءاتها وغتغتة عوراتهم للولوج للثورة عبر أبوابها التي ظنّوا أنها مُشرعة لكُل من هبّ ودب ولكُل طامح طامع في الوصول إلى وظائفها (السيادية) القيادية التي خلت برحيل الإنقاذ، تناسى هؤلاء أنّ ذاكرة الناس مُتقدة يُذكِّر بعضهم البعض والسودان أضيق بكثير من أن تختفي فيه معلومة وانتهى زمان تزوير (الشهادات والخبرات) الداعمة للكفاءة المطلوبة لشغل وظائف ما بعد الإنقاذ.
وليعلم هؤلاء أنّ حواء السودان ولود ورحمها ما زال طرياً أنجبت الكثير من الكفاءات ومن تسبقهم سيرتهم وتُحدِث عنهم عظيم مسيرتهم لا صفحاتهم الإسفيرية وحركاتهم (القردية) المكشوفة..
دعونا نسأل ما هي المعايير التي وضعتها قوى الحُرية والتغيير لاختيار وزراء الفترة الإنتقالية..؟ سبب سؤالنا أنّ البعض الذين أشرنا إليهم في افتتاحية المقال يعملون بمثلنا الشعبي (البعيد من العين بعيد من القلب) ولذلك زحموا الأسافير بالضجيج وقالوا (نحن هُنا) خوفاً من أن تتجاوزهم قوائم مُرشحي الحرية والتغيير لشغل الوظائف العليا استبقوا (الترشيح) بمنشورات طويلة مدعومة بصورهم أوهموا فيها أصدقاء الأسافير بأنهم قد تمّ ترشيحهم لتولي بعض الحقائب الوزارية في الفترة الإنتقالية ولكن حبهم للوطن ومُجافاة أنفسهم للأنانية حالت بينهم وقبول التكليف، تخيّلوا يحلمون بوزارة مرة واحدة وبعضهم رُبما لم يشغل من قبل أي وظيفة ذات قيمة يُمكن أن تدعم ترشيحه للوزارة (المزعومة) وكأنك يا سودان الأزمات ما عُدت تنتج من الأكفاء من يُناسبون هذه المقاعد ويملؤونها بكفاءاتهم..
قبل الشروع في كتابة هذا المقال رأيت صورة لإحدى الفتيات الحسان في صفحة صديق لم يمضي على استلامها لشهاداتها الجامعية سوى سنوات قليلة لا تكفيها للخروج من تكاليف الخدمة الوطنية وسنوات الإمتياز إن كانت طبيبة تدعي هذه الشابة الصغيرة بأنّ الإختيار قد وقع عليها لتولي واحدة من الوزارات ولكنها رفضت بإباء وشمم عجباً وأصدقاء الفيس يُحاولون إقناعها بأنها خير من يتولى أمر هذه الوزارة!!
لسنا ضد أن يتولى الشباب المناصب العليا ولكن عليهم أن يشغلوها بالمعايير المطلوبة لا بالعلاقات والإنتماءات التي فعلها من أقعدوا البلاد وضيّعوا مكاسب العباد..
قبل التوقيع على الوثيقة الدستورية جمعتنا الصدفة مع أحد المُسنين والذي لم تحول سنوات عُمره الطويلة بينه والحلم بأن يكون وزيراً للثقافة ولم تمنعه عصاته التي لا يستطيع أن يمشي بدونها من أن يضع حُلمه في خانة أضغاث الأحلام ، بل ظل يؤكد لنا أنّ الوزارة باتت من نصيبه فقط يطلُب دعمنا ومساندتنا له..
نقول لهؤلاء أنّ الحُلم مشروع ولكن إن تجاوزتُم معايير قوى التغيير فإنّ الشارع لكم بالمرصاد.. وانتهى عهد قريبي وقريبك وصاحبي وصاحبك..
الجريدة
طلاب السلطة لاينجحون ولا يقدمون شئ للناس وإنما يسيرون من فشل الى فشل وهذا حديث المصطفى والذى لا ينطق على الهوى ( فعن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال النبي : “يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ،لاَ تَسْأَلْ الإِمَارَةَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُوتِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا”[1].