كولاج الاستقلال: الأزهرى وعمر نمر.. جدل حول اشتباك الصورة وانفضاضها

الخرطوم- محمد عبد الباقي
تصوير ? عوض الكريم الطيب
ثلاثة أطفال، لم يتجاوز أكبرهم السابعة من عمره تقريباً، كانوا يسيرون خلف والدهم الذي خرج لتوه من أسواق البيع المخفض بالقرب من ضريح الشيخ أبوجنزير وسط الخرطوم، أحدهم أشار بيده بعفوية من هم في عمره مخاطباً والده ويده ممدودة نحو صورة اللواء (م) عمر نمر معتمد الخرطوم المثبتة أعلى اللافتة التي تضم صور رواد الاستقلال الأوائل. سأل الطفل أباه بإلحاحِ شديد وهو يشير نحو صورة اللواء المتقاعد (عمر نمر) قائلاً: بابا مش دي صورة الأزهري؟! لم يجب الأب عن سؤال الطفل، بل أبعد وجهه وكأنه ذهب بعيداً يستعيد تفاصيل الرعيل الأول.
حالة مشابهة
وفي السياق هذا قال المواطن (إبراهيم عبدالرحمن) الذي كان يسترق السمع للحوار الدائر بين الأب وأبنائه عندما خلط أحدهم بين صورة (عمر نمر) ورافع علم السودان اسماعيل الأزهرى، فهنالك جهات عديدة تعمل بذات النهج على مرمى من مكتب (عمر نمر) منها الكشافة السودانية التي لا يعرف عنها الناس شيء، غير أنها قامت بوضع شعارها على نصب البطل الشهيد عبد الفضيل الماظ ونسبت تنفيذه لها بكل يسر وسهولة ولم تتكرم بالإشارة لتاريخ استشهاد الماظ، ولا إلى من أقام النصب قبل وضع شعارها – الكشافة- عليه دون، وفي استهانة واضحة بالتاريخ وبالرمز الوطني نفسه الذي لم تتوقف محاولات محو صورته في أذهان الأجيال المتعاقبة بما قامت به الكشافة، إنما هنالك من وجه له صفعة أعتقد إنها كانت أنكى من مدافع الإنجليز التي وجهت إلى صدره وأردته قتيلاً، تمثلت في سحب الهوية السودانية من أحفاده على تضحية جدهم الذي قدم روحه فداً لحرية وطن لم يكن يعلم أنه سوف يضِنُ عليه في يوماً ما بشرف الانتساب له!!
تشابكات الصورة
وبما أن الأشياء أصبحت تتجزأ من بعضها البعض فرط تشابهها، يبدو ? بحسب (طه الأمين) من سكان الخرطوم 2 – أن معتمد الخرطوم عندما عجم كنانة أعماله ثم نثرها لم يجد منجزات حقيقية يباهي بها في ذكرى استقلال البلاد غير مباني المؤسسات و(برج الفاتح)، ورغم أنه لم يبنها لكنه جمع صورها ووضع صورته وسطها وعلقها في أماكن متفرقة بالعاصمة. وتساءل (طه) ألا تكلف تلك الدعاية الضخمة المحلية العاجزة عن تلبية احتياجات المواطن البسيط ميزانية ضخمة؟
حوار شفاهي وأسفيري
اجتهاد محلية الخرطوم في استغلال احتفالات الاستقلال للترويج لمشروعاتها التي لا تتعدى في أغلبها حفلات غنائية يحييها صغار الفنانين، ربما هي التي دفعتها لابتكار أساليب غاية في الغرابة والجرأة، تمثلت في وضع صورة (رأسها) متعالية على صور كل رواد الاستقلال ورافعي العلم. فالذي يعبر ميدان أبوجنزير من الشرق إلى الغرب أو العكس، يرى تلك الصورة بالحجم الكبير أعلى إسماعيل الأزهرى ومحمد أحمد المحجوب ما جعل الكثير من المارة يتهامسون ويعلقون، بل انتقل النقاش إلى المواقع الأسفيرية التي لم تكتف نقد الصورة بل أمعنت في السخرية منها حتى أن بعض المتداخلين اتجهوا لإيجاد مبررات لهذا الأمر
اليوم التالي
عمر نمر راس مع راس مع الزعيم الازهرى!!!!! وتقول لى بقى فى سودان
بالله عمر نمر ده منو