هل يكسب البشير الجولة القادمه ؟

هل يكسب البشير الجولة القادمه ؟
قد نستطيع توقع ما سيحدث في المستقبل القريب إذا إستطعنا قراءة الماضي القريب .
اللوحة الأولي
الصادق المهدي علي وشك أن يفقد كرسيه نسبة للإضرابات التي عمت البلاد في أواخر عام ١٩٨٨ وبدايات عام ١٩٨٩ ، ليتفتق ذهن الترابي عن خطة للوصول إلي كرسي السلطة دون مجهود كبيرفيقترح علي الصادق خطة الإنقلاب العسكري لفترة محدودة وهي خمسة سنوات ينغلق فيها السودان علي نفسه ويقضي علي التمرد في الجنوب ويستعيد الصادق أنفاسه ليعود للسلطة مرة أخري بإنتخابات نزيهة . الجانب الأخر الذي لم يصرح به الترابي هو تمكين حزبه من السيطرة التامة علي كل مفاصل الدولة لتقوية حزبه ليتم له الوصول للسلطة بشكل سلس دون أن يعرف الشعب السوداني
لم يكن الترابي يملك وقتاً كافياً لتأمين خطته لأن الشارع كان يغلي والشعب يريد التغير والجيش يتزمر فتم إختيار البشيرعلي عجالة بغير باقي مجلس الثورة .
اللوحة الثانية
بعد بيان البشير الذي خرج به علي الشعب السوداني لم يستطيع فعل شئ أو حتي إتخاذ قرار ،فكل شئ كان بيد الترابي وكثيراً ما كان البشير يتقوقع علي نفسه وخاصة بعد أن يلغي له الترابي قراراً سياسياً .ومن هنا بدأت الهوة تكبر بين التنظيم الأخواني من جهة وبين البشير من جهة أخري وخاصة أن البشير لم يستطيع أن يقضي علي التمرد في خلال عام أو عامين كما وعد لتمتد فترة جلوسه علي كرسي السلطة التي بدأ في تزوق حلاوتها فهو الأمر الناهي دون رقيب .
اللوحة الثالثة
توصل الترابي في إتفاق بينه و بين البشير أن يستمر البشير في السلطة لمدة سته أعوام أخري لتجري إنتخابات بعدها يفوز فيها الترابي ويجلس علي كرسي السلطة ومن هنا تفتق ذهن الترابي عن فكرة المفاصلة ليعد العدة للدخول في إنتخابات بشكل منفصل عن الحزب الحاكم حيث أن التزمر علي البشي في تذايد مضطرد والنقمة عليه بلغت قمتها ورفض العالم لهم قد تبلور ،و للحقيقة أن قلة من الناس كانو يعلمون بحقيقة فبركة هذه المفاصلة .
رفض البشير تسليم السلطة أو التنازل عنها و من هنا كان التفكير بإحداث إنقلاب أخر لعب فيه صلاح قوش دور ما لينتهي بعد كشفه .
فكرة الوثبة والحوار الوطني كانت من بنت أفكار الترابي لتقوية حزبه عسكرياً وشعبياً ليصل للسلطة فحقيقة الحوار ليس للشعب السوداني ولكن لتوحيد الحركات الإسلامية المسلحة والأهم من ذلك تقويتها بكل عناصر الأخوان المسلمون في المنطقة والعمل علي إحضارهم للسودان ، إن فشل داعش الإبن الشرعي للأخوان المسلمون في تكوين دولة الخلافة في أرض الشام و العراق تجعل الأخوان المسلمون يتوجهون لإقامة دولة الخلافة في السودان جعلت التنظيم الأخواني العالمي يتوجه لإقامة دولة الخلافة في السودان وهم بالتأكيد لن يتركوا البشير في منصبه ولذلك سيكون الصراع علي الخليفة صراع دموي فهل يفطن البشير لهذا المخطط أم إن كل من حوله سوف يساعد في دس الحقائق عنه حتي تتم إزالته ؟ الأيام كفيلة بالإجابة علي هذا التساؤل ولكن الشئ الوحيد المؤكد إنه بخروج الترابي فإن خروج الصادق من هذه اللعبة أصبح حقيقة وإنتهت مهمة الصادق حيث كان الترابي هو الذي يمسك الخيوط التي تحرك الصادق بالوعود الكاذبة وبذلك فإن الساحة خالية للتنظيم الكيزاني العالمي بالعبث بالسودان كما يريد وستكون المعارضه في موقف المتفرج فلا جيش ينحاذ لإرادة شعبية ولا مقاومة مسلحة يمكن الإعتماد عليها لتحرير السودان من القبضة الأخوانية
فهل نجح البشير في صد هذه الهجمة ؟ أشك في ذلك .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لا اعتقد ان السيد الامام الصادق المهدي في سنة اولى سياسة ليقبل بهذه الخطة كما تظن … 1.3 باقي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..