عزة الدوري لن يشنق البغدادي الآن

البغدادي اليوم يمثل رغبة السنة بالإنتحار بعد أن أغلقت الحكومة الصفوية عليهم الأبواب والسبل.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: أسعد البصري
المالكي نفذ إعدام الرئيس صدام حسين في عيد الأضحى ديسمبر 2006، ويريد اليوم من عزة الدوري أن يشنق له أبوبكر البغدادي. ماذا يستفيد الدوري لو سحق تنظيم داعش؟ ما هي الجدوى السياسية من إعدام البغدادي؟ البعث قدم عشرات الآلاف من الشهداء الشجعان منذ الإحتلال 2003، وهو ليس منظمة خيرية. البعثيون لن يقدموا خدمات لحزب الدعوة والحزب الإسلامي حتى تزداد مخصصاتهم المليارية من البترول العراقي. الحمد لله أنهم وضعوا لجاما برأس الثور الداعشي لكي لا يدحرج الرؤوس بشكل همجي. أما الهدف الحقيقي للقوميين العرب فهو إفشال الدولة الصفوية وإرباكها والزحف نحو العاصمة بغداد.
خرج محافظ الموصل الهارب إلى بغداد السيد أثيل النجيفي بعد صمت طويل بكلمة موجهة إلى أهل الموصل البارحة. خلاصتها بأنه تلقى مكالمات تذمر من داعش ويحث العشائر الدخول في اشتباك عسكري، وقد وعدهم بأن جيش المالكي الطائفي لن يدخل الموصل بعد تحريرها. الكلمة أثارت سخرية أبناء الموصل فهو يقول بأنه شجعهم على الصبر على ظلم الجيش الطائفي عشر سنوات لأنه كان مستفيدا، ولكنه لا يشجعهم الصبر على ظلم داعش أكثر من شهرين لأنه الآن هارب من مدينته ومتضرر ماليا.
لأول مرة يواجه كتاب الإخوان استهجانا شبه جماعي على صفحات التواصل الإجتماعي. الشعب لم يعد يقبل بأنصاف الحلول. سنة المالكي أصبحوا غير مقبولين، فقد ذكر أحدهم بأنه سمع السيد مشعان الجبوري قبل سنوات يصرخ في قناة الجزيرة بأن “رائحة المقاومة تفوح منه” فأي رائحة تفوح منه اليوم وهو يدافع عن حكومة الإحتلال وفاز بمقعد برلماني على قائمة المالكي؟ أهل الموصل متذمرون من ميوعة المسلحين وعدم دخولهم بغداد حتى الآن، شباب الموصل أكثر شوقا وشراسة من داعش نفسها لدخول بغداد. هناك أنباء اليوم عن مقتل أربعة عناصر من داعش بكواتم صوت، ربما نفذه البعث وجيش النقشبندية. فليس صحيحا سيطرة داعش المطلقة على الموصل، ولا يمكنهم التمادي في المدينة فهي مختلفة عن الرقة.
يحاول المالكي إقناع العالم بأن فشله هو معركة ضد الإرهاب. لهذا قام حزب الله وقوات المالكي بقطع رؤوس ستة أشخاص من بيت الخليفاوي بالتاجي وعرض صورهم قبل يومين. هذا يكشف انهيار الصفويين بسبب طريقة داعش الجديدة فلا قطع رؤوس، ولا أكل لحوم بشر، ولا اقتلاع عيون. يحاول المالكي استدراجهم ليحصل على دعم عالمي وسياسي. المشكلة داعش مجرد فصيل صغير في الثورة وهي محاطة بالضباط القدامى وخبراء الدولة السابقة. صرح خبير عراقي بأن ثمانية من مستشاري البغدادي العشرة هم من النظام السابق. الإحباط هو الذي دفع الميليشيات الشيعية القيام بقطع الرؤوس وتصويرها، فنحن نعلم بأنهم لم يصوروا سابقا عملية إرهابية واحدة من عملياتهم التي لا تحصى ولا تعد في العراق منذ الإحتلال. اليوم يبدو الإرتباك على الميليشيات واضحا بسبب غياب الغطاء الأميركي. يوم أمس مثلا تسرب خبر أن ميليشيا العصائب تحاصر سجن الناصرية جنوب العراق استعدادا لاقتحامه وقتل المعتقلين السنة فيه.
الإمعان بالتصفيات الطائفية والإذلال يهدد بانفجار العراق أكثر كل يوم. تم البارحة إطلاق سراح رياض العضاض رئيس مجلس محافظة بغداد وعضو المجلس الإسلامي بعد أن اعتقلته قوة عسكرية غامضة قبل يومين وأُجبر على توجيه شكر لقائد عصائب الحق الشيعية قيس الخزعلي على تحريره.
اليوم هناك ثورة حقيقية في العراق شئنا أم أبينا. أكثر من مليوني متطوع بفتوى السيستاني خصص المالكي لكل واحد منهم 600 دولار راتب شهري، هذا غير المعلبات كل يوم أربع علب لحم إيراني. مَن الذي يقاتلهم؟ أشباح؟ رجال فضاء؟ هذه النعوش التي لا تنقطع من سامراء إلى بغداد، هل هي حقاً بسبب 1500 عنصر من داعش؟ المضحك المبكي أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد زار النجف مؤخراً والتقى السيستاني ليشكره على الإمتناع عن الخطاب الطائفي. كما لو أن الفلوجة هي التي تقصف النجف بالبراميل المتفجرة والسيستاني يوصي أهل النجف بالصبر على البراميل المتفجرة والكهرباء المقطوعة وشحة الماء والدواء، وكأن الشيخ ابن عثيمين قد أعلن الجهاد الكفائي في العراق وليس السيستاني؟
لقد حاولت المملكة العربية السعودية منذ الإحتلال مناصحة السياسيين العراقيين لكنهم كانوا دائماً يسعون إلى التأجيج كما صرح مؤخراً الأمير تركي الفيصل. عام 2006 رعت السعودية مؤتمرا بمكة حضره الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو وتم توقيع وثيقة مهمة لأجل “تأكيد حرمة أموال المسلمين ودمائهم وأعراضهم وقدسية دور العبادة”. مع هذا كانت صدمة السعوديين كبيرة بوقاحة الشيخ الصفوي جلال الدين الصغير فقد تحدث من مكة على الهواء مباشرة مع الدكتور أوغلو مطالبا إياه ببناء القباب وقبور البقيع في السعودية، فأدرك السياسيون السعوديون بأنهم في الوقت الذي تسعى بلادهم إلى وقف العنف والحرب الأهلية في العراق، كان السياسيون العراقيون وبتحريض من إيران يجاهرون علنا ومن مكة المكرمة نفسها برغبتهم في نقل الحرب الأهلية إلى السعودية نفسها.
بكل أسف عدد كبير من السنة اليوم يتعاطفون مع أبوبكر البغدادي الإرهابي، فهم يثقون به أكثر من سنة المالكي، حتى الملايين المسالمة التي هتفت على منصة الإعتصام، كانت في الحقيقة جماهير مغفلة تهتف للشيخ خميس أبو ريشة الذي احتقر كل هذه الملايين الباكية، ونزل من المنصة ليعلن عن انتمائه الحقيقي للصحوات والمالكي. وصار يقصف الفلوجة بالمدافع، ويتجول مع المسلحين بمنصب قائد الصحوات المسلحة وسط ذهول السنة وشعورهم بالمرارة وضياع الثقة. في ذلك الوقت بالذات أرسل أبوبكر البغدادي انتحاريا حول الشيخ خميس أبو ريشة إلى مجموعة من القطع اللحمية. البغدادي اليوم يمثل رغبة السنة بالإنتحار بعد أن أغلقت الحكومة الصفوية عليهم الأبواب والسبل. الأمل الوحيد هو ظهور حزب البعث والضباط السابقين وأن يكونوا حقيقة.
عزة الدوري اليوم لن يترك المالكي ويطارد البغدادي. يقول أحد البعثيين أنه حين ظهرت ابنة الرئيس العراقي السابق بعد شنقه، منتصبة الرأس بعيون براقة لم تدمع، ولم تنكسر كتب الدوري على ورقة بيت المعري:
“وما نعشهُ إلا كنعشٍ وجدتهُ
أباً لبناتٍ لا يخفْنَ من اليٰتْمِ”
أسعد البصري
مقال جيد يستحق الاشادة ونسال الله ان يخلص اهل العراق من الروافض الصفويين وان يقتلع جذورهم التي بدات تنبت في السودان وسببت لنا الاذي