أخبار السودان

خسائر الحصار .. دعوة للتحلل! … المؤتمر الوطني هو سبب الحصار، وسياسته أهلكت الشعب! هلا شرع بتعويض الناس؟!!

محمد وداعة

قال رئيس الجمهورية مخاطباً اجتماع البرلمان العربي الذي انعقد في الخرطوم في الاسبوع الماضي أن الحصار امتد لعقدين من الزمان وان خسائره بلغت حوالي (500) مليار دولار..
لا خلاف في ان سياسة الحكومه منذ العام 1989م وحتي بدء صدور القرارات الامريكية والاممية لتبلغ عشرات القرارات هي نتاج طبيعي لافرازات تلك السياسات التي بدات منذ إعلان الحرب الجهادية وترديد شعارات معادية لأمريكا ( الأمريكان ليكم تسلحنا ) و(امريكا قد دنا عذابها)، واستضافة بن لادن وتوفير ملاذ أمن لكارلوس، مروراً بمحاولة اغتيال الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك، بالاضافة الي اقامة منفذي إعتداءات دار السلام ونيروبي لبعض الوقت في البلاد .. وتوطيد العلاقات مع دول تعتبرها أمريكا محوراً للشر كإيران وكوريا الشمالية.

في المقال السابق تمنينا ان تقوم جهات وطنية إحتساباً بطلب تعويضات للشعب السوداني الذي تحمل اعباء الحصار ونتائجه الكارثيه وآثارها التدميرية إجتماعياً واقتصادياً .. وجاء هذا التمني لان لا أحد ينتظر من هذه الحكومة ان تطالب بأي تعويضات للخسائر الضخمة التي تسببت بها .. وليت السيد رئيس الجمهوريه ألمح الي ذلك ولو من باب (استخدام حق المطالبة بالتعويضات في الزمان والمكان المناسبين)..
صحيح ان المبلغ كبير ولكنه لا يعادل بحال فقدنا لجنوب البلاد، وانفصالها نتيجة لاستمرار الحرب وانتهائها باتفاقية تعلم الحكومة عندما وقعتها انها ستنتهى الى نتيجة الانفصال، وبالطبع لا يمكن ان يعادل تدمير مشروع الجزيرة والسكة حديد وسودانير والخطوط البحرية .. الخ
كما انه لا يمكن ان يعادل التدمير الذي حدث في البنية الاجتماعية وتغير العادات والتقاليد، وتضاؤل التسامح بين ابناء البلد الواحد ..
ولايمكن بحال اعتبار هذا المبلغ معادلاً لخسائر الحرب في دارفور وجنوب النيل الازرق و جنوب كردفان، كما لايمكن مقارنته بالدمار الذي الحقته الحرب بهذه المناطق المنكوبة ..
وعلى اليقين انه لا يداني فقدان مساهمة اكثر من مليوني سوداني من خيرة ابناء البلد في المهاجر يعملون في وظائف مرموقة ينالون عليها الثناء ، هذا بخلاف بلاد الاغتراب في دول الخليج .. عليه يمكن أعتبار ان الرقم الذي صرح به السيد رئيس الجمهوريه مبلغاً متواضعاً لما اصاب البلاد من جراء الحصار، الا ان ما فعلته حكومه الإنقاذ بالخدمة المدنية والمؤسسات القومية من قوات مسلحة وشرطة وأجهزة نظامية ، وفتح باب التكمين علي مصراعيه فى كل المجالات امام الانقاذين ومن جاورهم وناسبهم، فأغتنوا مثلما لم يغتنِ أحد من قبل وتطاولوا في البنيان بحيث اصبح من علامات الساعة، هؤلاء أتوا ليلة الحكم وكانوا من سائر الناس، نعرفهم ونعرف اصلهم وفصلهم، وماذا كانو يملكون، وأحسنهم حالاً ما كان بأفضل من اي مواطن يأتيه رزقه من وظيفة مشابهة .. لهذا فإن أهم خسائر البلاد، قبل أن تذهب لجيوب هؤلاء، ذهبت بهم الي درك سحيق، فتحولوا بين ليلة وضحاها من اصحاب مشروع سياسي الي مجموعة من الفاسدين المتصارعين علي متاع الدنيا .
ان رئيس الجموهورية وهو يعلن بأن خسائر الحصار تبلغ فقط 500 مليار، ما كان يجب ان يتوقف عند هذا .. ربما كان عليه وبحكم مسؤليته كونه رئيساً لبلاد طيلة عهد الانقاذ ان يطلق مبادرة يدعوفيها اهل حزبه وحركته الاسلامية الي التحلل مما كسبته ايديهم دون وجه حق ورده إلي ( بيت مال المسلمين) ، وان لم يفعلوا ولن يفعلوا، كان واجباً عليه ان يصادر هذه الاموال لخزينة الدولة فهي حق مستحق للشعب السوداني .. ولهم رؤوس أموالهم ان كانت لهم أموال..
وأن يبدأ بالمزارع والعقارات والاموال المودعة في الخارج .. وتسليم العقارات الفاخرة التي استولى عليها المؤتمر الوطني للصالح العام ، واسترداد الفاقد الضريبي والجمركي من النافذين والدستورين الذي يبلغ وحده حوالي 50 مليار دولار وفقاً لتقديرات خبراء الضرائب و الجمارك .
ذهب أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه متفقداً السوق و لفتت إنتابهه ابل سمينة يكسوها اللحم.. فسأل إبل من هذه ؟ فرد من في السوق إنها (إبل عبدالله بن عمر) فطلب احضار ابنه وسأله (من اين لك هذه الابل ؟) ، فقال ابن عمر انما هي ابل كسائر الابل أرسلها لترعي ، وعلم عمر بعد التحري ان الناس كانوا يتركونها تتخير المرعي أكراماً له، فقال (يا عبدالله خذ رأسمالك وما زاد عن ذلك رده الى بيت مال المسلمين) ، جدتى لابى كانت تقول ان الاسم يشيل الربع ، فكن ربعاً من عمر يا عمر .

الجريدة

تعليق واحد

  1. جدتى لابى كانت تقول ان الاسم يشيل الربع ، فكن ربعاً من عمر يا عمر.

    أنظر إلى وجه وأفعال عمر الذي تناجيه يا وداعة فهل ترى أدنى شبه مما كان يفعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؟

  2. جدتى لابى كانت تقول ان الاسم يشيل الربع ، فكن ربعاً من عمر يا عمر.

    أنظر إلى وجه وأفعال عمر الذي تناجيه يا وداعة فهل ترى أدنى شبه مما كان يفعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..