د.الشفيع خضر : الجيش عنصر أساسي في عملية التغيير.. من يعتقد أنّ “العصيان” خوفٌ من المواجهة فهذا مصابٌ بقصر نظر

الطبيعي أن يكون هناك حذرٌ تجاه المعارضة الإسلامية لكن ينبغي أن لا يتحوّل إلى (بارانويا)
الشفيع خضر، القيادي الشيوعي، يعلن استعداده بتحدٍ لافت للمحاسبة عن أية جريمة اُرتكبت في حق الوطن، ويتابع؛ علينا جميعاً الاستعداد للمحاسبة، ثم يعود ويقول في هذا الحوار “لكن في ظل نظام الإنقاذ، اُرتكبت جرائم لم تحدث من قبل”، الرجل الذي طرح مراجعات حول الماركسية، واعتبرها ليست سدرة منتهى، وقادته رياح المؤسسة الحزبية إلى الخروج من الحزب والوقوف في محطة المراقبة، يعتقد أن أي تغيير لا يجيب على سؤال “كيف نبني دولة وطنية” لن ينقل السودان من الفترة الانتقالية التي يعيشها منذ الاستقلال، وبناء هذه الدولة وفقاً للشفيع لا يتم بأيدولوجيا، ولا فكرة طبقة واحدة، هو مشروع وطني قومي يشعر فيه الكل بالتساوي.. إلى تفاصيل الحوار:
حوار: شمائل النور
كيف تصف المرحلة التي نحن فيها الآن؟
الأزمة استفحلت، وما عاد ممكناً حلها بالترقيع، وهذا نتاج تراكم مشكلات اقتصادية وسياسية وإنسانية، أوصلت الوضع إلى هنا، لكن هي مرحلة ستقود إلى تغيير الوضع الراهن بأي شكل من الأشكال؟
تغيير باتجاه الحل أم المزيد من التعقيد؟
أعتقد باتجاه الايجابية، باعتبار أن هذا النظام استنفد كل فرصه، وأصبح وجوده سالبا، والحراك الموجود الحالي بأشكاله المختلفة، هي كلها تطالب بشيء إيجابي، وفي نهاية الأمر سوف تصل إلى الغايات.. طبعاً قد لا تصل من أول مرة، لكن بأي حال، هناك ملامح إيجابية، يعني في السابق سقف المطالب كان محدودا، لكن الآن المطالب أكبر، في السابق مثلاً، المطالبة بتغيير مسؤول، الآن المطالب أصبحت المشاركة في اتخاذ القرار، وأعتقد أن هذا هو الشرح المبسط لمفهوم السلطة والثروة بمعناه الكبير.
التحرك الشبابي الحال، كيف تنظر إليه؟
في البدء لابد من الانحناء لهذه العبقرية تحية وإجلال، عبقرية البحث عن احتجاج سلمي وكيفية حمايته، هذه العبقرية أكّدت أن الشعب لا يريد المزيد من سفك الدماء.. ومن يعتقد أن هذا الأسلوب من الاحتجاج خوف من المواجهة فهذا مصابٌ بقصر نظر.
هو ليس خوفاً من المواجهة؟
بل هو مُحاولة تجنيب البلاد المزيد من الدماء، صوت الحكمة والعقل بدلاً من أن يكون عند قادة كبار أصبح الآن عند الشباب، هذا النوع من الاحتجاج يعبر عن فهمهم لمسألة الحماية.
هل تعتقد أنّ دعوات العصيان يُمكن أن تصل إلى الأهداف الكبيرة النهائية؟
طبعاً هو درجة من درجات المقاومة، وهو أداةٌ تعبويةٌ، لكن قطعاً سينتقل إلى مرحلة ثانية.
لابد؟
لابد، لكن من يُقرِّر الـ (لابد) هذه، تقررها اللحظة، هناك لحظة مُعيّنة أشبه بالشفرة، حينما تنفجر لن يقف عائق أمامها.. مُعظم الهبات التي حدثت كانت بشكل عفوي، ثم يأتي التنظيم لاحقاً.. الجديد في هذه المرة، أنّ الغضب تراكم والعفوية اُختبرت أكثر من مرة، والشباب استلم زمام المُبادرة وأصبح قادراً على تنظيم نفسه بما يستطيع التغلب على سلبيات كثيرة يُمكن أن تحدث.. أنا أعتقد أنّ التغيير في هذه المرة، يختلف تماماً عما حدث في أكتوبر وأبريل، هذه طريقة جديدة.
ما المطلوب من الأحزاب في هذا التوقيت؟
طبعاً أي حراك عفوي لن يؤدي نتيجته المرجوة بالسرعة المطلوبة، أفتكر أن التغيير يحتاج إلى ثلاثة أشياء مهمة، وهي؛ قيادة ملهمة، وحدة، وإرادة سياسية.
وهل هذه متوفرة الآن؟
طبعاً في جزء موجود، الإرادة موجودة، والقيادة الملهمة بدأت تظهر الآن.. لأول مرة الناس تَستجيب لقيادات لم تخطب أمامهم، أعتقد أن عصر القائد (الكاريزماتيك) في نهايته.. الجزء الذي يحتاج إلى عمل هو الوحدة، أي القيادة المُوحّدة مع القوى السياسية على قدر من الندية.
ندية.. بمعنى؟
أية مُحاولة للقوى السياسية لتسيّد الموقع الأعلى في هذا الحراك، لن يؤدي إلى نتيجة، الشباب أثبتوا أنهم من المُمكن أن يكونوا نداً فيما يخص عملية التغيير، لكن فيما يتصل بالحنكة السياسية والمستقبل السياسي سوف يستمعون إلى صوت الآباء.. لكن مُحاولة الوصاية في هذه المرحلة غير مُمكنة.
هناك من يسخر من وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها وسائل ترفيه وليس بإمكانها أن تثبت فعلاً؟
من يسخر من الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي هذا يفكر بعقلية القرون الوسطى.. التكنولوجيا دخلت في كل شيء، والسلطة التي تُفكِّر بهذه الطريقة، تُهزم بالكيبورد، الجيوش التي انتصرت في العالم، انتصرت بالتكنولوجيا.
اللافت أنّ القوى السياسية لأوّل مرة يُنتزع منها زمام المبادرة، هل تعتقد أن هذا سببٌ في تأخر الأحزاب في إعلان مواقفها وتحفظ بعضها تجاه هذا الحراك؟
بروز تيارات الشباب ومُبادراتها لتقديم فعل، هو في حَدِّ ذاته يؤكد عجز القوى السياسية، عليها استيعاب ومُواكبة هذه الطاقات، أعتقد أن الأحزاب لا حل أمامها إلاّ الاستجابة والتعامل مع هذا الحراك بدون محاولة خلق فواصل، وبالمقابل افتكر أنّ الدعوة التي تحمل شعار (الأحزاب لا تمثلني) ستهزم الفكرة تماماً، هو تعبير عن حالة تمرد، لكن هناك عدم وعي بسلبيته.. صحيح، هناك خلل، لكن التعبير عنه بهذه الطريقة تصب لصالح القوى المُعادية للتغيير، خاصة داخل السلطة، وهذه نقطة ينبغي الحذر منها.
ما العمل؟
إما تخطي الأحزاب بتشكيل قوى سياسية جديدة أو نفخ روح في هذه الأحزاب، وجود الأحزاب مطلوب لأي نظام ديمقراطي تعددي.
أشرت لقوى مُعادية للتغيير داخل السلطة، هل يعني أن هناك قوىً داخل السلطة مع التغيير؟
داخل السلطة، هناك تيارات تريد إنقاذ النظام، طبعاً أي نظام قابض لن تستمر قبضته للنهاية، فيحدث خروج مجموعات وتعبر عن مواقفها كما يحدث الآن أو تطالب داخله بالإصلاح.
وهل هذه تصب في مصلحة أي تغيير؟
نقبلها أو نرفضها، هي درجة من التغيير، فهذه تنشد نوعاً من التغيير، لكن بالمقابل هناك مجموعات تريد أن يستمر الوضع كما هو.
أيٌّ من هذه التيارات هو الأقوى داخل السلطة؟
حتى الآن، التيار الرافض هو الأقوى وهو المُسيطر، وسوف يظل يرتكب المزيد من الأخطاء التي تقود في النهاية إلى إضعاف النظام بشكل أو بآخر.
لكن النظام لم يضعف رغم ذلك؟
سُهولة استيلاء هذه المجموعة التي تحوّرت وتغيّرت منذ 89 حتى الآن على السلطة وفي نفس الوقت عدم المُقاومة طيلة السنوات هذه ونجاح تكتيكاتها في اختراق القوى الحزبية وإضعافها خلق وهماً للناس عن أن بإمكانهم أن يفعلوا ما يشاءون.
لكن، سبق للناس أن خرجوا في سبتمبر، وكانت ردة الفعل قاسية، وفشلت؟
أيّة ثورة وتغيير لديه شروط، صحيح جزء منها كان موجوداً في سبتمبر، لكن القدرة الكاملة على إزاحة النظام لم تتوفر وقتها.
ماذا كان ينقصها؟
كان ذلك الحراك يحتاج أن يتغذى بإضافات جديدة من القوى الحزبية والسياسية، وهذا لم يحدث.
هل كانت الأحزاب غير راغبة في أيِّ تغيير وقتها؟
لا، هي ليست غير راغبة، إنّما عاجزة عن الفعل، لكن أعود وأقول ليست كل شرارة تعني ثورة، ولا كل حراك يعني ثورة؟ ممكن يحدث مثلما حدث في سبتمبر دون أن يقود إلى النتائج النهائية؟ وأعتقد أن الشباب وعى لهذه المسألة وهي التدرج والتمرحل في الفعل.
كيف تنظر إلى الحراك المُتصاعد ودعوات التغيير، مع وجود مجموعات مُسلّحة يُمكن أن تقاوم أيِّ شكل احتجاجي؟
طبعاً هذا وضعٌ خطرٌ، التبسيط منه مُضرٌ، الفئات المسلحة التابعة للنظام ممكن تكون مصدر خطر، لكن أعتقد لدينا مؤسسات عليا يُمكن أن تتخطّى هذه المجموعات بسهولة، مهما كان حجم السلاح الذي تمتلكه، تاريخ السودان يؤكد أن كل عملية تغيير تمت كان الجيش صمام أمانها.
كأنك تشير لدور الجيش؟
أعتقد أن الجيش عنصر أساسي في عملية التغيير، والتغيير لن يتم عبر حزب واحد، ولا فصيل واحد، ولا تيار واحد، لابد من وحدة متكاملة لكل الأطراف.. ولابد أن لا يقتصر التغيير على قوى المدينة.
برأيك، هل الأفيد مواصلة الضغط السياسي، والاحتجاج السلمي بدلاً عن المواجهة؟
مع تصاعد الضغط السياسي والعصيان والإصرار والحرص على عدم سفك المزيد من الدماء، بالمقابل سوف تختل القوى المضادة ويتراجع استعدادها للعنف، لذلك من المهم عدم التعجل، صحيح في النهاية قد تقود إلى انفجار، لكن قطعاً بخسائر أقل. أعتقد لو خرج الناس غداً إلى الشوارع سوف تكون الخسائر أكبر، العمل المُمرحل وعدم استعجال النتائج مطلوب.
هناك بعض المحاولات لجر العمل السلمي إلى العنف؟
المعروف أنّ أيِّ شخص يختار ميدان معركته بنفسه، ولا يختارها الطرف الآخر.
أي الخيارات أمام السلطة للتعامل مع هذا النوع من الاحتجاج إذا استمر؟
أعتقد أن تكون هناك مُحاولات تشويش واختراق، وكلها من علامات اليأس، جُرِّبت في مصر وتونس ولم تنجح.
كيف تقيِّم المُعارضة الإسلامية وإلى أيّة درجة يُمكن أن تكون جُزءاً من التغيير؟
إذا اتفقنا على أن هدفنا ابتداءً خلخلة النظام، بالتالي، أية مجموعة تخرج من النظام، على قوى التغيير أن ترحب بها.. صحيح هناك عدم ثقة وتلاعب سياسي بالغ، لأن الانقلاب نفسه حدث بمسرحية، فالطبيعي أن يكون هناك حذرٌ، لكن ينبغي أن لا يتحوّل هذا الحذر إلى (بارانويا)، في الأصل الهدف بناء البلد، فأية مجموعة تُعبِّر عن موقفها، مد اليد لها مكسب، لكن المحك في النهاية، هل هي مع التغيير فعلاً، أم لا، يعني هل هم يريدون صيغة أخرى من الإنقاذ؟
هناك من يرى أنّ الحركة الإسلامية لا تحكم الآن؟
هذه التجربة، تجربة الإسلاميين وبرعاية وموافقة عراب الحركة، فهي تتحمّل المسؤولية.
خلال الفترة الأخيرة، برز سؤال عن البديل والتخويف بنماذج الربيع العربي؟
هذا سؤال ساذج.. ومطروح بحُسن نية عند كثير من الناس.. فيه منطق، لكنه لا يمنع التغيير، في أكتوبر وابريل لم يكن هناك بديل جاهز، ربط التغيير بسؤال البديل محاولة غير صحيحة، البديل يتخلق أثناء عملية التغيير.
كيف تنظر إلى تأييد حركات مسلحة للعصيان؟
هذا تطور إيجابي، يؤكد نظرية أن حسم قضية السلطة في الخرطوم لا تتم بالسلاح، السلاح يُضعف النظام، لكنه لا يحسم قضية السلطة ومن الممكن تسخير كل التكتيكات المختلفة للحل السلمي.
إذا ما تصاعد الضغط، هل تتوقع انحيازاً من جانب تيارات في السلطة؟
مع توالي ضربات التغيير، يحدث فرز داخل بعض أجهزة الدولة، لكن كيف ومتى، غير معلوم، مثلاً، جهاز أمن نميري في لحظة انحاز للانتفاضة، وهذه يمكن تسري على مختلف الأجهزة.
مع الحراك الذي يجري الآن، برز خطابٌ وصفه البعض بـ “التشفي والانتقام”، ما رأيك؟
من المهم تقديم خطاب يستجيب له أكبر قدر من الناس وخطاب يُحدث خلخلة في الطرف الآخر، وينبغي أولاً، التمسك بالقانون والعدالة، أهم شيء ينبغي أن لا تأخذ جهة ما القانون بيدها تحت اسم الثورية، وحتى لا تنبطح البلد في دوامة انتقامات، القانون هو الأساس.
حينما يبرز الحديث عن المحاسبة والعدالة، السلطة الحاكمة الآن، ترد بضرورة أن تبدأ المحاسبة منذ الاستقلال؟
علينا جميعاً أن نستعد لأية مساءلة قانونية، لكل من ارتكب جريمة في حق الوطن.. لكن في ظل النظام هذا اُرتكبت جرائم لم تحدث من قبل.
برأيك، ما المخرج من الأزمة السودانية؟
السؤال الرئيس، كيف يتوافق السودانيون بمختلف أعراقهم وقومياتهم وخلفياتهم لبناء دولة وطنية وينبغي أن يكون الهدف من التغيير هو بناء هذه الدولة، نحتاج إلى إعادة صياغة للدولة السودانية، نحن منذ الاستقلال نعيش فترة انتقالية، إذا لم يتحقّق هذا الهدف سنظل في هذه الفترة الانتقالية.
وما السبب برأيك؟
النخبة التي تَعَاقبت على الحُكم طيلة فترات التاريخ لم تجب على هذا السؤال، إنّما أجابت على سؤال كيف تستمر في الحكم.. أعتقد أنّ كل الحروب والصراعات التي دارت لم تنطلق من فكرة السلطة، بقدر ما هي مطلب حول إعادة النظر في تركيبة الدولة السودانية، وبناء الدولة لا يتم بأيدولوجيا، ولا فكرة طبقة واحدة، مشروع وطني قومي يشعر فيه الكل بالتساوي.. سبب آخر في هذا التأخر وهو أن عدم العمل على منع استمرار الحلقة الشريرة، انقلاب انتفاضة انقلاب، أدى إلى عدم وجود مؤسسات تحمي الديمقراطية.
التيار
من يعول على الجيش أن يطيح له بالبشير فقد حسم الجيش أمره وحدد موقفه أنه مع البشير في خندق واحد وأن البشير خط أحمر. هذا الجيش إن وجد هو أداة دفاع عن النظام وليس أداة للتغيير. على الكيزان أو الشيوعيين أن يعلموا أن تداول السلطة في السودان بينهم كنخبة شمالية من خلال الانقلابات هي مرحلة لن تعود مرة أخرى. فما مضى مضى وما هو آت فهو آت. التغيير في السودان سيأتي من الأغلبية الغالبة من السودانيين خارج أحزاب الخرطوم الكرتونية المتخندقة مع النظام الفاسد الظالم القاتل الذي تديره النخبة الشمالية ذاتها كما يدير الحرب في الأطراف الشيوعية على رأس الحركة الشعبية الذراع المسلح للحزب الشيوعي. أس البلاء في السودان هم الكيزان المنافقين والشيوعيين الكافرين من النخبة الشمالية الفاشلة ويجب أن لا يكون لديهم أي دور في صناعة السودان ما بعد البشير.
الجيش لن يطيح بالبشير اطاحة مباشرة كما تتصور ولكنه سيتدخل وينحاز لخيارات الشعب في اللحظة المناسبة التي يقررها الشعب كما حدث مع نظام الاتحاد الاشتراكي عندما رفض الشعب السوداني هذا النظام في ثورة عارمة وهذا ما سيحدث مع نظام المؤتمر الوطني .. يرونه بعيدا ونراه قريبا باذن الله .
الجيش هو سبب بقاء وسخ الترابي للان
لعل من اهم ايجابيات الدعوة للعصيان المدني انه كان استفتاء عفوي وصادق لاستعداد الشارع السوداني لاحداث التغير …
واعتقد انه قد كشف عن طاقة ايجابية يمكن ان يكون لها دور فاعل في احداث التغير المرتجى …
فهذه الطاقة بقليل من التنظيم والتخطيط يمكن ان تسجل نقاط تعجل بتفكيك هذا النظام ولنأخذ مثالا لذلك سياسة ( المقاطعة ) لكل المنتجات التي تنتجها مصانع وشركات تدعم النظام كشركات الاتصال على سبيل المثال والغاز وغيرها …
لا يستطيع احدا ان ينكر ان من بين منسوبي الاجهزة الامنية يوجد الكثير من الوطنيين الخلص الذين لا يعجبهم ما آل اليه الحال …. بل هم مكتوون بنيران هذا التردي ويتمنون زوال هذا النظام قبل غيرهم … لكنهم بحاجة لتنظيم وترتيب يحول دون انفلات الوضع … وهم بحاجة لسند شعبي محفز …
بكل تاكيد فيهم من يفكر في احداث التغير وربما هناك من رتبوا لهذا التغير لكن بدون قاعدة شعبية وتنظيمات سياسية فاعلة ومسؤولة ستتاخر ( ساعة الصفر) ….
المؤتمر الوطني نفسه يتحسب لهذا الامر بدليل لجوئه لقوات بديلة كقوات الدعم السريع …. ويقيني ان هذه القوات مقدور عليها لغياب السند الشعبي لها … مقارنة مع اي تحرك من الجيش .التجهزة الامنية الاخرى …
من يعول على الجيش أن يطيح له بالبشير فقد حسم الجيش أمره وحدد موقفه أنه مع البشير في خندق واحد وأن البشير خط أحمر. هذا الجيش إن وجد هو أداة دفاع عن النظام وليس أداة للتغيير. على الكيزان أو الشيوعيين أن يعلموا أن تداول السلطة في السودان بينهم كنخبة شمالية من خلال الانقلابات هي مرحلة لن تعود مرة أخرى. فما مضى مضى وما هو آت فهو آت. التغيير في السودان سيأتي من الأغلبية الغالبة من السودانيين خارج أحزاب الخرطوم الكرتونية المتخندقة مع النظام الفاسد الظالم القاتل الذي تديره النخبة الشمالية ذاتها كما يدير الحرب في الأطراف الشيوعية على رأس الحركة الشعبية الذراع المسلح للحزب الشيوعي. أس البلاء في السودان هم الكيزان المنافقين والشيوعيين الكافرين من النخبة الشمالية الفاشلة ويجب أن لا يكون لديهم أي دور في صناعة السودان ما بعد البشير.
الجيش لن يطيح بالبشير اطاحة مباشرة كما تتصور ولكنه سيتدخل وينحاز لخيارات الشعب في اللحظة المناسبة التي يقررها الشعب كما حدث مع نظام الاتحاد الاشتراكي عندما رفض الشعب السوداني هذا النظام في ثورة عارمة وهذا ما سيحدث مع نظام المؤتمر الوطني .. يرونه بعيدا ونراه قريبا باذن الله .
الجيش هو سبب بقاء وسخ الترابي للان
لعل من اهم ايجابيات الدعوة للعصيان المدني انه كان استفتاء عفوي وصادق لاستعداد الشارع السوداني لاحداث التغير …
واعتقد انه قد كشف عن طاقة ايجابية يمكن ان يكون لها دور فاعل في احداث التغير المرتجى …
فهذه الطاقة بقليل من التنظيم والتخطيط يمكن ان تسجل نقاط تعجل بتفكيك هذا النظام ولنأخذ مثالا لذلك سياسة ( المقاطعة ) لكل المنتجات التي تنتجها مصانع وشركات تدعم النظام كشركات الاتصال على سبيل المثال والغاز وغيرها …
لا يستطيع احدا ان ينكر ان من بين منسوبي الاجهزة الامنية يوجد الكثير من الوطنيين الخلص الذين لا يعجبهم ما آل اليه الحال …. بل هم مكتوون بنيران هذا التردي ويتمنون زوال هذا النظام قبل غيرهم … لكنهم بحاجة لتنظيم وترتيب يحول دون انفلات الوضع … وهم بحاجة لسند شعبي محفز …
بكل تاكيد فيهم من يفكر في احداث التغير وربما هناك من رتبوا لهذا التغير لكن بدون قاعدة شعبية وتنظيمات سياسية فاعلة ومسؤولة ستتاخر ( ساعة الصفر) ….
المؤتمر الوطني نفسه يتحسب لهذا الامر بدليل لجوئه لقوات بديلة كقوات الدعم السريع …. ويقيني ان هذه القوات مقدور عليها لغياب السند الشعبي لها … مقارنة مع اي تحرك من الجيش .التجهزة الامنية الاخرى …