عَترَة الخرطوم

الخرطوم في عثراتها, ومقولة والي الخرطوم “عبد الرحيم محمد حسين” ـ (لو عثرت بغلة في ولاية الخرطوم كنت مسؤول منها يوم القيامة) كذلك قد لحقت بموكب الفشل ولا تجد من يقيل عثرتها، نعم مقولة الوالي أمام الله وأمام بغال الخرطوم (عِترَت)..ولعل السيد الوالي متأملاً جملة عثرات ولايته وهو يفتأ يردد من أمثالنا ـ (العَترَة بتصلِّح المشية) فلا صلحت المشية ولا إنصلح الحال رغم أنف ـ (دوام الحال من المحال) بالامس قلب الخرطوم يكاد يشهد رحيل شاب آخر قبل ان تجف الدموع على شاب (ابو جنزير) وشاب شارع البلدية الذي طاردته حملة محلية الخرطوم لتظفر بصيدها آخيرا جنوب برج التضامن ،لم يكن بحوزته مخدرات لا ولا حتى قوارير (حرجل) كما انه لم يكن يردد المحظور من (محاسن كبي..) الشاب المسكين كل جريرته انه كان يدفع درداقة يعرض عليها التسالي والفول السوداني واللالوب وبعض حلال من طيبات منتجاتنا هي مصدر دخله ولعل الذي دفعه لذلك هو ما اضطره لدفع الدرداقة بولاية تحارب الرزق الحلال بينما تغض حملاتها عن حرجل يتم ترويجه بقلبها لا اطرافها، ولولا لطف الخالق لقضى المسكين نحبه تحت اطارات السيارات المسرعة ويقول شاهد عيان ان الشرطي الذي امسك به قال مستغربا انت جاري كده نحنا دايرين نقطع رقبتك؟ تصدق انهم يجهلون ان قطع الأعناق أهوَّن عند الله من قطع الأرزاقغير ان مسخر الارزاق يقيض للشاب المسكين خيرين واهل مضكرة وشهامة يعوضونه ثمن الدرداقة المصادرة والبضاعة المراقة على الاسفلت..عجباً أمثل هذا الشعب الأبي يضام ويهان!!
السيد الوالي مقتدياً بأمير المؤمنين مستعيراً مقولة الفاروق الشهيرة ويقوم بتحديث حالتها متخذها شعاراـ لولايته، فيفشل في ذلك ـ لاـ لأنه ـ (لم يذاكر كويس) فحسب لكن فقط لأن إسلام الفاروق كائن بروحٍ وعقل وسمحاً إذا إقتضى، سمحاً إذا إشترى ،سمحاً إذا…. وتلك سماحة الإسلام بينما إسلام الولاية محض شعارٍ يظل محنطاً بالقاعات المكندشة التي لا تحتفظ حتى بصدى عباراتها الإستهلاكية، ،قاعات الخبر الكذوب لا تنتج سوى التصريحات الكسيحة فيفضح زِيف شعارها ـ الميزانية الضخمة التي تقول فواتيرها مياه صحةبـ( 10) الف جنيه وفول سوداني ب(5)الف جنيه ووجبة بـ(15) ألف جنيه وساوند سيستم للفرقة الإنشادية..(زمراً في الجنة ثم.. أنا سوداني أنا.. الى آخر ما ورطوا فيه النشيد والنصوص المقدسة وكل ما يفترون، والميزانية المهدرة تلك كفيلة بتطبيق ما بشر به الوالي مواطني اركويت خلال مؤتمر الحزب التنشيطي بالمنطقة وهو يحدثهم عن مشاريع ستنهي حالة الفقر مؤكداً بانه لن يعجز بعدها أب عن توفير فطور لإبنه التلميذ أو هكذا قال, وما قال ويقول الوالي محض عبارات عقيمة لاتردد القاعة صداها بعد مغادرته المنبر و تنتهي صلاحيتها على صدر صحافة الخرطوم ـ كما ينتهي العزاء بمراسم الدفن ـ دفن الفواتير المليونية ليبقى الفقر بأركويت والصحافة والديوم والدروشاب وامبدة كرور ودار السلام وكل احياء الولاية الفقيرة لرغيف الخبز ودقيقه الذي يمضي الى حيث يعلمون ولا يعلم الجوعى بطوابير مخابز الولاية. لا تزال الخرطوم في عثراتها والوالي الذي جاء الى الولاية ليجدها وقد باعوا كل اراضيها ومع ذلك جزاه الله خيرا يعمل جاهدا على تخريطها و(الخارِطنا غير الله الليجي يقلِّعنا).. بغال الخرطوم تتعثر على حجارة الولاية التي لم يسوها الوالي بينما آلياتها الثقيلة تسوي مساكن البغال بالأرض وتهرس اثاثاتهم التي وفروها على طريقة النمل الادخارية لمعاشه وقوته وفرق الازالة لا يردهم عن غلظتهم صريخ النساء ولا دموع الأطفال على لعبهم ودميهم وسط الركام والخراب والدمار الذي أصبح طللاً وفي ذاكرة الأطفال(بيتنا زمان) .. بغال الخرطوم وبعض من بائعات الشاي يتعثرن في فرارهن من جحافل كشات المحلية التي فاقت قسوة بني صهيون وهي تصادر اواني وبنابر كافلات الايتام وعائلات الصغار الزغب وقد جفت الحواصل يا مولاي ..الخرطوم في عثراتها بينما حكومتنا الرشيدة تندد بسياسات العدو الصهيوني ودكه للمستوطنات الفلسطينية وما فلسطين الا البلاد وما العدو الا انتم ايها التتار وصبرا الساعة آتية لا محال كما آت هو السؤال

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يجب أن نوقف تدبيج المقالات و يجب حث الشعب على الخروج للشارع في كل السودان .كفانا مزلة و هوان .

  2. يجب أن نوقف تدبيج المقالات و يجب حث الشعب على الخروج للشارع في كل السودان .كفانا مزلة و هوان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..