الغلاء والشماسة بنيالا
أحداث ومؤشرات
الغلاء والشماسة بنيالا
د.أنور شمبال
[email protected]
عيش مدينة نيالا هذه الأيام موجة غلاء ضارية أدت إلى إحجام المواطنين تماماً عن الشراء وضرب السوق بشكل عام حالة من الركود المخيف، في وقت راجت فيه أن المناوشات القبلية بدأت تطل برأسها مرة أخرى في أطراف ولاية جنوب دارفور، وهي تغيرات يصعب تفسيرها ومعرفة من يقف خلفها نسبة لتداخل الأسباب والمسببات، فيما يمضي والي الولاية الجديد حماد إسماعيل حماد في تطمين المواطنين، بانتهاء أزمة استقباله التي شهدت احتجاجات ضده لمدة ثلاثة أيام متتالية وضعت المدينة في كف عفريت، وأنه من المقرر أن يعلن حكومته اليوم أو غداً، والتي من أبرز سماتها تقليل حجم الحقائب الوزارية، واعتماد الحد الأدنى من الامتيازات والأجور المعتمدة.
بلغ سعر جوال الدخن وهو قوت غالبية أهل الولاية (200) جنيه، وجوال السكر زنة (50) كيلو (200) جنيه أيضاً، وذلك يعني أن المواطن بالولاية يعاني مر المعاناة، خاصة وأن الغالبية منهم خارج دائرة النشاط الاقتصادي(الإنتاج)، نسبة للظروف التي تعانيها الولاية… وتشير النتائج الأولية لعمليات المسح المزارعي بالولاية إلى وجود نقص في إنتاج الحبوب الغذائية خاصة الدخن الذي تأثر بآفة الطير في مناطق، وشح المياه في مناطق أخرى، الأمر الذي يعطي تقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الذي يحذر من مجاعة بغرب البلاد قدراً من المصداقية، ومهم جداً أن تأخذ الحكومة الأمر مأخذ الجد والتحسب له قبل أن تقع الفأس في الرأس.
وبحسب الغرفة التجارية بالولاية أن عملية حصر الخسائر والأضرار التي لحقت بالقطاع التجاري خلال أحداث الشغب اكتملت، وتم رفع تقرير بشأنها إلى اللجنة العليا التي شكلتها حكومة الولاية للنظر في هذه القضية، وتعويض المتضررين … وأنها (أي الغرفة التجارية) في انتظار تعويض منسوبيها تعويضاً يجبر ضررهم خاصة وأنهم لم يكونوا طرفاً في المظاهرات، ولا ناقة لهم فيها ولا جمل.
إن مجمل تلك القضايا المعيشية التي تعانيها الولاية، تضع الوالي الجديد أمام تحدٍ خطير، خاصة وأنه بدأ عمله بتصريحات غير موفقة عندما نسب المظاهرات التي استقبلته إلى الشماسة، والنازحين، وستات الشاي، كأن هؤلاء لم يكونوا من مكونات المجتمع الذين يستحقون الاهتمام والرعاية، وسماع قولهم، ولا ندري من أين يبدأ الوالي معالجة الجراح؟!.
