حلم السودان مجرد كابوس .

كل الحكومات في العالم تتعامل مع مؤسسات الدولة بطريقة مدروسة وممنهجة تحافظ من خلالها على ما هو موجود من انجازات للحكومات التى قبلها وتبني عليه ثم تاتي التى بعدها لتمضي في نفس الدرب وهكذا ، ولذلك تتقدم مؤسسات الدول ويتطور دورها ، لم نسمع يوما ان هناك حكومة في العالم دمرت ما قامت به التى قبلها وبدأت من الصفر الا حكومة المؤتمر الوطني ، وليتها بدات من الصفر واستمرت لكانت اليوم قد اكملت بناء كل المؤسسات وانطلقت الى مساحات ارحب فقد عجزت ان تتغير لتغادر محطة الصفر .
واحدة من اهم المشاكل التي يواجهها السودان في عهد حكومة المؤتمر الوطني هي الانجازات الوهمية التى تكبله في نقطة الصفر، فكل مسئول كلف بمسئوولية لا يعترف بانجازت سلفه فيقضي على كل شيء ويبدأ من الصفر ، ومعروف ان البداية من الصفر دائما صعبة لانها الاساس وتحتاج الى العزيمة والامانة والصبر فبقوتها يقوى البناء وبضعفها يضعف ، وحكومة المؤتمر الوطني لديها ازمة عزيمة وامانة وصبر ، ولذلك دائما مشاريعها تتم على عجل وبعدم اهتمام وتقدم نفسها من خلال انجازات مزورة بالكامل بالرغم من ان لديها الفرصة لتنجز انجاز حقيقي وراسخ ولكنها ارتبطت بالخداع ، ولست في حاجة الى ان اشرح لكم ما حدث ، فكم من مشروع سمعنا به في وسائل الاعلام انجاز رائع لنكتشف انه مجرد دعاية لا علاقة له بالواقع ، وكم من مشروع سمعنا بانه حلم السودان لنكتشف انه مجرد كابوس .
الخرطوم قبل الانقاذ كانت تملك بيئة لا باس بها وقابلة للتطور ولكن اول والي لها لم يعجبه ان يستمر على اساس وضعته حكومات سابقة فترك كل ما هو موجود وبدأ من الصفر ثم جاء خلفه وفعل نفس الشي وهكذا حتى الوالي السابق عبد الرحمن الخضر مسح كل ما وجده من الذين سبقوه وبدأ من الصفر بل ونزل الى السالب وحين سلم الخرطوم للوالي الحالي كانت عبارة عن اطلال مازال حتى اليوم يحاول ان يغادر محطة السالب الى الصفر ولم يستطيع ، نفس الحكاية حدثت في كل الولايات على الاطلاق، فجميعها الان تقف عند محطة ما قبل الصفر .
في شهر يوليو 2014 حملت كل الصحف وفي الصفحات الأولى وكذلك في الفضائيات والاذاعات إعلاناً يدعو فيه معتمد محلية الخرطوم اللواء عمر نمر، جميع الفعاليات السياسية والتشريعية والتنفيذية ومواطني المحلية والولاية، لحضور تدشين الوثبة الثانية من مشروعات التنمية للعام 2014، في احتفالية ضخمة بحضور مسئولين في قمة الدولة ، المشاريع التي تم افتتاحها هي السوق المركزي وسوق الأسماك ، مع العلم ان هناك وثبة اولى افتتح خلالها حدائق ومحال تجارية، السيد عمر لم يؤسس تلك المشاريع على اساس متين لياتي خلفه لان الحكاية اصبحت نهج متوارث يرثه كل من الذي قبله ، ، فالمعتمد الحالي اكتشف ان انجازات نمر صفر وعليه ان يبدأ منه ، اليوم نسمع انه يعمل لتغير الواقع الذي ورثه ولكننا سنكتشف قريبا انه لم يغادر محطة الصفر ، هكذا يعمل كل المسؤلون وفي كل المؤسسات على مستوى العاصمة والولايات ، ولذلك لم يستطيع السودان ان يتقدم قيد انملة 27 سنة .
لن يغاردر السودان المحطة صفر التى يقف عندها بامر حكومة المؤتمر الوطني منذ 27 ان لم تتغير طبيعتها المفطورة على الفشل والدمار او ان تاتي حكومة اخرى مؤهلة لتجاوز المحطة صفر.



