طالع ورقة الأستاذ الحاج وراق في ندوة ” الإسلاميون والثورات العربية ” بالدوحة

نص الورقة التي قدمها الأستاذ الحاج وراق في ندوة مركز الجزيرة للدراسات والتي كانت بعنوان (الإسلاميون والثورات العربية، تحديات الانتقال الديمقراطي وبناء الدولة) في يومي 11 – 12 سبتمبر 2012م بحضور د. حسن الترابي وراشد الغنوشي وآخرين

ــــــــــــ

ملاحظة: مقسمة إلى ثلاثة أجزاء

“موقف حول الحقوق السياسية فى سياق صعود الإسلاميين”
الحاج وراق

أولا – مقدمة :

هذه ورقة تُعرف فى مصطلح الأكاديميين بورقة موقف، وبهذه الصفة لا تتأسس على الإحالات والهوامش، وإنما على تقديري الشخصي لدلالات الأفكار ومترتباتها المنطقية.

ولأغراض الورقة فإن المقصود بالحقوق السياسية تلك الحقوق التى حددها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية،
والمقصود بالإسلاميين المسلمين الذين ينخرطون فى إطار حركات سياسية تهدف للوصول إلى السلطة وإنشاء نظام (إسلامي) ودولة (إسلامية).

ثانيا -الحقوق السياسية :

اعتمدت الأمم المتحدة العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية فى 12 ديسمبر 1966، وبدأ نفاذه فى 23 مارس 1976 وفقا لأحكام المادة 49، ووقعت عليه 167 دولة، وصادقت عليه 74 دولة، وامتنعت عن التوقيع عليه ثلاث دول فقط (تايوان والفاتيكان وكوسوفو).
ويمكن القول إن العهد الدولي يعبر عن أكثر التعريفات اتفاقا عليها للحقوق المدنية والسياسية، بحسب ما ترى غالبية الإنسانية المعاصرة، أو بمعنى آخر يعبر عن (الحكمة) التى توصلت إليها التجربة الإنسانية.

ويتكون العهد الدولي من 53 مادة تتضمن طائفة واسعة من الحقوق السياسية والمدنية، ويمكن تلخيص أهم الحقوق فى الآتى :

– الحق فى الحياة : حق ملازم لكل إنسان، وعلى القانون أن يحمي هذا الحق، ولا يجوز حرمان أحد من حياته تعسفا(المادة 6).
– لكل فرد الحق فى الحرية وفى الأمان على شخصه، و لايجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا، ولا يجوز حرمان أحد من حريته (المادة 9) .
– حرية الاعتقاد : لكل إنسان حق فى حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل ذلك حريته فى أن يدين بدين ما،
وحريته فى اعتناق أى دين أو معتقد يختاره (المادة 18).
– حرية التعبير : لكل إنسان حق فى حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حريته فى التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها (المادة 19).
– حرية تكوين الجمعيات، بما فى ذلك حق إنشاء النقابات (المادة 22).
– حرية التجمع السلمى (المادة 21).
– الحق فى الانتخاب (المادة 25).
– لا يجوز فى الدول التى توجد فيها أقليات إثنية أو دينية أو لغوية أن يحرم الأشخاص المنتسبين إلى الأقليات المذكورة من حق التمتع بثقافتهم الخاصة أو المجاهرة بدينهم وإقامة شعائرهم أو استخدام لغتهم (المادة 27).
– تتعهد الدول الأطراف فى هذا العهد بكفالة تساوي الرجال والنساء فى حق التمتع بجميع الحقوق المدنية والسياسية المنصوص عليها فى هذا العهد (المادة 3).
– المساواة أمام القانون : الناس جميعا سواء أمام القانون، ويتمتعون دون أى تمييز بحق متساو في التمتع بحمايته، وفى هذا الصدد يجب أن يحظر القانون أي تمييز، وأن يكفل لجميع الأشخاص على السواء حماية فعالة من التمييز لأى سبب، كالعرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي سياسيا أو غير سياسي أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الثروة أو النسب أو غير ذلك من الأسباب (المادة 26).
– لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة (المادة 7) .
– لا يجوز استرقاق أحد ويحظر الرق والاتجار بالرقيق (المادة 8).
– الحق فى المحاكمة العادلة والمساواة أمام القضاء (المادة 14).
– الحق فى الخصوصية : لا يجوز تعريض أى شخص، على نحو تعسفي أو غير قانوني، أو التدخل فى خصوصياته أو شؤون أسرته أو دينه أو مراسلاته،
ومن حق كل شخص أن يحميه القانون من مثل هذا التدخل (المادة 17).
– تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية أو تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف (المادة 20).

ثالثا ? المنطلقات الرئيسية للإسلاميين وأثرها على الحقوق السياسية والمدنية :

(1) الإسلامي شمولي :

ينطلق الإسلاميون من مقولة مركزية بأن (الإسلام دين ودولة) و(مصحف وسيف)، وتشمل (الأحكام الإسلامية) كل مجالات الحياة القانونية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية …إلخ. ويترتب على هذه المقولة عدة نتائج أهمها :

-أن النظام (الإسلامى) الذى يسعى إليه الإسلاميون لا يكتفى بمجرد السيطرة على السلطة السياسية، وإنما يستخدم هذه السلطة لإعادة صياغة كل مجالات الحياة الإنسانية، وبهذا فإن النظام (الإسلامى) يسعى إلى السيطرة حتى على (خويصة النفس)، أي على الضمير الشخصى! كما قال أحد أهم مفكري الإسلاميين، مما يعنى أن النظام الإسلامي نظام شمولي يحدد لمواطنيه، ليس فقط حكامهم، وإنما أفضلياتهم الأخلاقية والثقافية والفنية، وبذلك فإنه يرد البشر إلى ما يشبه العجماوات!، فيخالف جوهر الطبيعة الإنسانية وينتهك حرية الاختيار المبدئية، والحق فى الخصوصية.

ويتناقض مبدأ شمولية الإسلام مع العقل والمنطق ونصوص الإسلام نفسها :

– يتناقض مع العقل والمنطق لأن (الإسلام) إذا فهم منه نصوص القرآن والسنة، فإن النصوص متناهية، بينما وقائع الحياة غير متناهية، ولذا فلا يمكن أن تشمل النصوص كل مجالات الحياة.
– هناك نصوص دينية عديدة تتحدث عن (أنتم أعلم بشئون دنياكم)، وعن (الاجتهاد) فيما ليس فيه نص، وعن منطقة (العفو) فى التشريع،
أى المجالات التى تركت خلوا من التشريع رحمة بالعباد، فضلا عن أن تلاميذ المدارس يعرفون الشائع من السيرة النبوية عن موقعة بدر،
مما يفهم منه بأن هناك مجالات تركت (للرأي) وليس الوحي.
– ولا يمكن المحاججة لأجل شمولية الإسلام بزعم أن (الاجتهاد) بناء على المبادىء الكلية يمد التشريعات لتشمل كل شىء،
ذلك لأن إضافة البشري (الاجتهاد) إلى المقدس (النصوص) لا ينتج إسلاما مقدسا، وإنما رأي بشري لا يصح ترسيمه بوصفه (الإسلام) بألف ولام التعريف !
– ويؤدي القول بشمولية الإسلام إلى انكفاء حضاري يغلق عالم المسلمين على خصوصية مدعاة، تنأى عن أخذ الحكمة من أي المصادر جاءت،
ومع التقدم النسبى لغير المسلمين فى العالم المعاصر، فإن مثل هذا الانكفاء يعنى الإزورار عن أهم المنجزات الإنسانية،
بما فيها الحقوق المدنية والسياسية، وقاعدتها الرئيسية الديمقراطية، بما يعنى أن يقوم النظام السياسى على (بيعة) غير محددة الإجراءات وغير محددة الفترة الزمنية، وأن يقوم النظام الاجتماعى على التمييز ضد النساء وضد معتنقي وأصحاب الأديان الأخرى،
وتقوم العلاقات الدولية على مفاهيم الولاء والبراء ودار السلم ودار الحرب، وغيرها من المفاهيم التى لم تعد تلائم حقائق الحياة المعاصرة.
– ويترتب على القول بشمولية الإسلام أن تتم (أسلمة) كل مجالات الحياة، وعلى ما فى ذلك من انتهاك للحريات والخصوصيات
فالأخطر أنه يؤدي إلى تقديس الاختيارات البشرية، فيتم تقديس المشاريع السياسية بما يجعلها غير قابلة للفحص والنقد والمساءلة،
فيكون الحاكم ظل الله فى الأرض، وتتحول معارضته إلى معصية لله وخروج على مافى الدين بالضرورة !
وتؤدى (أسلمة) العلوم إلى تقديس مستوى معين من المعارف، باعتبارها معرفة مطلقة ونهائية، مما يغلق عمليا إمكانية التقدم العلمي اللاحق.
كما تؤدي (أسلمة) الفنون إلى فرض مقاييس شكلانية وبرانية على الفنون تقمع حرية الإبداع.
وكذلك تؤدي (أسلمة) الحياة الاجتماعية إلى فرض أفضليات جهة ما باعتبارها مقاييس إلهية ونهائية، وهذا خلاف تناقضه مع المشيئة الإلهية، التى أرادت للبشر حرية الاختيار، فإنه كذلك يلوث المجتمعات بالمنافقة والكذب، ويفقر الحياة الإنسانية، ويضرب على المجتمعات نقابا بغيضا من الكآبة.

ويمكن تعريف الإسلامي بأنه: مسلم وزيادة، بمعنى أنه يتأول الإسلام تأويلا مسرفا متزيدا، تأويلا يجعل الإسلام شموليا منغلقا وانكفائيا، وبذلك ينطبق على الإسلامي القانون العام بأن (الشىء إذا زاد عن حده انقلب ضده)، وينقلب التأويل الإسلامي للإسلام إلى إسلام ضد الإسلام!، لأن الإسلام دين الرحمة ترك مجالا للعقل وللحكمة الإنسانية البشرية،بينما الإسلامي يريد إسلاما (شاملا) يقمع الحريات ويلجم تطور الفكر والعلوم والفنون وينتهك الخصوصية !

والمسلم حتى حين يتعبد يتوجه إلى الله تعالى خائفا وراجيا القبول، بينما الحزب (الإسلامي) إذ يطرح أراءه الظنية يخوض بها مجالات بطبيعتها ظنية، يلقيها وهو على يقين وثوقي بأنه حامل (الإسلام) بالألف واللام، فكأنه لا يرجو حسابا وقد حل محل الديان!
وقال ديستوفسكى “إذا كان الله غير موجود فكل شىء مباح”، قاصدا بذلك أن الملحد المتسق مع مبدئه يبيح لنفسه كل شىء، بما فى ذلك القتل! والحزب (الإسلامي) الذى يرى فى نفسه مرجعا للخير وللصواب ويتصرف وكأنه حل محل الله تعالى، فإنه يتصرف عمليا وكأن الله غير موجود! فيجيز فى النهاية كل الوسائل لتحقيق غاياته السامية المقدسة، فيجوّز ما لا يجوز، ويمعن فى استرخاص الحقوق والحرمات”.

(2) الإسلامي “نصوصي” و”حركي” :

يدعي الإسلامي أنه يريد تطبيق (الإسلام)، أى تطبيق النصوص، ولكن النصوص حمالة أوجه، واختلف المسلمون سابقا وحاليا فى تأويلها باختلاف معارفهم ومصالحهم وأمزجتهم، ولكن الإسلامي يرى فى تأويله التأويل الوحيد الصحيح، وفى حال تسلمه السلطة الكاملة فإنه يشيع فى المجتمع مناخا عاما من الإرهاب الفكري، مناخا يقمع التساؤل والنقد والمساءلة، وبذلك يهدد الصحة العقلية للمجتمع، ويقمع منافسة المشاريع والاختيارات، ويكبح تطور الفكر والعلوم، فضلا عن أنه يجعل معارضته معارضة لله تعالى !
ولكن الإسلامي ليس “نصوصيا” وحسب، وإنما كذلك (حركي) يستهدف الوصول إلى السلطة، وكثيرا ما يتناقض تأويله لنصوصه مع مقتضيات حركيته، ولكنه فى الغالب الأعم لا يستند إلى ذلك لتطوير منهج متسق ونظامي لمعالجة النصوص، فيكتفي بانتهازية سياسية، تتغافل عن النصوص غير المرغوب بها فى الفترة المحددة، واستخدام ذات النصوص فى فترات أخرى بحسب المصلحة السياسية، وهذا ما يجعل استنارة أى إسلامي استنارة غير مأمونة وقابلة دوما للارتداد.

وفى ذلك يمكن إيراد أمثلة كحرية الاعتقاد، وحقوق النساء، وحقوق غير المسلمين، والموقف من العنف، فإذا كان الإسلامي أمينا لتأويله السلفى القاضى بالالتزام بالنصوص، بغض النظر عن مقاصدها وسياقها، فليس له سوى (الردة) لحرية الاعتقاد، و(الجزية) أو السيف لغير المسلمين، والتمييز ضد النساء، ولكن إعلان مثل هذه المواقف مكلف سياسيا، ولذلك إما يتم التحايل بإعلان خلاف ما يبطن، أو التغاضي عن النصوص غير المرغوبة فيها سياسيا وكأنها غير موجودة، بلا مناقشة معلنة وبلا منهج محدد، مما يجعل مثل هذا التغاضي غير مبذول لقواعد الإسلامييين أنفسهم، وقابل للتراجع فى أي لحظة !

(3) الإسلامي مفارق للأزمنة المعاصرة :

النظام الإسلامي بحسب تصور الإسلاميين نظام قائم على (تقوى) الأفراد، على .. صديقية أبو بكر، وعدل عمر بن الخطاب، وحلم عثمان بن عفان، وعلم على بن أبى طالب، رضوان الله عليهم أجمعين، وعلى هذا الأساس فإن مخطط الإسلاميين يرتكز على تربية أشخاص أتقياء يصونون حقوق الخلق بمراعاتهم حقوق الخالق عليهم.

ولكن (تقوى) الأفراد غير كافية لتأسيس نظام سياسي ملائم وحامل للقيم الإسلامية الأساسية، بدليل التاريخ الإسلامي نفسه،
حيث اقتتل الصحابة رضوان الله عليهم حول الإمامة، رغم تقواهم الشخصية التي لا يتطرق إليها الشك،
مما يؤكد الحاجة إلى المؤسسات الكفيلة بفض الخلافات على أساس سلمي، خصوصا فى العالم المعاصر القائم على المؤسسات بأكثر مما يقوم على الأفراد.

وفى مثل هذا العالم فإن استلهام عدل عمر رضوان الله عليه، مثلا، يعنى البحث عن نظام عادل فى المقام الأول، ومؤسسات تؤدى فى دينامياتها وتوازنها وتضابطها إلى تطوير قيمة العدالة، وذلك الكفيل بضمان عدل الأفراد، فإذا لم يكونوا عادلين يتناقضون مع النظام والمؤسسات العادلة، مما يؤدى عاجلا أو آجلا لإزاحتهم لعدم المطابقة. وهكذا فإن بحثا جديا عن نظام ملائم فى الأزمنة المعاصرة لا بد أن يتجاوز الحديث التبسيطى والاختزالى عن شروط (إمامة) الأشخاص، ليبحث فى خصائص النظم السياسية والمؤسسات، وفى ذلك لا يسعف أى كتاب أحكام سلطانية سابق.

(4) الإسلامي عقابي وليس حقوقيا :

أهم مايميز النظام (الإسلامي) لدى الإسلاميين (الشريعة الإسلامية)، وهى مفهومة لدى أوسع قطاعاتهم باعتبارها العقوبات الحدية !
والعقوبات فى حد ذاتها لا تميز إيجابا أى نظام، وإلى ذلك أشار الحديث النبوى:

«إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه…، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد”.

وتطبق حاليا عديد من الأنظمة المسماة إسلامية العقوبات الحدية، ولكن ذلك لم يجعلها نظما تضمن كرامة الإنسان وحريته وسعادته وتقدمه، وفى المقابل فإن نظما ديمقراطية علمانية لا تطبق العقوبات الحدية أكثر احتراما للإنسان وأكثر جاذبية للمسلمين أنفسهم،
وعلى ذلك يصوت المسلمون بأرجلهم، فيلجأون من الاضطهاد تحت أنظمة بلدانهم الإسلامية إلى بلدان الغرب ذات الأنظمة الديمقراطية العلمانية، وما من عاقل الآن يمكن أن يختار السودان أو إيران أو السعودية بديلا عن سويسرا !

وإذا كان النظام السياسى نظاما تعاقديا، فإن اختزال واجب الحكام فى تطبيق (العقوبات) قسمة ضيزى تعفي الحكام من مسئولياتهم الأكثر أهمية (سد الجوعة وتوفير الحرفة)، وتشكل العقوبات المعزولة عن إطارها الاقتصادي الاجتماعي الصيغة الأكثر ملاءمة للطغيان وغمط الحقوق، هذا بينما يجعل النظام المرتكز على الحقوق العقوبات استثنائية وعارضة، وفى حال تطبيقها تطبق على أساس المساواة والعدالة والرحمة، وليس مصادفة أن كثيرا من المترفين الآن يرون فى النظام المرتكز على العقوبات والمسمى إسلاميا
الصيغة الأكثر نجاعة لحراسة مصالحهم بأغطية المقدس، وعلى كل فإن نظاما يستمد مشروعيته من العقوبات لا يمكن أن يكون جاذبا أو ملهما فى عصر حقوق الإنسان !

رابعا : الإسلاميون والحقوق ? الممارسة كمعيار :

يمكن اعتبار الحركة الإسلامية السودانية الحركة الأكثر تميزا فى العالم الإسلامي. تطورت فى بيئة متسامحة فلم تتعرض للملاحقة والاضطهاد كمثيلاتها. وكانت قيادتها الأكثر انفتاحا قياسا بالإسلاميين الآخرين، جمعوا بين الثقافة الإسلامية وبين التخرج فى أفضل الجامعات الغربية. وشاركت الحركة الإسلامية السودانية فى الحكم على فترات، ثم استولت على السلطة بصورة كاملة فى 30 يونيو 1989 لفترة امتدت لأكثر من عشرين عاما، وكانت تجربتها الأسوأ فى تاريخ السودان الحديث.

انتهت تجربة الإسلاميين السودانيين إلى الفشل، وانتهى نظامها السياسى باعتقال مؤسسها ومفكرها الأساسي الدكتور حسن الترابى !
وفشلت فى الميدان الذى اختارته (ميدان الأخلاق)، حولت السودان إلي واحدة من أكثر 5 دول فسادا فى العالم، بحسب تقرير منظمة الشفافية العالمية، والأكثر فسادا فى تاريخ السودان الحديث، كما يشهد كثير من قادة الإسلاميين فى شهادات موثقة.

ولأن الفساد تحول إلى ظاهرة شاملة، وإلى نظام مؤسسي، فإنه يؤكد بأن الخطأ ليس فى انحراف أشخاص أو فتنة أفراد،
وإنما فى الأفكار الفاسدة التي أسست نظاما فاسدا، إزور عن الحكمة الإنسانية، وما طورته من أفكار ومؤسسات ونظم كفيلة بمكافحة الفساد، مثل مراقبة الحكام عبر برلمان منتخب انتخابا حرا ونزيها، واستقلال القضاء، وحرية الإعلام، والنظم الإدارية والمحاسبية الحديثة … إلخ.

والأخطر أن النظام انتهى إلى الإبادة الجماعية، إلى إنكار حق الحياة لمجموعات سكانية سودانية،
إلى القتل بالهوية، وحرق القرى، وإلقاء الأطفال فى النيران المشتعلة، واغتصاب النساء، وغيرها من الانتهاكات الواسعة والجسيمة لحقوق الإنسان، والتي وثقتها تقارير ذات مصداقية، ويوثقها (المعرض الإنساني) المأساوي فى معسكرات النزوح واللجوء التي دفع إليها أكثر من مليوني سوداني، فما الذى دفع كل هؤلاء إلى مغادرة مناطق سكناهم وجذورهم الاجتماعية؟! تزعم دعاية الإنكار أنهم ذهبوا بلا سبب وكأنهم مجانين ! ولكن حين يصاب ملايين الناس بمثل هكذا جنون مدعى، ألا يستدعي مساءلة كامل الثقافة السياسية والمؤسسات والممارسات التى دفعت إليه ؟! إنكار متهافت، والحقيقة أنهم ليسوا مجانين، وإنما واجهوا عنفا مجنونا منفلتا من أى عقال إنساني أو أخلاقي أو ديني.

وقد قادت إلى الإبادة عدة أسباب، منها الأيدولوجية التى تنكر الحقوق، بما فى ذلك حق الحياة، على معارضي الدولة (الإسلامية)،
والأيدولوجية التى تقدس العنف، وترى فيه أداة كونية شاملة لممارسة السياسة، والتى تجوز الوسائل كل الوسائل، فى سبيل الغاية المقدسة السامية، وكذلك التى تشرعن سلطتها على أساس السماء، وليس على مطلوبات الأرض وإنسانها من حقوق وحريات وعدالة وتنمية وخدمات. وإذا كانت السلطة الكاملة للإسلاميين الأكثر انفتاحا (التي تحققت فى السودان) قد أدت إلى الإبادة الجماعية،
فإن أي سلطة كاملة لأي إسلاميين آخرين ستؤدي فى الحد الأدنى إلى إنكار جسيم وفادح للحقوق السياسية والمدنية.

وإذا أراد الإسلاميون نتيجة مغايرة عن النتيجة المترتبة منطقيا عن طرائق تفكيرهم ومنطلقاتهم الرئيسية، فالحل أن يتواضعوا كمسلمين ديمقراطيين، يستلهمون القيم الدينية، والاستلهام يختلف عن ادعاء امتلاك حقيقة الإسلام بصورة كاملة ونهائية-، وأن يأسسوا استلهامهم على قاعدتي (لا إكراه فى الدين) و(أنتم أعلم بشئون دنياكم)، وعلى الحكمة الإنسانية التى تشكل الديمقراطية تتويجها، كأفضل النظم السياسية للإنسانية المعاصرة.

تعليق واحد

  1. ولأن الفساد تحول إلى ظاهرة شاملة، وإلى نظام مؤسسي، فإنه يؤكد بأن الخطأ ليس فى انحراف أشخاص أو فتنة أفراد، وإنما فى الأفكار الفاسدة التي أسست نظاما فاسدا، إزور عن الحكمة الإنسانية، وما طورته من أفكار ومؤسسات ونظم كفيلة بمكافحة الفساد، مثل مراقبة الحكام عبر برلمان منتخب انتخابا حرا ونزيها، واستقلال القضاء، وحرية الإعلام، والنظم الإدارية والمحاسبية الحديثة … إلخ…..
    تزعم دعاية الإنكار أنهم ذهبوا بلا سبب وكأنهم مجانين ! ولكن حين يصاب ملايين الناس بمثل هكذا جنون مدعى، ألا يستدعي مساءلة كامل الثقافة السياسية والمؤسسات والممارسات التى دفعت إليه ؟! إنكار متهافت، والحقيقة أنهم ليسوا مجانين، وإنما واجهوا عنفا مجنونا منفلتا من أى عقال إنساني أو أخلاقي أو ديني….
    يا حاج وراق يا إنسان ، هؤلاء الأنبياء الكذبة لن يستطيعوا حجب الشمس بكفهم … نعم لا زال عندنا عميانيين كثر لكن سيزداد انكشاف الحقيقة … لله درك يا حاج يا وراق .

  2. خلينا نتكلم بالعربى السودانى
    الى الان الترابى يريد أن يطبق الدين وهو نفس موقفه من التوقيع على مثلق حماية الدميقراطية وهذا معناه أن الإنقسام فى حركته أستراتيجى ((كراع بره وكراع جوه ))
    هل يعتقد مثقف الخرطوم أن الذين يسكنون الكهوف ليس لهم حق فى المال العام بترول ذهب كله كله هل يفكر هذا النفر فى إرجاع هذا الحق
    يعنى بالواضح الأنسان الفقير ده إذا فشلتوا فى عمل شيئ له أدوهو حقوا قروش
    هل تفتكر ان الشيوعين الذين هم أكبر أعداء المتأسلمين متواضعون أو يؤمنون بحق الأخر فى التفكير والفهم ولا هم وحدهم الفاهمين وثورين ومثقفين
    أخى الطائفية فاشلة ولذلك تسيطر على العسكر بالواسطة المفرخه وعندما يأتى المثقفون يجدون أنفسهم يسيرون فى نفس الطريق وهو الأنانية والكسب بواسطة السلطة وبالتالى أمنيات الطائفية وهؤلاء المثقفين سواء يسارين أو متأسلمين واحدة واحدة
    القضية واحدة هى السلطة والثروة وما لم تحل هذه القضية حلا تاما يعطى كل أقليم 50% من موارده وتقسم الخمسين الباقية بعدد السكان وكل الخدمات تقوم بمال الضرائب لن يكون لنا بلد
    قلنا أن السودان الأرض ليس لها دين لان السكان فوقها كانوا وثنيون وما زال بعضهم
    وكانوا مسيحين وما زال بعضهم
    والان أغلبهم مسلمين ولكن السودان هو السودان فعلى ماذا الإختلاف
    نحن سودانين وسنظل سودانين وكل سودانى من نوملى الى حلفا القديمة هذا وطنه له فيه أشواق واهل ومقابر .. لا نريد أن نترك وطننا للغرباء والمتشككين والمتسربلين بالدين وغيره
    اخى حي على الثورة حي على الثورة فأننا لا نريد الفاشلين وعلى كل سودانى أن يجتهد فى تغير فكره ولكن الثورة قادمة

  3. لقد سقطت اقنعة الذين وصلوا الى السلطة باسم الدين …. وساندهم الكثيرون … شوقا الى العهد الاول من صدر الاسلام …. دولة الكفاية …والعدالة …. ولكن ما ان استمكنوا من الكرسي ….حتى اداروا ظهور المجن ….وكشروا عن انياب الجحود…. واستمرأوا الظلم… وعاثوا في الارض الفساد…. وباسم الاسلام….. والغريب ان كثير من علماء الداخل والخارج ….. مازالوا في اطار عقدة ( من اهان الحاكم اهانه الله…. ) واسمع اطع ….وان جلد ظهرك …واخذ مالك…. والاسوأ …. لا احد ينتقد ما تجري من ممارسات وهي ممارسات اجتهادية وليست تشريعية… وليس من احد حتى الان يقدم بديلا ….اخر مقنعا …. عن الاسلام الزاهي …!!!!!!!

    ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان…. ولكن لابد من الحسنى والعدالة واليسر والتدرج …. في تنزيله الى حياة الناس…. بلا ادعاء لامتلاك الحق…. ونزعه من الاخرين…..

    الا ان النصر لات …… وسيذهب المتكبرون …..الى مزابل التاريخ غير مأسوف عليهم الى الابد…

    اللهم …… اقطعهم …………تك……
    اللهم …… اقطعهم …………تك……
    اللهم …… اقطعهم …………تك……
    اللهم …… اقطعهم …………تك……
    اللهم …… اقطعهم …………تك……
    اللهم …… اقطعهم …………تك……
    اللهم …… اقطعهم …………تك……
    اللهم …… اقطعهم …………تك……
    اللهم …… اقطعهم …………تك……
    اللهم …… اقطعهم …………تك……

  4. ورقة شاملة كافية شافيه لكل أمراض الحكم والنظم الإسلامية وكاشفه لألاعيب من يدعون أنهم ظل الله في الأرض وخليفته زورا وبهتاناً .. حقيقة لم تترك هذه الورقة شاردة و واردة إلا أحصتها وهي بالطبع موجه لكل أنواع النظم الإسلامية المستبدة في عالمنا العربي والإسلامي وعلي وجه الدقة موجهة إلي نظام الخرطوم الذي هو أسوأ نظام عرفه السودان وعرفته البشرية جمعاء. والمؤسف جدا نحن نعيش عصر نشهد فيه الخذلان والتعدي علي حرمات الديانة الإسلامية السمحاء وعرضها علي شعوب العالم علي أنها من أسوأ الديانات السماوية حقيقة هذا ما تقدمه بعض الأنظمة الإسلامية في سبيل أطماع شخصية ولفئة بعينها من الناس في كل دولة . فما فتئوا يلقون بأسماعنا بالحكم الرشيد والتأسي بالخلفاء الراشدين بينما هم أغني أغنياء العالم بما ورثوه وسرقوه باسم الدين فانقلبت الآية أن الخلفاء وإلي وفاتهم ماتوا فقراء وشعوبهم غنية بينما هؤلاء أغنياء وشعوبهم فقيرة.
    لم يكن للدين أعداء من دول العالم ولم يتأذي إلا بما جادت به أفكار الاسلاميين هم أنفسهم, فصاروا يتكسبون ويسترزقون به ويقتلون ويغتصبون ويعذبون ويحدون من حرية وأفكار من بني جلدتهم ومعتنقي ديانتهم أنفسهم باسمه ,مما جعل الكثير من الإسلاميين ينفرون من كلمة ( إسلام ). والشيء الأغرب أنهم لا يستطيعون معاملة بسوء أصحاب الديانات الاخري لأنهم يخشون العالم و منظماته الحقوقية ولا يخشون الله .

  5. شكرا أستاذ الحاج وراق,لقد وضعت الاصبع على الجرح, هم اشواك تنمو على الورود يجب اقتلاع عفنهم الفكري. اؤومن بأن جميع الناس سواسية بما فيهم الإسلاميين فهل يؤمن الإسلاميين بذلك.الإسلاميين لا يفهمون غير لغة الحرب والجنس .هؤلاء القوم لا فائده ترجى منهم على الاطلاق قوم غطوا عقولهم واعينهم بهالة القدسيه التي طوقوا بها,قوم لا يفقهون من امرهم شيء سوى الاكل والنكاح لن يقبلوا يوما ان ينظوا الى ركب الحضاره المتنور ولن ينفع معهم لا نصيحه ولا حقيقه توصلها لهم,لن يتخلص العالم من شرورهم الا بزوالهم كما الامم السابقه التي لم تستطع ان تواكب التقدم فانقرضت غير مأسوف عليها.

  6. وفى ذلك يمكن إيراد أمثلة كحرية الاعتقاد، وحقوق النساء، وحقوق غير المسلمين، والموقف من العنف، فإذا كان الإسلامي أمينا لتأويله السلفى القاضى بالالتزام بالنصوص، بغض النظر عن مقاصدها وسياقها، فليس له سوى (الردة) لحرية الاعتقاد، و(الجزية) أو السيف لغير المسلمين، والتمييز ضد النساء، ولكن إعلان مثل هذه المواقف مكلف سياسيا، ولذلك إما يتم التحايل بإعلان خلاف ما يبطن، أو التغاضي عن النصوص غير المرغوبة فيها سياسيا وكأنها غير موجودة، بلا مناقشة معلنة وبلا منهج محدد، مما يجعل مثل هذا التغاضي غير مبذول لقواعد الإسلامييين أنفسهم، وقابل للتراجع فى أي لحظة !
    لماذا لم يصرح الشيخ وراق بهزيمة الدولة الأسلامية أو بالأصح إنهزاميتها وكيف أصبح من كان يدفع الجزية من غير المسلمين يأخذ الجزية من المسلمين حتى وهم يحكمون.. لماذا لم يخبرنا علماؤنا بحكمة مشروعية الجزية ؟ هل كانت الجزية من أجل أن (تصرف على مجالس هارون الرشيد)أم لحكمة يعلمها يعرفها وراق .. ويعرف متى تسقط الجزية … يا شيخ وراق لا يعتبر المصر على دينه مرتدً إلا بعد إعتناقة دين الإسلام طواعية لا إكراهاً .. مادام فى أرض المسلمين .. أما السيف (فنعم)ولكن فى موضعه .. أماالأسلام فلا يميز ضد النساء ولكن (يميز النساء (يعنى يعرِّف المرأة تعريف حقيقي مهنى منهجي)..فالمرأة فى الأسلام تدخل فى قائمة أهم الخصوصيات التى يتبجح بها الغير ..لأنها المكان الذي تضع فيه ذاتك وبمعنى حديث تستنسخ منه ذاتك (أليس الإبن يشبه أبيه؟)

    أما قول الشيخ وراق ..إعلان مثل هذه المواقف مكلف سياسياً .. فقد صدق ورب الكعبة لأن هذا هو التعبير الذي جعلنى أطلب من الشيخ وراق الأعتراف الصريح بالهزيمة … ولعمري لكي نعرف كيف هزمنا .. ومن الذي هزمنا نحتاج إلى ألف ورقة من شاكلة ورقة الشيخ ورَّاق ..
    أرجو التصويب إن كان هناك خطأ فيما كتبت .. أرجوكم أنا محمد على عبد الله على أبوضلع .. المحتاج إلى علمكم .. والسلام

  7. * لم يتحقق التنظيم المنقلب علي الحكم في السودان 1989بالإسلام روحا و إنما تزيا به – شعارا لا شعائر – و كانت تندس في ذلك التنظيم – علي علاته – عصابة عنصرية جهوية ما تلبثت به إلا قليلا لبلوغ غايات عنصرية جهوية ضيقة كلفت البلد كلفة مبهظة و اليوم يحيق بالعصابة مكرها السيئ و قد بدأت تذوق و بال أمرها و عاقبته الخسر.

  8. الاسلامى الذى يلغى الخالق وينصب نفسه مكانه ويبيح لنفسه عمل كل شىء فى خلقه حتى القتل للغايه التى يفتكرها ساميه كااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااافر .

  9. اقرأ واصفق لهذا المقال التحليلي الذي يكشف طبيعة تفكير الاخوان
    واستحالة تطبيق نظريتهم علي الواقع المعاش والعصر الذي نعيش
    فاي دولة في عصرنا هذا تريد ان تقوم علي عفة ونزاهة الاشخاص دون المؤسسات مصيرها الفشل
    والدمار وماحدث في السودان اكبر دليل علي فشل دولة الايادي المتوضئه ( الاسلاميون)
    الديمقراطيه هي الحل وليس دولة الخلافه كما يزعمون
    فدولة الخلافه تريد اناس كعمر الفاروق وليس اناس كعمر الخاذوق
    فهل يكمن ان نحد اناس كعمر الفاروق يحاسبون انفسهم قبل ان تحاسبهم المؤسسات من برلمان وصحافه وقضاء؟

  10. الله يفتح عليك ايها الحاج وراق
    ولكنى لا اذال لا ارى ان مجادلتهم يمكن ان تعطى اكلها
    In our livetime
    ولذلك فانا لا ذلت على يقين
    بان البلاد الاسلاميه يجب ان تقسم الى قسمين
    جزء لمن يريدون تطبيق الشريعه واقامة الدين كما يقولون
    حتى يستطيعو ان يحققوا اشواقهم واحلامهم وسعادتهم مع تمنياتنا لهم بالتوفيق
    اما الجزء الاخر فهو لمن يريدون العيش فى نظام حكم وضعى تحكمه قوانين
    مبنيه على العلم والحس السليم مبنى على الاسس الحديثه فى السياسه
    ويناى عن حشر الدين فى العمل السياسى

  11. اقتباس : ويترتب على القول بشمولية الإسلام أن تتم (أسلمة) كل مجالات الحياة، وعلى ما فى ذلك من انتهاك للحريات والخصوصيات
    فالأخطر أنه يؤدي إلى تقديس الاختيارات البشرية، فيتم تقديس المشاريع السياسية بما يجعلها غير قابلة للفحص والنقد والمساءلة،
    فيكون الحاكم ظل الله فى الأرض، وتتحول معارضته إلى معصية لله وخروج على مافى الدين بالضرورة !

    تعليق : لا ادري من اين اتى الاستاذ وراق بهذا التصور ,اعتقد ان المرجعية الوحيدة الممكنة لهذا التصور هي المؤتمر الوطني في السودان و من المعروف ان هذا المؤتمر قلب ظهر المجن لشيخه و فضح كثيرا من الاسلاميين لدى وكالة المخابرات الامريكية و يوجد فيه حاليا شخصيتين فقط يمكن اعتبارهما قيادات اسلامية سابقا و بتحفظ و هما غازي و علي عثمان مع العلم بان هذا المؤتمر لا يضم أي عالم مختص في العلوم الدينية اللهم الا من تم احتواؤهم لاحقا مثل عبد الحي و عصام البشير و هناك خطيب و ليس بعالم مختص هو الكاروري .
    أما من حيث الشكل فان مظهر المؤتمر الوطني الجهوي و الطبقي اوضح بكثير من مظهره الايديولوجي

    و رموز هذا المؤتمر موغلون في الفساد بشكل واضح لا يؤهلهم حتى للادعاء بانهم حركة اسلامية.

    أما الاسلام السياسي الواضح الذي يتجسد فيه بعض ما قال الكاتب فهو حركة طالبان .
    مع الملاحظة بانه حتى الان لا توجد حركة اسلامية سياسية سنية تم فيها تقديس المشاريع السياسية

  12. (3) الإسلامي مفارق للأزمنة المعاصرة :

    (4) الإسلامي عقابي وليس حقوقيا :

    (2) الإسلامي “نصوصي” و”حركي” :
    وتطبق حاليا عديد من الأنظمة المسماة إسلامية العقوبات الحدية،
    /////////////////
    تعليق : يبدو ان الاستاذ وراق يحلم بكائن خرافي يسمى “الاسلامي” بحيث تتوفر كل تلك الصفات التي ذكرها في هذا الكائن الخرافي.
    و بالله كم عدد الانظمة التي تطبق العقوبات الحدية في الوقت الراهن؟ و لا تذكر النظام السوداني الذ تم فيه تسوية قضية سرقة بيت قطبي المهدي بعد ان وصلت القضية للسلطات و هي جريمة حدية و حق عام اذا وصل الى السلطات.

    مشكلتنا في عالمنا الاسلامي أننا غير صادقين بكل الواننا الايديولوجية فتجد الفساد الاداري و المحسوبية و النظرة الدونية للاخر متفشيةفي الذين يزعمون أنهم علمانيون مستنيرون و ملتزمون بحقوق الانسان و بنفس النمط و لكن بدجة و لون مختلف تجد نفس الامراض في من يدعون انهم اسلاميون .
    مشكلتنا غياب البوصلة و فقدان القدوة و اليتم الحضاري و الاحباطات المتراكمة.
    علينا تشخيص لمعرفة الدواء أما التخبط خبط عشواء فلن يحل القضية

  13. الأستاذ وراق…. تحية طيبة

    أولاً: بمثل ما أن حزب المؤتمر الوطني في السودان…. لا يمثل كل المسلمين داخل السودان….

    فان….أفكار علماء المسلمين….وكذلك ممارساتهم…. في عصر ما… سابق أو لاحق….ليس بالضرورة

    أن تشمل…. وتمثل… المفاهيم التي يريدها الاسلام… الحقيقي

    ثانياً: اذا كان الشخص يؤمن بوجود الله….وبرسله…فان الاسلام هو دين الله…. وعليه فان أي تعارض

    … بينه وبين …. مقتضيات العقل أو المنطق أو الفطرة السليمة…غير ممكن… بمعنى أي أفكار تناقض

    ذلك فلابد أنها دخيلة على الاسلام وليست منه…. حتى وان تلبست بلباسه…. ورددها بعض من ناسه

    ثالثاً : لايصح أن نحكم على الاسلام…. من تصرفات… وأفكار …عصرنا الحاضر…بل ولا حتى أي عصر

    محدد من العصور…لأن كثيراً منهم يتخذ الاسلام مطية لأهداف أخرى…إما رغبة….أو رهبة…

    لنحكم على الاسلام من القرآن…. والسنة النبوية…. القولية والفعلية

    رابعاً: شمولية الاسلام…. تيار فكري…. ضمن تيارات كثيرة… تنتسب إلى الاسلام… ويتخذها المسلمون

    المعاصرون(أكثرهم)… مرجعاً – وحيداً للأسف – لأفكارهم…. وهناك كثير من المسلمين…لا يعتقدون ذلك

    خامساً : استخدمت كلمة (الاسلامي)…. و كلمة (الاسلاميون)… في مقالك هذا… بطريقة توحي…بأن

    هذا هو…شأن كل من انتسب للاسلام….في كل زمان …. ومكان…. وهذا ليس صحيحاً… ليتك قيدتها

    بعبارة أخرى مثل الانتهازي مثلاً لتصبح (الاسلامي الانتهازي)…. و ( الاسلاميون الانتهازيون)…. لكي

    تخرج من مقصد حديثك…. اسلاميين … لا يمثلهم ما يحدث…. في وقتنا الحاضر…. باسم الاسلام

    تحياتي

  14. المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن هومن ائتمنه الناس على اشياءهم والمهاجر هو من هجر مانهى الله عنه ..اما الاسلامي فهو صورة مختلفة تماما عن التعريفات السابقة الذكر التي وردت على لسان الرسول الاعظم *ص* بالحديث النبوي الشريف فالاسلامي هو اخطر من ثعبان الكوبرا لانه مريض بداء الهذاء والهوس الديني ولاجرم ان المرضى بتلك الامراض هم اخطر شرائح اجتماعية في مجتماعتنا الشرقية والادهى والامر ان تطرفهم عنفهم تخطى كل الحدود وتم تصديره الى اقصى القارات والبلدان والسهول والوديان والصحراء الكبرى وجبال اليمن ومرتفعات افغانستان ..والسؤال الذي يطرح نفسه من الذي يحرك اولئك القتلة متن خلف الكواليس ومن الذي يقوم باجراء عمليات غسيل المخ المتوالية لهم..فاذا عرف السبب بطل العجب

  15. جزاك الله خيرا السيد الوراق فى هذا الكلام الشامل عن الاسلاميين وانه والله خيرا الف الف مرة من دروشة ونفاق حسن الترابى وكلامه الدى لايخدع الا البسطاء ومحدودى القدرات الفكرية

  16. من هم الكيزان؟
    ليس لديهم سوى شعارات فارغة وعندما ينزلون هذه الشعارات إلى أرض الواقع – يصبح كل عمل إنتهازي ضرورة يبيح المحظورات حتى وإن كانت الضرورة النحكم في مفاصل الدولة وسرقتها لتقوية وتمكين هذه الكتلة الغوغائية.
    هل إدارة الإقتصاد وفقا لمبادئ الكلاسيكية الجديدة يجعل من الإقتصاد إسلامي؟ أم أن مبادئ الكلاسيكية الجديدة تعفي الدولة من كل إلتزام تجاه المواطن وتتفرغ فقط للأمن وتدفع في سبيله 70 % من الميزانية.

    هل قتل أبناء الوطن بإسم الجهاد ودفعهم للإنفصال من الإسلام.

    كثير من المخمومين والأبرياء يرتاحون إلى فكرة الإسلام هو الحل. نعم الإسلام هو حل للفرد المسلم ليضبط حركته وسلوكه في المجتمع الذي يعيش فيه – كما أن المسيحية واليهودية هي حل من وجهة نظر المسيحي واليهودي ليضبط حركته وسلوكه في المجتمع الذي يعيش فيه.

    ولكن الدولة شأن آخر كل نظام عادل هو نظام إسلامي – وليس كل نظام مسمى بإسلامي نظام عادل.
    إدارة الدولة وإقتصادها شأن آخر يخضع لدراسات ونظريات ساهمت التجربة الإنساانية في وجودها وتطورها إنها علوم (مشترك إنساني عام).

  17. الاخ وراق كفيت ووفيت من المفترض كلامك يدرس فى كل المرحل التعليمية فى السودان للوصول لمفهوم واضح وصريح من تجار الدين وكتبة انكحة بنات الحور وكسرة وبصل وسكر المجاهدين وحفلات عرس وحنة الشهيد حتى وصلنا الى رئس البرلمان ليقول لنا فلان شهيد وعلان ماشهيد وقبله كبيرهم الترابى كان حاكما اباد نصف شباب البلد فى الجنوب وعرسهم جميعا بنات الحور واول ما بقى خارج الحكومة قال كلهم فطايس بفتوى جديدة وكل يوم جديد فتاوى جديدة وربنا يورينا فيهم يوم انه قادر على كل شى

  18. لقد كان بوسع القارئي المتامل ان يكشف المقدرة الفريدة مني نوعها في هذا المقال التحليلي والتعليقات المصاحبة له من الاخوة رواد موقع الراكوبة اللالكتروني ..ومن الملاحظات التي جعلتني اتوقف عندها واعيد النظر كرتين في واقعية هذا المقال والافتراءات الشيطانية الاخوانية الكيزانية على الاسلام..ووضع الصور المقلوبة والبشعة عن الاسلام الى درجة انني لم اجد احد يدافع عن هذا النظام او يرد تلك الشبهات لانها لم تعد شبهات كما كان يدعي غوغائية المؤتمر الوطني وازيالهم من النعاقين والهتافين وهذا يؤكد الفشل المطلق لجماعات الحركة الاسلامية بمختلف مشاربهم الفكرية..

  19. الأخ ودالحاجه

    عن أبى موسى الأشعرى قال جاء إعرابى إلى رسول الله(ص) فقال له يا رسول الله دلنى على عمل إذا عملته دخلت الجنه..فقال له أعبد الله ولاتشرك به شيئا وأقم الصلاة المفروضه وأدى الزكاة المكتوبه وصوم رمضان…فقال والذى نفسى بيده لا ازيدن عن هذا شيئا ولن أنقص منه ثم ولى…فألتفت الرسول إلى صحابته ثم قال من سره أن ينظر لرجل من إلى أهل الجنه فلينظر إلى هذا.

  20. إذا كان الإسلاميون تضعون الإسلام في قالب جامد ومحدد سلفا في كل المجتمعات الإنسانية وإذا كان الإسلام بهذه الصورة لما كان صالح لكل زمان ومكان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..