يتاي همشكوريب.. سيرة رجل قامة

كسلا: محمد الأمين كرار
جاء في الحديث الشريف ما معناه (ان من الناس ناس مفاتيح للخير مغاليق للشر ومنهم ناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر) ،علينا جميعا أن نقف لكى نأخذ العبرة وبالعقل السليم نفكر فى رجل القرآن الذى عرفه السودان وعرفه كل من شاهده، فان عظماء الرجال لا تقاس حياتهم بزمن ولا يقدر جهدهم بوقت معلوم فهم على امتداد الزمن باقون وجهودهم مقدرة نامية على مر الأيام والدهور ،وهو الذي رفع رايات القرآن وأعلى شأنها بين المسلمين كافة حتى أصبح علما يشار اليه بالبنان في فعل الخيرات والبركات.
لم يكن رحمه الله مجرد رجل من العاملين فى حقل الدعوة الإسلامية وحسب بل كان ظاهرة فريدة في حياته وفي مسعاه وفي كلا الحالين رمزا لعظمة الإسلام وأثره الفاعل في نفوس البشر وفي حياتهم العامة فعلم بأن الشيخ نشأ في بيئة طابعها البداوة الجافية وسبيل الناس فيه صراع متصل بين الطبيعة والبشر وبين البشر والبشر (نهب ـ سرق ـ قتل) رغم هذا وذاك لم تتح له ظروف الحياة المضطربة فرص التعليم فيظهر في مقتبل عمره من دوامة هذه البيئة ويهيم على وجهه في البوادي لا صديق له الا الوحش (الارانب والغزلان) ولا طعام له إلا ما تجود به الطبيعة (العشر والحنظل) ويخرج بعد سنوات من التأمل ومحاسبة النفس، وهو شخص يحمل من المعاني ونبيل الغايات ما هو رجع الصدى لتلك التجربة الفذة التي انبثق عنها نور الإسلام رغم كل هذا فإن الشيخ واجه كل الصعوبات ولكنه صمد على الجميع فمن بينها على سبيل المثال لا الحصر عداء الاستعمار لحركات الإصلاح ومن هؤلاء اصحاب مصالح اقتصادية وسياسيون ورجال دين تقليديون وغيرهم ممن ترتبط مصالحهم بالجهل وطاعة المستعمر وقد تضافرت كل هذه القوى على الشيخ فرموه بشتى السنتهم فلجأوا اخيرا الى حيلة العاجز وهي اعتقاله وسجنه لعدة أعوام فخرج بعدها وهو أصلب عودا وأقوى شكيمة وأمضى عزيمة على السير في طريق الإصلاح الذي أرتضاه ونذر نفسه لتحقيقه واتخذ من موطنه همشكوريب نقطة انطلاق ومن حفظ القرآن وتدبر معانيه وسيلة إصلاح، وانتشرت خلاوي القرآن بين الشعاب والأودية والجبال وانتشرمعها نور القرآن يضئ النفوس فتتغير شخصيات البشر وتتغير معها علاقات المجتمع وتتحول حركة حفظ القرآن إلى حركة إصلاح إجتماعى شامل وتتساقط معه كل سلبيات البداوة وتختفي مع الزمن معظم العادات والتقاليد الضارة.

الصحافة

تعليق واحد

  1. الحديث
    عن أنس بن مالكٍ – رضِي الله عنه – قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ من الناس ناسًا مَفاتيح للخير مَغاليق للشَّرِّ، وإنَّ من الناس ناسًا مَفاتيح للشَّرِّ مَغاليق للخير، فطُوبَى لِمَن جعَل الله مَفاتيح الخير على يدَيْه، ووَيْلٌ لِمَن جعَل الله مفاتيح الشَّرِّ على يدَيْه))

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..