ياصوفيا لهذا الجمال ….حقيقة..اا

ياصوفيا لهذا الجمال ….حقيقة
سيف الدين خواجة
[email protected]
الابنة الكريمة صوفيا رسمت باسلوبها العبق صورة زاهية للسودان كان بالنسبة لنا ممن عاشوا تلك الفترة مثل (رجع الصدي …وقطر الندي) ابكانا واشجانا وددت لو تعود الايام بنا القهقري ولكن هيهات …لم تكن تلك الصورة الزاهية هبة من احد او هطلت علينا من السماء او مكرمة من مكرمات ليلة القدر ولكنها كانت واقعا معاشا ينطلق في كل مناحي الحياة من عمل مؤسس كل يؤدي دوره بصمت ونكران ذات في تناسق واتساق وهمما تنشد العلياء كانت الدولة تعرف الاولويات التي تاهت الآن فكانت تدير المشاريع القومية مثل سكة حديد ومشروع الجزيرة وسودانير وكانت تنفق علي التعليم والصحة وتركت للقطاع الخاص الناشئ برجال اعماله العمل في كل المجالات انتاجا وتسويقا وتصديرا وتاخذ الحكومة فقط ضرائب ارباح الاعمال لذلك كانت الصادرات اعلي من الواردات وكان الجنية السوداني نتيجة لذلك يساوي اكثر من ثلاثة دولارات امريكية وكانت الميزانية السودانية هي الوحيدة التي تحقق فائضا بين كل دول الجوار وبعض الدول العربية لذلك في نلك الفترة ظهر رجال اعمال في القطاع الخاص امثال الشيخ مصطفي الامين الذي انشا صهاريج بالميناء الشمالي لتصدير زيت الطعام بكل اشكاله الي الخارج بعد اكتفاء السوق المحلي وتبع ذلك قيام مصانع المنظفات فكانت كل انواع صابون الغسيل والحمام انتاج محلي اضافة الي انتاج كل انواع الحلويات وحتي الطحنية والمربي ونخصص اولاد عثمان صالح في تصدير الحبوب الزيتية في غربالهم العالمي ببورسودان والذي حاز علي شهادة الايزو منذ انشائه ولعلها نكته ان نذكر ان البهائم في بورسودان كانت ترعي في شوارع الظلط المؤدية للميناء لما فيها خيرات السمسم والذرة والفول السوداني والامباز وبذرة القطن كل هذا يصدر بعد اكتفاء السوق المحلي اضافة لتصدير محصول القطن الذي كان ينتج في الجزيرة وفي جبال النوبة وفي دلتا طوكر وهناك المحالج في الجزيرة وسواكن وبورسودان والآن هذه المناطق ان لم تقم فيها حرب فقد ورثها شجر المسكيت اللعين وكانت بورسودان ميناء لا يعرف الهدوء ولا الراحة ولا حتي اجازات الاعياد وتم تاسيس مخازن عملاقة في بورسودان متصلة بخطوط سكة حديد ومزلقانات للشاحنات الآن واقفة كاطلال ينعق فيها البوم وتسكنها الكلاب الضالة والفئران التي اصبحت تهدد حياة المواطنين وهناك في الميناء الجنوبي تم انشاء صوامع الغلال للتصدير وكانت البواخر تقف علي شواطي بورسودان كالمدن العائمة بالايام انتظارا للدخول لكثرة حركة الصادر والوارد وفي المناطق الصناعية بدات حركة تجميع وتركيب المعدات الكبيرة مثل اللواري والثلاجات والتراكترات وهي البداية الطبيعية للنهضة الصناعية الحديثة والي ذلك كان رجال القطاع الخاص جزء اصيل من المجتمع يشاركون الناس افراحهم واتراحهم ويساهمون في بناء المدارس والمستشفيات وكل القطاعات الاهلية دون من ولا اذي ويسدون رمق الفقراء دون يحس بهم احد ودون ان يجرحوا شعورهم لذلك لم يكن الفقر بينا او ملموسا حتي ان احد الالمان ممن يعرف السودان جيدا ضحك علي الرئيس نميري قائلا( كيف يعلم هذا الشعب السوداني الاشتراكية وانتم اشتراكيون بطبعكم ) (الستم انتم من تنتظرون بعضكم البعض وتاكلون في صحن واحد هذه اشتراكية لا توجد حتي في روسيا ولو عرفتها لطبقتها ) هذا رجل لا يعرف طبيعة شعبه ….وحتي يزيد القارئ ضحكا كان الطلبة في الاجازات من كل انحاء السودان يذهبون لبورسودان للعمل ومنهم من يحكمنا الآن ولا زلت اذكر يوم ان تم تاميم شركات القطن كانت لدي14جنيها باحدي الشركات وهي عمل 7ايام اي حوالي 50دولار وهي كافية لسنة كاملة كمصاريف مع الداخلية اما التعليم يا صوفيا فقد درسنا الانجليزي بالتلفزيون في الثانوي تجربة اجهضها نميري وهو لا يدري بها وهذه واحدة من مصائب الشموليين من العسكريين والنخب المدنية من حولهم وصديقني ياعزيزتي لو لم يكن السودان بخير والتعليم مجانا لكان كل الذي يحكمونا الآن كائنات لا يابه لها احد ورغم ذلك فجروا في الوطن كل احزانهم وعقدهم النفسية وما هذه افعال الا من يكره …وهذا بعضا من الوجه الحقيقي للسودان وهذا لايعني اننا كنا في حاله مثالية لا والف لا ولكن بالحوار الهادئ تحل المشاكل وليس بفوهت البنادق الذي اورثنا ما نحن فيه!!!!!!!!!!!!!!!