خلوة غير شرعية..اا

تراســـيم..

خلوة غير شرعية!!

عبد الباقي الظافر

في العام 1931 دخل طلاب كلية غردون في إضراب عن الدراسة.. فشلت الإدارة الاستعمارية في إقناع الطلاب بالعودة لمدرجات الدرس.. أخيراً استعان الإنجليز بالإمام عبدالرحمن المهدي وسيطاً.. بدأ الإمام جهوده في التسوية مخاطبا أبناءه الطلاب بضرورة فك الإضراب.. تقدم من بين الصفوف أحد الطلاب.. الطالب الثائر توجه نحو الحائط وأنزل صورة مؤسس الكلية الإنجليزي اندرو بلفور.. دار انتباه الحضور طلاباً وحكاماً نحو الفتى وحائطه.. وفي مفاجأة غير متوقعة رمى الطالب اللوحة أرضاً ثم دهسها بقدميه حتى تمزقت إرباً إرباً.. لم يكن ذلك الثائر إلا الصديق عبدالرحمن المهدي. انتظر الحزب الحاكم نحو ثلاثة أشهر لإقناع الأحزاب التاريخية بالدخول معه في تحالف سياسي.. المفاوضات انتهت إلى باب مغلق مع حزب الأمة.. وآخر موارب مع الحزب الاتحادي الديمقراطي.. حزب مولانا الميرغني أصدر بياناً يطالب فيه بمزيد من المقاعد الدستورية شرطا للمشاركة في الحكومة القادمة.. في الغالب الأعم أن الحزب الحاكم سيلبي رغبات الحزب الاتحادي ويمنحه ما يريد وزيادة. حزب الأمة قدم شروطاً منطقية، ولكنها عصية الاستجابة.. الإمام الصادق يريد من مشاركة حزبه التمهيد لنقل الإنقاذ إلى مرحلة التعددية الحقيقية.. مرحلة يتم فيها الفصل ما بين الحزب والدولة.. ويصبح الميدان مهيئا للتنافس الحقيقي بين اللاعبين.. حزب الأمة يقدم الأنموذج الباكستاني في التغيير.. في هذه الحالة تكون المشاركة في الحكم ثمنا للتغيير الناعم الذي يشمل الدولة من رأسها إلى أخمص قدميها. الحزب الحاكم لن يقبل برؤية حزب الأمة القومي.. المؤتمر الوطني يفضل تجربة الشركاء الضيوف.. إنها ذات الفكرة التي جعلت رياك مشار يهرب من القصر الرئاسي ويعود لرمضاء الحركة الشعبية.. وذات التجربة التي حولت مبارك الفاضل من مساعد رئيس إلى مدبر انقلاب.. وانتهت بمناوي من مساعد أكبر إلى مجرد مغامر في ساحات الحرب. الذين رضوا بالقسمة واستحلوا الكراسي الوثيرة فقدوا شعبيتهم.. المشاركة جعلتهم مستشارين بلا عمل ووزراء بلا وزن.. بمعنى أن مشاركة الإنقاذ حلت مشاكلهم الشخصية ولم تقدم شيئاً لقواعدهم.. أقرب مثل وزير الدولة مبروك مبارك.. قواعده في الشرق تضور جوعاً فيما يستمتع سيادته برحلات الصيد مع أثرياء الكويت في بوادي نهر النيل. الحزب الحاكم يعتمد على تكتيك اللعب على الحزبين.. يوهم كلاً من الأمة والاتحادي بأنه على وشك الوصول إلى تفاهمات مع أحدهم.. عبر هذه الوسيلة يستطيع الحزب الحاكم الانفراد بفريسته.. ومن ثم منحها الحد الأدنى من المطالب في مشاركة صورية. في تقديري أن موقف حزب الأمة من المشاركة فيه كثير من المبدئية.. مرحباً بالمشاركة إن كانت تنقل بلدنا إلى دولة التعددية الحقيقية والمؤسسات القوية.. أما المشاركة من أجل توظيف الكوادر فتعني حقن الإنقاذ بمنشط مضاد لثورات الربيع العربي. على الإمام الصادق المهدي أن يخف لزيارة مولانا الميرغني في داره بالخرطوم بحري.. بدلاً من الاجتماع مع رئيس الحزب الحاكم في بيت الضيافة. اتفاق السيدين هذه المرة فيه خير للأمة السودانية، بشرط أن يكونا في جسارة الصديق المهدي.

التيار

تعليق واحد

  1. يا اخوانا الظافر ده البيسكتو منو؟ كلام هلامي فاضي ……. انت ما عارف تشوت ولا تعكس ……كرهتنا الراكوبه ….والموافع المجاوره

  2. هذا التيار وبقيادة الثتائي يكتب بخبث صفوي وهذا ما الفناه في الهؤلاء وهو ايضا يرغب في التمكين للمشروع اياه ولكن من حبث لا بدري هو يسيء له فارجو احترام العقول وترك الخبث الصفوي في اماكن اخرى

  3. تعرف يالظافر أنت أصلا راجل كويس، والدليل أنك اليوم كتبت شئ منطقى ومعقول، وأحياناأخرى كذلك.

    بس مشكلاتك هى:-
    1. عثمان ميرغنى (بعد عن الإسفاف وغنيلو)
    2. سبق لك العمل في ألوان (الحمدلله الذى أخرج عن الأذى وعافاك)
    3. فيك بقايا كيزانية (إستغفر ربك الكريم وتب وإغتسل سبعة مرات أخرهم بالتراب)

    والحمدلله على نعمة العقل، وإن سرت فبإذن الله تصل، بس تذكر تبعد عن الثلاثى أعلاه بكل علاقاته وذكرياته ومآسيه والذى منه.
    وإنشاء الله ما حتجيك عوجة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..