مقالات وآراء

ماذا نضيف ؟

عثمان بابكر محجوب

“انخفاض في اصابات الكوليرا وارتفاع باصابات حمى الضنك ” تتدوال وسائل الاعلام اخبار الجوائح التي تفتك بنا بصيغة تشبه الصيغة المعتمدة في مواكبة تبدلات اسعار الاسهم في بورصة لندن او نيويورك . فبعد أكثر من ثلاثين سنة مضت من حكم الاخونج استطاع الملتحي علي كرتي بواسطة ميليشياته الاسلامية الخاصة منها والبرهانية تحويل السودان الى بورصة للجوائح والامراض والاوبئة والقتل والجوع . ولن يتوقف هذا التدوال اليومي لاوجاع الابرياء والامهم طالما بقي الرأي العام السوداني غارق في مستنقع الغرائز ولا يقوى على مغادرته الى رحاب المشاعر الانسانية الصرفة .
ان خطاب الكراهية السائد وروح التشفي والانتقام المنتشرة كالنار في الهشيم بين ضحايا هذه الحرب من حواضن الاطراف المتقاتلة لا يمكن ان يتوقف اذ لم تتوفر لديهم القناعة بانهم وقود جشع طبقة اوليغارشية لا قضية لها سوى الصراع على حيازة موارد البلاد وثرواتها كأن السودان مستعمرة للاخونج والبدونج . وما يجري من كر وفر بين الطرفين في ميدان الاقتتال يمكن اعتباره مسرحية لان استمرار الحرب هو القاسم المشترك الذي يتفق الطرفان عليه وأي وقف لهذه الحرب ليس من صالح الطرفين لانه سيؤدي الى خسارتهما مواقعهم السيادية ويعرضهما للمسائلة على ما ارتكبوه من فظائع وجرائم بحق السودان وأهله . اضافة الى ذلك من الصعب ان يستطيع احد الطرفين حسم الحرب لصالحه وحتى لو استطاع لن يفعلها لان السلم هو خصم أكيد للاخونج والبدونج. والمسرحية تكمن في انه في الامس القريب تهاوت زرائب الجيش دون اية مقاومة بل تم تسليمها للدعم السريع وما بدر من حميدتي من قرارت وافعال بعد سقوط جبل موية ولدت عندنا الشك بان انسحابه من هناك اتى من خلال اتفاق ضمني مع ميليشيا الجيش وما يجعل هذا الشك حقيقي هو ان جماعته في دارفور بدات باتخاذ قرارات سيادية كأي دولة بمنع تصدير المواد الزراعية واللحوم الى شمال البلاد ومصر اضافة الى اعلانه النفير العام كأنه رئيس دولة وبذلك جعل من مصر شماعة علق عليها نيته تقسيم السودان خصوصا وان غضبه المصطنع ترافق مع تراجعه المفاجئ على الجبهات في شمال البلاد . وهذا ما يدفعنا للقول بأن توقف الحرب بصيغة اتفاقية لتقاسم السلطة بين الاخونج والبدونج بات مستبعدا لصالح تقسيم البلاد وهذا ما ينضح فعلا من المواقف الملتبسة للقوى الدولية والاقليمية ذات الصلة .
لذلك نقول لمن يتحمس في تأييده ال دقلو او ال كرتكتو بان القضاء على مستقبله ومستقبل عياله سيكون على يد من أيد وليس من عارض حيث يقول مثل لاتيني ” يخاف الخروف من الذئب طوال حياته وفي نهاية المطاف يذبحه الراعي “.
هذا الدمار وهذا الخراب فام به الاسلام السياسي عن قصد وعن سابق سابق تصور وتصميم لذلك ما عسانا ان نضيف غير : “واليوم اتممت عليكم نعمتي وجعلت لكم الاسلام دين” واللبيب اللبيب من الاشارة يفهم .

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. الاديان التي تسمى سماوية و بما فيها الدين الاسلامي سببت شر ووبال كبير على الانسانية. ارجع للتاريخ و احصي الحروب التي أشعلت باسم الاسلام من فتح و غزو و ااحصي ما حصل فيه من قتل و سبي و غيرها. العقل البشري كافي لوحده لضمان التعايش السلمي بين بني البشر. هذه الاديان ادخلت افكار خطيرة لعقول البشر من بينها تفضيل الله لامة على اخرى. فاليهود يؤمنون بانهم شعب الله المختار و المسلمين هم خير امة. و كذالك هذه الاديان غرست في المتشددين من معتقيها سهولةً اراقة دماء الاخرين و ليس ببعيد فتوى عبدالحي يوسف بقتل ثلثي الشعب السودان و يكتفي ولي الامر بحكم الثلث المتبقي.

  2. لو أمعنت التفكير في كل مصائب ما يسمى بامة السوادنة ستجد إن لها جزر لا تخطئه عين المراقب المحايد ان العقيدة الإسلامية هي السبب.

  3. فكرة المقال تافهة ( اتفاقية لتقاسم السلطة بين الاخونج والبدونج ) و هي محاولة للفت الانتباه عن الاثر الاقتصادي المدمر لتصدير السلع الى الجارة الشقيقة مصر من دون الدفع بالعملة الصعبة و من المعلوم ان الطيبة و حسن الجوار لا تعني التنازل عن الحقوق

    يبدو أن كاتب المقال بوق للمخابرات المصرية

    اذا كانت اتفاقية لتقاسم السلطة بين الاخونج والبدونج فلماذا استمر القتال 18 شهرا

    المقال محاولة بائسة لنشر الغباء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..