مقالات وآراء

المبادرة السودانية لمراقبة وقف إطلاق النار ورصد الانتهاكات وغوث المنكوبين وإحلال السلام

د. فتح الرحمن القاضي 

المجموعة السودانية للدفاع عن حقوق الانسان
SUDANESE HUMAN RIGHTS DEFENDERS

المبادرة السودانية لمراقبة وقف إطلاق النار ورصد الانتهاكات وغوث المنكوبين وإحلال السلام
SUDANESE INITIATIVE FOR MONITORING CEASE FIRES, RENDERING HUMANITARIAN ASSISTANCE, AND RESTORATION OF PEACE

تقديم دعوة عاجلة ومخلصة لقيادة الجيش السوداني والدعم السريع لاعتماد وقف شامل للنزاع المسلح الدائر في البلاد مع الالتزام الصارم بوقف إطلاق النار .
تأسيس شبكة قومية من المراقبين لرصد الانتهاكات والخروقات المحتملة لوقف إطلاق النار مع التبليغ الفوري عن الإنتهاكات وإعداد تقارير دورية توضح أي طرف يخرق شروط الهدنة .
إحكام التنسيق والتعاون مع سائر المبادرات الوطنية والإقليمية والدولية الرامية لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار وانشاء مسارات آمنة ومناطق للهدوء لإغاثة المنكوبين
تطوير حلول وطنية للأزمة الراهنة وسد الذرائع التي يمكن استثمارها لفرض حلول أجنبية لا تلائم واقع الأمة السودانية .

يدخل النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اسبوعه الرابع مخلفاً آثار مروعة تتمثل في مئات القتلي وآلاف الجرحي والمصابين من الطرفين علاوة علي الخسائر المهولة التي لحقت بالبنية التحتية والمنشآت الخدمية ومرافق المياه والكهرباء والمصانع التي أصابها دمار شامل لا يمكن رأبه بسهولة في المستقبل القريب ، الأمر الذي دفع المواطنين الي الفرار من العاصمة الخرطوم الي الولايات الاخري ودول الجوار طلباً للأمن والنجاة من جحيم المعارك الدامية في أكبر عملية للنزوح واللجوء الجماعي تشهدها البلاد .
في ظل هذه الفوضي الهائلة (TREMENDOUS CHAOS) تلقت المجموعة آلاف التقارير حول اقتحام المنشآت الخدمية والصناعية والمنازل ومقار السكن وما صاحبها من عمليات واسعة للسلب والنهب والترويع أدت الي فقدان المواطنين مقتنياتهم مما ضاعف من حجم المأساة في الوقت الذي تتبرأ فيه سائر اطراف القتال من مسئولية ما يجري من دمار وسلب ونهب ، حيث يعزو البعض تلك المظاهر ، التي لم يألفها السودان من قبل ، الي تشكيلات اجرامية وعصابات مسلحة تنشط بقوة مع غياب الاجهزة المنفذة للقانون من شرطة وغيرها  للإستحواذ علي نصيب وافر من الغنائم بصورة غير مشروعة في ظل فوضي ضاربة الاطناب لم يشهد السودان لها مثيلاً.
ومهما تحدثنا عن فداحة الخسائر المادية المصاحبة لهذا النزاع المسلح الدامي الا أنها لا تعدل شيئاً في مقابل شلالات الدم النازفة في العديد من بقاع السودان وسط ارتال القتلي والمصابين بينما أصاب الشلل الجميع وانزوي صوت العقل وتعالت طبول الحرب بحيث أصبح الموقف السائد (ألا صوت يعلو فوق صوت المعركة) وكل طرف يزعم بان لا نهاية لهذه الحرب الضروس الا بتحقيق نصر حاسم واجتثاث الاخر من علي وجه البسيطة.
في ظل هذا الواقع المحزن تتعالي الاصوات من قبل طرفين ، طرف يدعو الي الاستمرار في الحرب لاستئصال شافة المتمردين والقضاء عليهم وطرف يدعو الي التعقل وتعظيم حرمة الدماء ووقف الحرب والاستجابة لداعي السلام ، وكل طرف يحشد الحجج المنطقية لدعم موقفه فبينما يقول الطرف الاول بأنه يدعم القوات المسلحة ولا يساوم في وحدتها فان الطرف الثاني يقول  بانه لا يماري في تحقيق تلك الاهداف التي توافقت عليها الاطراف التي تخوض حربا ضروسا في مواجهة بعضها البعض واضعين في الاعتبار بأن الدعم السريع كان حتي الامس جزءاً لا يتجزا من القوات المسلحة وفق تصريحات قادة الجيش أنفسهم ، وبالتالي ينادي باعلاء صوت العقل والحكمة وتسوية الخلافات التي ادت لاندلاع الحرب عن طريق الوقف الفوري للقتال والجلوس الي مائدة التفاوض لتسوية بقية القضايا موضع الخلاف في سياق الترتيبات الامنية والعسكرية المصاحبة لمسار التسوية السياسية المرتقبة وهو امر ممكن ولا يعد ضرباً من المستحيل . ومهما كان الامر فان الاختلاف في وجهات النظر لا يعد امراً مستغرباً في تراث العمل السياسي بين مختلف القوي الوطنية بيد أن لخلاف لا ينبغي له ان يؤول ، باي حال ، الي أدة لاثارة الكراهية والبغضاء وتخوين الاخرين او اتهامهم بالعمالة ، فالكل يستهدف مصلحة السودان حسب موقعه واتجاه الزاوية التي ينظر من خلالها لتطورات الاحداث . والحال كذلك فان المجموعة تناشد سائر القوي السياسية والمجتمعية بالارتقاء فوق سقف الخلافات واعلاء راية الحوار والالتزام بآدابه سعيا نحو تسوية المشاكل والمعضلات القومية بصورة حضارية تكفل تطوير الحلول الوطنية الناجعة ولا تظلم أحداً والمقابل الرجوع الي جاهلية عظمي واطلاق العنان لحرب ضروس لا تقل ضراوة عن داحس والغبراء في واقعنا المعاصر.
في سبيل البحث عن مخرج من ظلمات الحرب الدائرة الان ما كان لمجموعة المدافعون السودانيون عن حقوق الانسان أن تقف موقف الامتفرج او تلتزم موقفاً سلبياً حيال الازمة الراهنة وكأنما الامر لا يعنيها في شيئ ، لا بل بادرت المجموعة في بيان سابق بتقديم تصور شامل داعية لتحكيم صوت العقل وتغليب مصلحة السودان الفضلي لوقف الحرب واحلال السلام واستعادة المسار السياسي وهذا لا يمكن له ان يتحقق الا في ظل شيوع الامن والاسقرار مع جلوس الجميع حول مائدة للحوار للخروج بحلول جريئة من براثن الازمة وما زال التصور مطروحا قيد البحث لمن شاء ان يمعن النظر أو يلقي السمع وهو شهيد .
ومع استمرار الخروقات المستمرة للهدن المعلنة وهو امر بات شائعاً ومعروفا فان المجموعة تدفع تارة اخري بمبادرة قومية لوقف اطلاق النار اسمتها (المبادرة السودانية لمراقبة وقف إطلاق النار ورصد الانتهاكات وغوث المنكوبين وإحلال السلام) :
SUDANESE INITIATIVE FOR MONITORING CEASE FIRES, RENDERING HUMANITARIAN ASSISTANCE, AND RESTORATION OF PEACE
وتستهدف المبادرة ، من بين أهداف عدة، تحقيق الاغراض التالية:
1) تقديم دعوة عاجلة مخلصة لقيادة الجيش السوداني والدعم السريع لاعتماد وقف شامل للنزاع المسلح مع الالتزام الصارم بوقف إطلاق النار .
2) تأسيس شبكة قومية من المراقبين لرصد الانتهاكات والخروق المحتملة لوقف اطلاق النار .
3) إحكام التنسيق والتعاون والتعاطي الايجابي مع سائر المبادرات القومية والاقليمية والدولية الرامية لتحقيق وقف اطلاق النار وانشاء مسارات آمنة ومناطق للهدوء لإغاثة المنكوبين.
4) تطوير حلول وطنية للأزمة الراهنة وسد الذرائع التي يمكن استثمارها لفرض حلول أجنبية لا تلائم واقع الأمة السودانية.
5) إقامة قنوات اتصال مع قيادة الجيش السوداني والدعم السريع للجصول علي ضمانات بكفالة الأمن الانساني ويشمل ذلك أمن العاملين في الحقل الانساني ، والسماح للوكالات الاممية والمنظمات الطوعية الوطنية والعالمية بتسيير قوافل المساعدات الانسانية لمختلف المواقع المتضررة .
6) إ حترام مبادئ القانون الدولي الانساني ، ومعايير حقوق اللانسان  التي تحكم التعامل أثناء النزاعاات المسلحة.

وتتخذ المبادرة من الوسائل التالية سبيلا لتحقيق اغراضها عبر جملة من الاجراءات والتدابير نوجزها فيما يلي :
1) إجراء الاتصالات اللازمة مع قيادة القوات المسلحة والدعم السريع لضمان الوقف الفوري لاطلاق النار .
2) التبليغ الفوري عن الانتهاكات التي تحدث في مختلف البؤر النشطة لمواقع الاشتباك .
3) الاستفادة من وسائل الاعلام والاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي في خدمة اهداف المبادرة .
4) العمل علي حشد أكبر توافق وطني ممكن عبر استقطاب الفعاليات المذكورة للانخراط في صفوف المبادرة .
5) إعداد تقارير دورية توضح أي طرف يخرق شروط الهدنة.
6) التنسيق مع الاجهزة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني ويشمل ذلك المفوضية القومية لحقوق الانسان وما سواها من المؤسسات المعنية برصد أوضاع حالة حقوق الانسان بالبلاد .
7) ضمان دور فعال للجان المقاومة علي نطاق السودان في الاضطلاع بمسئولية إدارة عمليات الرصد والمراقبة .
8) إطلاق حملة واسعة لتدريب القائمين علي عملية رصد وقف اطلاق النار عبر مراكز التدريب والبحوث ذات الصلة باعمال المجموعة السودانية لحقوق الانسان .
9) إدارة المبادرة القومية لوقف اطلاق النار ورصد الانتهاكات عبر خلية ادارة الازمة التي انشاتها المجموعة خصيصاً لهذا الغرض بالتنسيق والتعاون مع المفوضية القومية لحقوق الانسان ولجان المقاومة.
والمجموعة اذ تتقدم بهذه المبادرة فانها لا تزعم لنفسها بانها الاقدر علي التنفيذ ولا الاكثر حرصا علي التبشير بما جاء فيها من اهداف ، ولذا فان المجموعة تتشاطر المبادرة مع مختلف القوي المجتمعية ومؤسسات المجتمع المدني فضلا عن التيارات السياسية والأحزاب والجماعات والاتحادات النقابية والفئوية والطرق الصوفية والراغبين في الانخراط في هذا المشروع المصيري الذي يستهدف استنقاذ الامة السودانية من الانزلاق الي مهاوي الهلاك .
إن المجموعة إذ تدفع بهذا المشروع بكل وعي واقتدار فانها تعلم تماماً حجم المخاطر المحدقة المصاحبة للتبشير به والحض علي انفاذه في واقع الامة السودانية لذلك مع تعالي خطاب الكراهية وصيحات التخوين والاتهامات بالعمالة والارتهان وما سواها من الدعاوي السوداء التي درجت بعض القوي المتعطشة للدماء علي اطلاقها في حق اي صوت وطني مخلص يدعو للتعقل في مسع منها لردع أي مبادرة سياسية او مجتمعية تدعو للاحتكام لصوت العقل وايقاف الحرب وبسط الامن والسلام ، وبإزاء حملة شرسة كهذه لمناهضة داعي السلام فان المجموعة تمضي في إنفاذ المبادرة بعزم واقتدار وهي تتحصن تماماً ضد حملات التخوين التي ما تفتأ تنطلق من هنا وهناك في اطار التشكيك في أهداف المبادرة والتبخيس في مراميها ، كما تتحسب المجموعة لكافة المصاعب والعراقيل التي يمكن أن تقذف بها بعض الجماعات التي تدمن العدوان HABITUAL OFFENDERS في وجه المبادرة ومطلقيها.
في هذا الصدد تدعو المجموعة الي تحالف وطني عريض للالتفاف حول المبادرة والتبشير بمراميها واهدافها فضلا عن العمل علي انفاذها بكل جدية واخلاص بالتنسيق والتعاون مع سائر الفعاليات والتنظيمات المشار اليها بعاليه. ومن هذا المنبر تطلق المجموعة ذات النداء علي المستوي الإقليمي والدولي صوب الامم المتحدة والمجتمع الدولي وسائر القوي المحبة للسلام والمناهضة للحروب والنزاعات المسلحة لدعم المبادرة والوقوف معها في تآزر وثيق حتي تتحقيق الاهداف السامية التي أنشأت المبادرة من اجلها.
الخرطوم في 5 مايو 2023 م
د. فتح الرحمن القاضي
رئيس مجموعة المدافعون السودانيون عن حقوق الانسان
TEL: +249912219666 / E – Mail: [email protected]
لجنة خلية الأزمة
أرقام للإتصال:

1) الدكتور الحاج حمد محمد خير رئيس المجموعة الاستشارية للتنمية البشرية والاجتماعية:
Tel: +249912302962
2) المهندس مرتضي خميس خبير في مجال الاعلام والاتصال وحقوق الانسان:
Tel: +249012283756
3) الأستاذ يوسف الطيب المدير العام لمنظمة دارفور للاغاثة وإعادة التعمير (DRRA):
Tel: +249912734299
4) الأستاذ صديق أبكر المحامي الناشط في مجال السلام وحقوق الانسان وفض النزاعات:
Tel: +249995315000
5) الدكتور طارق كردي، رئيس مجموعة العاملين بالامم المتحدة ، والخبير في شئون اللاجئين والنازحين وقضايا الأقليات:
Tel: +41796764408
6) الأستاذ هشام محمود ، الامين العام السابق للمفوضية القومية لحقوق الانسان ، والخبير في مجال الحقوق والحريات:
Tel: +249912113833
7) الدكتورة عايدة حسين عمر مصطفي ، استشاري الجراحة ، أستاذ مشارك بجامعة النيلين ، والناشطة في مجال حقوق الإنسان:
Tel: +249912133889
8) الأستاذ عبد الباقي جبريل ، الخبير في مجال حقوق الانسان وفض النزاعات:
Tel: +41799217273
9) الأستاذ معاذ حسين ، الخبير في مجال العمل الطوعي والانساني وقضايا التنمية المستدامة:
Tel: +17803030123
10) الأستاذ محمد كامل عبد الرحمن ، صحفي وناشط في مجال حقوق الانسان:
Tel: +249912921687
11) المهندس مصعب أبو سليمان، ناشط في مجال حقوق الانسان وقضايا السلام:
Tel: +249912975419
12) الأستاذة مواهب محمد أحمد الحاج ، خبيرة في مجال الجندر وقضايا المراة والسلام وفض النزاعات:
Tel: +249912692800

ملحوظة:
يظل الباب مفتوحا والمجال متاحاً للأحزاب والتنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني والجماعات والخبراء للمشاركة في إنفاذ (المبادرة السودانية لمراقبة وقف إطلاق النار ورصد الانتهاكات وغوث المنكوبين وإحلال السلام).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..