(مقامرة) بنك السودان!! (1)

فى ما ارى

(مقامرة) بنك السودان!! (1)

عادل الباز

لاعبو القمار أمامهم احتمالان لا ثالث لهما: المكسب أو الخسارة. بالسياسات التي أعلنها البنك يوم الخميس الماضي عقب لقاءات مطولة مع اتحاد الصرافات ومديري البنوك يمثل نوعاً من المقامرة الاقتصادية. المغامرة شيء، واللعب بالفلوس شيء آخر، مقامرة.
في ذلك الاجتماع أعلن بدر الدين محمود نائب محافظ بنك السودان عن استعداده لتوفير التمويل اللازم لشركات القطاع الخاص لاستيراد احتياجاتها من كافة السلع على أساس سعر الدولار من البنوك 4.9 وكذلك توفير طلبات الصرافات لتغطية أغراض السفر والعلاج والدراسة بسعر الدولار 5.2 كسعر ابتدائي قابل للارتفاع والانخفاض، وبعد ذلك ترك لها حرية التعامل مع السوق بيعاً وشراءً. هذا ملخص للسياسة الجديدة التي أعلنها بنك السودان وقبل أن نرى أبعاد المقامرة نطرح عدة تساؤلات.
الأول يتعلق بمصدر الدولارات التي تدفقت فجأة على خزينة البنك المركزي بحجم مكّنه من تغطية احتياجات السوق من الدولار وبهذه الكميات المهولة؟. كثر الحديث قبل فترة عن القرض القطري البالغ قدرة اثنين مليار دولار والذي استملت الحكومة منه 400 مليون دولار. هناك معلومات أخرى تشير لوديعة ليبية بمبلغ 500 مليون دولار. ومعلومات أخرى تؤكد أن الرقم أكثر من مليار دولار. وقد تعززت هذه المعلومات عقب سفر السيد مدير البنك المركزي لطرابلس الأسبوع الماضي. بالثقة التي تحدث بها بدر الدين في اجتماعه مع اتحاد الصرافات أرجّح أن يكون مبلغ الوديعة ليس أقل مليار دولار، أو إنهم استلموا ما تبقى من القرض القطري. بنك السودان منذ اليوم وصاعداً بحاجة لعشرة ملايين دولار يومياً لتغطية فاتورة استيراد القطاع الخاص وتلبية طلبات الصرافات. بنك السودان قبل إعلانه لهذه السياسات يضخ ما مقداره اثنين مليون دولار يومياً للصرافات فكم سيضخ الآن؟.
الثاني يتعلق بمدى ارتباط هذه السياسات المتعلقة بالدولار، بالسياسات الاقتصادية الكلية للدولة وتحديداً مدى ارتباطها بالموازنة العامة التي يجري الحوار حول تعديلها. كيف ستتلاءم هذه السياسة عما هو معلن من سعر صرف في الموازنة العامة مثلاً؟ إذا كانت هذه سياسة منعزلة فلن تخدم السياسات الكلية للاقتصاد وقد تتسبب في أضرار بالغة للاقتصاد. هل هذه السياسة منسقة بين كل الجهات ذات العلاقة بالاقتصاد؟ هل هي محسوبة الآثار على التضخم ومستوى الأسعار؟. تحتاج هذه الأسئلة لإجابات مُلحّة من السادة المسئولين في بنك السودان حتى نستطيع تحليل هذه الخطوة في إطار نظرة كلية لمعرفة مردوها على الاقتصاد ككل.
كيف تبدو ملامح المقامرة؟ هناك احتمال أن يكسب بنك السودان الرهان، ويستطيع أن يعود بسعر الدولار لأقل من أربعة جنيهات وربما دون ذلك. فضخ ملايين الدولارات في شرايين السوق من شأنه إضعاف السوق الموازي بنسبة كبيرة. الآن بمجرد إعلان السياسة الجديدة سارع الذين احتفظوا بالدولار كمخزن قيمة أو الذين اشتروا كميات كبيرة منه بغرض الاستيراد، لعرض ما عندهم في السوق مما ساهم بالأمس في انخفاض سريع لسعر الدولار إلى خمسة جنيهات. إذا استمر بنك السودان في ضخ الملايين للصرافات وغطى الاحتياجات الفعلية للصرافات بجانب نجاح الصرافات في اجتذاب أموال مقدرة من السوق ومن المغتربين إلى جانب توقف أساليب التلاعب في استخراج الدولار من الصرافات بدعاوى السفر والعلاج وإعادة ضخها مرة أخرى في السوق الأسود، فهناك احتمال أن ينخفض السعر لكثرة العرض وقد يواصل انخفاضه لسعر أقل مما أعلنه بنك السودان. في هذه الحالة أيضاً قد لايحتاج بنك السودان لضخ كميات كبيرة لأن ما كان يجري من تلاعب من تجار السوق الأسود بوثائق السفر والعلاج لا يشي بالاحتياجات الحقيقية للجهات التي تتعامل مع الصرافات. تعتمد هذه الفرضية؛ فرضية الانخفاض أساساً على مقدرة بنك السودان للوفاء بتعهداته تجاه القطاع الخاص والصرافات ولفترة معقولة لا تقل عن ثلاثة أشهر لتسمح برؤية جديدة للأوضاع. وأيضاً يعتمد على مدى التناسق الكلي للسياسات الاقتصادية.
أسباب أخرى ستؤدي لإنجاح أو فشل هذه السياسة وهي الطريقة التي ستتعامل بها البنوك والصرافات مع السياسة الجديدة، إذ تحتاج هذه السياسة لسلوك شفاف ومراقبة دقيقة لمسار الدولارات المتدفقة من خزائن البنك المركزي للبنوك والصرافات؛ فسبل التحايل والفساد بالاستفادة من الثغرات التي تظهر بعد تطبيق أي سياسية جديدة دائما متوفرة.
أما الاحتمال الثاني في هذه المقامرة لو تحقق فإن كارثة كبرى ستحل بالاقتصاد السوداني.. وكل ما أتمناه أن يكون الأخوة في بنك السودان قد وضعوا كل المحاذر والمخاطر في حساباتهم وفق رؤية كلية متناعمة مع السياسات الكلية للاقتصاد والموازنة العامة.
غداً نقرأ الاحتمال الثاني. وربنا يستر ويكضّب الشينة.

الاحداث

تعليق واحد

  1. والريئس في عالم تااااااااااااااااااااااااااااااااااني

    يرقــــــــــــــــــــــص ما جايب خبر

    حننــــــــــــــي الراجل ده عليكم الله كلموه قولوا ليـــــــــه الوضع الاقتصادي متازم

    عليكم الله حلفتكم يا ناس الانقاذ ما تلعبوا بالبشير خلوه في الصورة وقفوا الدلوكة لانها صرف في صرف صحـوه قولو ليه بتعرف حاجة اسمها اقتصاد ما رقيص اقتصاد لو ما فهمها جيبوا ليه ورق عمله هبببوه بيه في وشو وقولوا ليه دي باباح منهارة بطل رقيص هجليج زمان انسحب منها الجنوبيين وناس الحركة عايش ترقص على انغام هجليج لس والجماعة بقوا تجار عمله عايزين يكبروا كومهم قبل ما يغادرو يخلوك ترقص براااااااااااك يا حليلك يا النايم علي حيلك

    هجليج كلها 100 قطية بتاعة قش وحصير عسكري واحد بي بندقية في كتفه بحرسها ما تصرف اكتر منها في الرقيص

    إذا كان الرئيس ضارب دف فشيمة ناس الانقاذ الرقص والطرب

  2. ( آه لو تصدق الحكومة .. وينخفض الدولار ) !!! … كان هذا آخر موضوع كتبته يا استاذ/ الباز قبل القرار … وكنا قد عقبنا عليه في حينه وقلنا لك انك تعيش على الاوهام وتطلب المستحيل ( العنقاء والخل الوفي ) وهما صدق الحكومة وانخفاض الدولار !!! وهاهي الايام تثبت صدق حديثنا وتعلن الحكومة – وليس التجار – ان الدولار سوف يتم تداوله رسميآ في الصرافات بسعر 5200 جنيه ..

  3. ( تحويلات المغتربين + الصادر من السلع ) – ( وارد الحكومة + واردالتجاروالمستهلكين ) = فشل

    اونجاح السياسة الجديدة .

    ان كانت النتيجة موجبة هذا يعنى نجاح الاجراء

    وان كانت سالبة يعنى فشل زريع

  4. السؤال الاساسي هو كم يبلغ الطلب الكلي الحقيقي للدولار؟؟؟؟
    ومن اين يمكن لبنك السودان توفيره على المدى البعيد؟؟؟؟
    هل هنالك موارد حقيقيه للتصدير وتوفير النقد الاجنبي؟؟؟؟
    ام ان بنك السودان يدير اقتصاد البلد برزق اليوم باليوم؟ والى متى نظل نأكل مما نشحد اعطونا او منعونا؟
    اي كان مبلغ الوديعه او القرض او اي كان مسماه فهي مسترده هل عملنا ليوم استرداد هذه المبالغ؟؟؟
    ومن من الدول مستعد لنفخ قربه مقدوده الى ما لا نهايه؟؟؟؟ ماذا بعد قطر وليبيا ما الدول الموجوده على الصف لدعم اقتصاد منهار؟؟؟؟..
    أما اهم الاسئله لماذا تدعم هذه الدول اقتصاد السودان المنهار اصلاً؟؟؟؟؟
    ما العوائد المطلوبه من الشعب السوداني مقابل هذا الدعم؟؟؟؟
    لماذا يتعامل الحكومه بكل هذه السريه مع موارد هذا الشعب؟؟؟؟ هل يتاجر هذه الحكومه في البقو والمخدرات لجلب العوائد الاجنبيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  5. السؤال الاساسي هو كم يبلغ الطلب الكلي الحقيقي للدولار؟؟؟؟
    ومن اين يمكن لبنك السودان توفيره على المدى البعيد؟؟؟؟
    هل هنالك موارد حقيقيه للتصدير وتوفير النقد الاجنبي؟؟؟؟
    ام ان بنك السودان يدير اقتصاد البلد برزق اليوم باليوم؟ والى متى نظل نأكل مما نشحد اعطونا او منعونا؟
    اي كان مبلغ الوديعه او القرض او اي كان مسماه فهي مسترده هل عملنا ليوم استرداد هذه المبالغ؟؟؟
    ومن من الدول مستعد لنفخ قربه مقدوده الى ما لا نهايه؟؟؟؟ ماذا بعد قطر وليبيا ما الدول الموجوده على الصف لدعم اقتصاد منهار؟؟؟؟..
    أما اهم الاسئله لماذا تدعم هذه الدول اقتصاد السودان المنهار اصلاً؟؟؟؟؟
    ما العوائد المطلوبه من الشعب السوداني مقابل هذا الدعم؟؟؟؟
    لماذا يتعامل الحكومه بكل هذه السريه مع موارد هذا الشعب؟؟؟؟ هل يتاجر هذه الحكومه في البقو والمخدرات لجلب العوائد الاجنبيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  6. You have raised so many questions and prospect without answering them !! in the bottom of your heart you know the truth !! the truth is, whatever measures the regime takes it will not solve a single issue that face the country today…never
    The country is collapsing at speed of light, thanks to so called ISLAMIST BROTHERHOOD

  7. الأمر واضح .. البنوك الحكومية تواجه خسارة كبيرة لذلك عايزه تبيع دولاراتها بواسطة السوق الأسود , وستقوم هذه البنوك بتغذية الصرافات وتجار العملة لبيع دولاراتها.

  8. حسين خوجلى وعادل الباز من التلاميذ الشطار فبعد تخرجهم وبسياسة التمكين اصبحت لهم جرائد و دور نشر وفضائيات لم لا فكما استشهد الشيخ على عثمان بالآية الكريمة( خير من استاجرت القوي الامين) هي الضمانه الوحيدة لكي يمنحك اى بنك اي مبلغ من القروض الحسنة السداد ( ان كان ذوعسرة فنظرة الى ميسرة) ولكن فات على الاستاذ ان الاقتصاد الكلى يبنى على الانتاج و التصدير وحسن التصرف في الموارد والا فان هذه المسكنات من الدولارات المشحودة ستزيد الطين بلة وتوصل البلد لحالة الهايبر انفليشن مما يدلل على الفرضية التى ساقها هي فقط لذر الرماد على العيون

  9. سياسة بنك السودان فى هذة المرحلة والمراحل السابقة هى فتح الحرح لاعلاجه ووصول سعر الصرف فى هذه المرحلة بالسعر الموازى دليل شؤم ونذيره لانك لاتستطيع ان ترجع به لسعره الرسمى مرة اخرى .
    كما انك لاتسيطر السيطرة على ارتفاع الاسعار التى تنعكس فورا وبدون محاسبة ولارقابة عليها
    كما تنعكس على الموازنة العامة.
    كما ذكر لنا بروفسر سنج ونحن طلاب فى الجامعة بان البنك المركزى علاقته مع الحكومة كالمراة التى تستلف من زوجها ولاترد له شى . وهذا الحاصل عندنا لاتخطيط ولالوائح وان وجدت لم تطبق – حتى ان الدول التى قامت
    بثورات حديثا لم يتاثر اقتصادها كثيرا .
    والله المستعان وعليه التكلان

  10. المشكلة في تجار العمؤلات من اهل الحكومة نفسها. فكل العملة التي دخت في السوق سوف يسيطر عليها هولاء

  11. الاستاذ عادل الباز نتمنى أن تكون تلك خطط جزء من استراتجية طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى ولا نتمناها خبط عشواوي زي بقول أهلنا أو رزق اليوم باليوم كما هي عادتنا في كل امورنا

  12. لسنا خبراء اقتصاد ولكن كما حدث فى المرات السابقة فالحكومة تتحايل بتسعير الدولار الرسمى بسعر السوق الاسود(الموازى) بعد ان طمانونا من قبل بان سعر الدولار لن يتجاوز الثلاث جنيهات (ثلاث الف بالقديم) خلال الميزانية ..
    وحسب التجربة السودانية لم يحدث ان نجحنا فى تطبيق مبدا العرض والطلب فى تعاملنا التجارى و الدليل بان السعر الرسمى للدولار قد تصاعد من 13 جنيه (بالقديم) حتى وصلنا عتبة 5200 جنيه (بالقديم) خلال 23 عام..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..