طَهِّرْ بِلادَك مِنْهم

عثمان بابكر محجوب
يبدو ان اقتتال اوباش الاسلام السياسي من اتباع الاخونج واتباع الجنجويد بلغ مرحلة الفضيحة الى حد بات ممكنا مقارنته بتقلبات قيمة عملة البيتكون حيث تحلق وتهبط دون تفسير ، فاذا ما صحت الانباء الواردة من جبهات الملاكمة بين الطرفين يبدو جليا ان هناك مسرحية وقودها دماء اهل السودان دون تمييز . في البدء سلم الاخونج الحاميات والمدن والزرع والعرض للجنجويد دون قتال واليوم يعيد الجنجويد ما استولوا عليه للاخونج دون قتال ايضا . وما يثبت اننا ازاء خشبة مسرح يعرض عليها اسلاميو دولة 56 واسلاميو امارة الدقلاوية (دارفور سابقا) فنونهم في السلب والنهب والذبح وبقر البطون واكل كبد حمزة ورمي ازهار البراميل المتفجرة لا فرق اين تسقط فاذا ما سقطت على رؤوس الأطفال يكون العزاء “الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر” واذا ما سقطت على رؤوس النساء يكون العزاء “وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا” اما اذا ما سقطت على رؤوس العجائز فالعزاء يكون “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ” هذا ما حفظه البرهان من دروس الملتحي كرتي . ولماذا مسرحية ؟ لان متابع الاحداث بتجرد والذي ليس من مواهبه الشتم والتشفي والانحياز والتخندق خلف احد الوحشين لا بد ان يلاحظ تبخر الحديث عن حكومة موازية بعد الفيتو المعلن من المبعوث الاميركي واختفاء المبادرة التركية للمصالحة بين حكومة الامر الواقع في بورتسودان وامارة بن زايد او ميادرة وقف الحرب حيث لم يتضح هدف هذه المبادرة لان المعنى في في قلب الشاعر اي “صاحب المبادرة” لكن ما نعرفه انها اختفت . وهذ ا مؤشر يوحي بان طبخة تقسيم السودان مرمية على نار هادئة وان تعاقب الانسحاب والاسترجاع دون معارك بين الطرفين اقرب الى ان يكون لعبة تحتضنها الرعاية الدولية أكثر من ان تكون كر وفر في الميدان لذلك تبقى الفاشر التى تلقت التحذير الاخير من الجنجويد بمثابة شعرة معاوية والتي بما ستحمله الاحداث القادمة من اخبار عنها سنرى أسودان واحد ام عدة سودانات سوف نرى . وبالمناسبة لا نعتبر اختفاء المبادرات او تبخرها دليل كاف على صحة ما نتوقعه بل بالعودة الى زمن البشير والترابي يتأكد لنا ان ما نراه ليس مجرد هواجس بل اتجاه واقعي نحو حيث لا ينفع الندم . خلال المفاصلة بين البشير والترابي سمعنا بالمنشية والقصر وبرفع شعار” سيفي مع معاوية وقلبي مع علي ” اليوم لا نسمع بذلك لكن حقيقة الحرب انها مفاصلة من نفس النوع والامتداد لكن باسم مختلف هي اليوم بين عصابة المخلوع وعصابة المدفون. فما هي رؤية المدفون التي طالت المخلوع انذاك :
قال الترابي حول علاقته بالبشير (لم ار البشير إلا ليلة الانقلاب ، جاء لنتقابل وقلت له : “اعمل حسابك لديك برنامج كامل ، اذهب إلى القصر وسأذهب أنا إلى السجن). قال الترابي ايضا : «البشير ديكتاتور ، وهو الذى كان طوال الوقت يفضل فصل الجنوب ليتفرغ لقمع أبناء شمال السودان المطالبين بالحريات ، كما أنه عنصرى ، يطلق على الجنوبيين لفظ العبيد ، بل إن وزيره لعدة سنوات على الحاج ، وهو طبيب من أقصى غرب السودان ، كان البشير يطلق عليه الفريخ ، ومعناها العبدالصغير وهى كلمة للتحقير» ، وبشأن إقليم دارفور ، قال الترابى إن «انفصال دارفور ممكن ، لأن هناك سابقة انفصال الجنوب ، لكن الحالة هنا أصعب ، نظرا لتداخلها مع باقى السودان ، حيث إن أغلب المزارعين فى وسط وشرق السودان هم من أبناء دارفور ، أغلب جنود الجيش السودانى قبل قانون التجنيد من دارفور ، إضافة إلى مليون من سكان العاصمة ، هذا الاندماج يصعب الانفصال». ان هذه اللوحة التي رسمها الشيطان الترابي واقعية ومعبرة لذلك ندعوكم ان لا تلعنوا الشيطان لانه من المنظرين حتى يوم الدين وما نشهده من هذه اللوحة اليوم ان حيازة السلطة بالنسبة للاخونج اهم بكثير من الحفاظ على وحدة السودان وقانون الوجوه واللهجات الغريبة وتبديل العملة واجراء الامتحانات وتشريد الجنوبين من الجزيرة والفتك باهل غرب السودان هناك هدفه التقسيم وعد الاعتراف بالمكون المدني وتخوينه الهدف منه الغاء اية معارضة لابدية حكم الاخونج في المنطقة التي يتاح لهم فيها ان تكون كلمتهم هي العليا . بالمقابل نجد ان المكون المدني والغالبية منهم من اتباع نهج مدرسة المراهقة السياسية لذلك ما زال رهانهم على أميركا ضمن اولويتهم وازدادت مراهنتهم على اميركا بعد عودة ترامب الى كرسي الحكم ظنا منهم انه حمامة سلام في زمن انقراض الحمام . نقول لهؤلاء ان ما يسميه ترامب حربا هي تلك النزاعات التي لا تتعارض مع الاستراتيجية الاميركية اما نزاعات الغويم وسفك دماء بعضهم البعض لا يعتبرها ترامب حربا حتى يهتم باخبارها حتى وما يخص السودان فهناك سباق محموم بين البرهان وحميدتي على كسب ود اسرائيل والتطبيع معها لذلك لا يرى ترامب ان هناك حربا في السودان طالما ان كلاب السودان من جنجويد واخونج تخلوا عن النباح حتى في موقفهم من اسرائيل . ولا شك ان الخداع الاميركي ثابت من خلال التناوب في العقوبات على طرفي الاقتتال وانه طالما ان مسار التقسيم بعافية لما الاستعجال .
كسرة :
بعد قرار ترامب بعدم الاعتراف الا بذكر وانثى فقد مالك عقار امل الحصول على تأشيرة لدخول اميركا كمتحولة جنسيا لذلك نهدية بيتين من الشعر للترويح عنه :
يـادبُّ دَعْــكَ مــن السياسةِ إنَّها **** حِــكرٌ عــلى الــنُّجباءِ والشُّطَّارِ
يــادبُّ دعــكَ مــن الذئابِ فإنَّهم *****رَهْــطٌ مــن الأَنجاسِ والأشرارِ
في الرد علي سؤالكم يا استاذ عثمان بابكر محجوب حول موقف ترامب … السودان هو في آخر قائمة اهتمامات الادارة الامريكية الجديدة … والدليل هوالآتي..
آخر الاخبار هو التأكيد من الادارة علي استمرار تولي الخارجية للملف بعيداً عن البيت الابيض ..
بعد انتهاء ولاية توم بيريلو
-وينطق الاسم توم بير ليلو Per Yellow- كمبعوث خاص.
ترامب -زي قصة احمد وحاج احمد- يؤمن علي تعين المسؤول الحالي عن ملف شرق افريقيا وجنوب السودان والسودان في الخارجية كمبعوث خاص للسودان ايضاً.
دبلوماسي مهني بريقراطي محترف من مخضرمي الخارجية الامريكية اسمه بيتر دبليو لورد
بيتر دبليو لورد، عضو محترف في الخدمة الخارجية العليا، يشغل حاليًا منصب نائب مساعد وزير الخارجية -وشغل هذا المنصب منذ ايام بايدن وبلنكين- كمسؤول عن شؤون شرق أفريقيا وجنوب السودان والسودان في مكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الامريكية.
يعني لا جديد في الموضوع !! بالرغم من ضجيج الاسافير بتقديم الخبر علي اساس انه عاجل وهام … كل ما في الامر قالوا للخارجية واصلي الاهتمام بهذا الملف كما كنت لانه اصلاً هو المسؤول عن السودان سلفاً !!
رابط صفحة التعريف الرسمي ببيتر لورد والتي لم تحدث منذ فبراير من العام الماضي …
.https://ss.usembassy.gov/statement-by-peter-lord-deputy-assistant-secretary-of-state-for-east-africa-sudan-and-south-sudan-about-his-visit-to-south-sudan-feb-28-29-2024/