احمد حسين ادم يدعو الي وضع سياسي انتقالي يفضي الي تغيير جذري شامل في السودان

في محاضرته بالمعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية(چتهام هاوس) احمد حسين ادم يدعو الي وضع سياسي انتقالي يفضي الي تغيير جذري شامل في السودان

اكد احمد حسين ادم بان المخرج الوحيد لازمات السودان الحالية هو قيام وضع انتقالي ديمقراطي يجنب السودان من الانفجار, محذرا بان سيناريو الانفجار سيكون وبالا علي الامن الاقليمي والدولي,وان الوضاع الحالية اوصلت البلاد الي حد الفشل والانهيار الكامل في كافة مؤسساتها.

وقال الزميل بمعهد التنمية الافريقي بجامعة كورينيل الامريكية والذي كان يتحدث في برنامج افريقيا (مشروع القرن الافريقي) الذي استضافه المعهد البريطاني للشئوون الدولية في محاضرة بعنوان (دينميكيات الازمة السودانية المعقدة: البعد الاقليمي والدولي وافاق العملية السياسية) , قال ان نظام الحكم الشمولي الحالي لايمكن ان يستمر بسبب فقدانه للصلاحية داخليا وخارجيا والذي ظل يشكل عبئا وخطرا علي مواطنيه مضيفا ان السودان لا يزال يعيش حربا مع نفسه, حيث ان النظام ما يزال يقتل و يهمش شعبه .

وفي السياق عدد احمد حسين تمظهرات الأزمة السودانية، وقال ان اعظمها هي جرائم الابادة المستمرة في دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق. و قال ان انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة قد طالت كل السودانيين في كل أقاليم السودان, محذرا بان الاوضاع في شرق السودان قد تنفجر في اي لحظة، فأهل الشرق يعيشون تحت وطأة ظلم عظيم فهم يموتون بالجوع و المرض رغم الثروات و الموارد الهائلة في إقليمهم. و قال ان الشرق يعاني الان من كوارث جديدة ابرزها جرائم الاتجار بالبشر و تهريب المخدرات .

اما في أقصي شمال السودان فقال ظلت سياسات النظام و ممارساته تدمر الحياة و الارض و التاريخ و الحضارة باسم خزانات التنمية التي وصفها ب (الكذوبة) والتي تستخدم كغطاء للفساد والثراء السريع لرموز النظام .

وفي منحي اخر ذكر ان الاقتصاد السوداني علي حافة الانهيار بفعل الحروب العبثية و فساد الطغمة الحاكمة التي اصبح رئيسها من اغني السياسيين في العالم لعام 2015, حسب تصنيف مجلة (اصحاب الأموال) , وذكر ان نظام البشير الذي يفتقد الشرعية الداخلية يبيع ارض السودان و يتاجر في ترابه و كرامته الوطنية كل يوم . و تاسف علي حال السودانيين الذين يعيش اكثر من 80% منهم تحت خط الفقر، و حذّر من ان الزيادات في أسعار حاجات المواطنين الاساسية ستؤدي الي انفجارالاوضاع . .

وشدد احمد حسبن ادم علي ضرورة ايصال المساعدات الانسانية الي المحتاجبن في مناطق النزاع دون قيد او شرط ووصف الاوضاع في دارفور و جنوب كردفان و النيل الازرق بانها تمثل مسرح جرائم دولية مكتملة الأركان، وذكر انه لا يوجد شهود مستقلين ينقلون تفاصيل هذه الجرائم الدولية المستمرة ، موكدا علي ان النظام لا يسمح بزيارات للمنظمات الانسانية الدولية واجهزة الاعلام الوطنية و الدولية المستقلة للعمل في مناطق النزاع . ونبه بان استخدام الغذاء كسلاح في النزاعات الجارية يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية.

و كشف حسين ان دارفور أصبحت مستعمرة تحت حكم الجنجويد بقيادة حمدان حميدتي قائد المليشيا الخاصة بالبشير. و قال انه يواصل استراتجية الابادة في القتل الجماعي و التهجير و الاستيطان في اراضي القبائل الاصلية، وقال انهم يستقدمون المرتزقة الجنجويد من دول الجوار للاستيلاء علي أراضي القبائل الاصلية لتنفيذ استراتجية التغيير (الديمغرافي) في دارفور. وشدد علي انه لن يكون هنالك سلام في دارفور والسودان ككل لطالما ان الذين يرتكبون جرائم الابادة و التطهير العرقي هم من يتحكمون في مصير الضحايا.

وفي تعليقه علي العملية التفاوضية في أديس أبابا ، قال انه لا يتوقع حدوث اي اختراق قريب يقود الي سلام حقيقي يعالج جذور النزاعات الدامية ، لان النظام يتحكم في الوساطة الافريقية , كاشفا علي ان الوسيط الافريقي امبيكي قد تراجع عن مسار العملية التفاوضية لدارفور حاصرا وساطته بمسار المنطقتين وفقا لقرار مجلس الامن(2046) الذي يعني بالقضايا العالقة لاتقاقية السلام الشامل لعام 2005

محذّرا من اي اتفاقان جزئية تمنح وظائف للبعض و تتجاهل الحقوق الكلية و التطلعات المشروعة لأهل مناطق الحروب و قال اي اتفاق جزيء لن يوقف الحرب، بل يعقد الأزمة . و دعا احمد لوحدة المعارضة علي برنامج البديل الوطني الذي يخاطب أوضاع و تطلعات الشعب السوداني لمرحلة “ما بعد نظام البشير”. كما شدد علي ضرورة مشاركة المجتمع المدني المستقل في الجهود السلمية، خاصة المجتمع المدني من مناطق النزاعات كالنازحين و اللاجئين. وقال انه من المهم ان تنتج العمليات السلمية حلولا تحقق التغييرات البنيوية في تركيبة الحكم و تضمن تصدر الملايين من سكان الاطراف للتغيير القادم في السودان.

و في تعليقه علي ما يسمي بالحوار الوطني ، قال انه لن ينتج اي حل يلبي طموحات الشعب السوداني ، فالحوار الوطني مصمم علي تكريس حكم البشير وعصبته بمحاولة استيعاب بعض الأفراد و القوي السياسية, و قال ان البشير لن يتخلي عن السلطة طواعية ، لانه يخشي تداعيات غضب الشعب السوداني و ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية . وقال ان البشير يريد ان يحمي نفسه و أسرته و الثروات الطائلة التي نهبوها، فالسلطة بالنسبة له حصانة و حماية . و شدد علي انه لا سلام بلا عدالة ..

اما في حديثه عن المتغيرات الإقليمية و الدولية و علاقتها بالازمة السودانية، قال حسين، ان سياسة النظام الإقليمية و الدولية تقوم علي الاستثمار في الأزمات، و ذلك بصناعة الأزمات الاقليمية وتعقيدها لضمان دور وظيفي لدي القوي الكبري في الإقليم و العالم ، وذلك لصرف الأنظار عن جرائمه ,واضاف مثال لذلك الالتحاق السريع للنظام بالتحالف الخليجي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن و الذي تطور الي التحالف الاسلامي ضد الاٍرهاب. واشار علي الأدوار السلبية التي يقوم بها النظام في ليبيا، افريقيا الوسطي و اقليم الساحل الافريقي علي وجه العموم ..

و في حديثه عن ظاهرة الاتجار بالبشر و ازمة الهجرة من افريقيا و البحرالمتوسط الي اروبا ، انتقد احمد حسين سياسة الاتحاد الأوربي تجاه ازمة الهجرة والتي تمنح الحكومات الدكتاتورية المساعدات المالية و الفنية لايقاف الهجرة الي أوربا. و قال ان هذه السياسة تتعارض مع قوانين وقيم حقوق الانسان للاتحاد الأوربي و كذلك التزاماته الدولية وفقا للقانون والمعاهدات الدولية. و دعا الأوربيين لمواجهة جذور ازمة الهجرة المتمثّلة في التهميش الاقتصادي والاجتماعي والحروب وانتهاكات حقوق الإنسان. مشيرا بان الاجهزة الامنية و بعض المسؤولين في الدولة هم من يديرون عمليات تهريب البشر, و قال ان مكافحة جريمة الاتجار بالبشر تحتاج الي إرادة سياسية قبل القوانين الزائفة التي تصمم لارضاء المانحين لسرقة أموال دافعي الضرائب. داعيا الاتحاد الأوربي للتعامل مع أهل المناطق المتضررة و التي يتورط بعضهم في عمليات الاتجار بالبشر مباشرة واضاف علي الاتحاد الأوربي إقامة المشروعات التنموية و الخدمية في هذه المناطق حتي لا يستغل تجار الاتجار بالبشر حاجة وعوز هؤلاء الناس بتوريطمهم في هذه الجريمة..
يذكر ان المحاضرة ادارتها السفيرة روزليند مارسن، سفيرة بريطانيا السابقة في السودان، المبعوثة السابقة للاتحاد الاوربي للسودان و جنوب السودان، الزميلة المشاركة( بچتهام هاوس) بحضور ممثلي المنظمات غير الحكومية وعدد من الدبلوماسين والاكاديميين بالاضافة الي النشطاء السودانيين والاعلاميين .

تعليق واحد

  1. المشكلة ان ابناء القبائل الغير عربية فى دارفور مثل اخمد حسين لم يستطيعوا خلع عباة الكراهية للعرب , ولم بستطيغوا ان يكونو واقغيين فى طرحهم لمشكلتهم فى دارفور تجدهم دائمأ يحملون ابناء الشمال والعرب فى السودان مشاكلهم , ولكن لم يكن لهم نقد ذاتى موضوعى , لماذا نحن ابناء القبائل الغير عربية فشلنا فى ان نكون افضل , هل منع العرب ابناء الغير عرب من دخول المدارس , هل منعوهم من تولى وظائف هم اهل لها ؟؟؟هل يفابلوهم بالعنصرية والعنف كما يفعل ابناء الهوتو بالتوتسى ؟؟ او كماكان يفعل البيض بالسود فى جنوب افريقيا ؟؟ كل هذا لم يحدث , والا لما كان احمد حسبن الذى كان فرد فى جهاز امن الترابى يستمتع باعتقال وتعذيب والتشفى فى ابناء القبائل العربية الان فى لندن يهرقط بل ويحرض الاوربيين على الانتقام له من عرب السودان
    انها عنصرية وكراهية متاصلة وراسخة حتى على الحاج الذى كشف عن وجهه الحقيقى الذى ظل يخفيه بالرغم من انه عمل جاهدأ كمثله مثل الكثير من ابناء دارفور ليحظى بزوجة ذات اصل عربى .
    اذهب يا احمد خسين وامكث فى دارفور عام واحد فقط وانا متاكد ان 90% من ابناء دارفور لم يرجعوا دارفور منذ القدوم للدراسة فى الجامعة فى الخرطوم منهم من لم يزور دارفور لاكثر من 20 عام وهم موجودين فى الخرطوم ز
    مشكلة ابناء القبائل الغير عربية فى دارفور هى انهم يحملون اخفاقاتهم للاخرين , انتم انفسكم لا ترجعون الى اهلكم بعد التعليم من تريدونه ان يذهب اليهم غيركم . ارجو ان تنتبهوا الى انفسكم وان تنظروا الى الامر بواقعية , الهجرة لاسرائيل او الى اوربا لن تفيد اهلكم فى دارفور بشى هذا ان كان انتم همكم فى الاساس اهلكم ولكن لا اعتقد ذلك .
    ارجو من احد ابناء دارفور ان يقوم باحصائية لعدد ابناء دارفور الذين تزوجوا من اوروبيات …. ساعتها ستفهمون ان كراهية الذات هى مشكلتكم ..

  2. سلام أستاذ أحمد

    مُحاضرة قيمة، وفهم موضوعي وتحليل علمي لجذور الأزمة، وآفاق علاجها.

    أرجو إرسال بريدك الإكترواني الخاص على إيميلي، لأنه ضاع مني نتيجة عمليات التهكير المتواصلة لإيميلي.

    نُريدك في جنوب إفريقيا لما لها من تأثير إقليمي.

  3. ايوة, ويخلوك القائد العام وحاشيتك كلها في الحكومة واهلك وجيرانك يكونوا ولاة عشان تكملوا الباقي

  4. إن كان لساسة السودان واحزابهم وحملة السلاح والحكومة لهم عقول والمتحاورين إن وضعوا مصلحة البلاد العليا وسلامته من دخوله في دوامة لا تبقي ولا تذر ، مثلما نرى دولا كثيرة من حولنا تحرق بايدي بنيها من اجل السلطة قاتلهم الله آنى وجدوا ،

    فعليكم جميعا وضع السلاح بعيداوكفاية حروب ودمار للشعب الفضل ، وانتم جميعا حكومةواحزاب وحملة سلاح تعيشون في اعظم فنادق الدنيا واولادكم يدرسون في مأمن من الجوع والفقر الذي يعاني منه معظم اهل السودان اليوم ولا تعرفون الغلاء ولا المرض ولا الجوع .

    عليكم بتغيير الحكومة الحالية وان يكون الجيش ضابطا للبلد ويجب ان يضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة الحزبية وغيرها ، بذلك يكن البلد تخطى مرحلة الاحتراب المر .

    عليكم يا حكومة ومعارضين وحملة سلاح واحزاب ومتحاورين العمل بذلك .

    لتجنيب الوطن واهله ويلات الحروب والاقتتال والفقر الذي عم البلد.

  5. الخواجات لن يحلوا المشكلة والتى هى قبلية فى الاساس يصنف فيها احمد حسين القبائل العربية بانها من دول الجوار وهذا الكلام غير صحيح فالعرب فى دارفور هم الاكثر عددا وعتادا ومالا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..