لمسة وفاء : مركز الخرطوم جنوب للغناء والموسيقى

بداية وحتى يكون الحديث متجردا فانا لست من أبناء تلك البقعة الوضيئة من عاصمتنا الحبيبة وإن كان يشرفني أن أكون ، غير أن ما دفعني للكتابة هو أن هذا المركز ظل ومنذ النصف الثاني للخمسينات يفرخ لنا المبدعين ، مبدعا وراء أخر ، دون أن يجد إلتفاتة من الجهات المعنية ، إحتفاء ، تكريما ، أو حتى توثيقا . إن ما يدهش في هذا المركز ونحن نفرد له اليوم هذه الصفحة هو إستمراريته ونشاطه النابض رغم كل العوائق والظروف العصية التي مرّ ومرّت بها البلاد ، فيما تساقطت مراكز أخرى لسبب أو لأخر ولم تستطع أن تكمل المشوار . إن ذلك يدعونا حقيقة لمعرفة أسباب هذا التميز : هل هي عبقرية المكان ؟ أم هل هي عبقرية قاطنيه ؟ أما الإثنين معا . لقد حمل مركز الخرطوم جنوب مشعل الغناء في هذه المنطقة بإقتدار وقدم بلاشك خدمة لا تقدر بثمن للغناء السوداني عبر تاريخه الطويل وذلك بتصديه لأداء هذه الرسالة بشيء فيه كثير من الإبداع والإتقان وهو أمر لم يتسنى لأي مركز موسيقي وغنائي أخر أن يؤديه .
لقد كان المركز ملتقى للفنانين والملحنين والعازفين والشعراء من القاطنين في الجوار وكذلك للقادمين من خارج جغرافيته الذين كانوا أشبه بالفراشات التي جاءت لتتلظى بنار الإبداع الذي فيه . يكفي أن المركز خرّج العمالقة ورائعون أخرون أمثال : محمد حسنين ، منى الخير ، الموصلي ، الخ .. إلى إنصاف فتحي وأبوعلامة وفتح حضنه لفنان كبير مثل (مصطفى سيد أحمد ) ويمكن للأخوان أن يساعدونا في سرد من مرّ على هذا المركز الإشعاعي الهام من فنانين … ومع أنني لم أعد متابعا في السنوات الأخيرة للنشاطات الفنية مثلما في الماضي ، لكن يبدو لي – وأتمنى أن أكون مخطئا – أن نشاط المركز قد خف عما مضى ولم يعد بذلك العنفوان الذي كان عليه وربما كان لذلك مايبرره فقد هاجرت كثير من الكوادر الفنية إلى الخارج وتراجع إهتمام الناس بالفنون وفروعها مع الإنشغال بالمعايش وربما أسباب أخرى .
عموما نتمنى أن يلقى هذا المركز الإشعاعي الكبير حظه من الإحتفاء والتكريم وهو جدير بذلك وأن نراه قريبا على منصات التتويج نظير ما قام به من خدمة ثمينة للغناء السوداني . سقى الله تلك الأيام وليعد مركز الخرطوم جنوب متألقا كما كان ، مشرقا بغنائه وموسيقاه ولتحذو المراكز الأخرى حذوه فالفن بلاشك هو المرآة الصادقة التي تعبر عن أصالة وتراث الشعوب والموسيقى تلغى المسافات وتوحد المشاعر ، كيف لا وهي لغة الشعوب .. ألف تحية لهذا المركز الكبير الذي يستحق منّا كل تقدير وإحترام .
[email][email protected][/email]
أولاً أشيد بتناول الكاتب لهذه الفرقة العظيمة والتي كنت من الذين شاهدوا بداياتها طبعاً من الذين أسسوا هذه الفرقة عبدالمجيد قسم الله أطال الله عمره والراحلين محمد جابر ومحمدعثمان وأولاد الأسطى وأبو عبده(عبدالوهاب) عثمان وود الحوري والبدري صالح والفنانين عثمان حسين وعيسى الحاج وزكي عبدالكريم والتجاني مختار ورمضان زايد ورمضان حسن ووردي ومنى الخير والرحمه مكي والعازفين فتاح الله جابو وعربي وخليل أحمد وعوض رحمة والشعراء الراحل خليفه الصادق والصادق الياس وعشرات العازفين وكذلك هنالك فرقة للتمثيل منهم تور الجر (عثمان حميده) وود أبو دليبه (عثمان أحمد حمد) والفكاهي (بلبل) ومحمد سليم ضربه وكانت تقيم حفلات شعبية كل يوم أحد بدار الفرقة ثم صارت أيام الأربعاء وإنتقلت الدار إلى شارع الديوم جنوب محطة الغالي ثم أخيراً أصبح لها دار منحها له المرحوم اللواء محمد طلعت فري عندما كان وزيراً للإستعلامات والعمل د في موقعها الحالي .
شـكرا ود السجانة على الإضافة .. ربنا يرحم الأموات ويمد في أيام الأحياء .
اضيف اليهم محمد وردي واسماعيل حسن وخليل احمد والتيجاني مختارورمضان حسن وعبدالفتاح الله جابو