أخبار السودان

ثقافةرفع العلم والرأس و الوعي الوطني

نشأنا صغارا زغب الحواصل وقد جئنا الى المدارس في مراحلها الأولى وعدادات العقول على الصفر فيما يتعلق بالثقافة الوطنية التي لم يكن لها وجود لا في البيوت ولا ساحات اللعب ..إلا من هتافات كنا نسمعها من الكبار دون أن نفهم معناها في بعض الملمات أيام إنتخابات مابعد الإستقلال .. البعض يهتف حررت الناس يا سماعين فيرد عليهم صوت آخر الكانوا عبيد يا سماعين ..وجمع آخر يردد الله أكبر ولله الحمد مناصرة لمرشح ال المهدي الذين يتمترس أنصارهم خلف فرضية أن المهدي هو من حرر السودان .. تلك كانت حالة الإستقطاب التي حبستنا في حجم عقولنا الصغير ة وقتها .. فتشكل وعينا عند حدودها فهما لمعنى الوطنية .. إما أن تكون مع هذا الفريق الطائفي أو مع الآخر وكلا الطرفين يصر على أنه هو من يملك الحقيقة دون غيره ..!
في المدارس كنا ننشد علمي أنت رجائي .. فنعرج نردد كالببغاوات خلف المدرس ونعدد معاني الوانه بين زرقة الماء و صفرة الصحراء و خضرة الزراعة .. وقبل ان تكتمل دورة فهمنا لتلك المعاني من الزاوية الوطنية .. تسلط النميري على تغيير العلم ليحمل معاني قومية متجاوزاً حاجتنا للتشبع أولاً بالمضامين الوطنية المحلية قبل أن يقفز بنا الى خارج الحدود ..!
كم منا هم الذين يرفعون الأعلام في يوم الإستقلال على هامة منازلهم وبعض أبنائنا وبناتنا سواء في الداخل أو الخارج لا يعرفون حتى الآن أن الذي كتب نشيد العلم .. هو أحمد الصادق أو كان أحمد محمد صالح ..!
نقوم هذه الأيام في كل يوم خميس بدار النادي السوداني بعين الإمارات الساحرة بجمع السودانين نساءا ورجالا وأطفالا وهو ما أطلقنا عليه اليوم الأسري في محاولة لغرس القيم السودانية الوطنية في النشيء وحتى الشباب الذين ولدوا في بلاد المهجر وكادوا أن ينسوا موطنهم لهجة وعادات وتقاليد وتاريخ وجغرافيا ..نبدأ بنشيد العلم السوداني تريديدا للمغاني وشرحا للمعاني .. دون أن نغفل الوقفة لعلم الدولة المضيفة التي لها أيضا يد قد سلفت ودين مستحق ..وهي تربي مواطنيها ومقيميها منذ الصغر دون تفرقة على حب علمها والذي نراه يرفرف أعلى البنايات الخاصة والدوائر الرسمية والبيوت قبل حلول العيد الوطني الرابع والأربعين في الثاني من ديسمبر القادم بشهر كامل ويزين مقدمات وخلفيات السيارات و يشع نوراً في كل شوارع البلاد ودوارات المرور .
فرفع العلم في هذه المناسبات الوطنية ليس ر فعا لخرقة قماش تتقاسمها الوان وكفى .. وإنما هو رفع لرأس الوطن ومواطنيه ورفع للوعي الوطني من خلال غرس التربية الصادقة لمفاهيم الوطنية بدءا من البيت ثم المدرسة ثم جامعة الحياة الواسعة ..فهلا بدأنا بإتباع ذلك الداب ورفعنا الأعلام في بيوتنا في مطلع يناير القادم وكل عام و الوطن بخير.. وجمعة سعيدة ..!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عزيزي الأستاذ/ برقاوي

    أريد أن اسألك سؤالاً خاصا (وربما عام) هل انت عضو في اللجنة التنفيذية بالنادي السوداني بالعين؟؟ إذا كانت الإجابة نعم. ماهي وكيف علاقتكم بالسفارة السودانية والحكومة السودانية وجهاز المغتربين؟؟؟

    أرجوك ثُم أرجوك أن لا تتجاهل هذا السؤال.

    ذات السؤال موجه للاخوة في النادي السوداني دبي (د. عابدين وزملائه)، وأبوظبي(مرتضى الغالي)،وسلطنةعمان (ابراهيم السيد).

    اتمنى ان نفتح حواراً حول علاقة الجاليات بالجهات الثلاثة المذكورة.
    بعض الشباب والشيوخ للأسف يظنون ان الجاليات منظمات سياسية مسلحة، وان لم تكن كذلك فقادتها خونة وعملاء،،،آه يا مصاريني

    مهدي اسماعيل مهدي
    الرئيس اسابق للجالية السودانية بمحافظة خاوتنج

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..