مقالات وآراء

( ملح وظرف وطعام ) !!

تقول الحكاية إن ثلاثة شباب إشتهروا ( بالبلطجة ) مستغلين قوتهم البدنية الخارقة يخشاهم شباب الحي ويهابهم الناس ويوجد بالحي شاب ضعيف الشخصية عرف بالجُبن والخوف لكنه من أسرة ثرية يملك المال ولا يملك قراره …فكان يدفع لهؤلاء الشباب حتى يقاتلوا من أجله وذات يوم ضربوا له شاب فجاء الشاب واعتذر له فعفى عنه الشاب (الجبان) ولكن ما إن خرج الشاب (طالب العفو) الا وقابله الشباب وضربوه من جديد وأتوا ليأخذوا أجرهم فأخبرهم الشاب انه عفى عنه وإن القصة إنتهت لكنهم رفضوا ذلك وقالوا له ( ماعلي كيفك) وأصبحوا يجلدون الشاب يومياً ويأتون الي الجبان من اجل حصتهم المعروفة

الحكاية تذكرني ببعض الكتاب المنتميين للنظام المخلوع الذين يمارسون هوايتهم رغم فناء النظام دون عودة… غير مبكياًعليه ومازالوا يعيشون على ماتربوا عليه
ولأكثر من إسبوعين وأنا أطالع الصحف وفضاء الأسافير لاحظت إن بعض الكُتاب الذين أُغلقت في وجوههم أبواب الوزارات وضاعت عليهم ( الظروف) والسفريات وقفوا وقفة قلم واحد لإنتقاد الحكومة المدنية ووزرائها قبل ان تكمل الحكومة ثلاثة أشهر وقبل ان تعين الولاة وكأنها حكمت ثلاثة عقود وحكم البشير ثلاثة أيام…

ذكروني بالعهد المائت وحكمه عندما كان يعد الولائم وتتهافت عليها الأقلام (المرتزقة) وبعد أن تمتلي البطون يكون التوجيه هو ان يكتب كل الكتاب في قضية معينة لإمامة الرأي العام حسب إتجاه بوصلة النظام ومايريده
فقرأت لهؤلاءالذين يتفقون على مُشابه واحد وكأنما هنالك جهة تريد هدم ماشيدته الثورة والعمل على كسر شوكة الثوار واحداث فلق في صفوفهم تلك الكتابات البائسة التي تنبيء عن حالة البكاء والنويح في باطنها ودواخلهم ..بالرغم من ان ظاهرها يحكي عن النصح والإرشاد الوهمي على شاكلة (نتمنى ان لاتسرق الثورة وأن لايضيع دم الشباب هدراً وأننا نخشى على الحرية والسلام والعدالة ) وماشابه ذلك
والسؤال مالكم أنتم والثورة وماذا تعرفون عن الشهداء وعندما كان الثوار يموتون في الميدان أين كانت أقلامكم التي ماعرفت الاّ عبارة محفوظة سكبها النظام في عقولكم الخاوية من يريد التغيير فعليه ان ينتظر الإنتخابات ..
ويذهب البعض الأكثر جهلاً في ممارسة ماكانوا يمارسونه سابقاً مع الوزراء وهو إسلوب (أضرب لتقبض ) وفات عليهم ان هذا العهد قد ولى وإنتهى وان وزراء المدنية لا يجيدون فنون هذه اللعبة السخيفة وان الثورة رفعت اقلامها عندما جفّت (الصحف ).
فالذي كان يتبع للنظام خير له وفائدة ان يتمسك بمبدئه ويدافع من أجل فكرته وإنتمائه لأن خلع رداء الإنتماء لايفيد بشي فالمواطن الحصيف لايفوت عليه ابداً عمليات (الفسخ ) لجلود علّت أكتافها من النظام
والمضحك انهم لايعرفون حتى أدب احترام الإنتماء في الكتابة ويقولون ( النظام المخلوع) كأنهم كانوا شركاء في خلعه وزواله فهذا المصطلح خاص بالثورة والثوار قولوا عنه ( النظام السابق) تأدبوا أمام من صنعكم من العدم وجعلكم على سدة الإعلام ومقدمته دون كفاءة وقد جئتم على ظهر المحسوبية والوساطة وكنتم عليها أثقل من حمل السماوات والأرض
تأدبوا أمام من منحكم المنازل في الأحياء الراقية وجعلكم تمتلكون السيارات الفارهة وتعلمون أبنائكم في أفضل المدارس لاتكونوا بلا أخلاق الي هذا ( الحرف ) سخروا أقلامكم (الحائرة) هذه الأيام للدفاع عن رئيسكم افعلوا من أجله شيئاً واحداً وتذكروا فضله عليكم ورحلاتكم معه ….فبينكم ( ملح وظرف وطعام )

وتوقفوا عن ممارسة (البلطجة ) الكلامية وتذكروا ان معركة الدفاع عن ( الجبان ) إنتهت .

طيف أخير :
بلد لن ترتقي ابداً إن ظل إعلامها يتهااااوى

صباح محمد الحسن

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..