“فهم السؤال نص الاجابة”

فهم السؤال نص الاجابة

مروة صديق
[email][email protected][/email]

كم هي جميله هذه القلاقل الصحية التي لم يشهد الشارع السوداني مثيل لها منذ عقدين و نيف، فهي قطعاً مؤشر لتغيير وشيك إن لم تكن بداية له. تغيير بدأه شباب بلادي، هذا الذهب الخالص الذي انجلى دون تنقيب أو توجيه.

لله در هذا الجيل .. “جيلي أنا”، الناهض من ركام وطن…
وطن مهلك مظلوم فوضت مداواته لجيل منسي مخذول …
وطن استهلكته أجيال سبقت، امتصت منه موارده العلميه والفكريه والادبيه والابداعيه وصدرتها للخارج، وجيل لم يجد دونه سوى جهل و مرض وظلام يتخبط فيه…
وطن أعرض عنه النجيب من أبنائه و أقبل عليه العاق منهم، وجيل مغيب بين خوف اباء عظماء و قهر حكام جهلاء..

و لكن “جنى الوز عوام” والعظيم لا يلد إلا عظيماً و إن لم يحرص!
فها نحن ببناطلينا “المسستمة” ولغتنا العربية ذات الحروف الانجليزيه ننسج مما تبقى لنا من موارد متواضعة هويه سودانيه جديدة تنحني لها الرقاب. تجدنا زرافات بين تويتراب وفيسبوكاب و قوقلاب. نربت على كتف بعض إذ لم نجد من يربت علينا، يتكئ بعضنا على حلم بعض و يكمل بعضنا فكرالأخر، نترفع عن إهتمامات أندادنا من ذوي الأوطان حتى يكون لنا وطن.

نحلم بزمن أجمل… بسودان نحبه و يحبنا، نعطيه ويعطينا، يحتوينا و ابناؤنا من بعدنا. ونضع أرواحنا في المحك…
نحن أمل هذه البلاد و مستقبلها. مدوا لنا يد العون، أضيئوا الطريق امامنا و أتركوا لنا المسير، أقرؤنا و جاوبونا بلغتنا. ردوا على اسئلتنا و أشبعوا تساؤلاتنا … بلغتنا!
لا تتركوا واديكم فقط زوروا وادينا…
السؤال الذي نطرحه هو “كيف”, ليس “لماذا” ولا “متى” !
جاوبوا سؤال اليوم و ليس سؤال البارحة ولا الغد!

فسؤال ال”لماذا” غني عن الاجابة و على الرغم من ذلك هو الأكثر تداولاً بين مثقفينا. و قد “وفيتوا و كفيتوا” فيه. و لست أبخس الجهد المبذول بقلم كل حر من أبناء بلادي، ولكني أناشدهم للمضي بنا قدماً نحو وطن. من منا لم يعالج بالمرض أو يأكل الجوع او ينصف بالظلم؟ كبيراً كان أم صغيراً، غنياً أم فقيراً، مقيماً أم مغترب. السوأل ألان هو “كيف”؟
كيف نغير هذا الواقع؟
كيف نأتي بالبديل؟
كيف نعيش بكرامة؟
كيف نأكل و نتعالج و نتعلم؟
كيف نقتص “من الكان السبب”؟
كيف نضمن لأبنائنا مستقبل أفضل؟
كيف نعود لبلادنا؟
كيف نعيد لها من تركوها؟
كيف نطور أنفسنا؟ مجتمعنا ؟ مواردنا؟
كيف نضمد الجراح؟
كيف نواسي النفوس؟
كيف نكون مواطنون صالحون؟
كيف نحمي بلادنا؟
بل كيف نحب بلادنا ؟

كيف يا علمائنا و مفكرينا؟ يا أدبائنا و كتابنا؟ كيف يا محللينا و مؤرخينا ؟ لعله السؤال الأكثر تحدياً و صعوبة و لكنكم أهلاً له.

و لا تقفزوا بنا إلى ال-“متى” فحالما نبصر ولو بصيص شمعة في آخر الطريق سنجاوب السؤال نحن …

تعليق واحد

  1. وكم هو جميل هذا التخبط الكيزانى الآسن والخنوع والضعة والهوان لأحزابنا الكبيرة إسماً الوضيعة موضوعاً وفكرا !! فهو الضمانة لفهم عميق لدور الدين فى الحياة الروحية وعدم الزج به فى أتون الراهن المتقلب تسامياً به الى عليائه ورفعته .. شكراً بنى كوزة ,, شكراً الإتحادى ,, شكراً الأمة ,, إنتهى الدرس والآن هى الدولة المدنية بكل شفافيتها وإحترامها لمواطنها بغض النظر عن دينه ,, عرقه الأثنى ,, لغته ولهجته ,, وطن بالفيهو نتساوى ,,

  2. لك التحية
    كيف نغير واقعناوواقع بلادنا من اجلنا ومن اجل القادمون بعدنا
    اسئلة اذا ادركت اجوبتها ستعرفين اجابة كيف هذه
    الشباب كطاقات وعقول هل هي مدركة لابعاد المسؤوليةالملقاة علي عاتقهاوهل الشباب يعون دورهم في الحياة باعتبارهم الرافد الحقيقي لاي تطور وتقدم بحكم انهم يبحرون في عوالم المعرفة -فيسبوك قوقل وهلمجرا-هل ناخذ المفيد ام نجري وراء الزبد
    هل الشباب له الجرأة علي ان يضحي من اجل غيره سواء ان كان بوقته او ماله وغيرها من التضحيات
    نحن جميعنا الان نتكئ علي امنيات لن تتحقق ما لم نكن نحن متفاعلين مع انفعالاتنا
    حيث الملاحظ ان الجميع منفعل ينشد التغيير
    ولكن محصلة التفاعل صفر وصفر عريض
    لن يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم
    وربنا قال ياعبدي اسعي وانا اسع معك
    والله المستعان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..