مقالات سياسية

يا فرحة.. ما تمت!!

قبل أيام تلقيت بطاقة دعوة فرحت بها جداً.. دعوة من المجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي لحضور دورة انعقاده الجديدة.. لكن (يا فرحة ما تمت)!!
مصدر فرحي هو يقيني أن مشكلة السودان هي في غياب (إستراتيجي).. نحن دولة تعيش بـ(اليوميات).. نفرح إذا استقيظنا ووجدنا كل شيء تمام.. الكهرباء والماء وشاي الصباح.. ونفرح أكثر إذا توفرت مواصلات لمحل العمل.. ويزداد فرحنا إذا تمكنا في العمل من وجبة (فول مصلح).. ثم يكتمل الفرح بنهاية الدوام وتوفر المواصلات إلى البيت، فالغداء.. ثم جلسة عصرية أو مغربية مع الجيران أمام البيت للتعليق على اليوم السعيد.. ثم نقفل باب البيت علينا استعداداً لطي صفحة اليوم بالنوم.. ليشرق صباح اليوم التالي ويستمر الفرح..
وهذه اليوميات ليست على مستوى الفرد السوداني بل على مستوى الحكومة والساسة..
الدعوة كانت لاجتماع المجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي اليوم الخميس في قاعة الصداقة.. تصوروا ماذا حدث؟؟ مفاجأة مذهلة!! اتضح أن اليوم عطلة رسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية!! بعبارة أخرى المجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي الذي عليه أن ينظر في أفق مستقبلنا لعشرات السنوات القادمات فشل في رؤية عطلة سنوية معروفة منذ أكثر من (14) قرناً.. ليس فيها أية مفاجأة..
فإذا عجز مجلس تخطيطنا الإستراتيجي أن يرى يوم العطلة من على مسافة أسبوع واحد فقط منها.. فلا يخطط لدعوة اجتماعه السنوي في هذا اليوم.. فكيف يخطط مستقبل دولتنا؟؟
مع بطاقة الدعوة وصلني التقرير السنوي (تقرير قياس التقدم في تنفيذ الخطة الخمسية).. من لهفي على مثل هذه المعلومات.. انكببت عليه فوراً وقرأته كله من الغلاف إلى الغلاف.. بل ربما لاحظ القراء أنني استخدمت بعض معلوماته في عمود الأمس.. حينما ربطته ببيان السيد وزير الداخلية الذي أوضح فيه أن 60% من الجرائم النوعية سببها المخدرات..
لكن مع ذلك هالني حجم الأخطاء فيه.. وهي أخطاء واضحة للعين المجردة.. بمقارنة بسيطة بين الجداول والبيانات التي رصدها التقرير..
المشكلة الكبيرة التي تحبط تخطيطنا لمستقبلنا أن الدولة تظن أن كلمة (تخطيط) هي مثل المنديل الذي يوضع في جيب البدلة الأعلى لزوم المنظر.. وليس للاستخدام.. كلمة من أجل الفخامة (البرستتيج).. أو ربما مثل (كريمات تبييض البشرة).. لتبييض وجه العمل العام..
والمصيبة الأكبر.. أننا نظن أن الإحصاءات والأرقام وتقارير القياس مجرد كلمات متقاطعة للتسلية وليست لدعم القرار وبناء السياسات..
وبعد كل هذا.. يسألونك لماذا نحن دولة تعيش على حافة خط الأمان.. إذا تعطلت سيارة واحدة في كبري النيل الأبيض الجديد تصبح (مانشيت) الصفحة الأولى لأنها تعطل كل المرور في كل العاصمة لعدة ساعات..
حسناً أكرر اقتراحي القديم.. أعيدوا هيكلة المجلس القومي للتخطيط ليصبح أكبر جهاز في الدولة رأسياً وأفقياً.. تعمل تحت مظلته عشرات مراكز الدراسات والبحوث في الجامعات وغيرها.. تمحصه عقول كبار علمائنا وتصبح خططه (قانوناً) لا يجوز تخطيه..

التيار

تعليق واحد

  1. اقتراح ممتاز يدل على وعي وبصيرة متقدتين وعلى وطنية صادقة – ولم لا وهو الاعلامي الذي يقرأ ويحلل بكل الوعي والادراك وبعد النظر ولايحكم على الأشياء بعاطفة ولكن بصدق وتجرد .
    وآمل أن تؤخذ ملاحظاته وآرأءه ماخذ الجد لتطبيقها وهي لا تحتاج الى كبير عناء.
    ونتمنى للوطن كل لفلاح والصلاح ما دام أبناؤه الأوفياء يقرأوون بعمق ويقترحون الحلول بكل تجرد وصدق .

  2. يا عتمان ميرغنى انت بتجهل عقلية الشعب السودانى عند ما تكتب. يا اخى جماعتك ديل بعرفوا تخطيط استراتجى. ديل ماسكين العصاه من نصفها واهميين الشعب بالمصطلحات من جهة و سارقيين قوت الشعب من جهة اخرى. الله لا بارك فيهم و لا فى من يؤيدونهم.

  3. استاذ عثمان … انت درستنى … لكن لنفترض السودان (كمبيوتر) لن يقبل نقطة او (space)….. من زمان ال (cobol) …. وال (data base) وغيرها… الكمبيوتر يسير بنمط التسيير وليس التفكير … الدولة مثل الكمبيوتر وانت سيد العارفين لا تحتمل نفطة (زيادة) الكمبيوتر ليس مخلوف او كائن مطلق … والدولة كذلك ……. برنامج يمشى بهوى المواطن وفق رسم برامجى وتخطيطى … والقائم على مسئولية فى وطنى لديه (برنامج) يمشى عليه … (او )يمشى مكبا على وجهه.. انتهى شكرا استاذى…
    كسرة .
    ما تترشح وتشيل ذنوب الناس … قابل ربك برااااااااااااااا الحكومة

  4. ههههه ها .. هذا يسمى “التخطيط للفوضى” بحيث لا تتمدد العشوائية فتوقف الحياة ولا يعم النظام فتستقيم الأمور إنه التخطيط الذي يسمح باستمرار الحياة مع النهب والسرقة والمحسوبية والفساد، إنها فوضى مقصودة تعمل كغطاء لكل ممارسة فاسدة وغير قانونية

  5. يا استراتيجي وعدت مره اخري للانا والهالة الكاذبة التي تحيط بها زاتك ياهندسة دعك من الاستراتيجية وحدثنا عن الفساد والادويه الفاسده والسكر الفاسد والمياه التي لاتصلح لشرب واغتصاب الاطفال والصحفيييين الماجؤرين

  6. ياعصمان ميرغني متو القال ليك مافي استرتيحة اخوانك عندهم خطط واستراتيحيات متذ قدومهم في ليل 89 واﻻهداف مححدة كذلك في تراكم الثروة في ايديهم وخلق طبقة جديدة خلي السذاجة اﻻستراتيجات الموضوعة ما بالضرورة تكون لرفاهية الشعب طالما اخوانك قابضين علي السلطة والتكتيك كان واضح بالفصل للصالح العام والتمكين والتهجير والعنف ، ويظهر عليك بتأذن في مالطا فأن كنت ﻻتدري فتلك مصيبة وانت كنت تدري فالمصيبة اكبر ،عشان كدا فضها سيرة لحدي ما نكنس هذا النظام

  7. استراتيجية رزق اليوم باليوم و سياسة البصيرة ام حمد التيي تتبعها سلطة المشروخ الحضاري لا تحتاج لتخطيط استراتيجي او غير استراتيجي … المشير في اي لمه فيها مغنى يطرب و يرقص و يصدر قرارات عشوائية في مسائل مصيرية …
    و اوافق بعض الاخوة الملعقين ان السلطة منذ انقلابها جاءت باستراتيجية و خلافي معهم ان الاستراتيجية تلك لا تتمثل في الاستيلاء على كل السلطة و كل الثروة فقط … هذا الثمن الذي قبضوه … الاستراتيجية التي اتوا بها هي استراتيجية صهيونية تتمثل اهدافها العامة في تقسيم السودان لدويلات متناحرة و تبديد ثرواته و القضاء على موارده … طبعا طبقت كما خطط لها

  8. الاستاذ عثمان….والله قريت اعلان الدعوة لهذا الاجتماع وهالني عدد الأخطاء في الإعلان وخاصة في تصنيف فئات المدعويين…..جهات ولائية حكومية صنفت شبه حكومية وأفراد يشغلون مناصب رسمية وتم ايرادهم حسب ذلك المنصب وفي مكان آخر بصفتهم الشخصية وكثير من التناقضات وقس علي ذلك….هذا هو مستوي من تم تمكينهم ويشغلون امانات مثل هذا المجلس وغيره…..واسفي علي ازمان كان الباشكاتب هو عصب العمل الاداري المنضبط محتوي وشكلا….اقدر اقتراحاتك التي أقرأها دايا ولكن يا استاذ لم تكتشف الذرة لان ماتقول يعلمه كل مهتم بالشأن العام ولكم….اسمعت ادا ناديت حيا……الخ…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..