افيال….

*** كل ما تتفوه به الحكومة من حديث عن محاربة الفساد يظل مبهما ،ان لم يكن كذبا ،لاسبيل لتحقيقه البتة ،فهي وبصوتها العالي تؤكد على محاربتة ،وتتبع المفسدين حتى جحورهم ،لكنها لاتذكر اسم شخص واحد !! تتوعد في كل سانحة،سماسرة المضاربة بالدولار واليورو وغيره ،من العملات الاجنبية ،ولايخرج من فيها اسم ولو حروفه الاولى اختصارا ! يثبت المراجع العام ،في ملفاته المؤسسات التي رفضت ،فتح ابوابها ودفاترها للمراجعة ، ويتم كتمان الاسماء ، اما اموال التجنيب ،فقد لفها سرا باتعا ،لايعرف عنه احد شيئا !!!!
**ووفق الخبر الذي ذكرته الزميله التيار ،فان ادارة التحريات المالية ،بوحدة مكافحة غسيل الاموال احالت 40 حالة اشتباه ،بعمليات غسل الاموال الى المحكمة ، حيث كشف السيد حيدر ابو شام ، مدير ادارة التحريات ،بوحدة غسيل الاموال ،وتمويل الارهاب في السودان ، عن ضبط مضاربين باموال ضخمة ، في الذهب والدولار والاراضي ، ووصفهم بانهم شبكات ممتدة وعابرة للحدود ،وان هنالك 130 ،حالة اشتباه اخرى ،ابلغ عنها بواسطة المصارف ومواطنين ،صدرت في بعضها احكام قضائية …..
*** تصريح ابو شام ،رغم انه مبني على المجهول ،تغيب فيه الاسماء وتكثر الاشارة الى الافعال ،الا انه يوثق الى ان الوطن اصبح وكرا ومرتعا (هينا )، وقبلة ،لكل من تسول له نفسه ،توظيف عائد غسل امواله ، تلتقي مصالحه مع مصالح (غاسليها ) ،هنا في مقرن النيلين ،فتهب لنا من بطن (الغسيل ) يوميا شركة ومؤسسة ومدرسة ومستشفى ! يحتفي اصحابها بمشروعيتها ،رغم انها خلاصة نشاط اجرامي !!!!
***اقتفى ابوشام هو الاخر ،خطى رصفائه ،بعدم ذكر اسم متهم واحد ممن اجتمعت فيه صفات الشراء وتجارة الكماليات والمضاربة بالعملات الاجنبية ، رغم انه جمع الخيوط في يده ،بوجود من يمتلك اصولا سائلة ،كالدولار واليورو وغيرها من العملات ، وهنا نجد انه اغمض عينه ،عمن فضحهم اللصوص ،عند السطو على منازلهم !!!!!!
*** مع مرض اقتصاد وطني وموته ،(وخراج روحو شوية شوية) بفعل فاعل ، ومع وجود هذا التضخم المرير المريع ،اقول لابي شام ان قانون غسل الاموال ،مهما كانت قوته وفاعليته ، فانه لن يستطع ان يبطش بغاسلي الاموال هنا ،لان الحكومة عينها على (الافيال) لكنها تتعمد الطعن في (ضلهم ) !!!!! واحيانا تستظل به وتتحاشى طعنه !!
***اثار غسيل الاموال على اقتصاد بلدي لاتخطئها العين ، ارتفاع في اسعار السلع بوتيرة مخيفة وكم متواصل ، وارتفاع نسبة العطالة ، وتراجع الانتاجية ،وحجم الانتاج ، وعدم قدرة مصادر البلاد من العمله الاجنبية ،على تغطية الوارادات ، وغيرها كثير ،لذلك تتسع يوميا الخسائر ،ويجد مناخ غسيل الاموال ،بيئة خصبة فيزدهر ،وها نحن الان نجد اكتنازا غير مسبوق للدولار في (اقبية المنازل ) !!!
همسة
صغيرة وناعمة ،، في ظلمة الليل البهيم ….
في يدها …خرقة قماش قديم ….
وجوع يلف البطن ….سقيم …..
[email][email protected][/email]