غولن يقضّ مضجع أردوغان من مقرّ اعتكافه ببنسلفانيا

الداعية التركي متبرئا من التهم الموجهة إليه، لم يستبعد أن يكون عدوه اللدود نفسه هو من دبّر محاولة الانقلاب بقصد تثبيت دعائم حكمه.

ميدل ايست أونلاين

أمر المسرحية ممكن

لوس انجليس – رغم اعتكاف الداعية الاسلامي فتح الله غولن في بلدة اميركية صغيرة منذ سنوات، يعتبره الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عدوه اللدود، والمسؤول الفعلي عن محاولة الانقلاب التي هزت تركيا ليل الجمعة السبت.

فبمجرد وصول الرئيس التركي الى مطار اسطنبول اتهم الداعية وحركته بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي سعت الى الاطاحة به، الامر الذي نفاه غولن بشدة.

داعية معتكف يتمتع بنفوذ

ويقيم الداعية الاسلامي البالغ 75 عاما في بلدة في سلسلة بوكونوس الجبلية في ولاية بنسلفانيا شمال شرق الولايات المتحدة منذ 1999.

غير انه يراس جمعية “خدمة” القوية التي تدير شبكة مدارس دينية واسعة في تركيا وحول العالم ومنظمات وشركات. كما انه يتمتع بنفوذ في اوساط الاعلام والشرطة والقضاء.

وفي 2014، اوضح سام برينن من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في 2014 طريقة عمل جمعية “خدمة” موضحا ان اعضاءها “يتبادلون المساعدة في الاعمال، ولديهم عقلية تبشيرية وحسا عاليا للأعمال”.

كما ان نفوذهم المالي ناتج من الزام جميع الاعضاء بتقديم المال او تخصيص الوقت للجمعية سواء كانوا طلابا او ربات منازل او رجال اعمال اثرياء.

إدانة محاولة الانقلاب

وصباح السبت وفيما كان اردوغان يستعيد سيطرته، أدان غولن “باشد العبارات” محاولة الانقلاب.

لكن اردوغان سبق ان اكد “انه انقلاب شاركت فيه ايضا الدولة الموازية”، في اشارة مباشرة الى غولن وحركته.

وردا على اسئلة صحافيي نيويورك تايمز السبت بشأن ما اذا كان بعض من الموالين له في تركيا شارك في المحاولة الانقلابية، قال غولن انه يجهل “من هم الموالون لي”، مضيفا ان المحاولة الانقلابية “يمكن ان تكون دبرتها المعارضة او القوميون”.

وتابع “أعيش بعيدا من تركيا منذ 30 عاما ولست من هذا النوع”.

ولم يستبعد غولن ان يكون اردوغان نفسه هو من دبر المحاولة الانقلابية بقصد تثبيت دعائم حكمه، معتبرا ان هذا “الامر ممكن”.

وقال “كمؤمن لا يمكنني ان ارمي الاتهامات بدون براهين (…) ولكن بعض القادة يدبرون هجمات انتحارية وهمية لتعزيز دعائم حكمهم وهؤلاء يدور في مخيلتهم مثل هذا النوع من السيناريوهات”.

والرجلان كانا من اقرب الحلفاء.

واستفاد اردوغان من شبكة علاقات غولن لترسيخ سلطته. ولاحقا اصبح الداعية العدو الاول لرجل تركيا القوي بعد فضيحة فساد في اواخر 2013 طالت المقربين من الرئيس.

مذذاك، يتهم اردوغان غولن بانشاء “دولة موازية” تسعى للإطاحة به، الامر الذي ينفيه الداعية واتباعه.

ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ 1999 قبل وقت طويل من اتهامه بالخيانة. وهو معتكف في منزل كبير وسط مجمع “غولدن ورشيب اند ريتريت سنتر” (المركز الذهبي للعبادة والخلوة) الذي يشبه الفندق في بلدة سيلورزبرغ وسط احراج كثيفة.

وتخضع مداخله المزودة بكاميرات إلى مراقبة لحراسة مشددة ليلا ونهارا. كما انه لا يتحدث إلا نادرا لوسائل الإعلام.

وفي حين يؤكد اتباعه الذين يصل عددهم الى الملايين ان حركته تستند الى اسلام متسامح متأثر بالصوفية، يتهمه خصومه لا سيما انصار العلمانية في تركيا، بادارة دولة داخل الدولة من خلال اتباعه المتغلغلين في صفوف الشرطة والقضاء خصوصا.

وبعد القطيعة مع اردوغان، كان رد فعل الأخير عنيفا في تركيا، فنفذ عملية تطهير في صفوف الجيش طالت مئات الضباط بينهم جنرالات، واغلق المدارس التابعة لجمعية “خدمة” كما سرح الآلاف الشرطيين.

كذلك، استهدف وسائل الإعلام التي اشتبه بموالاتها للداعية في المنفى.

وافادت وكالة الاناضول التركية ان حوالي ألف و800 شخص بينهم 750 ضابط شرطة و80 جنديا اودعوا السجن في العامين الفائتين في اطار الحملة على حركة غولن.

وما زال حوالي 280 في السجن ينتظرون محاكمتهم.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..