فى المواصفات: فساد الكبار يطال الصغار!

سلام يا .. وطن

* تاريخياً كانت الهيئة العامة للمواصفات الامل المرتجى والقامة السامقة وظننا ان هذه الهيئة التى ولدت مع الانقاذ كجسم متكامل بعد ان كانت ادارة بوزارة التجارة ، فقد قامت بعد ان تشعبت الصناعات والمسارات التجارية وبقيام مؤسسات التجارة الدولية والايزو وغيرها من نتائج مكونات الوحدة التجارية فى عالمنا المعاصر ، فحاولت الانقاذ ان تلحق بهذا العالم فقامت الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس السودانية ، وتفاءلنا بها على امل انها النافذة القومية التى تحمي المواطن من فساد التجار وان تكون حامية حماية حقيقية للمستهلك من فساد المفسدين ، ولعل أكبر ماواجه الهيئة العامة للمواصفات الصراعات التى قابلت بعض الخبراء الذين ارادوا محاربة الفساد فى المواصفات ولكن سيف السلطة كان أقوى ، فأطاح ببعضهم وتهدد آخرين ، ويبدو ان هذا كان إعداداً للمسرح لما تلى ذلك من الفساد الذى أطل برأسه على الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس .. بكل اسف.

* فقد كشفت هذه الصحيفة عن وثائق تعيين موظفين من قبل مفوضية الخدمة المدنية فى الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بينهم ابناء نافذين فى الحكومة دون اجراء امتحانات اومعاينات ، وعددهم سبعة عشر موظفاً وتم توزيعهم فى اماكن حساسة ، نلاحظ ان تعيين موظف فى (منطقة حساسة ) دون معاينة او امتحان فماذا نتوقع منه غير الفشل؟ ومن زاوية نميل الى مقولة اهل السودان ( الفي والدك بقالدك) ، والعجيب ان هذا الوالد المنتمي للمشروع الحضاري لم يستح وهو يرى نفسه متقدماً فلذة كبده ليفتح له بوابات الفساد ويجلسه على رأس وظيفة كانت من حق ابناء السودان ، فمثلما أتى الاب للوظيفة العامة فى اطار مشروع التمكين هاهو الابن بذال الجينات يتسلق السلم بانتهازية حرمته من أي صورة من صور الاحتجاج الرافض لهذا النهج القبيح ، والذى يوسس لفساد طويل المدى (والفي والدك بقالدك).

*وهذا الملف داخل الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس يحتاج لوقفة جادة ومسؤولة حتى يعود التنافس الى اصله الاصيل ، ليحفظ لأهل السودان روح التنافس الحر الشريف والذى أضاعته المفاسد ، وأخمدت جذوته تسلط الفاسدين ، ونحن اذ نحرض آليات مكافحة الفساد انما نعمل بشكل جاد لكي لايتلوث هؤلاء الفتية بالاوبئة التى اصابت الاباء واضاعت الوطن ، والهيئة العامة للمواصفات ان لم تقم بتعديل هذا الوضع الفاسد ، فانها تكون قد اختارت ان تكون فى بقية التاريخ ، وسنظل نبحث عن ظلاماتها الاخرى ولن نألوا جهداً ..وسلام ياااااااوطن..

سلام يا

يجتمعون اليوم ليقدمون الفكرة على طبق من تكتلات مأجورة او قل مدفوعة القيمة لتسلم العتيق والمعتق الى الاعداء ، وقف بعيداً وهو يهتف : داون داون يو اس ايه ، وغدا نفصّل.. وسلام يا

الجريدة الثلاثاء14/8/2018
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..