أخبار السودان

رحيل مُفجع للشاعر السوداني الشاب عبد الوهاب لاتيوس

نعى عدد من الشعراء والكتاب على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الشاعر الشاب عبد الوهاب لاتينوس، والذي يعد من أبرز الشعراء الشباب في السودان. وقال مقربون إن الشاعر الشاب قضى في جريمة بشعة ضد الإنسانية؛ إذ قُتِلَ برصاص خفر سواحل حكومة الوفاق الليبية في البحر المتوسط، خلال محاولة هجرة غير شرعية إلى أوروبا بعد تعرضهم لتهديد ونهب وإطلاق النار على زورقهم المطاطي وغرق الشاعر الشهيد مع عشرين آخرين.

ولفّ الحزن مجدداً الأوساط الثقافية والأدبية السودانية بعد رحيل شاعرين شابين في أسبوع واحد، كما تنادى أدباء لجمع قصائد الشاعر الشهيد في كتاب واحد تخليداً ووفاءً. وللشاعر مجموعة غير مطبوعة بعنوان (التابو.. خلخلة الثوابت).

وكتب الشاعر هاشم ناعياً الراحل: “إن تبلل وسادتكَ بالدموع، وأنتَ تخطو نحو ليل صاخب، لا أثر للضوء فيه.
أن تحتضن الفراغ، وحيداً. تنظر من وراء زجاج النافذة، فتحصد قفر الشوارع، وهدوء الليل.

أن تصيخ السمع، فتسمع هدير الصمت يتعالى في المكان، والستائر ترقص عاريةً نشوانةً تحت موسيقى الريح التي تشق بعنف جوف الليل؛ ذلك يا صديقي، هو الموت يتدثر في ثوب آخر.

وحيداً، تشعل لفافةً، تأخذ نفساً عميقاً، تنثر بانخطافةٍ دخانها في فضاءِ الحجرةِ الضيقة. تتابع ساهماً مسار الدخان، وهو يتراقص في الهواءِ الطلق. تتمنى في نفسكَ لو تكون مثله، خفيفاً ترقص بنشوةِ سكيرٍ سمم النبيذ دمه، أو مراهق في مبارزة أولى مع الجسد.

تحدِّق مذهولاً إلى أعقاب السجائر المكدسة على المنفضة الصغيرة، ثم تطلق الشتائم.

من بعيد تنبثق أضواء شاحبة، تومض بكسل. وأنتَ تحت ظلال الضوء، تتفرَّس وجه الليل الذي بهت مَعالِمه. تدندن أو تهمس بلحن غير مفهوم البتة. تتناول كتاباً مرمياً على الأرض، تنوي فتحه، ثم تتراجع أخيراً، فتضعه على الطاولة أو على السرير البوهيمي غير المرتب. وداعا لاتيوس”.

وأحرز الراحل المرتبة الأولى في الشهادة السودانية العام 2013، وكان يدرس بمدرسة شعيرية الثانوية وسط دارفور قبل أن يتخرج في جامعة الخرطوم.

وعلّق الشاعر حاتم الكناني أن الشعر السوداني خسر تجربة كبيرة ورؤية كان يمثلها الشهيد الراحل.
وكتب الأستاذ شمس الدين ضو البيت:
“الوطن يفقد ثائرا مبدعأ شابا..
توفى غرقاً بالبحر الأبيض المتوسط الأستاذ عبد الوهاب محمد يوسف (عبدالوهاب لاتينوس)، عضو مشروع الفكر الديمقراطي ومجموعات القراءة من أجل التغيير، والمدون النشط على الوسائط الإلكترونية، فكراً وشعراً ونثراً..
عبد الوهاب خريج كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم، وظل حتى سفره القريب عضواً فاعلاً في مجموعة شبابية لدعم السلام في السودان. تقبل الله رفيقنا في المعرفة قبولاً حسناً وألزم آله وذويه الصبر والسلوان”.
وكان آخر ما كتبه الشاعر المغدور: “سنفرّ من الوطن، سنهرب حثيثاً نحو المنافي، لكن الغربة هي أيضاً قاسية لا تُحتمل، ستمتص رحيق أرواحنا لا محالة”.

السياسي

‫4 تعليقات

  1. ضحية جديدة من ضحايا الحكومة الفاشلة بعد أن اصابه ما اصاب الجميع من الإحباط واليأس

  2. ربنا يرحمه ويغفر له ومن مات معه سبحان الله مشاكل الساسة في بلدنا جعلت خريج اقتصاد جامعة الخرطوم يهاجر وهي من اعرق واميز الكليات بالسودان يهاجر بالسمبك رحمك الله رحمه واسعة واسكنك في الفردوس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..