8 مارس: يوم أمّي، حبيبتي، أختي، والملايين من نساء العالم العالقاتُ بقلبي!

في كلّ عام لا يمرّ هذا اليوم بدون شجن.. ولكنّه هذه المرّة يمرّ حاملا العديد من الأشجان، من أنحاء العالم أجمع ومن السودان في الصميم؛ عن نساء العالم أتاني ما يثلج الصدر، وعن كنداكات بلدي ما عكّر غربتي (فهل أنا خئون؟!!) كون أني هنا لا أنعم براحة البال بل بالطمأنينة على الحياة، عاجز عن كوني بينكنّ في شمبات، في البراري، في دردق، في حيْ كوريا، زنزانات قاهركنّ المرتجف الآن..؟!
لكني سأنام اليوم مطمئن البال: فالوطن بين أياديكنّ يا نساء السودان – شيبكنّ قبل الصبايا.
قبل أسوعيْن كنت جزعا على إبن أختي الذي إختطفته أيدي زبانية النظام، كان من المعلوم أنّهم أذاقوه مرّ العذاب، خابرتها محاولاً مواساتها وتصبيرها على فلزة كبدها.. فردّت عليّ هاشّةً باشّةً: شفته محمد عمل فيهم شنو: حكى لينا واحد من من الجهاز.. قال لينا ولدكم ده راسو ناشف: يعزبو فيهو وهو يقول ليهم: تسقط بس!
فرحة أختي بإبنها ألجمتني، ما هالها عزابه، عضّد صمودها صموده في في وجه الطغاة.