طالبان في السودان

تعليق سياسي

إبراهيم ميرغني

منعت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم الاختلاط في مدارس الأساس في القطاعين العام والخاص بناءاً على قرار من مجلس التخطيط الاستراتيجي بولاية الخرطوم.

وقبل الخوض في موضوع القرار لا يفوتنا أن نقول أن المجلس المذكور لا يرى ولا يسمع الغلاء والضائقة المعيشية وأزمة المرور والسكن وانقطاع المياه ولا يفتي فيها فهي فى ذيل قائمة اهتماماته.

ويبدو أن الاختلاط في نظر المجلس( جريمة) لا بد أن يضع حداً لها لأن له آثاراً سالبة لم يفصلها المجلس .ويحق لنا أن نسأل هنا هل كان الاختلاط سبباً في تدني مستويات التعليم، وهل كان سبباً في تراجع التحصيل وارتفاع الفاقد التربوي.

وهل انتهت كل مشاكل التعليم ليصبح الاختلاط وحده هو الجاني في العملية التعليمية. لم تسأل الوزارة أو المجلس عن الأماكن التي توجد بها هذه المدارس المختلطة، وهي في معظمها ريف نائي عدد التلاميذ والتلميذات فيه محدود.

هذا القرار ستكون نتيجته المحتومة تشريد التلاميذ والتلميذات من المدارس (المختلطة) بسبب عدم وجود البديل المنطقي لهذه المدارس في وقت لا تبنى فيه الحكومة مدارس جديدة ولا تنفق على التعليم أي أموال معتبرة والقرار نفسه يعكس ذهنية مريضة ترى في تعليم الأطفال(بنات وأولاد) المشترك زنا مبكر أو ترى عدم الفائدة من تعليم البنات وهذا هو المقصود في القرار.

الميدان