واشنطن والخرطوم.. عسكرة البشارات!(1)

اجتماع منظومة الآفروكوم العسكرية الذي انعقد مؤخراً بألمانيا.. ضمّ لأول مرة ممثلين للجيش السوداني.. بأعلى مستوياته.. رئيس هيئة الأركان المشتركة بالقوات المسلحة السودانية.. ويحمد للفريق الركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين أن نقل الجيش السوداني من النظام الشرقي.. حيث للجيش قائد عام واحد.. إلى النظام الغربي.. حيث تقود الجيش قيادة مشتركة على رأسها رئيس وتضم كل الأسلحة التي يتكون منها الجيش.. شيء أقرب إلى النسق الديمقراطي.. وكم نظلم العسكر حين نجعلهم والدكتاتورية وجهين لعملة واحدة.. وكم نظلم عبد الرحيم حين ننسى جهده في إعادة هيكلة القوات المسلحة.. وإصراره على ألا تكون الأيديولوجيا هي المتحكمة فيها.. ولكنا سنحسن صنعاً هنا حين نتذكر أن تمثيل السودان في مؤتمر الآفروكوم قد جاء برئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن عماد عدوي.. والذي كان الفريق عبد الرحيم يكلفه بالكثير من الملفات الخارجية ذات الحساسية العالية.. برع فيها الرجل ونجح في إدارتها بشكل مذهل.. حتى أصبح الذراع الأيمن لوزير الدفاع آنذاك.. مما أثار حفيظة البعض داخل و(خارج) الجيش.. ويكاد يكون عبد الرحيم محمد حسين هو أول وزير دفاع دفع وظيفته ثمناً للدفاع عن أحد ضباطه.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. ويحمد للفريق ابنعوف وزير الدفاع الحالي أن أدرك قيمة الفريق عدوي فاحتفظ به.. أقول كل هذا ولست مخولاً بالخوض في تفاصيل المكاسب التي حققها السودان من وجود الفريق عدوي شخصياً في اجتماعات إشتوتقارت..!
وليس هذا موضوعنا اليوم على أية حال.. بل موضوعنا هو العلاقات السودانية الأمريكية.. واقتراب موعد الأشهر الستة التي منحتها واشنطن للخرطوم لاختبار جديتها في أمور.. بدت مضحكة حقيقة للعالمين ببواطن الأمور يوم أعلن عنها.. ولسبب من ذلك قلت أنا في أكثر من مناسبة.. إن الطلبات الأمريكية المعلنة.. قد نفذت بالفعل.. وإن ملف حقوق الإنسان ومدى التزام الحكومة السودانية به ليس من شواغل الولايات المتحدة المقدمة إلا بما يخدم مصالحها.. وإلا بما يستوجب الضغط لإرغام الحكومة لا على تحسين سلوكها تجاه مواطنيها.. بل للتماهي مع مصالحها هي..!
ولعل حدثين هامين قد قطعا بشكل عملي أية شكوك حول نوايا واشنطن المستقبلية تجاه السودان.. الأول هو المناورات العسكرية السودانية السعودية التي شهدتها الأجواء والمطارات السودانية مؤخراً.. فالذي ينظر لتلك المناورات على ساحلي البحر الأحمر فقط.. فهو إما ساذج وإما غبي.. والذين يعرفون كيف تدير أمريكا شؤونها يدركون أن واحداً من شروطها العصية على التجاوز.. بل واحداً من موجبات الطلاق البائن بينها وبين حلفائها.. هو خروج تقانتها العسكرية إلى إطار لا ترضاه أمريكا.. أو تصنفه عدواً.. صحيح أن واشنطن لا سلطان لها على سياسة المملكة الخارجية.. ولكن الصحيح أيضاً.. أن الولايات المتحدة تحتفظ بحقها في تحديد وجهة تقانتها العسكرية التي تحصل عليها مختلف دول العالم خاصة حلفائها.. ولئن ظلت الخرطوم تذكر بالخير دوماً الدور السعودي في تجسير الهوة بين الخرطوم وواشنطن.. فالمناورات العسكرية الجوية التي شهدتها سماوات السودان لئن رآها البعض تمتيناً لعلاقات البلدين.. فهي تندرج أيضاً في جهود المملكة السابقة.. وبالتالي في جهود تطبيع علاقات الخرطوم وواشنطن.. ونعود غداً إلى الآفروكوم.
اليوم التالي
من كل عشرة عساكر تسعة اغبياء وبعد ده الواقع من الجمل ده يقول لينا ..ويحمد للفريق الركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين ..ويحمد للفريق ابنعوف وكبيرهم الذى علمهم السحر ابو الغباء المركب البشكير. عساكر وهم انشاءالله ربنا يلحقهم شارون وكل من عاونهم.
من كل عشرة عساكر تسعة اغبياء وبعد ده الواقع من الجمل ده يقول لينا ..ويحمد للفريق الركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين ..ويحمد للفريق ابنعوف وكبيرهم الذى علمهم السحر ابو الغباء المركب البشكير. عساكر وهم انشاءالله ربنا يلحقهم شارون وكل من عاونهم.