مشاركة (الرموز)، أم لعبة (الرموت) ؟ لمصلحة وطنية أم لبيوت (السادة) ؟ا

مشاركة (الرموز)، أم لعبة (الرموت) ؟ لمصلحة وطنية أم لبيوت (السادة) ؟

زينب بدر الدين محمد عبد الرحيم

جاء فى مبررات السيد (الميرغني) والتى أوردتها الأنباء المتناقلة أن ما دفعه للمشاركة هي (مصلحة الوطن فى الظرف الحالي الحرج) أو في ما معناه، .. ومن ثم، تم تعيين (السيد) إبن (السيد) والذى وصفه الرأي العام المحلي بصغر السن والتجربة، وهو في الحقيقة من مواليد العام 1973م بحسب السيرة الذاتية التي وردت رسمياً عن موقع (منتديات الختمية) بالإنترنت، بناء عليه يمكن القول أنه قد تخطى الخامسة والثلاثون من عمره، وكما هو معلوم فهو عمر الحيوية والعطاء لمن إحتك بالعمل السياسى وتفاعل مع أحداث الوطن، فأعمار الناشطين بالحركات الشبابية مثل (شرارة، التغيير الآن، وقرفنا…الخ) مماثلة لعمره، أو أصغر منه، لكنهم، وعلى العكس منه تماماً، شباباً يمتلكون الحس السياسى، ومذودون بالخبرة العملية التى لم تأتيهم مساءً، عشية ورود خبر تعيينه فى المنصب السيادي الرفيع فجميع الناشطين الشباب يعلمون جيداً ماهى مشاكل السودان، ويمتلكون رؤى، وحلول، وبمقدرة على النضال من أجل (سيادة) رؤاهم، لأنه من يبدأ تجربته السياسية بتعيينه في منصب لـ (سيادة) أسرته، لا لخبرته، يظل يُجرِّب فى شعبنا مدى الحياه، ظاناً أن الشعب لعبة يهديها له والده، ودونكم (وظيفة) السيد (الصادق المهدي) كرئيس للوزراء في الستينيات كأول وظيفة (عملية) في حياته، وكانت النتيجة إدمان الفشل حتى الآن.
أين مصلحة الوطن و(الميرغني) يزج بشاب لا يفقه عن السودان شيئاً، لا يدرك إن كانت الحروب فى الشمال أم فى الجنوب ام في (النيل الأبيض) و (كردفان) على حد وصفه !، هل عقِم الحزب الإتحادى من الكوادر المؤهلين – بغض النظر عن صحة أو خطأ مسألة المشاركة – ليأتي بشاب حديثي عهد بالعمل العام، أين فطاحلة السياسة الذين ناضلوا فترة المواجهه المسلحة وسنوات الشدة البائسة ؟ أم أن ذلك يمثل إعترافاً واضحاً من الميرغنى بانه لا يحترم ولا يضع حساباً لبقية منسوبي حزبه بتعيينه إبنه، و(حشره حشراً) فى تاريخ السودان، ليكون تاريخه (المساعد السابق) لرئيس الجمهورية !!!
لمصلحة الوطن أم لمصلحة الأسرة ما جعله (يُقسِّم) أبناءه بين مشارك في السلطة كسباً للـ (زمن)، ومعارض لها كسباً للـ (مريدين) الذين يرفضون المشاركة كي لا يفقدهم في المستقبل القريب ! وفقاً للعبة الإحتمالات الرياضية، فإن بقي النظام على سدة الحكم ظل الميرغني في السلطة بـ (جعفر) وإن ذهب النظام يكون قد ظفر بـ (الحسن)، وفي حال زوال النظام في المستقبل يظل محتفظاً بـ (جماهير الإتحادى) الرافضة للإنقاذ، ليبقى (بيت الميرغنى) فى السيادة مابقى هناك مغفلون يتبعون الأسياد.
وبنفس التكتيك سار (المهدى)، فقذف بإبنه ( العقيد عبد الرحمن) للقصر ظانا أنه سينال شرف الرئاسة (وبعض الظن إثم)، وفي ذات الوقت يحتفظ بغالبية الحزب (تحت قيادته)، مدعياً إعتراضه أن يكون إبنه (العقيد) يمثل حزبه، بل يمثل نفسه ? بحسب ماقالا- !!، وهل كان (العقيد عبد الرحمن) هو إبن لـ (محمد أحمد السودانى البسيط) ليتم إختياره لخبرته العظيمه وتجاربه السياسية التى لا تخطأها عين المراقبين للعبث السياسي، وهل عدم (جيش البشير) من ضباط الجيش الصغار حتى يأتي بالعقيد المهدي مساعداً، أم أن في الأمر سر، فواقع الحال، وكل الدلائل تشير الى أن إختياره ما كان إلا رمزاً لمشاركة (آل بيت المهدى).
وعلى نحو مساوي سار (السيدان)، فأختار (المهدي) أن تكون مشاركته رمزها (عبد الرحمن)، ومعارضته رمزها (آخر)، مثلما رأى (الميرغنى) أن تكون معارضته رمزها (الحسن)، ومشاركته رمزها (جعفر)…

تعليق واحد

  1. الى الكاتبة
    ماذا تعني كلمة سيد؟ مقالك رددها مرات كثيرة.. هل تريدين ان تنتقدي مواقف سياسية ام اوضاع اجتماعية..
    فاذا كانت مواقف سياسية فيحق لك هذا اذا كان مبنيا على حقائق.. و في حالة حزب الامة فافتراضك لا يبنى على حقيقة لان حزب الامة لم يشارك.. ناهيك عن الاتهام العجيب بان بيت المهدي كله شارك… معلومة بسيطة… بيت المهدي ده كبير جدا ويشمل اسر و قبائل و ليس فقط الاسرة المباشرة للسيد الصادق المهدي

    اما اذا تريدين ان تنتقدي اوضاع اجتماعية بتكرارك لكلمة سيد… فاني اقول لكي لا تنجرفي بخيالك بعيدا و تعتقدي ان الامر فيه سادة و عبيد.. فبيت المهدي و الانصار لا يتعاملون بهذه المفاهيم و العلاقة بينهم علاقة محبة و لقد كان المهدي يخاطب انصاره بلفظ حبيبي مما يجعل الخطاب مباشر و لصيق بالمخاطب(راجعي منشورات المهدية للدكتور ابو سليم) ص 54

  2. مقال مبسط ورائع
    اصاب الطائفية في مقتل
    نعم، بيوت السادة فيها عبيد وسادة
    كيف تفسرون دائرة المهدي والمشاريع الزراعية الاقطاعية التي تملكها الاسرة العظيمة حيث تستغل البسطاء بالعمل فيها (البيشغل فيها شبر الله بيديه شبر في الجنه) !!!
    اليس هذا هو التاريخ ؟
    بعدين مشاركة اولاة السادة، و(السادة دي عاجباني شديد)،بأي مبرر تمت ؟ هل يمثل الولد العقيد عبدو نفسه ؟ هناك آلاف العقداء (ومئات من الموالين للنظام) لمذا لم يتم تعيينهم ؟
    الحكاية صفقة واضحة، والبيدافع عن اسادة اما هو منهم او مسكين ماواعي بحكاية
    الكاتبة نست تتكلم عن موقف حزب الامة المتواطئ مع الحكومة، نسيت تذكر القراء يوم اعلان المظاهرة وكيف امام الجامع بتاع الانصار قال ما ادونا تصديق !!!
    بتلعبوا على منو يا اولاد الادة ومن تبعهم

    مقال جميل في فضح وتوثيق عار الطائفية

  3. الى معجب بالمقال : اليك تفسير دائرة المهدي و الاراضي الزراعية:
    لم يورث لمهدي اابنه عبد الحمن مال او عقار ولكن ورثه كما قال د. الطيب محمد ادم الزاكي في كتابه العرش و المحراب صفحة 3 "… ربما تكون الظروف الاسرية هي التى حتمت عليه تحمل تلك التركة المثقلة بالريادة و القيادة باعتباره الوريث الشرعي لدولة المهدية بكل رصيدها الهائل من الجهاد و النضال الوطني, و في نفس الوقت ورث عنها كمية لا يستهان بها من العداوات و الاحقاد, محليا و عالميا….. وفي كل الاحوال فالرجل قام بحق الزعامة و الوصاية خير قيام. لقد كانت مهمته مهمة الزعامة المفروضة على الزعيم و كان عليه ان يتولى رعاية جماعته في شؤون دنياهم و شؤون دينهم و عقيدتهم…" وفي صفحة 36 يواصل الكاتب "الانحناء للعاصفة هو الشعار الذي رفعه السيد عبد الرحمن و اجبر عليه افراد اسرته. و قد حاول جاهدا ان تسمح له الحكومة بالاستقرار باسرته في ام درمان و لكنه فشل في ذلك, فقد كان الرجل و جماعته هدفا لثارات سلاطين باشا, مفتش عموم السودان, و مستشار الحاكم العام الشخصي في شؤون المهدية بحكم عيشه و سط دولتهم, و يبد ان سلاطين سعى لهذا المنصب سعيا حثيثا ليصب جام غضبه و انتقامه على الانصار, و قد تفضل … بتخصيص مرتبات اسرى حرب لأولئك الذين و قعوا في قبضة الحكومة و على راسهم السيد عبد الرحمن الذي كان يمنح 24 جنيها للصرف على من معه من الاسر ويبلغ عددهم 122 من ابناء و بنات و احفاد و زوجات المهدي, يبلغ نصيب الواحد منهم حوالي 21 قرش صاغ, لم يكتف سلاطين بذلك بل جرد عبد الرحمن من لقب السيد ليعرف بالشيخ عبد الرحمن واوصى بان لا يسمح له باستخدام كلمة المهدي في تسمياته و ان يسمى فقط عبد الرحمن "محمد احمد" و اخيرا اعلمه بكل حزم بان الحكومة لا تعترف بطريقة دينية اسمها المهدية ولا بزعامته لمجموعة ما يعرف بالانصار, و اقترحت عليه السلطات طريقة دينية ليتزعمها و اسمها "الرحمانية", فاثر عبد الرحمن السلامة و لم يرد مناطحة سلطة لا قبل له بمواجهتها, قد كان عليه في تلك الظروف الحرجة ان يجد صيغة مناسبة لحياة تلك الفئة التي وضعته الاقدار على قيادتها, صيغة تجمع بين نقيضين لا يلتقيان.
    النقيض الاول: انه يريد ان يحافظ على كيان جماعة محاربة هو مسـول عنها, و يقوم هذا الكيان على عقيدة دينية لا تسمح لنفسها أن تظل خاضعة لحكم الكفار و يؤمن كل فرد من افرادها ان الاخرة خير له من الاولى
    النقيض الثاني: انه يريد ان يشعر الحكومة انه رجل مسالم لا يرغب في حرب كحروب المهدية و انه لا يشكل اي خطر على امن الدولة, وان في مقدرتهم ان يكبح جماح انصاره وان يوجه طاقتهم القتالية وجهات بناءة جديدة و مثمرة, فقد كان الرجل مدركا لما ال اليه مال السودان و بات على يقين بقوة الحكومة و قدرتها ومغبة الخروج عليها, وان الجراة بالثورة من قبيل الانتحار, وتؤدي الى خسارة ارواح بريئة مدفوعة بالحماس و الغيرة الدينية بغير عائد, وان وزرها يقع على الانصار, ولذلك كان من مصلحته البعد عن الثورة و الناي عما يخلق التوتر بينهم و بين الادارة القائمة. و جدير بالذكر ان السيد عبد الرحمن قد استكتب تعهدا من قبل الحكومة بحسن السير والسلوك و التزاما بعدم التسبب في اخلال الامن, وقد تم ذلك كله بكفالة الشيخ طه ود شقدي شيخ قرية جزيرة الفيل.
    تحت كل هذه الظروف وجد السيد عبد الرحمن نفسه مجبرا على العمل بالنقيض الثاني فتقدم بطلب للحكومة للسماح له باستصلاح اراضي الجزيرة ابا. و اشترطوا عليه ان يعمرها و يحسن زراعتها في مدى خمسة اعوام فاذا افلح في استثمارها ملكت له بموجب قانون التعمير الذي كان معمولا به في ذلك الوقت….
    تمتد جزيرة ابا لاكثر من خمسة و ثلاثين ميلا شمال كوستي, وقبل ان تمتد اليها يد العمران كانت عبارة عن كتلة من الاحراش و الغابات و الحشائش الكثيفة.."

    كان فيها بعض القبائل بالاضافة "للدينكا و هم سكانها الاصليون حتى قبل دخول العنصر العربي للسودان.
    الشيخ محمد احمد هو اول من استقر في ابا من عشيرته" و بقصد د. الطيب هنا المهدي الذي تحدث د. ادم عن المصاهرة التي انعقدت بين اسرة المهدي و القبائل الاصليين الدينكا بزواج محمد شقيق المهدي الكبير بابنة المك علي زعيم الدينكا … و يواصل د. ادم ان الاستعمار الانجليزي كان يضع العراقيل و يمنع السيد عبد الرحمن من العودة لابا.. كما ان السيد عبدالرحمن كان " يعلم انه لم يرث الجزيرة من والده و لم يكن محتاجا لتنبه المستر لايل مفتش كوستي حول ذلك الموضوع لان نشاته في دولة المهدية علمته ان الارض ملك لله …و استنادا على الاذن الصادر من الخرطوم بموجب قانون استثمار الارض
    حكم المستر لايل للسيد عبد الرحمن و سمح له بممارسة عمله الاستثماري في الزراعة.
    وما ان سمع الانصار بعودته الى ابا حتى " بدات جموعهم تتقاطر نحوه املة ان يستعيد الابن نفوذ ابيه و يجدد دعوته لدحض الباطل و طرد المستعمر, و لم يخيب ابن المهدي امالهم و لكن اتبع اسلوب جديدا للنضال-و الغريب في الامر ان الانصار المتوثبين سرعان ما استجابوا لاسلوب النضال السلمي, ومن ثم تحولت الجزيرة ابا الى معسكر كبير للعمل الزراعي و الذي استطاع عبدالرحمن من خلاله ان بنفذ سياسته وان يجد فرصته لتجديد علاقته بالانصار وان يجمعهم حول تعاليم الدين و ان يخضعهم لسلطة النظام حتى لا يتعرضوا للتصفية, كما استطاع ان يقنعهم بالاسلوب الجديد..
    " استدعى السيد عبد الرحمن يوما احد رجاله .. وطلب منه ان يستعد للتحرك للخرطوم بعد ان يعد له السيد عبد الرحمن السلاح… ثم دعى اليد الرجل الذي فوجئ بالسيد يمد له سلاحا لم يكن يتوقعه و هو عبارة عن صرة من المال, فبهت الرجل و لكن السيد عبد الرحمن اقنعه ان هذا هو سلاح العصر الذي يستخدمه في ما يستقبل من ايام
    اصبحت الجزيرة ابا مركزا لنشاط اقتصادي كتب له ان يكون اول واهم الخطوات في بناء التنظيم الجديد للمهدية الجديدة و الذي بدا تشييده السيد عبد الرحمن على اسس جديدة و قيم جديدة. و لكن الهدف ظل واحد في كل الحالات و هو النضال من اجل الحرية
    راجع(راجعي) كتاب د. الطيب محمد ادم الزاكي صفحة 3-44

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..