اللواء..طبّاخ الريّس

العصب السابع

اللواء..طبّاخ الريّس

شمائل النور

“طباخ الريس” فيلم مصري للمخرج السوداني سعيد حامد وبسببه استدعى الرئيس السابق حسني مبارك بطل الفيلم طلعت زكريا وانفرد به لساعتي زمن، وصدّق له بميزانية للجزء الثاني من الفيلم، الفيلم عالج قضيّة فساد البطانة التي تُزيّن للرئيس الأشياء كما ينبغي أن تكون، ثمّ يعيش الرئيس على حقائق مزيّفة ومجملة إلا أن أتت الأقدار بطباخ خاص للرئيس من سكان الحارات الفقيرة استطاع اختراق البطانة الفاسدة، وأصبح العين التي ينظر بها الرئيس إلى الحقيقة عارية بلا تزييف، خلاصة الفيلم أنّ الرئيس بريء من كل ما يحدث بل لاعلاقة له. اللواء حسب الله المٌقال من مستشارية الأمن بسبب تشريعه في الشريعة، أرسل يوم الأربعاء رسائل إلى الجميع بمن فيهم السيّد الرئيس، فألقى كلمات عصماء فيما يخص تحكيم الشريعة وما قاله في هذا الشأن ثبّت لنا بعد عناء مفهوم الشريعة التي تقصدها الحكومة، وذهب حسب الله إلى أكثر مما كنا نتوقع، فوجّه رسالته إلى الرئيس ودعاه إلى أن يتنفس هواءً طبيعياً غير مصنوع بواسطة البطانة الفاسدة التي تحوم حول الرئيس.. نعم إنّ اللواء حسب الله قبل كتابة الرسائل بأيام معدودة كان أحد أفراد هذه البطانة أو لنقل أحد الكاتمين على أنفاس الرئيس بصفته داخل منظومة قيادات المؤتمر الوطني ومن الدرجة الرفيعة، ولم يكن له أن يرسل هكذا رسائل إلا بعد أن أٌقيل من منصبه، فهكذا تعوّدنا ما أن يُقال أحدهم إلا ويتنفس الهواء الطلق ويقول ما لا يُمكن الجهر به، فلا ندري أنتعاطف مع هؤلاء أم نُشكك في مصداقيتهم..؟؟ لكن إن كان ثمت دعم جماهيري يفوز به حسب الله، فما هو إلا لسبب إقالته الذي اتفق عليه الجميع أنّه سبب لا يستحق الإقالة، إضافةً إلى أنّ الحوار الذي قاده اللواء حسب الله كان له أن يعبر بهذا البلد إلى وادٍ ذي زرعٍ؛ حتى حسبنا أنّ الهدف هو ليس الإطاحة بحسب الله بل الهدف هو الإطاحة بالحوار نفسه، وهذا كله في ميزان اللواء، لذلك استحق اللواء تعاطفا عريضا غير مسبوق. ما قاله اللواء عن البطانة الفاسدة التي تكتم أنفاس الرئيس، من حق البعض منّا أن ينظر إليه بإعتباره ردة فعل عادية لرجل أُقيل من منصبه بواسطة تيّار معيّن، لكن الذي ينبغي أن يكون، هو أن ينظر الرئيس إلى رسائل حسب الله بمنظار طبّاخ الريس وبما أنني مواطنة سودانية وواحدة من الجميع الذين وجه لهم اللواء حسب الله رسائله يوم الأربعاء، خلصت وغيري كُثر إلى نتيجة مفادها أنّ اللواء حسب الله يدعو الرئيس بصورة مباشرة إلى اختراق البطانة والنظر إلى الأمور بعين أخرى تُريك الحقيقة عاريةً، وإن كره المفسدون، وهذه أكبر هدية للرئيس يقدمها اللواء المُقال.. نتمنى ألا يُنظر إلى رسائل اللواء باعتبارها ردة فعل لرجل أٌقيل من منصبه دون سبب يستحق، وإن كان في الرسائل ما يُشير إلى حقائق أخطر من ذلك بكثير، فالرجل من بطانتكم وهو أعلم منّا.

التيار

تعليق واحد

  1. يعني الموسيقي التي يعزفها الشعب بكل اللغات لاتسمع ولايسمعها الريس!!!! لازم موسيقة حسب الله!! فاذا كان الريس لايسمع كل هذا الكم من البكاء والشكوي !! فلينتظر حتي يقول الان فهمت!!! عندما تعزف سيمفونية التحرير ويفر كاتمي الاصوات ليستمع هو الي اللحن الاخير

  2. شكراً استاذة شمائل على النصح الصادق لسيادة الرئيس لفهم رسالة اللواء المقال حسب الله
    ولكن ينطوي مقالك على عدم موضوعية وتناقض في بنائه وجوهره وذلك إما عن قصد منك أو بدافع حسن النية..
    فالحقيقة الماثلة إن كنت تعلمين وتتغاضين أم لا تعلمين فاعلمي.. والكل يعلم يقيناً أن الرئيس يكذب ويعلم أنه يكذب على نفسه وشعبه. واصغر طفل سوداني يعلم أن رئيسه البشير كاذب أو كضاب بلغتنا البسيطة من دار فور للشرق، ولا يتحتاج لدليل على كذبه غير تكذيبه هو نفسه لنفسه منذ أن قال أنه يمثل قومية القوات المسلحة ثم اعترف بأنه منفذ لانقلاب الحركة الاسمية .. يعني كضب من قولة تييييييت.
    ويكضب في أي ظهور له في الإعلام ويقول عكس ما هو ماثل في الواقع تماما.

    والكضبة المحيراني وما لاقي ليها تفسير حديثه عن محاربة الفساد من داخل مسجد بني بمال الفساد وسمي باسم والده وهو في ذمة الله.
    أما حسب الله.. ماذكرت انت نفسك أين كان موقعه من هذه البيئة الفاسدة قل أن يقال في أمر هين ولين أم أنه كان يرى تلك البيئة وهو داخل ائرة اللعب والفساد وحينما تم ركله خارجها اتسع مدى الرؤية لديه فرأى الحقيقة ياوبك.
    ويعني لو عرف الحقيقة الغائبة عنه الآن .. مين قال إن الرئيس ما عارف أو محتاج يعرف منه وهو أحد اعمدة هذه البيئة الفاسدة
    المهم كلامك في منتهى البراءة يا استاذتي ولا يعني البشير ولا حسب الله في شيء واتحداك ان تثبتي لي مقولة واحدة صدق فيها البشير منذ مجئيه للسطلة وحتى اليوم. واعدك بأن اثبت لك أن أي كلمة قالها منذ مجيئه هي كذب وغش وهو يعلم أنه يكذب ويكذب ويصدق كذبه ومن حوله يزينون له كذبه .

  3. حمد النيل عفيت منك، فإلى متى سيظل البعض يظنون بأن الفساد والكذب تقوم به البطانة وليس الريس.

    الرئيس فاسد وكاذب وقاتل وأشر، ومن ثم البطانة، فهو أس البلاء ورأس الحية وكل شئ يتم بعلمه.

    صدقت فلا تدعو النيات الحسنة تقتلنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..