أخبار السودان

لقاءات الوفد الأمريكي.. طريق الخروج من الأزمة 

الخرطوم: نجدة بشارة

انخرط الوفد الأمريكي الزائر إلى السودان في لقاءات مع أطراف الأزمة في الخرطوم، حيث التقى الوفد بتجمُّع المهنيين السودانيين وبالحرية والتغيير، ووزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف، والتقى وفقاً لمصادر مع المكون العسكري، وتركزت اللقاءات على كيفية تجاوز الأزمة السياسية الراهنة في السودان مع مناقشة سُبُل وقف العنف، والانتقال الديمقراطي، إضافةً إلى مناقشة عملية التشاور السياسية التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة في السودان لرأب الصدع بين المتصارعين.

في المُقابل، يتساءل المتابعون عن فرص ونجاح البعثة الأمريكية في تقريب وجهات النظر بين الحرية والتغيير والمكون العسكري؟ وهل تنجح هذه اللقاءات في إيجاد الحلول للأزمة؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا التقرير مع المحللين والمراقبين…

هل من مَخرج للأزمة؟

وكتب خالد عمر يوسف وزير شؤون مجلس الوزراء السابق في صفحته الشخصية؛ قائلاً: عقدت اجتماعاً مثمراً مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي فيي والمبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد وطاقم السفارة الأمريكية بالخرطوم حول تطورات الوضع الراهن السوداني والإقليمي، وأضاف قدمت شرحاً وافياً حول تطور الاحداث والعنف الممارس في مواجهة الحراك الشعبي السلمي، وأكدت لهما أنه لا مخرج من الأزمة السياسية الراهنة إلا بالاستجابة لمطالب الشارع المتمثلة في إنهاء الوضع الانقلابي، وتأسيس إطاري دستوري جديد ذي مشروعية شعبية يقوم على سلطة مدنية كاملة، واجراءات شاملة للعدالة تنصف الضحايا بصورة لا لبس فيها. وفي ذات الاتجاه، أوضح المتحدث باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وجدي صالح خلال مقابلة مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، الأربعاء، أن اللقاء ناقش عملية التشاور السياسية التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة في السودان لدعم الانتقال، وجعلها فعّالة وجدية حتى تحقق مطالب الشعب السوداني.

خارطة طريق ولكن!

وأوضح  أن اللقاء لن يكون الأخير من أجل دعم الجهود الأمريكية في إرساء الديمقراطية في السودان، مشيرا الى أن المبعوثين الأمريكيين كانت لديهما رؤية حول الأوضاع في السودان، وليست لديهما خارطة طريق محددة، وتابع أن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في دعم مبادرة الأمم المتحدة وتقويتها والوصول إلى نتائج تنهي الانقلاب في السودان، على حد تعبيره. في المقابل، أفادت السفارة الأمريكية في الخرطوم عبر “تويتر” أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي فيي والمبعوث الخاص للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد، تناولا في اللقاءات مع الأطراف السياسية  مبادرة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس) ، وقدما رؤيته حول كيفية جعل المبادرة ذات مصداقية وجدية تحُقق مطالب الشعب السوداني وتُنهي الانقلاب وتفضي لانتقال مدني ديمقراطي فوري وطي صفحة الانقلاب.

ضغط دولي

يقول القيادي بالمجلس المركزي للحرية والتغيير أحمد حضرة في حديثه لـ(الصيحة)، ان لقاء الوفد الدبلوماسي الأمريكي ببعض قيادات الحرية والتغيير تأتي في إطار  الجهود الدولية لاحتواء الأزمة السودانية، وقلل في ذات الوقت من احتمالات نجاح هذه الجهود، وقال احتمالات نجاح هذه المساعي ضعيفة، واردف لكن قد تشكل هذه التدخلات والزيارات الدبلوماسية كرت ضغط لاستجابة  أطراف النزاع، لا سيما المكون العسكري، واعتقد ان مؤشرات الاهتمام الدولي مُهمٌ في هذا التوقيت  من الأزمة.

تهديدٌ وتنديدٌ

في السياق، ندد المبعوثون الأمريكيون في بيان من السفارة الأمريكية بالخرطوم أمس الخميس، بالاستخدام غير المتناسب للقوة ضد المحتجين، وقال البيان بحسب ما نقل عن المبعوثين،  إن واشنطن لن تستأنف المساعدات للسودان دون توقف العنف وعودة الحكومة المدنية حسب وكالة (رويترز)، وستدرس واشنطن اتخاذ إجراءات لمحاسبة المسؤولين عن فشل العملية السياسية في السودان بالاستخدام غير المتناسب للقوة ضد المحتجين.

وفي لقاء الوفد برئيس مجلس السيادة البرهان ونائبه “حميدتي”،  أمّن الجانبان السوداني والأمريكي على دخول الأطراف السودانية في حوار وطني شامل عبر مائدة مستديرة، يضم جميع القوى السياسية والمجتمعية باستثناء المؤتمر الوطني، للتوصل إلى توافق وطنى للخروج من الأزمة الحالية، بجانب تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة يقودها رئيس وزراء مدني لاستكمال مهام الفترة الانتقالية، ودعا الاجتماع لضرورة إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية لتواكب التطورات الجديدة، وقيام انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية.

لا نتائج متوقعة

في الإطار، انتقد القيادي بمركزية الحرية والتغيير ورئيس حزب البعث التجاني مصطفى في حديثه لـ(الصيحة)، عدم دعوة كل القيادات الممثلة لمركزية الحرية والتغيير للاجتماع الذي ضم الحرية والتغيير مع الوفد الأمريكي الزائر، وقال: مثل هذه اللقاءات يجب ان تكون الدعوة فيها مفتوحة، لا سيما لحساسية الظروف السياسية والاستثنائية، وأهمية اجندة الاجتماع كان يفترض ان يتواجد كل المجلس المركزي بكامل طاقمه لإبداء الرأي، وزاد: لم أسمع بالاجتماع إلا من خلال الوسائط، وقال ان قيادات معينة من الحرية والتغيير هي من اجتمعت بالبعثة الدبلوماسية الأمريكية، وتحدثت بلسان قوى التغيير، ورجّح أن تكون زيارة الوفد الأمريكي في اتجاه المصالحة بين اطراف الأزمة في السودان. أما في سياق الزيارة، قال مصطفى لا أتوقع اي نتائج من الوفد أو إعطاء حلول للأزمة من قبل زيارة الوفد ولا قيمة لها ، وزاد: حتى التدخلات من دول الجوار، وأوضح اعتقد ان امريكا ليست معنية بالديمقراطية في السودان، وبالتالي أرى أنها تبحث فقط عن مصالحها، وبين هذا وذاك يظل التساؤل مشروعاً عن فرص نجاح المبادرة الامريكية في ايجاد الحلول للازمة السودانية والتعقيدات التي خيّمت على المشهد السياسي، لا سيما العنف تجاه المتظاهرين والمدنيين.

الصيحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..