درس في الوطنية..!

هايلي ديسالين، رئيس الوزراء الإثيوبي، يقضي هذه الأيام آخر ساعاته في السلطة في انتظار حسم خليفة له، ديسالين تقدَّم باستقالته عن منصبه بكل هدوء، عقب احتجاجات حاشدة عمت البلاد، وهو يقول إنَّ استقالته جاءت بدوافع أن يكون هو جزءاً من الحل.
رغم أنَّ إثيوبيا تقرأ من نفس الكتاب الذي تقرأ منه دول المنطقة، إلاَّ أنَّ ديسالين لم يلجأ إلى خطاب ?الزارعنا غير الله? ولم يلجأ إلى إنزال سيارات بدون لوحات لتوجه رصاصها نحو المتظاهرين لإبادة ما تبقى من عوائق أمام الاستمرار في السلطة، ولم تصدر سلطاته تعليمات ?Shoot to kill? بكل هدوء تقدم باستقالته بعد أيام من الاحتجاجات والإضراب الذي انتهى بالأفراج عن أعداد من السجناء.
وديسالين الذي يحكم منذ 2012م خلفاً لزيناوي قد لا تقدم استقالته حلاً جذرياً، لكنها بالضرورة سوف تفسح الطريق أمام الحل، وبالضرورة بقاؤه سوف يزيد الوضع تعقيداً، إثيوبيا التي تعاني انعدام توازن التنمية وسيطرة قوميات محددة على السلطة والنفوذ.
لكن القضية هنا، أن يصبح الحاكم جزءاً من الحل لا أن يتحول إلى أزمة قائمة بذاتها ويربط كل البلاد بمصيره.
ديسالين، حسب ما توارد، كان سوف يقدم استقالته في المؤتمر العام لحزبه، والمقرر في مارس القادم ليأتي خليفة له من الحزب الذي قبل استقالته الآن وبكل هدوء أيضاً.
إثيوبيا ليست بعيدة من القراءة من نفس الكتاب، سياسياً واجتماعياً، لكنها قفزتْ اقتصادياً، وصُنف اقتصادها من الاقتصادات الأسرع نمواً في أفريقيا.
باختصار استقالة ديسالين استجابة للضغط الشعبي، ولا تقبل أي تفسيرات أخرى.. واللافت أننا كشعب سوداني نكثر من السخرية ضد الآخرين والانتقاص منهم، بينما الشعوب حولنا تتحرك بالآلاف في الشوارع لتنتزع حقها، وتضطر السلطة للاستجابة طوعاً.
هذه ليست أول احتجاجات حاشدة في إثيوبيا، وليست أول حالة طوارئ، الفعل مستمر طالما أنَّ الشعب يثور لأجل حقه ولا يصمت.
الرمال الأفريقية تتحرك حولنا، جنوب أفريقيا عزلت رئيسها، انتهى الأمر بهدوء، ديسالين استقال طوعاً ليصبح جزءاً من الحل، وبهدوء، وقبل ذلك، أزاح الجيش شيخ الرؤوساء الأفارقة، روبرت موغابي، أيضاً بهدوء.
مقاومة الضغط الشعبي مهما طالت فمصيرها الاستجابة، لكن الاختلاف فقط في الثمن الذي تتحمله الشعوب، القائد الحكيم، هو الذي يُخرج بلاده من الأزمات بأقل الخسائر، ولا يقاوم حتى آخر قطرة دم.
التيار
سبقت ان قلت في تعليقي على مقالل عثمان ميرغني يوم امس بعنوان”حكمة ديسالين”
بأن المهاتما غاندي الزعيم الهندي المعروف المتوفى عام 1948م كان قد قال كلمة نفيسة حين سئل عن عوامل نجاح الاعتصام المدني فرد قائلا:
إن نجاح سياسة الاعتصام المدني تعتمد على أن يتمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر).
مشكلتنا في السودان هي مشكلة فكر تسلطي يسعى للحكم وقد حصل عليه ثم يسعى بكل ما اوتي من قوة للإستمرار فيه سواء بالكذب او المسرحيات او القتل او التشريد او التمكين ما تفرق عشان كدا ضرب الامثال لا ينفع والمشكلة ليست والله في البشير فإن تنازل البشير فإن القوم نفسهم هم الذين يحيطون به ويمسكون ولديه الاعمال والامن والجيش وسنخرج من بشير الى بشير اخر أسوا منه.. كما انهم لا يحترمون لا قانون ولا دستور ولا يحترمون الآخر اصلاً.
فهل البشير او الذين تمكنوا من التسلط على فكر البشير لديه ضمير حي يعترفون به بحق الآخر في الحياة ؟ هذه هي المشكلة وأنا متأكد لو تساقط ملوك افريقيا وزعماءها واحدا خلف الآخر وقدم زعماء العالم كلهم استقالته واحد تلو الآخر فإن جماعتنا لن يرف له طرف فإن السلطة والحكم هي قضيتهم الاولى والأخيرة..
ما تتعبوا ساكت مشكلتنا فكرية ما لم تتغير افكار هؤلاء فلا حياة لمن تنادي اطلاقا
مقال رايع وفي الصميم ربنا يولي من يصلح للسودان مع تحياتي لك
سبقت ان قلت في تعليقي على مقالل عثمان ميرغني يوم امس بعنوان”حكمة ديسالين”
بأن المهاتما غاندي الزعيم الهندي المعروف المتوفى عام 1948م كان قد قال كلمة نفيسة حين سئل عن عوامل نجاح الاعتصام المدني فرد قائلا:
إن نجاح سياسة الاعتصام المدني تعتمد على أن يتمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر).
مشكلتنا في السودان هي مشكلة فكر تسلطي يسعى للحكم وقد حصل عليه ثم يسعى بكل ما اوتي من قوة للإستمرار فيه سواء بالكذب او المسرحيات او القتل او التشريد او التمكين ما تفرق عشان كدا ضرب الامثال لا ينفع والمشكلة ليست والله في البشير فإن تنازل البشير فإن القوم نفسهم هم الذين يحيطون به ويمسكون ولديه الاعمال والامن والجيش وسنخرج من بشير الى بشير اخر أسوا منه.. كما انهم لا يحترمون لا قانون ولا دستور ولا يحترمون الآخر اصلاً.
فهل البشير او الذين تمكنوا من التسلط على فكر البشير لديه ضمير حي يعترفون به بحق الآخر في الحياة ؟ هذه هي المشكلة وأنا متأكد لو تساقط ملوك افريقيا وزعماءها واحدا خلف الآخر وقدم زعماء العالم كلهم استقالته واحد تلو الآخر فإن جماعتنا لن يرف له طرف فإن السلطة والحكم هي قضيتهم الاولى والأخيرة..
ما تتعبوا ساكت مشكلتنا فكرية ما لم تتغير افكار هؤلاء فلا حياة لمن تنادي اطلاقا
مقال رايع وفي الصميم ربنا يولي من يصلح للسودان مع تحياتي لك