عبقرية عربي في العزف على الكمان
٭ أثناء جلسة صباحية العيون جمعت بيني وبين الفنان العملاق محمد وردي عليه الرحمة ، قلت له من أين لك بهذا الصوت الذي إذا لامس صخرا أحاله إلي رشفة من ماء زمزم ، فقال لي لقد علمت من عدد من نساء قريتنا أن والدتي كانت تتمتع بصوت رخيم ، إرتحل معها إلا أنها رأت أن تكرمني ببعض من جماله تعويضا لي عن يتم كبير لازمني بعد رحيلها.
٭ كان الحاج أحمد قصاصاً للأثر يعرفه كل المواطنين في كسلا ، كان له عين فاحصة ، يتعرف بها على الأثر ولو كان على صخرة صماء ، وقد إستعانت به شرطة المدينة كثيراً في عدد من الجرائم الغامضة وفجأة غاب عنا الحاج أحمد ، لم نعد نره في شوارع المدينة ، يبحث عن أثر ما ، وبعدها علمنا أنه كشف عن أثر لسارق إتضح أنه كان عزيزا عليه ، فأعلن من يومها عن التوقف نهائيا عن العمل كقصاص على للأثر.
٭ ترى ما هو السبب الذي دفع بالأمير شارلس ولي العهد البريطاني أن يرتبط بإمرأة من عامة الشعب مثل (كاميلا باركر) ، وهي في الخمسين من العمر ، ما الذي جعله يفضلها على المئات من الفتيات من ذوات الدم الملكي الأزرق وهن يتمنين أن يقضين معه ولو ساعة واحدة في قصر بكنجهام ، أقولها بصدق إنه الحب الذي لا يفرق بين الألوان ، فيرى الأسود أبيضاً والأحمر أصفراً ويرى البنفسج في اللون الرمادي ، من هنا يتأكد لنا أن عمى الألوان لا يصيب العيون فقط ، إنما هو أيضا يصيب المشاعر فيجعلها عمياء ولكنها بالحب ترى.
٭ يؤلمني كثيراً أن أرى فناناً تنكرت له الأضواء، يؤلمني أن أراه وقد استولت على وجهه التجاعيد فحولته إلى آهة كبيرة تتصدر الملامح تمر به أفواج الجماهير التي كانت تموت اشتياقاً إلى أغنية يقدمها دون أن تعيره التفاتاً كأنه لم يكن إلا ظلاً تمدد يوماً ثم توارى، ليس هناك ما هو أقسى على جواد طالما اقتنص البطولات أن يتعرض يوماً إلى كسر في الساق فيحكم عليه أن ينام وحيداً في زاوية من اسطبل مهجور.
٭ قال لي أحد الموسيقيين المتخصصين : إن الطريقة التي يحتضن بها عبد الله عربي كمنجته تثير الدهشة تماماً إلى درجة تجعلك تشعر أنه يعزف على أنفاسه وليس على أوتار كمنجة.. وأشار إلى أن الموسيقار المعروف المستر أوشان الأستاذ السابق بكلية الموسيقى.. اقترح على عدد من الأساتذة أن تعتمد طريقة عزف عبد الله عربي على كمنجته كأسلوب جديد لعشاق أوتار الكمان.
٭ هدية البستان :
ايه يضيرك تسأل يوم علي يا غالي
وإنت وحدك عارف همي عارف حالي
كيف أواصل صبري في الطريق الخالي
كيف بدونك تصبح الليالي ليالي
اخر لحظة
يا لك من كاتب مرهف و لو كان المنفلوطي حيّا لقال هي لك
اقتباس:(فقال لي لقد علمت من عدد من نساء قريتنا أن والدتي كانت تتمتع بصوت رخيم ، إرتحل معها إلا أنها رأت أن تكرمني ببعض من جماله تعويضا لي عن يتم كبير لازمني بعد رحيلها)
الصوت لا يوّرث بدليل رأي وردي في أبنه عبد الوهاب بانه لا يصلح للغناء ووردي لا يجامل ابداً.
كـنـت قـريبا من عـالم الـفـن فى حـقـبة اواخـرالـخـمـسـينيات واوائل الـستينيات من القرن الماضى وشاهـدت فعلا الفنان العازف عـربى يمسك آلة الكمان بطـريقة مخـتلفة عـن العازفـين الآخـرين وقـد عـلمت بعـدهـا انه لجـأ الى هـذه الطريقة الشاقة التى لم يـقم اى عازف باتباعـها لأن كـف يـده صغيرة وبالتالى يجد صعـوبة فى وضع اصابع يده فى الموضع الـسليم فى رقـبة الكمان كى تخـرج النغـمة الموسيقية سـلـيمة .وهـذا يمثل عـبقرية للفنان عـربى لأن عـشـقـة لآلـة الكمان واصراره عـلى تـعـلم العـزف عـليها بالرغـم من بعض الموانع الطـبيعية , جعـلـته حالة نادرة مما جعـل الأستاذ ” أوشان ” ان يـقـترح بتـطـبيقها . وهـكذا دائما العـباقـرة فى جميع انحاء العالم تجـدهـم يتحـدون الطبيعة وكل الظروف ويقـهروها باصرارهم وجـديتهم وينجحوا ويقدموا للبشرية روائع الفـنون والأختراعات والأعمال الرائعة . واضـيف بأن الأستاذ والفنان عـربى ابـتـعـث الى فـيـيـنـا عاصمة النـمسا وعاصمة الـموسيقى الكلاسيكية وعاصمة عـباقرة الموسيقـيين وهـذا حـدث لا يعلمه الكثيرين . نـتـمـنى الصحة وطول العمر لهـذا الفنان القامة ونتمنى ان يـتم تكـريمه وزملائه الذين اخـتفـوا من الساحة الفنية لظروف الموت والمرض وظروف الحياة القاسية التى يعـيشها الشعب السودانى . اما عـبقـرى الكـمان فى ذلك الزمان فـهـو العـازف عـبدالرحـمن مصطفى والمـلقـب بـ عـبدالرحـمن” اللغات ”
وهو من بـرى وكان يعـزف مع الفنان الرائع احمد المصطفى عليهم جميعا الرحمة . و اعـتـقـد انه قـد سـبق الفنان عـربى فى
العـزف حـيث كان عـدد العازفـين على آلة الكمان فى ذلك الزمن لا يزيـد عـددهم عـن العـشرة عازفـين . ونـتـساءل اين نقابة الفـنانين من تكريم هـؤلاء العـباقـرة الذين قـدموا روائع الفنون واخـتـفـوا ؟ الا يعـلمون بأنهم سوف يمرون بهـذه التجـربة بعـد حـين ؟
شكرا يا حلنقي علي الواحات الظليله كتابات قصيره كانها قطع من الماس النادر.
الجاء عدم الانقطاع.