الإمارات… من يدٍ بنيناها بالخير إلى يدٍ تزرع الموت في تراب السودان

في البدايات، حين كانت الرمال تبحث عن معنى، والبحر يرسم أحلام المدن الوليدة، كانت أيدي السودانيين هناك، تبني وتعلّم وتُصلّي في الفجر مع المؤسس الشيخ زايد. كان السودان اليد التي امتدت بالخير، حاملةً خبرتها في الطب والتعليم والهندسة، تزرع النخيل وتخطط المدن وتعلّم الأبناء الحرف واللغة والدين.
ولأن الأيادي الطاهرة لا تنتظر الجزاء، مضى السودان يزرع في أرضٍ غير أرضه حبًّا، دون أن يتخيّل يومًا أن تلك الأرض التي احتضنها سترد له الجميل بالقبح المجرد من الإنسانية؛ بالدم والسلاح والنهب والدموع. واليوم، والخراب يملأ الفاشر وأطراف الوطن، تمتد يد الإمارات لا بالخير كما كانت، بل بشرٍّ مدججٍ بالدعم والسلاح والمكر السياسي، لتكون اليد التي تزرع الموت في ترابٍ شارك السوداني في بنائه بالأمس.
يعيش السودان اليوم إحدى أكثر لحظاته قسوةً وامتحانًا في تاريخه الحديث. وطنٌ تُرك وحيدًا في وجه الريح، تتنازعه الأذرع الأجنبية والمصالح المتقاطعة، بعد أن فتك به الداخل وتواطأ عليه الخارج. وفي صدارة هذا المشهد، تقف الإمارات العربية المتحدة، لا كصديقٍ يسعى إلى الإصلاح، بل كقوةٍ تُدير خيوطًا خفية في الظلام، تموّل وتوجّه وتغذّي حربًا جعلت من السودان حقل دمٍ وخرابٍ وتهجيرٍ. لم يعد الأمر خيالًا أو ادّعاءً؛ بل واقعٌ تُثبته تقارير الأمم المتحدة، وتأكيدات من أطرافٍ دولية وإقليمية عن شحنات أسلحة وطرق تمويل وتورطٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ في دعم قوات الدعم السريع التي مزّقت الوطن شرّ تمزيق.
في سنوات النشأة الأولى للإمارات، كان السودانيون هناك في كل بيتٍ ومدرسةٍ ومستشفى ومكتب. كانوا وجوه الثقة، ورسل العلم، وصناع الطمأنينة في أرضٍ كانت تتلمس خطاها نحو الدولة. لكن الزمن دار، فإذا باليد التي حَمَلت البناء تُجزى بالخيانة. تحوّلت الإمارات من شريكٍ في التنمية إلى مُستثمرٍ في الانهيار؛ من دولةٍ تبحث عن الخير إلى قوةٍ تتقن فن التلاعب بخرائط الجغرافيا والسياسة. تغلغلت في الاقتصاد السوداني، اشترت الذهب والموارد عبر صفقاتٍ مبهمة، حتى أصبحت أكبر مستوردٍ لذهب السودان – ذهبٍ مُلطّخٍ بدماء الذين يُستخرج من أرضهم وهم يهربون من بيوتهم المحروقة.
باسم “الاستثمار”، تمّ تبييض الذهب المنهوب الذي كانت شبكات الدعم السريع تنقله إلى دبي، حيث يُعاد تصديره كذهبٍ نظيفٍ للعالم. لم يكن هذا مجرد تعاملٍ اقتصادي، بل منظومةً متكاملةً لتمويل الحرب. تقول تقاريرٌ غربية إن الإمارات وفّرت غطاءً ماليًا ولوجستيًا لقوات الدعم السريع، إما عبر شركات واجهة أو عبر علاقاتٍ مع قادة ميدانيين في تشاد وليبيا. هكذا تحوّل المال إلى رصاصٍ، والذهب إلى رمادٍ، والوعود إلى حرائق في دارفور وكردفان والخرطوم.
وفي قلب هذا المشهد، يقف عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء الأسبق، الذي يشغل اليوم منصب الكرّسي التنفيذي ورئاسة مجلس الإدارة في مركز الإمارات لتنمية واستثمار أفريقيا (CADI)، وهو كيان إماراتيّ يُعنى بتمكين النفوذ الاقتصادي والسياسي في القارة الأفريقية.
أصبحت علاقة حمدوك بالإمارات ذات طابعٍ استراتيجي، تُسهّل صفقاتٍ وتُعبّد طرقًا لمصالحٍ تمتد من الموانئ إلى الذهب إلى النفوذ السياسي، بينما تُغرق الحرب وطنه الأم في الدم. هكذا وجد تحالف صمود، الذي وُلد من رحم الأمل في استعادة الدولة المدنية، نفسه عالقًا بين شعار نبيل ومصالحٍ إماراتية صارخة، في مشهدٍ درامي يضعه تحت سقفٍ واحدٍ مع من يُتهم بتمويل الخراب الذي طال شعبه.
يا للمفارقة الفاجعة: كيف يمكن لتحالفٍ يرفع شعار “الحرية والسلام والعدالة” أن يتخذ من عاصمةٍ تُمَوِّل القتلة مقرًا لإقامته؟ كيف يمكن لمن بنوا المجد على أكتاف السودانيين أن يصمتوا وهم يرون أطفال السودان يُساقون إلى المقابر بأموال من خزائن تلك الدولة نفسها؟ إنه صمتٌ لا يبرره الحياء السياسي، بل يُدينه الضمير الوطني.
تُصدر الإمارات من جهةٍ بياناتٍ ناعمة عن “دعم الاستقرار الإقليمي” و”الجهود الإنسانية في السودان”، ومن جهةٍ أخرى تتهمها الخرطوم رسميًا بإطالة أمد الحرب وتغذية الفصائل المسلحة. تُرسل شحناتٍ تحت غطاء “المساعدات”، فتصل ذخائر وعتاد، وتتحول طائرات الإغاثة إلى خطوط إمدادٍ غير معلنة.
هكذا تُقتل الأمهات ويُغتصب النساء وتُهجّر الأسر، فيما تقف أبوظبي على أطلال الخرطوم تُلقي الخطب عن السلام. أيُّ نفاقٍ أكبر من هذا؟ما بدأته الحركة الإسلامية قبل عقود، حين صنعت مليشيا الدعم السريع لتكون عصاها الغليظة، استكملته الإمارات حين وجدت في هذه المليشيا الذراعَ التي تنفّذ بها مشروعها الخفي في السودان.
لقد ورثت الإمارات الخراب السياسي الذي خلّفته الإنقاذ، واستثمرته بذكاءٍ قاسٍ لتُبقي السودان هشًّا، تابعًا، بلا قرار. فالسودان الذي كان يمكن أن يكون سلة غذاءٍ للعالم، صار ساحة حربٍ تُدار من الخارج، ودم أبنائه يُستبدل بالنفط والذهب والنفوذ.لم يعد الصمتُ ترفًا ولا المواربة خيارًا. فالإمارات اليوم ليست راعية سلامٍ كما تزعم، بل فاعلٌ أساسي في المأساة السودانية، تموّل وتُوجّه وتؤجّج النار التي تلتهم الإنسان والأرض.
أما تحالف صمود فصار جسرًا مشحونًا بالتناقض بين المبادئ النبيلة والمصلحة العارية، بعد أن خرج من رحم الأمل في استعادة الدولة المدنية، فإذا به يلتصق بعاصمةٍ تُموّل القتلة وتغذّي الحرب التي تمزّق وطنه الأم.السودان اليوم يقف عند مفترق طرقٍ، لكن عينه ما زالت مفتوحة: إذا احمرّت، فإنها تعرف كيف تعضّ.
لن يكون السودان جسرًا لقيام إمبراطورياتٍ صغيرة على جثث أبنائه، ولن يسمح أن يُدار من عواصم ترفل في الذهب بينما يدفن هو أبناءه في التراب. من أراد الخير للسودان فليضع سلاحه، ومن أراد الذهب فليعلم أن الذهب لا يلمع في دماء الأبرياء.
السودان لا يُشترى، ولا يُغزى بالوهم، ولا يُهزم وهو يملك إنسانه — ذلك الإنسان الذي ما زال، رغم الجوع والنزوح والخذلان، يحمل في عينيه ضوء الخلاص.




السؤال المحير، لماذا هؤلاء العباقرة الذين بنوا و عمروا الإمارات يمتلكون اخرع دولة علي البسيطة اليوم !!
الجواب : عندما يكون كل حدك هو الخطب و الفذلكة فأنت موهوم لن تجد كرامة في حياتك . و ها أنت هو ما عليه
تبني شنو أنتم كنتم مرتزق بالجيش الإماراتي مرتزق بالجيش يقول انا بنيت ، الامارات بناها أبناءها وحكمة حكامها وحكمائها الآن الخواجات ينبهرو من بالإمارات لان اي شي هناك أحدث بالعالم ، أنتم مشهورَن بين البشر بانكم منانون نحنا ونحنا وعملنا كذا وكذا
تبني شنو أنتم كنتم مرتزق بالجيش الإماراتي مرتزق بالجيش يقول انا بنيت ، الامارات بناها أبناءها وحكمة حكامها وحكمائها الآن الخواجات ينبهرو من بالإمارات لان اي شي هناك أحدث بالعالم ، أنتم مشهورَن بين البشر بانكم منانون نحنا ونحنا وعملنا كذا وكذا
مشكلتنا أننا نتعامل بردود الأفعال وننسى الأفعال!
من الذي أنشأ ودرب وساعد على توالد وتكاثر الجنجويد في السودان؟ إنها حكومة السودان؛ حكومة الإنقاذ..من الذي أرسل الجنجويد كمرتزقة لحرب اليمن؟ إنها حكومة السودان؛ حكومة الإنقاذ..تمويل الإمارات للجنجويد وتوفير العتاد الحربي له ليس جديداً، بل منذ العام 2003 حتى حرب اليمن وإلى اليوم! عندما حاولت بعض الدول إدانة قوات الجنجويد في مجلس الأمن، من خلال إصدار قرار من المجلس بتوصيفها كمنظمة إراهابية، دافع عنها ممثل السودان الدائم في مجلس الأمن وأسقط القرار..حينها، إمتدح الفاتح عزالدين أمين المجلس الوطني، ذاك الدفاع في جلسة مذاعة سمعها أغلب المتابعين.
لماذا التباكي اليوم واتهام الإمارات كممول وداعم للجنجويد؟!
هذه حرب داخلية، من صنع السودانيين أنفسهم، ليس للخارج دخل فيها.
مشكلتنا أننا نتعامل بردود الأفعال وننسى الأفعال!
من الذي أنشأ ودرب وساعد على توالد وتكاثر الجنجويد في السودان؟ إنها حكومة السودان؛ حكومة الإنقاذ..من الذي أرسل الجنجويد كمرتزقة لحرب اليمن؟ إنها حكومة السودان؛ حكومة الإنقاذ..تمويل الإمارات للجنجويد وتوفير العتاد الحربي له ليس جديداً، بل منذ العام 2003 حتى حرب اليمن وإلى اليوم! عندما حاولت بعض الدول إدانة قوات الجنجويد في مجلس الأمن، من خلال إصدار قرار من المجلس بتوصيفها كمنظمة إراهابية، دافع عنها ممثل السودان الدائم في مجلس الأمن وأسقط القرار..حينها، إمتدح الفاتح عزالدين أمين المجلس الوطني، ذاك المدح في جلسة مذاعة سمعها أغلب المتابعين.
لماذا التباكي اليوم واتهام الإمارات كممول وداعم للجنجويد؟!
هذه حرب داخلية، من صنع السودانيين أنفسهم، ليس للخارج دخل فيها.
هذا هو التضليل بعينه. اختزال كل اهوال الحرب المستمرة منذ عامين ونصف العام اختزالها فقط في الدعم الاماراتي هو تضليل ومجرد هراء. يا رجل استحي فانت لا تخاطب مجموعةالبلهاء