أخبار السودان

بعد رفع الحصار … من سيرفع الظلم عن أهل السودان؟؟

غالب طيفور

لم يكن قرار رفع العقوبات المفروضه من قبل الإدارة الامريكيه مفاجئا لأحد ، قياسا علي ما قامت به حكومة الانقاذ من تنازلات معلنه وسريه ، وما التزمت به من تغيير سياساتها كلية ، وقياسا لما حققه الابتزاز الامريكي باستعمال العصا ، وارجاء الجذرة وحصوله علي كل ما سعي له طيلة سنوات الحظر .
دعونا من الاندفاع العاطفي الذي عرفنا به ، ولنتساءل ماهي أسباب العقوبات اولا ؟
ومن الذي تسبب في تخريب علاقات السودان الخارجية ؟
ومن المسئول عن ما آل اليه الحال في البلاد ؟
ومن الذي دفع الثمن الباهظ وتحمل الفقر ، والمرض ، والجوع ؟
قبل الإجابه علي هذه الاسئلة المشروعه ، نؤكد اننا نقف بكل ما اوتينا من قوة مع شعبنا الكريم ، ونسعي بكل السبل لازالة ما يعترض طريقه نحو الرخاء ، والتقدم ، والنماء ، وإلا لما دفعنا ثمن معارضتنا لهذا النظام الغاشم غربة ، وبعدا” عن الأهل ، والديار ، ونؤكد ان ارواحنا ودمائنا مبذولة في سبيل ان يعود للوطن مجده ، ولانسان السودان عزته وكرامته المسلوبه .
ليسأل كل منا نفسه قبل ان يسأل الاخرين …
أين ذهبت اموال البترول التي تقارب المائة مليار دولار ؟
أين ذهبت عوائد الذهب ؟
هل تذوق احدكم طعم فوائدها ؟
الكل يعرف اين ذهبت وكيف تسربت الي الخارج أرصدة باسم لصوص الانقاذ ، واشقاءهم ، وابناءهم ، وزوجاتهم ، وكيف اضحت عمارات وبنايات ، ومركبات ، فارهه ، ومزارع ، وشركات وحلي ومجوهرات تزين الاجياد ؛ وتلتف حول الرقاب ، وتملأ المعاصم وحتي الأرجل نالت حظها من الزينة !!.
ومابقي من مغانم الداخل اشتروا به ضعاف النفوس من الاحزاب ، التي جردوها من كل مصدر للدخل فاكتفي الطائفيين بما تجود عليهم الانقاذ من فتات مع بعض المناصب ، فاصبح الابن يقبض لقاء ذلك ، والاب يقبض سرا ، وسلم بعض المقاتلين المنشقين من حركات دارفور ، وغيرها انفسهم لقاء بعض الدراهم .
أما ماتبقي فقد وهبه البشير للمليشيات بلا حساب .
الخاسر هنا هو الشعب الذي ترك نهبا” للفقر ، والغلاء ، والجوع ، والمرض .
من المستفيد من رفع العقوبات ؟ انهم بالقطع الذين لم يتأثروا بالعقوبات اصلا ، فقد اتتهم هذه المره ما كانوا يتطلعون اليه مزيد من النهب ، والذي سيرسل في امان الي المصارف العالميه ، وبيوتات المال الامريكيه ، والخاسر هو الشعب !.
لانريد لشعبنا أن يحبط اكثر مما أحبط ، ولا نريد لشعبنا أن يصاب بفقدان الأمل ، ولكنها الحقيقه والتي يجب ان تقال .
اننا نأمل ونثق في شعبنا والحل ليس بيد (امريكا) التي يحق لها ان تفرح اكثر منا ، لانها نالت مبتغاها ، وستبقي ابواب الوطن مشرعه امامها لتغرف المزيد ، وتتمتع به ثالثة الأثافي ابقت (امريكا) حزمتين من العقوبات في يدها ؛ لمزيد من الخضوع والابتزاز ، فاسم السودان لا زال في قائمة الدول الراعيه للارهاب ، والمحكمه الجنائية ما هي الا كرت ضغط تلوح به عند الضرورة ، وتنادي كاذبة بعدم الإفلات من العقاب (ارجع للنسخه الصادرة من البيت الابيض ).
اما عن حقوق الانسان التي تقول (امريكا) انها قد تحسنت فقد كانت فرية كبري ، ولعلكم ترون باعينكم ما يحدث ولستم في حاجه لتذكير او اثبات .
لا نعرف ما قدمته حكومة البشير من تنازلات تحت الطاولة
لامريكا وكما قال (طرفة بن العبد) :
ستُبْدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً **
ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ **
ويأتيكَ بالأنباءِ من لم تَبعْ له **
بَتاتاً ولم تَضْربْ له وقتَ مَوْعدِ **

ونعتذر لابناء الوطن عندما نقول ان ازالة الحظر الذي فرضته امريكا لن تنجيكم من جحيم عصابة (البشير) فقد حققت امريكا ما تصبو اليه ، وتجاهلتكم ، و(البشير) وعصابته لن يرفعوا احذيتهم من علي أعناق الوطن ، ولن تخرجوا غدا لتجدوا ان الرخاء قد عم ، وان الجنيه قد استعاد عافيته ، فالمضاربين فيه هم النافذين واتباعهم ولن يتغير شئ .
طالما ان (امريكا) تكرمت علي الانقاذ برفع العقوبات ، فمن يتكرم برفع الظلم ، وانهاء الطغيان ، والفساد ، واعادة العدالة الاجتماعية – وتوزيع فرص العمل – وتنظيم الكفاءات ؛ وإستغلالهم في إدارة عجلة البلاد – وادراجهم في تخصصاتهم – ونبز العنصرية – والجهوية – والقبيلية – وايقاف الحروب – والابادات الجماعية – وفتح مسارات الاغاثة – ومنح الحريات العامة – وإطلاق سراح المعتقلين – وتحسين الادارات العمل المبنية علي الجهوية – والمحاباة والدهنسة ، والروابط الاجتماعية ؛ وهذ لن يتاتى الا عبر ثورة شعبية ، فلم تخن ظننا يا (ترامب) ، بأن تحقق مصلحة شعبك .
ومصلحة شعبنا تكمن في ارادته ، وعزيمة بنيه ، والله بالغ نوره …

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كنت محق في كل كلمه كتبتها يااستاذ .أمريكا والغرب تهمهم في المرتبه الأولي مصالح شعوبها وهذا شي طبيعي لمن يملك ذره صغيره من الوطنيه .هل كنتم تتوقعون أن يكونوا أحن عليكم من ابناء جلدتكم.أخص عليكم ياكيزان هل يكون هكذا رد الجميل لبلدكم وشعبكم.لقد ترعرعتوا وتعلمتوا وأكلتوا وشربتوا من خيرات هذا الوطن.والله أن المستعمر ماكان ليفعل مافعلتموه بأرض وشعب محتل.ولكن لحكمه يعلمها الله وحده لماذا إبتلا سبحانه وتعالي هذا الشعب بهذا الإبتلاء.ولكن هذه المحنه غربلت وأسقطت كل الأقنعه المزيفه .وأظهرت من هم الخونه وعديمي الضمير والوطنيه ومن هم الشرفاء وأصحاب الضمائر اليقظه.ولولا هذه المحنه والأبتلاء لما عرف الشعب من هو الرخيص ومن النفيس.لن ينصلح حال الشعب والوطن ولو رفعت العقوبات مئات المرات فالعفن ينبت العفن وللخبيث الف راس ويد كلما قطعت راس نبت من جديد.التضحيه والفداء هو السبيل الوحيد للخلاص .تسلحوا وقاوموا والله أنهم حريصين علي الدنيا ولن يصمدوا أمامكم أشباه الرجال هؤلاء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..