تفكيك خطاب الوثبة..الناس وكل الناس!!

من المعلوم أن كل الحكومات الرشيدة تعمل علي تحقيق الأهداف الإستراتيجية لدي شعوبها والتي تتمحور في السلام،العداله،المساواة،الديمقراطية،حرية التعبير والإعتقاد…الخ وتعد هذه الامور شأن كل من يتولي زمام السلطة،وكذلك من الأولويات المهمة التي لا يتطلب الحديث فيها بقدر ما يتوجب إنزالها كبرامج فعلية علي الأرض دون رياء ،بالإضافة الي ترسيخها كمناهج اساسية متينة قابلة للتطوير في كل زمان ومكان.
وفي تقديري ان غالبية القوي السياسية متفقةحول المبادئ السامية والثوابت الوطنية ولكنها تختلف في كيفية تطبيقها كل حسب رؤيته السياسية ومنهجه إن وجد!!
ومن المنطلق أعلاه وما أفرزته قنوات الإعلام من ضجيج ثاقب إزاء خطاب رئيس الجمهورية لأكثر من أسبوع والتبشير بقنبلة البشير القاتلة وتأكيدها مرارا وتكرارا علي أنها مفاجأة من العيار الثقيل وها قد كان!!والأكثر غرابة كانت في مزاد علني وسط حضور مكثف من القوي السياسية ولاسيما خصومه السابقين والحديثين من تيارات الإسلام السياسي ،والمدهش في الأمر لغة الترميز التضليلي الذي ظل يمارسه تلفزيون السودان المزيف بتقديم الأغاني الوطنية واحدة تلو الأخري مما يجعل الكثيرين يعتقدون ويتكهنون بأن هنالك أمر جلل سوف يحدث وربما يحدث تحولا جذريا في خارطة السياسة السودانية العقيمة ،بفتح منافذ جديدة ترقي لممارسة العمل السياسي بصورة رشيدة دون إقصاء للأخر،ولكن تمخض الجمل فولد فارا والحصيله كانت صفرا كبيرا وصدمة غير مسبوقة للشعب السوداني في القرن الواحد والعشرين كما توقعه ذوي الألباب الذين يعرفون المؤتمر الوطني عن كثب.فما من عاقل كان يتوقع مثل هكذا خطاب في هذه الظرفية التاريخية الحرجه،إذ اتسم بالتعميم والتطويل دون جدوي بالإضافه الي أنه فضفاض وخالي من الموضوعية والتشخيص الدقيق للمضامين والجوهر مما يجعله حصة مطالعة تفتقر لادبيات الغةالعربية،كما سبب توتر عصبي حاد للسامعين وادخلهم في حالة يأس وإحباط حرم الكثيرين النوم طيلة ليلة الأمس.
ويعد تكرار الخطب الجوفاء دلالة كبري علي حالة العقم الفكري والمعرفي الذي يعانيه النظام رغم تربعه علي السلطة أكثر من عقدين!والتغيير الأخير في صفوفهم فيما عرف بالحكومة الجديدة غير دليل يبرهن عدم إكتسابهم لاي خبرة تذكر ولكنها لغة العساكر في تربصها القديم!؟
إذن طالما ظل المؤتمر الوطني يمارس عادته القديمة متنكرا لأخطائه السياسية والفكرية وعازما علي تعميم المشاكل للجميع ،فيما يخص إنفصال البلاد وتعدد جبهات القتال وتدهور الإقتصاد الذي أورث الفقر وجعل السودان إحدي مستوطناته الدائمة،بالاضافة الي التراجع المريع في التعليم ،الصحة،والخدمات الأساسية للمواطن،وكذلك إحترام الأجانب أكثر من المواطنيين ،ثم التضيق علي المختلفين معهم في الرأي ووصفهم بالطابور الخامس ومساومتهم في شراء ذممهم أو إجبارهم علي الهجرة خارج البلاد،والجدير بالذكر هو عبثهم الدائم بسمعة السودان في المحافل الدولية ووضعه مرارا وتكرارا في منضدة مجلس الأمن الدولي،كما يحلو لهم حين توصم بالدولة الفاشلة المرتكبة لجرائم الحرب أو بالدولة الراعية للإرهاب،بالإضافة لإحتلال المركز الأول في الدول الأكثر بشاعة في ممارسة العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين،وثورة سبتمبر خير دليل علي ذلك ،بربكم هل وجدتم وحشية تصل لحد إغتيال أطفال المدارس وإصابتهم بأعيره نارية مباشرة في الرأس والصدر!!
ويقيني أن زمن الإستماع الي فرية وزبانية المؤتمر الوطني قد وليء وفرصة الأمس كانت الأخيرة لهم لتقديم الحلول الجذرية حول الواقع السياسي المتأزم بالبلاد ،فيما يتعلق بإنشاء دستور جديد للبلاد بمشاركة كافة القوي السياسية يحل محل الدستور الإنتقالي القديم من ثم تتوالي الحلول لبقية القضايا العالقة،إلا أنهم مازالوا يتخندقون في طغيانهم القديم مقسمين الناس لاقسام عديدة ناس ناس وناس ما ناس وناس وكل الناس بفذلكه لايعرفونها!!،مما يعد هذه بشري أخري للشعب السوداني لإستئصال النظام من جذوريه ورميه غير مأسوف عليه في مزبلة التاريخ،من أجل تطهير البلاد وبناء وطن يسع الجميع،وطن بالفيهو نتساوي نحلم نقرأ نداويء ،مساكن كهربه وموية،مكان السجن مستشفي ومكان المنفي كلية،ومكان الطلقة عصفورة تغرد حول نافورة ويبقي ده وطننا البنحلم بيهو يوماتي وطن عالي ،وطن عاتي ،وطن خير ديمقراطي،وكشعب سوداني أصيل أكيد لنا القدرة لبناء سودان العزة والكرامة وكذلك بناء أمة سودانية قوية زاخرة بالتعدد والتنوع نفاخر بها جميع شعوب العالم ،لذا هلموا للتغيير ولتستمر الثورة ومن فاته شرف القضية ،يجب أن لا يفوته شرف الموقف.
بقلم/صالح مهاجر
28/1/2014
جوبا
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ننا البنحلم بيهو يوماتي وطن عالي ،وطن عاتي ،وطن خير ديمقراطي،
    شكرا صالح علي الفكر النييروط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..